دعوني أقدم لكم التمساح. أنا من سكان فلوريدا، حيث نمتلك نوعين من التماسيح، ليس لدينا النوع التقليدي منها، لأن النوع الأمريكي يفوقه عددا، حتى يبدو كأنه في كل مكان، إذا أردت أن تعثر على تمساح، ما هي الأماكن التي ستبحث فيها عنه؟ هل ستبحث عنه في الغابات؟ كلا، هل ستبحث عنه في حقول الأعشاب؟ كلا، ولكن ماذا عن البحث عنه في بين الثلوج؟ كلا، فهو حيوان ذات قوائم صغيرة تجعل عيشه في الثلج مسألة مستحيلة. حسنا، وماذا عن البحث عنه في الأنهر؟ أو البحيرات، طبعا، أو ربما في المستنقعات، بلا شك، فهذه هي الأماكن الثلاثة التي تحب التماسيح على أنواعها أن تعيش فيها.
ولكن لماذا تحب العيش هناك؟ لأنها تعشق المياه. فالتماسيح على أنواعها تحب البقاء تحت الماء وفوق الماء وحول الماء، وهي تحب الاستلقاء على ضفاف الأنهر والتجول حول البحيرات، إنها تحب البقاء قريبا من الماء، وبما أنها تمضي الوقت في الماء، فإن طعامها المفضل هو السمك.
لا بد أنك تعرف الكثيرين من محبي صيد السمك، وإذا ما خرجت يوما للصيد، لا بد أنك تستعمل الصنارة، أعرف أن البعض قد يستعمل الشباك أو ربما نجد من استعمل أدوات الغطس أيضا، ولكن غالبية الناس حين يذهبون إلى الصيد، يستعملون الصنارة، ولكن هل تعتقد أن التمساح يستعمل الصنارة أيضا؟ على الإطلاق، فهو يصطاد السمك بفمه. وهذا ما يفعله، تجده يخوض في النهر ويسبح بأسرع ما يمكن، حتى يعثر على سمكة ما، فيفتح فمه واسعا، ثم يمسك بها. يبدو أن الفكرة بسيطة جدا، وأعتقد أنك تستطيع صيد السمك بهذه الطريقة أليس كذلك؟ قبل الإجابة بلا، فكر مليا، هل يمكنك السباحة تحت الماء؟ هل يمكنك السباحة بسرعة؟ أعرف أن البعض منكم اقترب يوما من السمك، ولكن ما أن تفتح فمك للإمساك بها، حتى تواجه مشكلة، أتعرف ما سيجري، قد تبتلع كمية كبيرة من الماء، وقد تغطس حتى أسفل النهر، حتى تصل إلى الوحل هناك، وقد تغرق. لا أرى أن هذه فكرة جيدة، ولكن كيف ذلك، نعرف بأن هذا التمساح يمسك بسمكة ويأكلها، أما أنت فتغرق عندما تفتح فمك لتمسكها، لا بد أن هناك مشكلة ما، لنرى إن كان هذا التمساح سيبتسم اليوم، علنا نحل هذه الأحجية، واو لنرى إن كنا نستطيع التأمل في فمه.
يبدو أنه يحبكم جدا، ما هو أول ما تراه في فمه؟ الأسنان، الطويلة والحادة والكثيرة جدا. والآن أريدكم أن تنظروا إلى العمق نحو الحنجرة، أعني كما يجري عندما تذهب إلى الطبيب، لمجرد أنك تعاني من الزكام وآلام في الحنجرة، فيطلب الطبيب أن تفتح فمك واسعا وأن تمد لسانك، وتقول: آه. وماذا يفعل بعدها؟ يضع قطعة خشبية صغيرة في فمك، ليضغط على اللسان ويتأمل في الحنجرة. لا يمكن أن نفعل ذلك اليوم، لأن التمساح لن يقول آه، ولن يمد لسانه، وإذا وضعنا خشبة في فمه، قد يأكلها، إنها الحقيقة، ولهذا أريدك أن تنظر عميقا في حنجرته، وهي الثقب الكبير الذي يبدو في آخر فمه، قد تشعر بأنك تنظر في نفق ما أو في منجم للمعادن، هل يمكن أن ترى عميقا كما أقول؟ لا يمكن؟ ألا ترى شيئا من هذا القبيل؟ (..) أعتقد أني سمعت شخصا يقول أنه لا يوجد حنجرة، (..) فعلا، لا يوجد حنجرة! بلى لا بد أنها هناك، ولكنك لا تستطيع رؤيتها، إذا حالفك الحظ، وها هو السبب، ففي مؤخرة فمه، هناك باب، هناك بواب للسيارة ، ولديك باب في البيت، أما هو فليده باب في أسفل فمه، يسمونه صمام، وهو مميز جدا، لأنه يعمل أوتوماتيكيا. ألم تذهب أبدا إلى محل تجاري يفتح فيه الباب أوتوماتيكيا؟ دون أن تدفعه أو تلمسه أو تقول افتح يا سمسم، بل يفتح بمفرده ما أن تصل إلى هناك، وعندما تدخل يقفل الباب خلفك، هذا هو الباب الأوتوماتيكي، وهذه هي الطريقة التي يعمل بها الصمام في فمه، ما أن يفتح فمه حتى يقفل الصمام أوتوماتيكيا، وعندما يقفل فمه يفتح الصمام. ولا يمكن أن يفتح فمه والباب معا في آن واحد، ما يعني أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن ترى أسفل الحنجرة، هو أن تكون في فمه بعد أن يغلقه، لا أظن أحدا يريد أن يفعل ذلك، فلا داعي لأن ننظر في أعماق حنجرته اليوم.
المهم أن هذا هو السبب الذي يمكنه من الإمساك بالسمكة دون أن يغرق، إنها الحقيقة لأنه يسبح تحت الماء بأسرع ما يمكن، ويقترب من السمكة قدر الإمكان، ثم يفتح فمه تحت الماء، فيقفل الباب أوتوماتيكيا لتبقى المياه في فمه، وعندما يقفل فمه وفيه السمكة، يفتح الباب فيتمكن من ابتلاع السمكة. وهكذا يأكل ويشرب حسب رغبته، دون أن يبتلع نصف النهر، كلما أراد أن يأكل، وهذه ميزة جيدة للتمساح، لأنه يأكل عشر مرات في اليوم، فهو يحب السمك فعلا.
والآن أريد أن أتحدث لبعض الوقت عما يجب أن تفعله إذا اقتربت قليلا من التمساح. جميعنا يعرف أنكم تحبون الصيد، ونعرف أيضا أن التمساح يحب الصيد، وقد ثبت بأن أكثر المواجهات مع التمساح تحصل عندما يخرج الناص إلى الصيد.
حسنا لنفترض أنك تصطاد على ضفة نهر في فلوريدا، والمناخ هناك حار جدا، وبما أن الجميع يشعر بالحر، يقف بعض الصيادين في مياه النهر، على اعتبار أن المياه عادة ما تكون أشد برودة ، إلى جانب متعة الوقوف بالوحل، لهذا يحب الناس النزول إلى النهر وهم يصطادون. لنفترض أنك تقف في الماء أثناء الصيد، عندما ترى فجأة، تنظر من حولك فترة تمساحا كبيرا يسبح متجها نحوك، ما الذي يمكن أن تفعله؟ أعطه السمكة، أعرف أن البعض قد يرفض ذلك تماما، لأنه اصطادها بنفسه ولن يعطيها لأحد، من الأفضل أن ترميها له، وأثناء التهامه السمكة، عليك الخروج من الماء فورا.
إذا فكرت مليا في الأمر واعتبرت أنها حالة طارئة، سوف تعطيه السمكة، ولكن ، ماذا إن لم تكن قد اصطدت أي سمكة بعد؟ أفضل ما يمكن أن تفعله حينها هو الخروج من الماء بأسرع ما يمكن فإذا بقيت في الماء وهو هناك، ستواجه مشكلة كبيرة. إنها الحقيقة، سبق أن رأيت فمه الكبير، كما رأيت أسنانه الحادة، فإذا بقيت في الماء معه، قد تجبر على رؤية حنجرته، وأنت تعرف أين تكون حين تراها، داخل فمه المغلق، لا أظنك تريد ذلك.
قد يتساءل البعض هنا، ماذا إن رأيت تمساحا صغيرا في الماء؟ لا أرى ضرورة في الخروج من الماء فورا، طبعا بلا شك، فمن أين يأتي صغار التماسيح برأيك؟ من حيث يكمن آبائهم طبعا، وهم بأحجام كبيرة، ولا شك أنهم لا يحبون وجودك في الماء مع صغارهم، فإذا لم تكن راغبا بالعض، يستحسن أن تبقى بعيدا عن الماء سواء كان التمساح الذي تراه كبيرا أو صغيرا، ينطبق هذا على جميع أنواع التماسيح.
ولكن ماذا إن كنت تتنزه على ضفة نهر ما ، لترى فجأة، أن أحد التماسيح بدأ يعدو خلفك، ماذا ستفعل في ذلك الموقف الحرج؟ حسنا أول ما يجب أن تفعله، هو أن تتسلق شجرة، ذلك أن التمساح لا يتسلق الأشجار، إذا تمكنت من الوصول إلى أعلى الشجرة، سوف تنجو، ما عليك إلا الجلوس هناك حتى يرحل فتنزل عن الشجرة وتعود إلى البيت. ولكن ماذا إن لم تجد شجرة؟ ما عليك حينها إلا أن تطلق ساقيك للريح، كي تنجو.
هناك طريقتين للفرار من أي نوع من التماسيح، الطريقة الأولى هي أن تعدو إلى الأمام، فهذه هي أسرع طريقة للابتعاد عنه، وهي أفضل وسيلة للتخلص منه، ولكن المشكلة هنا، هي أنه سريع في العدو أيضا، وقد يتفوق عليك بالسرعة، إلا إذا انطلقت على مسافة منه، أو إذا كنت سريع فعلا، وإلا سيتمكن من الوصول إليك حتى ينال منك.
ولكن التمساح لن يطاردك لمسافة طويلة، لأن هذه الزواحف تشعر بأن مسافة خمسون يارد أشبه بسباق طويل، أي أنه لن يطردك لمسافة طويلة، إلا أنه ضمن الخمسين يارد، سريع جدا.
لهذا من الأفضل ألا تضع نفسك بموقف يطاردك فيه. أعرف أن بعضكم بدأ يشعر بالتوتر، وقد يقول أحدكم في نفسه، أوه، أتمنى ألا يطاردني أحدهم طوال العمر، فأقدامي طويلة، وسيقاني قصيرة جدا، كما أني أركض كالبط. يا إلهي ما الذي سأفعله؟ ولكن لا داعي للخوف، هناك سبيل آخر يمكن أن تجربه، يمكن أن تجرب العدو المتعرج، أي أنك لا تركض بشكل مستقيم، أي على هذا النحو، من اليمين إلى اليسار إلى اليمني إلى اليسار. وما يجعلك تتفوق عليه، هو أنه لا يستطيع ذلك، فإذا حاول أن يركض متعرجا سيتعرض إلى ما يلي: ينعطف من اليمين بانحراف واسع إلى اليسار بانحراف واسع إلى اليمين بانحراف واسع، عليه أن ينعطف بانحراف واسع، لأنه يملك جسما طويلا، فإذا حاولت العدو المتعرج وتبعك بعدو بتعرج، سيحدث ما يلي: ستنطلق أنت من اليمين إلى اليسار إلى اليمين إلى اليسار، ويتبعك هو منعطفا بانحرافات واسعة جدا هنا وهناك وسرعان يتعرض للتعب الشديد، فيقول في نفسه يا إلهي كم أنا متعب لن أتمكن من الوصول إليه، كما أنه يشعر بالدوخة من كثرة انعطافه المتكرر، لهذا يقرر النوم، بينما تتمكن من الفرار، وتنجو بنفسك.
ولكن ماذا إن كنت تعدو أمامه من اليمين إلى اليسار إلى اليمين إلى اليسار، وهو يطاردك بمنعطفات طويلة حتى تسقط على الأرض فجأة؟ (..) حينها تصبح في مشكلة معقدة. لأنه سرعان ما تقع سيكف عن الدوران، سينطلق نحوك مباشرة ويبدأ بعضدك.
أريد أن أذكرك بذلك أنه لا يوجد طريقة رائعة للفرار من التمساح، قد تتسلق شجرة، إذا وجدتها هناك، قد تعدو مباشرة وقد يكون أسرع منك، قد تعدو متعرجا، ولكن من المحتمل أن تسقط على الأرض.
نستخلص من ذلك ألا تتعرض للمطاردة، ابتعد كثيرا عنه، على أمل أن يبقى بعيدا عنك، وهكذا نتمكن من العيش سعداء معا، دون أن يعض أحد منا الآخر، وهذا ما أعتبره فكرة جيدة.
=-=-=-=-=-=-=
أنظر ماذا وجدت هنا في زوايا عالم الزواحف.إنه ثعبان البوا العاصر، الذي هو أحد أكبر ثلاثة ثعابين في العالم، وهي البوا العاصر والأصلة، والأناكاندا. تعتبر الأخيرة أثقلها وزنا، والأصلة أكثرها كولا، والعاصرة هي أكبر الثلاثة.
يقتني البعض في الولايات المتحدة ثعبان البوا العاصرة كحيوان أليف، وهو عادة ما يكون من نوعين أساسيين، فإما أن تكون حية عادية عادية، أو الصاخبة منها.
أما العادية فهي طويلة جدا، قد تصل أحيانا إلى ما بين السبعة عشر والثمانية عشر قدم، أعتقد أنك توافقني بأنها حية عملاقة.
هناك أنواع أخرى من الثعابين لبوا العاصرة، إذا ما توجهت إلى أمريكا الوسطى والجنوبية، ستجد بعضا منها تسكن الأشجار، ولكن هذا النوع يتمتع بقدرة على التأقلم على العيش فوق الأشجار.
عاصرة الأشجار أولا لا تتمتع بوزن وطول الثعابين الأخرى من فصيلتها، وإذا فكرت في الأمر تجد أنه منطقي. فإذا كانت إحدى هذه الثعابين تتسلق إحدى الأغصان الرقيقة بوزنها الهائل، سينتهي بها الأمر دائما على الأرض بعد أن تسقط من فوق. لا أعتقد أني أحب ذلك لنفسي، وما لا تريده الحية لنفسا أيضا. أي أن عاصرة الشجر تتميز بأنها أقصر حجما ولا تتمتع بالوزن الثقيل الذي يميز غيرها من هذه الفصيلة. هناك فارق آخر يميز ثعابين الشجر، وهو أسلوبها في الطعام. لا شك أنك تعرف بأن ثعبان البوا العاصر عادة ما يسكن على الأرض فيعيش على الفئران والجرذان وحيوانات أخرى صغيرة. ولكن هذه المخلوقات لا تكثر فوق أغصان الشجر، فما هي الحيوانات التي تأكلها هناك؟ الطيور! هناك الكثير من الطيور فوق أغصان الشجر في أمريكا الجنوبية. ولكن المشكلة باصطياد الطيور بالنسبة لغالبية الحيوانات هي أنها تنتهي بحفنة من الريش بين فكيها، وقلما يمسكون بالطيور التي تحلق بعيدا.
أما عاصرة الشجر فتتمتع بكفاءة مميزة في فمها، وهي أن لها أسنان طويلة جدا، لدرجة أن شكلها قد يبدو أشبه بأنياب تخرج من فكيها، ولكنها ليست سامة، ولا تخدر الطير، بل تسمح للثعبان بأن يتخطى الريش ويمسك بالطير كاملا، قبل أن يتمكن من الفرار. أي أنه يستطيع اصطياد الطيور بسهولة كبيرة، ولا شك أن أنيابه متأقلمة جدا على هذا النوع الجديد من الغذاء.
بالإضافة إلى هذه الأنواع الثلاث هناك بعض البوا التي تسكن في الجزر، منها ثعابين تسكن في كوبا وأخرى في آسيا وثالثة تسكن في جاميكا ورابعة تسكن في بيمين، وهناك الكثير منها تسكن في جزر حوض الكاريبي، أو في أمريكا الوسطى والجنوبية.
أما هذه فهي البوا الكوبية، وهي تأتي بالطبع من جزيرة كوبا، حيث يتميز هذا النوع من الثعابين هناك بأنه متوسط الحجم فهي ليست الأطول أو الأقصر وهي تمضي بعض الوقت على الشجر والبعض الآخر على الأرض، أي أنه نوع من البوا العاصرة القادرة على التأقلم. أما عبارة العاصرة هنا فهي تعني أنه من هذه الفصيلة، التي تعتبر أقوى فصيلة من الثعابين، التي تنقض على الحيوان وتلتف حول جسمه وتعصره إلى أن يتوقف عن التنفس، حتى الأصغر منها قوي جدا.
كثيرا ما أتلقى نفس السؤال عن ثعابين البوا الذي يتكرر باستمرار، وهو التالي: هل هي ثعابين سامة؟ والجواب هو كلا، إنها ليست سامة وليس لها أنياب. وكثيرا ما يرتكب الناس هنا خطأ جسيما، حين يقولون أنها بالتالي لا تعض. هل هذا صحيح؟ كلا، تذكر أن فمها قوي جدا، وهناك أسنان في فمها، بل هي أسنان كثيرة جدا، وكل من هذه الأسنان أكثر حدة من الإبر، يمكن لهذه الثعابين أن تكون كبيرة الحجم، وزيادة الحجم تعني أسنان أكبر، فإذا لسعك ثعبان بأسنانه الكبيرة ستشعر بالألم، وهي خطيرة، رغم أنها لا تنفث السم إطلاقا. فكر بالأمر، إذا كنت على ضفاف أحد الأنهر في ولاية فلوريدا، وفجأة يخرج تمساح من النهر ويمسك بقدمك ثم يأخذ بعضها، هل ستقول للتمساح لا يهمني كل هذا العض، لا يمكنك إيذائي فأنت لا تحمل سما في أنيابك. لا أعتقد ذلك، بل أتخيلك تصرخ بذلك التمساح قائلا، دع قدمي وشأنها ، وهذا ما يجري إذا عضك أحد هذه التماسيح ستبدأ بالصراخ على الفور أترك قدمي وشأنه أيضا.
أي أن لا داعي لأن يكون لدى الثعبان سما كي يؤذي. لهذا أريدك أن تعامل جميع الثعابين باحترام وبحذر شديد، وتذكر باستمرار أن لجميع الثعابين أفواه، وأن لجميع الثعابين أسنان، وأن جميع الثعابين يمكن أن تعض.
=-=-=-=-=-=
أنظر ماذا وجدت هنا في عالم الزواحف. إنه الوَرَل، ينتمي هذا الحيوان إلى فصيلة سحلية الورل، وهي تتميز بأنها أكبر السحالي في العالم على الإطلاق، إذ ينتمي إليها أيضا الكومودو دراغون، وهو سحلية عملاقة، يبلغ طولها اثني عشر قدم، لتزن ثلاثمائة رطل، أي أنها عملاقة فعلا.
أما الورل فهو أصغر بكثير فلا يتعدى الستة أقدام، كما أنه لا يمكن أن يصل إطلاقا إلى ثلاثمائة رطل. المهم أن جميع أنواع الورل الصغير منها والكبير والمتوسط الحجم، كلها تجتمع على مواصفات مشتركة.
الصفة الأولى هي أن جميع سحالي الورل تأكل اللحوم. أي أنها لا تعيش على الخضار والفاكهة والأعشاب والزهور وما شابه ذلك، بل تعيش على اللحوم وحدها.
ولكنها قد تأكل حيوانات ميتة إذا عثرت عليها في الأدغال والمناطق البرية التي تسكن فيها، أما هذه الحيوانات فتسمى جيفة، أي أنها تطلق رائحة كريهة تتلذذ بها سحالي الورل، فهي ترى أنها شهية، عادة ما يطلق على هذه الحيوانات بآكلات الجيف، وهكذا يمكن أن نقول بأن الورل هي من السحالي التي تعيش على الجيف. ولكن إلى جانب الحيوانات الميتة، تفضل أن تخرج أحيانا لاصطياد حيوان كي تأكله. أي أنها صيادة ماهرة، لا شك في ذلك، خصوصا وأنها تمتلك أسلحة فتاكة فعلا. أنظر مثلا إلى فمها، يمكن أن ترى بأنه كبير يعتمد على فكين قويين، وعندما يعض يؤلم جدا، حتى أنها إذا هاجمت حيوان وبدأت تعضه، يمكن أن تحطم له عظامه. أي أنه حيوان لا تريده أن يقترب من أصابعك.
السلاح الآخر الذي تتمتع به الورل، هو مخالبها، فهي طويلة وحادة جدا تتدلى من أصابعها، وهي تستخدمها لتقاتل وتخدش وتقطع بها. كما أنها تستعمل للتمسك بحيوان كي لا يفر منها، قبل أن تقضي عليه.
أما بالنسبة لكومودو دراغون، فيبلغ طول مخالبه ثلاثة إنشات وهي حادة كرأس الإبرة، أي أنها مخالب لا يريد أحدا أن يكون على مسافة قريبة منها.
أما سلاحها الثالث فهو الذيل، الذي يتميز بطوله وقوته وصلابته، وهي تستعمله كالسوط، لأنه مغطى بحراشف صلبة وقاسية، وعندما يضرب أحد الحيوانات بهذا الذيل يمكن أن يجرحه ويؤذيه ويعطبه، وإن أصابه في وجهه، يمكن أن يفقده البصر، أي أن الذيل سلاح فتاك.
لا تغشك المظاهر، فقد يبدو حيوان صغير جدا، ولكنه عدواني شديد البأس، يقاتل بشراسة كبيرة، لهذا تتفادى بعض الحيوانات القتال معه، والحقيقة أن هناك مخلوق واحد يصطاد سحلية والورل فعلا، وهذا المخلوق، هو الإنسان. لا شك أننا نصطاد كل شيء، ولكنا نصطاد سحلية الورل لثلاثة أسباب.
أولا نمسكك بهذا الحيوان كي نبيعه إلى حدائق الحيوانات، إنها الحقيقة فالناس يحبون الاستمتاع برؤية سحلية الورل، فهي جميلة فعلا، حتى أن البعض يعتقد أنها شبيهة بالديناصور، حتى انهم في الأربعينات والخمسينات عندما صوروا أفلام الديناصور القديمة، كثيرا ما كانوا يعتمدون بالتصوير على سحلية الورل. مع أنهم يلبسونه قليلا، ويستخدمونه في الأفلام بعد أن يعتمدوا على الخدع السينمائية حتى يبدو عملاقا. أي أن بعض هذه السحالي كانت من النجوم السينمائية.
السبب الثاني الذي يجعل الناس يصطادونه هو سلخه وبيع جلده الذي تصنع منه الأحذية والأحزمة وغيرها. ذلك أنه جلد جميل وثمين جدا.
أما السبب الثالث الذي يجعل الناس يصطادونها هو أنهم يأكلونها . ألا تعتقد أن لهذه الحيوانات طعم لذيذ؟ ما رأيك أن تبدأ يومك بكوب كبير من العصير والحبوب والخبز، وقطع من قطع سحلية الورل المقلية! لا أعرف إن كانت فكرة صائبة. أنا شخصيا لا اعتبرها مناسبة وأظنك تشاركني الرأي أيضا.
نحن سعداء للعيش هنا في أمريكا، حيث لا نجبر على صيد سحلية الورل كي نتغذى عليها