في الدنمارك الاغلبيه تؤيد بناء المساجد والفاتيكان يعترض علي حرمان المسلمين من اقامه شعائرهم الدينيه

بعد أسابيع قليلة من تصويت أغلبية الناخبين السويسريين لصالح حظر بناء مآذن جديدة في بلدهم، أظهر استطلاع للرأي عرض نتائجه التلفزيون الدنماركي أن ثلثي الدنماركيين يؤيدون بناء المساجد في بلدهم، على عكس الاستطلاعات السابقة التي أعطت نتائج مغايرة.

وفي تصريحات صحفية الإثنين 28-12-2009 اعتبر الخبير في الشئون الإسلامية بالدنمارك، يورن بيك سيمينسون، أن هذه النتائج تمثل "تغيرا في وجهة نظر الدنماركيين حول الإسلام والمساجد".

وأضاف سيمينسون أنه "في البداية كانت هناك معارضة شديدة لبناء المساجد، ولكن بعد أن اتضح عدم خطورة بناء المساجد، نستطيع القول إن الاستعداد لقبول المساجد بدأ في الازدياد"، بحسب موقع "أخبار الدنمارك" اليوم.

من جانبها، أعربت المتحدثة باسم الوقف الإسكندنافي في الدنمارك عن رضاها عن هذه النتائج، قائلة في تصريح صحفي: "لا أستطيع فهم من يريدون أن يعيش المسلم الدنماركي في الخفاء. إن بناء مسجد في مدينة كوبنهاجن سيضيف لها رونقا وإشعاعا جديدا سيدلل على أنه يوجد مكان للمساجد في الدنمارك".

حملة ضد المساجد

طالع أيضا:
حزب دنماركي يطلق حملة ضد بناء المساجد
ماذا بعد حظر بناء المآذن في سويسرا؟

وجاء هذا الاستطلاع بعد أسابيع من إطلاق حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف، الداعم الأساسي للحكومة في البرلمان، وثالث أهم الأحزاب في البلاد، حملة إعلامية ضد بناء المساجد في البلاد.

ونشر الحزب في سبتمبر الماضي إعلانا تحت عنوان "لا للمساجد الكبرى في المدن الدنماركية" في عدة صحف شغلت صفحة كاملة تحمل صورة المسجد الأزرق في مدينة إستانبول التركية وفوق قبته سيفان.

وكتب في الإعلان: "وحده حزب الشعب الدنماركي الذي صوت ضد المشروع (المقترح لبناء أول مسجد في الدنمارك) لأن الأموال لتمويل المسجد تأتي من عدة أنظمة بينها نظام الرعب في إيران".

وحذر الحزب من بناء مسجد جديد "سيرى النور خلال ثلاث سنوات في كوبنهاجن تموله السعودية ذات النظام الدكتاتوري"، على حد تعبير الحزب. في المقابل انتقد مسئولون محليون في كوبنهاجن، بينهم مساعد رئيس البلدية، هذه الحملة، مؤكدين أن بناء مسجد في كوبنهاجن يجعل من المدينة رمزا للتعددية الثقافية.

الرسوم المسيئة

يشار إلى أن العلاقات بين الدنمارك والعالم الإسلامي شهدت توترا في السنوات الأخيرة منذ أن نشرت صحيفة دنماركية رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ ما أثار احتجاجات واسعة النطاق في عدة دول إسلامية.

ويقدر عدد المسلمين في الدنمارك بنحو 200 ألف نسمة (دون تصنيفات مذهبية واضحة) من مجموع السكان البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة، ويمارس المسلمون شعائرهم في أماكن مخصصة للصلاة في شقق أو ساحات خالية.

وكان 57.4% من الناخبين السويسريين قد صوتوا في استفتاء في التاسع والعشرين من الشهر الماضي لصالح حظر بناء مآذن جديدة؛ الذي اقترحه حزبا "الشعب السويسري"، و"الاتحاد الديمقراطي الفيدرالي" اليمينيان، تمهيدا للنص في الدستور على هذا الحظر.

ولاقت نتيجة الاستفتاء انتقادات ورفضا من الحكومة السويسرية وحكومات وكنائس في أوروبا وبلدانا عربية وغربية أخرى، من بينها الحكومة الفرنسية، والكنيسة الكاثوليكية المصرية، بالإضافة إلى اعتراضات من الفاتيكان والأمم المتحدة، وهيئات دولية أخرى، باعتبارها حرمانا من الحريات الدينية.