ستخبارات مصلحة السجون الإسرائيلية أنهم عزلوا الشيخ الشهيد أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة المقامومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في سجن (هداريم) بشروط قاسية جداً في قبو بلغت درجة حرارته في الصيف 45 درجة.
وأكد المستشارالنفسي والعميد السابق في الشرطة "تسفيكا سيلع" أنه كان الإسرائيلي الوحيد الذي التقى الشيخ الشهيد ياسين مؤسس حركة حماس ضمن لقاءات أسبوعية متتالية طيلة ثلاث سنوات، حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقال سيلع لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي أجرت معه لقاء موسعاً نشرته في عددها الصادر الثلاثاء "إنّ الشيخ ياسين كان يتمتع بشخصية قوية جداً ويسيطر على ما يجري داخل السجون وخارجها".
وأضاف "احتجزنا الشيخ ياسين في سجن هداريم بشروط قاسية جداً بل أذقناه الموت فحرمناه الزيارات وعزلناه طيلة خمس سنوات في قبو بلغت درجة حرارته في الصيف 45 درجة .. فيما ساد برد مرعب في الشتاء وامتنعنا عن تنظيف القبو".
وأكد الضابط الإسرائيلي أن الشيخ ياسين كان رجلاً حكيماً ونزيهاً جداً وسادت بيننا حرب دماغية وفي نهاية كل مواجهة دماغية بيننا كنا نعرف أن أحداً سيموت إما في الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي".
وتابع"حينما كنت أقول له أوقفوا تفجيرالحافلات وقتل النساء والأطفال كان يجيب: لدينا من نتعلم منه فقد أقمتم دولة بالقوة العسكرية ونحن نقتل أطفالكم ونساءكم من أجل بناء دولتنا .. أما أنتم فتفعلون ذلك من أجل الاحتلال .. وقد أنشأتم دولة وأنتم قذرون ومتلونون".
يشار إلى أن إسرائيل نفذت عملية اغتيال للشيخ أحمد ياسين (65 عاماً) بعد مغادرته من أداء صلاة الفجر في مسجد المجمّع الإسلامي الكائن في حي الصبرة في قطاع غزة في 22 مارس 2004 حيث أطلقت مروحية ثلاثة صواريخ استهدفت الشيخ وعدداً من مرافقيه.
وقد
على هذه العملية رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون وجراء هذه الجريمة استشهد الشيخ ياسين في لحظتها وجرح اثنان من أبنائه في العملية واستشهد معه سبعة من المواطنين ومن مرافقيه.
كما كشف المستشارالنفسي والعميد السابق في الشرطة "تسفيكا سيلع" النقاب عن أن الشيخ ياسين رفض مساومة إسرائيليةً بإطلاق سراحه مقابل الكشف عن جثة الجندي الإسرائيلي إيلان سعدون الذي تم أسره وقتله ولم يعرف مكان دفن جثته".
وقال الضابط الإسرائيلي " قال لي الشيخ أحمد ياسين ذات مرة : أنت تعرف مدى قسوة شروط أسري واشتياقي للحرية ولا يوجد أحد في العالم مطلع على الحقيقة مثلك .. وتعرف حجم أشواقي إلى أحفادي ومحبتي لهم وحلمي بشم رائحتهم ولكن الاقتراح بمبادلتي بجثمان مهين ومرفوض".
وأضاف الشيخ ياسين ـ وفق رواية الضابط الإسرائيلي ـ "سأعطيك الجثمان لأنك تطلب ذلك .. فنحن ندرك وجع العائلة .. ولكن عدني ألا تطلق سراحي مقابل جثمان الجندي .. ثم هل تعدني في حال مت داخل السجن بأن تبلغ عائلتي كم كنت مشتاقاً إليهم وأحبهم".
جدير بالذكر أنه أطلق سراح الشيخ ياسين فجر يوم الأربعاء الأول من أكتوبر 1997 وأبعد إلى الأردن بعد ثمانية أعوام ونصف العام من الاعتقال بتدخل شخصي من العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال.
وكانت عملية فاشلة قام بها جهاز "الموساد" الإسرائيلى لاغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الأردنية (عمان) أثارت غضب الملك الحسين الذي طالب بالإفراج عن الشيخ أحمد ياسين مقابل إطلاق عميلي الموساد الإسرائيليين اللذين أوقفا في الأردن.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط