موضوع: فوائد من ذكرى الإسراء والمعراج السبت 2 يناير 2010 - 21:29
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير﴾
مقدمة:
اعلم أنّ عروجه إلى بيت المقدس ، ثم إلى السماء في ليلة واحدة بجسده الشريف ، مما دلّت عليه الآيات والأخبار المتواترة من طرق الخاصة والعامة ، وإنكار أمثال ذلك أو تأويلها بالعروج الروحاني أو بكونه في المنام ينشأ إما من قلّة التتبّع في آثار الأئمة الطاهرين ، أو من قلّة التديّن وضعف اليقين ، أو الانخداع بتسويلات المتفلسفين .
والأخبار الواردة في هذا المطلب لا أظنّ مثلها ورد في شيء من أصول المذهب ، فما أدري ما الباعث على قبول تلك الأصول وادّعاء العلم فيها والتوقف في هذا المقصد الأقصى ؟..فبالحري أن يقال لهم : أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟
وأما اعتذارهم بعدم قبول الفلك للخرق والالتيام ، فلا يخفى على أولي الأفهام أنّ ما تمسكوا به في ذلك ليس إلا من شبهات الأوهام ، مع أنّ دليلهم على تقدير تمامه إنما يدلّ على عدم جواز الخرق في الفلك المحيط بجميع الأجسام ، والمعراج لا يستلزمه ، ولو كانت أمثال تلك الشكوك والشبهات مانعةً من قبول ما ثبت بالمتواترات ، لجاز التوقف في جميع ما صار في الدين من الضروريات.
فوائد من ذكرى الإسراء والمعراج
الرسول الأعظم خير البشر جميعا
قال الصادق : لما عُرج برسول الله انتهى به جبرائيل إلى مكان فخلى عنه ، فقال له : يا جبرائيل !.. أتخلّيني على هذه الحال ؟.. فقال : إمضه ، فو الله لقد وطأتَ مكانا ما وطأه بشرٌ ، وما مشى فيه بشر قبلك.
الرسول الأعظم أعلى الأنبياء والرسل مرتبة
قال رسول الله : لما أُسري بي إلى السماء ما سمعت شيئاً قطّ هو أحلى من كلام ربي عزّ وجلّ ، فقلت : يا ربّ !.. اتخذت إبراهيم خليلاً ، وكلّمت موسى تكليماً ، ورفعت إدريس مكاناً علياً ، وآتيت داود زبوراً ، وأعطيت سليمان مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، فماذا لي يا ربّ ؟!.. فقال جلّ جلاله : يا محمد !.. اتخذتك خليلاً كما اتخذتُ إبراهيم خليلاً ، وكلّمتك تكليماً كما كلّمتُ موسى تكليماً ، وأعطيتك فاتحة الكتاب وسورة البقرة ولم أعطهما نبياً قبلك ، وأرسلتك إلى أسود أهل الأرض وأحمرهم ، وإنسهم وجنّهم ، ولم أُرسل إلى جماعتهم نبياً قبلك. وجعلت الأرض لك ولأمتك مسجدا وطهورا ، وأطعمت أمتك الفيء ولم أحلّه لأحد قبلها ، ونصرتك بالرعب حتى أنّ عدوك ليرعب منك ، وأنزلت سيد الكتب كلّها مهيمناً عليك قرآنا عربياً مبيناً ، ورفعت لك ذكرك ، حتى لا أُذكر بشيء من شرائع ديني إلا ذُكرتَ معي.
نعوذ بالله من النار
قال الباقر : إنّ رسول الله حيث أُسري به ، لم يمرّ بخلق من خلق الله إلا رأى منه ما يحبّ من البِشر واللطف والسرور به ، حتى مرّ بخلق من خلق الله ، فلم يلتفت إليه ولم يقل له شيئا ، فوجده قاطباً عابساً ، فقال : يا جبرائيل !.. ما مررت بخلق من خلق الله ، إلا رأيت البِشر واللطف والسرور منه إلا هذا ، فمَن هذا ؟.. قال : هذا مالكٌ خازن النار ، وهكذا خلقه ربه ، قال : فإني أحبّ أن تطلب إليه أن يريني النار ، فقال له جبرائيل : إنّ هذا محمد رسول الله ، وقد سألني أن أطلب إليك أن تريه النار ، فأخرج له عنقا منها فرآها ، فلما أبصرها لم يكن ضاحكا حتى قبضه الله عز وجلّ.
حب علي بن أبي طالب
قال النبي : ليلة أسري بي إلى السماء فبلغت السماء الخامسة ، نظرت إلى صورة علي بن أبي طالب ، فقلت : حبيبي جبرائيل ما هذه الصورة ؟.. فقال جبرائيل : يا محمد !.. اشتهت الملائكة أن ينظروا إلى صورة علي فقالوا : ربنا إنّ بني آدم في دنياهم يتمتعون غدوةً وعشيةً بالنظر إلى علي بن أبي طالب ، حبيب حبيبك محمد ، وخليفته ووصيه وأمينه ، فمتّعنا بصورته قدر ما تمتع أهل الدنيا به !.. فصوّر لهم صورته من نور قدسه عزّ وجلّ ، فعلي بين أيديهم ليلاً ونهاراً يزورونه وينظرون إليه غدوةً وعشيةً.
يتبع
تحياتي
أشرف على
admin
عدد المساهمات : 27639 نقاط : 60776 تاريخ التسجيل : 04/09/2009 الموقع : http://elawa2l.com/vb