ورحمة الله وبركاته
يواصل المهندس سلمان الشمراني حديثه عن اصناف البشر الرئيسية
ويستكمل حديثه هنا عن صنف المثاليون فيقول :-
لدى هذا الصنف من الناس سؤال جوهري يشغلهم طوال حياتهم حتى يعرفوا الاجابة عليه
من أنا ؟ وماذا اريد وما هو سبب وجودي في هذة الحياة ؟ والى اين المصير بعدها ؟
فهذا الصنف من البشر دائم البحث عن هويته ولابد ان تكون الاجابة لهذا السؤال مقنعة له تشفي غليل صدره حتى لو قضى عمره كله في البحث عن الاجابة الشافية
ولعل هذا هو سر اقبالهم عن الكتب والدورات التي تدور في فلك اجابة هذا السؤال : أي من أنا ؟ وماذا اريد ؟
ويبدو هذا الامر جليا في سلوكهم وحتى في كتاباتهم وقصائدهم
ولا ادل على ذلك من قول الشاعر
جئت من حيث لا ادري ولكني أتيت وابصرت قدامي طريقا فمشيته
والحمدلله اننا نحن المسلمين اجابنا الله تعالى على هذا السؤال اجابة شافية قال تعالى ( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون )
من سمات هذا الصنف من البشر اي المثاليين أنهم يثقون وبشدة في حدسهم الداخلي بشكل ظني وقد يبالغون في ذلك حتى في عدم وجود الادلة الحسية التي تدعم ذلك فتسمع بعضهم يقول ( أنا قلبي دليلي ) من فرط ثقته في حدسه وهم كذلك يطوقون الى التفهم العميق والثقة العمياء من قبل من يتعامل معهم ولا يطيقون من يشكك في نواياهم
والجدير بالذكر ميلهم الطبيعي نحو الرومانسية فالمثاليين شديدي الرومانسية ويطوقون الى شئ من الحب في كل اوقات حياتهم
مما يميز اصحاب هذة الشخصيات ايضا انهم في الغالب مبادرون ومبدعون وممتلئون بالتفاؤل والحماس وذلك تجاه من يعتقدون من مبادئ ومعتقدات وقد يكونوا مستعدين للموت في سبيل مايعتقدون من مبادئ ومعتقدات وقد يكونوا مستعدين للموت في سبيل هذة القناعات وهم في العادة اصحاب حس ديني قوي على الرغم من نزعة الخير والشر التي تدور في داخلهم
وهم شديدي اللوم لانفسهم عندما يقعون في الخطأ او لا يحققون مستوى التوقعات سواء من انفسهم او توقعات الاخرين فيهم فقد يصل الامر ببعضهم من لوم أنفسهم الى جلد الذات وهذا وان كان سببا رئيسيا في تمييز وابداع كثير منهم لان اللوم يجعل الانسان يكرر ليصل الى افضل النتائج الا انه قد يدفع بهم الى غياهب القنوط واليأس
والحمدلله على نعمة الاسلام فقد بشرنا الله تعالى الكريم في محكم التنزيل ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم )
رابعا / العقليون
اخر صنف من اصناف البشر الرئيسية الاربعة وقد يطلق عليهم البعض ( الباحثون عن المعرفة )
وهم يمتازون بتقديرهم الشديد للعقل واعتمادهم على المنطق واقصد بالمنطق هنا قانون السببية اي علاقة المقدمات بالنتائج من الناحية العقلية المجردة فاذا كان مثلا منصب حاكم دولة ما هو الملك فان هذة الدولة منطقيا مملكة وليست جمهورية او امارة
هذا الصنف من البشر شديد الاعتماد على عقله في فهمه وتعامله سواء من ناحية نفسه او الاخرين او حتى الاشياء والافكار المجردة