اختفاء الطيار الاميريكي ستيف فوسيت في صحراء نيفادا

لندن: «الشرق الأوسط»
ما زالت عمليات البحث متواصلة لمعرفة مصير المغامر الاميركي ستيف فوسيت الحائز أكثر من 100 رقم قياسي عالمي في الطيران، بعد ان اختفت طائرته في صحراء نيفادا غرب الولايات المتحدة. وفوسيت هو أول شخص يقوم برحلة بمفرده حول العالم دون توقف على متن منطاد وكرر نفس التجربة باستخدام طائرة.
وكان قد شوهد فوسيت، 63 عاما، آخر مرة عندما كان يستعد لاستقلال طائرة بمحرك واحد من طراز سيتابريا سوبر ديكاثلون من مزرعة هيلتون الكائنة جنوب سميث فالي في صحراء نيفادا. وقال ليس دور المتحدث باسم الطيران المدني الاميركي لوكالة فرانس برس ان «اسرة ستيف فوسيت ابلغتنا مساء الاثنين انه لم يعد الى منزله كما كان متوقعا بعد ان اقلع في وقت سابق من مدرج خاص في مزرعة في يرينغتون بنيفادا» على متن طائرة صغيرة.

واضاف «حتى الآن لم نتلق أي نداء استغاثة والذي ينطلق عادة في حال وقوع حادث» ويمكن رصده من خلال الاقمار الصناعية.

كما أكد جاري ديركس مسؤول إدارة الإنقاذ بولاية نيفادا أن أطقم البحث بدأت عملياتها برا وجوا في منطقة وعرة تبلغ مساحتها مئات الأميال المربعة بولايتي نيفادا وكاليفورنيا للعثور على فوسيت. لكن فوسيت لم يقدم برنامج رحلته مما قد يعقد مهمة تحديد موقعه، كما ذكرت سلطات الطيران المدني الأميركية.

وقالت سينثيا راين المتحدثة باسم الدورية الجوية المدنية، كما ذكرت الوكالة الألمانية للأنباء، ان 13 طائرة على متنها ستة طواقم بدأت عمليات البحث عن الطائرة الصغيرة. إلا ان منطقة البحث تشمل صحراء شاسعة تمتد إلى مئات الكيلومترات المربعة.

واضافت «لقد بدأنا النظر في بعض المعلومات الالكترونية المتاحة لدينا. الطائرة مزودة بجهاز (أي.ال.تي) لتحديد المواقع والذي يمكن من خلاله معرفة بواسطة الاجهزة الاتصال بواسطة الاقمار الصناعية، لكن هناك مناطق صحراوية وعرة جدا اضافة الى جبال بهضاب عالية جدا». ونقلت شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية عن ديرك قوله: «إن الأمر يشبه الآن البحث عن إبرة في كومة قش، إلا أننا لدينا مصادر كثيرة هناك. وسنواصل البحث حتى نعثر عليه».

وقالت راين ان فوسيت الذي اقلع صباح الاثنين عند الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي كان يتوقع ان يهبط بطائرته ظهرا. واضافت «كانت الاحوال الجوية ممتازة (...) وكانت الطائرة مزودة بكمية من الوقود»، كافية لخمس ساعات من الطيران فقط.

من جهته، قال الملياردير البريطاني السير ريتشارد برانسون، الذي مول مغامرات فوسيت واشترك معه في محاولات عدة للقيام بجولة حول العالم في منطاد «انني واثق من انه ينتظر قرب طائرته ليأتي احد ويسعفه»، مضيفا ان فوسيت يتمتع بقدرات عالية جدا في التغلب على الصعاب «ان المزرعة التي انطلق منها في مغامرته شاسعة جدا. لقد واجه ستيف تحديات اكبر من هذه في مغامراته السابقة وتغلب عليها، ولذا فأنا واثق بأننا سنتلقى اخبارا جيدة قريبا».

وفوسيت، المليونير ورجل الأعمال الأميركي، هو أول شخص يقوم برحلة طيران بمفرده حول العالم، وذلك في مارس (آذار) 2005 حيث أقلع من سالينا بولاية كانساس وهبط في نفس المكان بعد مرور 67 ساعة دون إعادة التزود بالوقود. وقام برحلة مماثلة حول الكرة الأرضية على متن منطاد يعمل بالهواء الساخن عام 2002. وكان فوسيت قد سجل اخر رقم قياسي له في الطيران عام 2006 عند قطع نحو 42 الف كلم حول العالم وحده وبلا توقف في طائرته «فيرجن اتلانتيك ـ غلوبل فلاير». وقد اكد المغامر الذي لا يكل آنذاك انه لن يتوقف عند هذا الحد، وان لديه مشاريع اخرى لم يكشف عن طبيعتها. وقال معلقا على ذلك ان ليس لديه «سبب للتوقف».