منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قلعة تبنين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
السيد الديب
عضو ذهبى
عضو ذهبى
avatar


عدد المساهمات : 245
نقاط : 741
تاريخ التسجيل : 18/12/2009

قلعة تبنين Empty
مُساهمةموضوع: قلعة تبنين   قلعة تبنين Emptyالإثنين 28 ديسمبر 2009 - 18:34

اذا وقف الانسان على أحد الابراج الجنوبية لقلعة تبنين يشاهد الوادي الممتد من شمالي شرق بلدة حاريص الى محلة بركة الصوان مفرق بلدتي شقرا – برعشيت والبالغ طوله قرابة سبعة كيلومترات. هذا الوادي كان ولايزال يسمى ويعتبر خط الدفاع الاول لما خلفه من الناحية الشمالية للأراضي اللبنانية. وهو لا يبعد عن الحدود الفلسطينية سوى قرابة ثمانية كيلومترات (خط نار). كما ان الناحية الشرقية لجهة بلدة شقراء كانت في السابق ممراً للقوافل القادمة من فلسطين عن طريق الحولة والمتجهة اليها عن طريق سهل الخان الكائن في أسفل قلعة تبنين للناحية الجنوبية الشرقية. يؤكد ذلك ابن جبير في رحلته. لذلك اعتنى الأقدمون ببناء القلعة في موقعها الحالي. ويقال انها فينيقية ومن ثم جدّد بناءها الرومان. ويذكر الدكتور فيليب حتّي انها من حزائيل بن بنجدد، ولا يشك الاستاذ حسين نعيم انها تعرضت للهدم تكراراً على يد ملوك الاشوريين والكلدانيين وهم في طريقهم الى صور، ثم يذكر انه اعيد ترميمها في العصر اليوناني الروماني ووضعت فيها حامية عسكرية لحماية القوافل المتجهة الى المدن التجارية إستناداً الى مقالة تبنين في دائرة المعارف الاسلامية. وقد أرّخ لهذه القلعة المؤرخ وليم الصّوري الذي عاصر الحروب الصليبية وشهدها وسجّل وقائعها بنفسه. وذكر ان قلعة تبنين قد شيّدها (هوغ ري سان أومير) الحاكم الصليبي لمدينة طبريا في فلسطين عام 1107م. وورد ايضاً في بعض كتب التاريخ انها بنيت عام 1104م ولعله بدأ في بنائها عام 1104م وانتهى عام 1107م. وكان الصليبيون قد احتلوا صيدا وبيروت وبقيت صور صامدة وكان هذا الحاكم مصمماً على انتزاع صور. فتقدم الى جبل عامل فجدد أو بنى القلعة لتكون موقعاً عسكرياً يعتمد عليه في شن هجماته الى صور للاستيلاء عليها فاختار المكان لعلوه وإشرافه وموقعه الحربي.



البناء ومساحته وشكله وميزته وبعض محتواه
القلعة مستديرة الشكل ويبلغ قطرها 180م ومساحتها التقريبية 25500 متر مربع وعدد أبراجها عشرة، والظاهر انها من أوسع القلاع اللبنانية مساحة. أوسع ابراجها هو البرج الغربي المطل على وادي السلطانية والمعروف باسم برج ابي حمد. يقابلها من الناحية الجنوبية الغربية ربض (مسكن) يبعد عنها قرابة المئتي متر، مساحته لا تزيد عن الستمائة متر، له أربعة أبراج يعرف بالحصن، بني للمراقبة على تلة صغيرة يوازي علوها علو القلعة، ويقال ان بينه وبين القلعة نفقاً ولكن ليس لدينا ما يثبت ذلك.

والقلعة منيعة من الناحية الغربية ويستحيل على القادم ولوجها من هذه الناحية والمعروف انها محاطة بخندق من بقية الجهات الثلاث إذ إن الاراضي المحيطة بها تسمى الخندق. فنسمع تسمية هذه الاراضي بتين الخندق يعني كروم التين وكروم العنب ولعل هذا الخندق قد ردم على طول الزمن، وقد حفر أهالي البلدة في الاراضي المحيطة بها من الناحية الجنوبية وعثر على أحجار صخرية ضخمة أغلبها مستطيل يفوق طول الحجر المتر وعرضه وعلوه قرابة ستين سنتمتراً، بشكل صندوق يستحيل إزاحته الا بالعتلة وجمع من العمال الاقوياء او الآلات الحديثة والمرجح انه بيزنطي. أما الدخول الى القلعة فمن الناحية الجنوبية، تصعد على درج مرصوف بالاحجار الصخرية الملساء يبلغ علو الدرجة عشرة سنتمترات وعرضها يتراوح من أربعة الى ستة أمتار حسب اتساع الطريق ومع الزمن أصبح مبرياً وصار يصلح لمرور السيارات، وقبل ان تصل الى المدخل يلفت النظر حجر صخري بشكل مقعد يبلغ طوله المتر، له متكأ ويعرف بسرير البدوية وهناك بعض الاحاديث الخرافية عنه لا مجال لذكرها، يلي هذا الحجر بناء بشكل قنطرة تحت الحائط القريب من برج المدخل يقال انه المدخل السري للقلعة حسب ما أخبر بذلك سعود الاسعد آخر من سكن القلعة من آل علي الصغير. وبعد ان يصل القادم من الناحية الجنوبية يتجه الى الشرق حيث المدخل وهو عبارة عن رتاج واسع، أعلاه نصف دائرة على زاويته من الناحيتين الجنوبية والشمالية متكآن يرتفعان عن الارض ما يزيد عن المتر يصلح كل منهما لان توضع عليه غرسة كبيرة في إناء ضخم، عرض المدخل 2.62 متراً وعلّوه خمسة أمتار، في أعلى الرتاج نقشان في حجرين لصورة أسدين متقابلين خلفهما بعض الزخرفات المنحوتة في وسط الرتاج. وكان هذا المدخل سابقاً بدون باب، وكنا نسمع من أهالي البلدة أن باب القلعة نقله أحمد باشا الجزار عندما احتل القلعة الى عكا بعد استشهاد سيدها ناصيف النصار رحمه الله على يديه ووضع الباب لمدخل قلعة عكا. واخيرا قامت القوات النروجية العاملة في قوات الطوارىء بصنع باب للمدخل ابتكر تصميمه ليتلاءم مع البناء وركّز الباب حسب ما تصوّر المصمم ان سابقه كان مركباً.

تدخل من هذا الباب الى بهو مقبي كبير مستطيل الشكل أرضه مرصوفه ببلاط صخري واسع ينتهي الى بهو آخر له باب في وسطه معتدل الاتساع، في وسطه عامود ضخم وأغلب الظن ان هذا البهو الواسع كان مربطاً للخيول، ثم تنتقل الى الناحية الشمالي لتجد بهوين آخرين أمامهما فسحة مسقوفة تصلح للجلوس والمسامرة. وتلفت النظر سماكة الجدران والسقف أي انها في أقلها متراً ونصف المتر وأكثرها يزيد على الثلاثة أمتار، سيما ان الابنية جميعها مقبية كي لا يفعل فيها المنجنيق. للجدران فسحات تستعمل للرمي والمراقبة. بالقرب من هذين البهوين آثار بناء لقصر (القصر معروف باسم سلمان بك والمشار اليه في بعض الكتب قصر آل علي الصغير) أظهرت معالمه القوات الدولية النروجية التي اعتنت بالقلعة. وفي هذه الفترة بالذات، اخبرتنا إحدى النساء وهي طاعنة بالسن وتدعى فاطمة سلمان مقلد انها كانت تصعد الى القلعة مع رفيقاتها وهن صغار وعندما يصلن الى هذا القصر تقول لهن متلطفة هذا قصر والدي لأن والدها سلمان، وحكت لنا عن مقصوراته العديدة وعن الالوان التي كانت تطلى بها هذه المقصورات وكيف كانت مزينة برسوم مختلفة. علمنا في ما بعد انها ظلت تستعمل دوائر للدولة حتى اوائل عهد الانتداب الفرنسي وقد حدثنا المرحوم والدي (والد المؤلف رحمه الله) عن القصر مراراً وأنه كان يدخله فيه جسر خشبي ضخم عليه بيتان من الشعر هما :

ألا يا دار يدخلك حزن ولا يغدر بصاحبك الزمان

ونعم الدار انت لكل ضيف اذا ما ضاق بالضيق المكان

في الناحية الشرقية لهذا القصر كانت توجد حديقة صغيرة، وكان احد ابناء البلدة يقوم بحرثها وزراعتها لحسابه بضمان كانت تجبيه الدولة للأرض التابعة للقلعة وفي اواخر عام 1942م أي بعد رحيل الجيش الفرنسي الذي كان يقيم فيها مع جنود من المغاربة يعملون في هذا الجيش، قام الرجل بحرث الحديقة على عادته وصدفة سقطت رجل دابته الى عمق غير عادي، فأعان الدابة ورفع رجلها وعلم انه يحرث فوق بناء وبعد ذلك حفر في الحديقة واكتشف الطابق الارضي للقلعة.

علماً أن البناء الحالي الظاهر للعيان هو البناء الوسطي إذ كان يعلوه بناء بقيت آثاره الى آخر الاربعينات من هذا القرن، وأثناء الحرب الاهلية الماضية في لبنان واستشراء الفلتان أمعن ناهبو الآثار تنقيباً وتفتيشاً في القلعة وفي غيرها، ودخلوا الى البرج الغربي من القلعة والمعروف ببرج أبي حمد الذي لا يزال قائماً وأعملوا في أرضه حفراً، فتبين ان هناك بناءاً رابعاً لهذه الناحية من القلعة وفي هذا دحض لنظرية أحد علماء الآثار الذي حضر الى القلعة وقال إن بناءها مؤلف من ثلاث طبقات. يستنتج المتجوّل في القلعة ان هناك سراديب وممرات مخفية تنتهي من طابق الى طابق وقد ردمت مع الزمن. وفي القلعة آبار مياه وكل بئر تعرف باسم مثل (السبع بياره) و (بئر العبيد) و(بئر التينة) وغيرها وجميعها اغلقت ابوابها خوفاً من سقوط أحد فيها، وهذه الآبار تكفي قاطنيها مهما طال حصارها من قبل العدو في حال الحرب.

ولا بد ان نذكر ان القلعة اقيمت على أنقاض قلعة قديمة في العهد الصليبي، إما فينيقية وإما رومانية، لأنه من الصعب جداً ان ينهض بناء على مساحة 25500 متر مربع في فترة زمنية قصيرة تقل عن ثلاث سنوات او تزيد نظراً لمستلزمات البناء الضخمة والتي يحتاجها هذا البناء من مواد وفنيين وعمال سيما ان ذلك قبل تسعة قرون والادوات جميعها بدائية للغاية…



النص مأخوذ من كتاب صفحات متنوعة من تاريخ تبنين للمؤلف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قلعة تبنين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: المناهج الدراسية المشتركة لجميع المراحل :: مقالات عامة فى المناهج الدراسية-
انتقل الى: