رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:[1]
فقد اطلعت على ما نشرته بعض الصحف من إعلانات من بعض البنوك، عن إتاحة الفرصة للشباب للتوظف فيها، ودعوتهم إلى ذلك.
وبهذه المناسبة، فإني أنصح الشباب بعدم الاستجابة لهذه الدعوى، والتقدم للتوظف في هذه البنوك؛ لما فيه من التعاون على الإثم والعدوان. وأنصح الصحف بعدم نشر مثل هذه الإعلانات، وأنصح القائمين على البنوك من المسلمين أن يجتهدوا في تحويلها إلى بنوك إسلامية، وأن يحذروا الربا بجميع أنواعه؛ عملاً بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ[2]. الآية، وحذراً من لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: (أنه لعن آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: ((هم سواء))[3].
وما ذاك إلا أن شأن الربا عظيم، والتعامل به من كبائر الذنوب التي تجعل صاحبها على خطر عظيم، وتوجب العقوبة في الدنيا، وشدة العقاب في الآخرة، إلا من رحم الله؛ لأنه محاربة لله ولرسوله، ولا شيء أعظم من محاربة الله ورسوله، ما لم تغسل بتوبة صادقة، وعزم على ترك هذا العمل.
وفق الله المسلمين جميعاً لكل ما فيه رضاه وصلاح عباده؛ إنه سميع قريب، وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء