بسم الله الرحمن الرحيم
ورحمة الله وبركاته
وحده الذي تفضل علينا بالإسلام فما أعظمها من نعمة لو خررنا لله سُجداً آناء الليل وأطراف النهار ما شكرناه حق الشكر , والصلاة والسلام على نبينا القرشي الهاشمي القائل في خطبة حجة الوداع : ( وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع من ربانا , ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله) وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين وبعد
يقول الشاعر الجاهلي
هل أنا إلا من غزية إن غوت *** غويت، وإن ترشد غزية أرشد
أيها الكرام الأحبة
إن الشخصية المسلمة , هي شخصية فذة مميزة , شخصية لا تكون إمعة إن أحسن الناس أحسنت وإن أساء الناس أسأت ,
وبمفهونا العامي نقول
مع القوم ياشقراء
وبمفهومنا الأخر والمثل المضحك المتداول بين الناس
معاهم معاهم , عليهم عليهم
وهذا مثل يطلق على الإنسان الذي ليس له شخصية , فإن قالوا له هذا صح قال صح , وإن قالوا له هذا خطأ قال خطأ , وإن قالوا له فلان فيه كذا وكذا قال صدقتم , ,
وصاحب هذه الشخصية هو إنسان لا يعي عواقب فعله وتصرفه لأنه تابع لغيره
فإن أحب شخصاً ما , وتوغل حبه في قلبه , وأُعجب بشخصيته
فأصبح يرى الحق مع هذا المرء ,
فكل حرف ينطق به هذا المرء هو عين الصواب , ولا يكذبه البتة
حتى تجده في بعض الأحيان يصدقه ويختم على ذلك وهو لا يعي تفاصيل ذلك الأمر حتى ولو كان ضده , فالحب أعمى كما يقولون .. وحمية الجاهلية قد بلغت منه مبلغها ..
ومن اللطائف الجميلة مقال كتبه أحد الإخوة الكرام تحدث فيه عن هذا وأجاد الوصف والتشبيه فقال ـ حفظه الله ـ
" وأعتقد - لعلي أعمل عليه بحث تخرج - أن هناك ربط بين إنزيمات خاصة في الدماغ وبين قراءة النصوص، فإذا كان الكاتب محبوب يفرز الدماغ إنزيم " عمى الحب " لينضح به النص - المراد قراءته - بمادة عطرية عملها كالـمسكر فترى القبول والتسليم ومن بعدها المديح والإطراء.
وإذا كان الكاتب - غير مرغوب فيه - يفرز الدماغ إنزيم " لعلك بالعمى " يسكبه على النص، ومشكلته أن يطمس الحسن ويبيّن الخطأ، وترى من بعدها الرفض والنقد والتجريح.
وقد يعتقد البعض أنهذه فلسفة، أقول تستطيع إثبات أنها حقيقة، وذلك بأن تقوم بأخذ مقال لكاتب محبوب عند صديقك ومقال لآخر يكره، واعكس - وغير -الأسماء وقدمها له، فسترى الحكم للشخص وليس لكلامه.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ..... ولكن عين السخط تبدي المساويا .. " ا.هـ
لأنه أصلاً لا يقرأ السطور فقد أعماه الحب على ذلكـ ..
**
وللأسف هذه ظاهرة سيئة في المجتمع
والأسوء من ذلك أن تكون ممن يحسبون على العلم وأهله وأنهم من طلابه
حتى أن البعض يأخذ من الآيات والأحاديث شطرها فيوؤلها كيفما شاء
كما قد يفعل من أبتلي بذلك فهو يحفظ شطر حديث
( أنصرأخاك ظالماً أو مظلوماً، )
وغفل عن تتمة الحديث
حيث قال رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.
وهذا مظهر من مظاهر حمية الجاهلية
فيا أيها الأحبة
إن الرجال يُعرفون بالدين , وليس الدين يُعرف بالرجال
وإنَّ الحق لا يُعرف بالرجال، بل الرجال يُعرفون بالحق،
" وكل إنسان يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر " كما يقول مالك بن أنس وهو يشير إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم
ومن أروع المشاهد في هذا الباب ما رأيته من أخت جمعتني بها حلقة ذكر قالت وهي ترفع كتاب الله بيدها : لماذا أجعل إمام المسجد قدوتي أنا عندي الكتاب والسنة ...
ونحن نقتدي بالصالحين بما وافق شرع الله فقط .....
أذكر أني قبل شهور طرحت موضوعاً عن الحجاب فيه رد الشيخ العلامة بن باز ـ رحمه الله ـ على من يبيح كشف الوجه
فأتى من أتى وتكلم في المسألة
فأعطيت رابط الموضوع إحدى صديقاتي حتى ترد على الموضوع , فقالت لي / أنا ماني عارفة هل أصدقك ـ يعني في عدم جواز الكشف ـ أم أصدق فلان فيما قاله ؟؟
فرأيت منها التردد في ذلك
( ولو طلبت منها أن تكتب مايرضيني لفعلت )
فقلت لها /
لا تكتبي رداً ترضين فيه زاد المعاد
بل أكتبي ما ترين أنه الحق الذي تدين الله ـ عز وجل ـ به
فإني لا أرضى أن تكتبي رداً يرضيني وأنت غير مقتنعة به
فيا أيها الأحبة الكرام
لنكن ممن ينشد الحق ويطلبه مع من كان
فالحكمة هي ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها
ولنتذكر أن (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ )
والحي لا يؤمن عليه فتنة
فكم من صالح ضل بعد صلاحه وأضل غيره
وكم طالح أجرى الله الحق على لسانه
فالرجال يُعرفون بالحق وليس الحق يُعرف بالرجال
مع ملاحظة
أنه ليس من العيب أن يحب المرء أخاه , بل الحب في الله من أسمى معاني هذا الدين الحنيف
ولكن إن من تمام المحبة والأخوة في الله النصح فالدين النصيحة
روابط ذات صلة
:: مستقيـم بيـــن منــظور الشــرع والمجتمــع ::
http://saaid.net/daeyat/zadalmaad/5.htm
لا. للتعلق بالأشخاص
http://saaid.net/Doat/dhafer/30.htm
وفي الختام
أعتذر عن هذه السطور المبعثرة , فإن عهدي بالقلم والكتابة من زمن , وما حداني لهذه السطور إلا شوقي لقلمي الحبيب وفرط الحنين إليه , وشوق بعض الأحبة لقلمي وطلبهم العودة للكتابة من جديد ... فعذراً مرة أخرى
وقولنا ما كان فيه من صواب فمن الله وحده , والخطأ والزلل من نفسي والشيطان , والله ورسوله منه براء
ورحم الله امرئ أهدى إلينا عيوبنا
ورحم الله امرئ رأى في مقالات زاد المعاد شيئاً مخالفاً للشرع فنبهنا لذلك , وله منا صادق الدعوات
اللهم وسخر أقلامنا للدفاع عن الحق وأهله , ونعوذ بك اللهم أن نسخرها في قول الباطل والدفاع عن أهله
والله من وراء القصد
أختكم ومحبتكم في الله
زاد المعاد
الأربعاء
6 ـ 1 ـ 1431 هـ
الســــــــ5:05 ص ــــــــاعة
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
و
ورحمة الله وبركاته