فى1994 صدر كتابى " عذاب القبر والثعبان الأقرع" أنفى فيه عن الاسلام هذه الأكذوبة وأوضح جذورها الفرعونية والتراثية. وأحدث الكتاب صدمة هائلة كما هو المعتاد فى كل كتاباتى التى تقض مضاجع شيوخ الثعبان الأقرع الذين يرهبون الناس بعذاب القبر ليفرضوا لأنفسهم جاها ما أنزل الله به من سلطان . انهم الذين يتعيشون من استمرار الجهل واستقراره متمتعا بالخرافات التراثية التى اكتسبت قداسة زائفة لمجرد أن أحدا من قبل لم يغامر بمناقشتها فى ضوء القرآن والمنهج العقلى الاسلامى. ردود الأفعال على ذلك الكتاب وصلت الى حد استنطاق كل أنواع الشيوخ للرد على كتابى وشتمى, بدءا من شيوخ الأزهر الى شيوخ الترب والمقابروالأضرحة. واذا كنت لم استفد كثيرا من ردود الأزهريين لأننى احفظها جيدا من كثرة تكرارها وسذاجتها وضحالتهاوبؤسها فانه ـ والحق يقال ـ قد استمتعت كثيرابأقاويل شيوخ الترب والأضرحة الذين فاتهم أن ينسبوا افتراءاتهم عن نعيم القبر وعذابه الى النبى كما كان اسلافهم من أئمة الفقه وعلم الكلام وشيوخ القصص أو القصاصون ـ او الحكاؤون ـ يفعلون فى العصور الوسطى. أستمتعت بأكاذيب شيوخ الترب والأضرحة لأنها أضافت جديدا لم أكن أعرفه عن الخرافات المعاصرة والتى نالها بعض التجديد فى عصر الصحوة السلفية المباركة .
من سياق الحملة الصحفية ضدى وقتها وردودى عليها ومن مقتطفات من كتابى سالف الذكر أعددت هذا المقال لأن الثعبان الأقرع لا يزال يعيش فى أذهان أولئك المساكين ويخسرون به الدين والدنيا: ـ
هؤلاء الأبرار ـ بالباء وليس بالشين أو الغين ـ و عقائدهم المضحكة:
أولا: لماذا يطلقون على ذلك الثعبان الخرافي وحده وصف الثعبان الأقرع ؟ ولماذا يختص ذلك الثعبان وحده بالقراع ؟ .. هل هناك ثعبان أقرع وثعبان أصلع وآخر أجلح ورابع بشعر كثيف..؟
إن كل الثعابين لا توجد شعرة واحدة على رؤوسها .. لكن لم يفكر أحد منهم في هذه المسألة ، لأن العادة أن الخرافات حين تستحكم في العقول تعطيها إجازة مفتوحة " وبدون مرتب".
ثانيا : أنهم يقولون ان عذاب القبر والثعبان الأقرع من المعلوم من الدين بالضرورة ـ وبعضهم ينطقها خطأ فيقول " من المعلوم من الدين بالضروطة" ـ وهذا خطا لا نقره أبدا....أبدا ..
ونقول: ان تعبير المعلوم من الدين بالضرورة مصطلح أنتجته عصور التقليد والتخلف العلمي منذ منتصف العصر المملوكي خلال القرن الثامن الهجرى . وقبل ذلك كان الإجتهاد يصل إلى الاختلاف في كل شئ بين الفرق والمذاهب الفكرية والفلسفية والعقيدية والفقهية .. ثم أغلقوا باب الإجتهاد ، وتحول الأئمة المجتهدون والمختلفون في كل شئ إلى أئمة مقدسين لدى فقهاء عصور التخلف منذ منتصف العصر المملوكى وطيلة العصر العثمانى ، حيث لا يجوز الاعتراض علي الأئمة الأوائل او مناقشتهم أو نقدهم ، وبرزت شائعات علمية كاذبة تبرر هذا الأفك وتشرعه وتحميه مثل " المعلوم من الدين بالضرورة " وأجمعت على ذلك الأمة ." والواقع أنه لا يوجد إجماع ولا توجد قائمة محددة متفق عليها بذلك المعلوم من الدين الضرورة ، حيث اختلف الشيعة والسنة والصوفية والفرق الإسلامية والكلامية في كل شئ منذ أن ابتعدوا عن القرآن .. ومن ضمن العقائد المختلف عليها عذاب القبر ونعيمه والعصمة والشفاعة .. وأنصح بقراءة كتاب " مقالات الإسلاميين واختلاف المصليين " للإمام آبي الحسن الأشعرى إمام أهل السنة في علم الكلام للتأكد من اختلاف أئمة المسلمين فى عصر الاجتهاد حتى في داخل المذهب الواحد في كل شئ وحول كل شئ .
ومن هذه القضايا الخلافية وقتها عذاب القبر ونعيمه ، و هى فى الأصل عقيدة فرعونية عاشت آلاف السنين قبلما لبثت أن رجعت الى أفئدة المسلمين متخفية فى أحاديث نبوية وتفسيرات مختلة للقرآن الكريم جاء بها التيار السنى الفقهى والكلامى ـ نسبة الى علم الكلام ـ شأن كل ماجاءوا به مما يخالف الدين الحنيف.وقد رد عليها المخالفون لها بأدلة عقلية ونقلية . حدث ذلك كله في عصر الاجتهاد العلمى والصراع الفكرى بين المعتزلة ـ دعاة التجديد العقلى ـ وأهل السنة الذين يسترون عورة تخلفهم العقلى وعجزهم العلمى بالتمسح بالنبى محمد ونسبة أقوالهم له ولأصحابه حتى تتحصن آراؤهم من النقد. بيد أن المعتزلة لم يعترفوا بذلك الاسناد الكاذب النبى, وبعضهم استخدم نفس الأسلوب فى الرد على أهل السنة والكيد لهم ـ كما كان يفعل الشيعةـ حين صنعوا أحاديث"نبوية" ترد على أهل السنة بنفس اسلوبهم . وانتج هذا الصراع الخائب العاجز الكثير من الأحاديث المتناقضة والتى عكف عليهابعض اللاحقين يحاولون ـ دون جدوى ـ التوفيق بينها .
ثُم جاء عصر التقليد ثم الجمود ثم التخلف حيث انقرض المعتزلة وانقرض معهم الاجتهاد العقلى لتسود الخرافات السنية ـ ومنها الثعبان الأقرع ـ متحصنة بالاحاديث الكاذبة والشائعات السامة من نوعية " المعلوم من الدين بالضرورة ـ وليس الضروطة ـ و أسطورة الاجماع , وكل منهما يحتاج وقفة قادمة ان شاء الله تعالى.
ان مناهج الأزهر التى درسناها أشارت لذلك الخلاف بين الأئمة المجتهدين في قضايا العصمة والشفاعة وعذاب القبروغيرها ولكن مع التأكيد على نصرة المذهب السني ورؤيته المتخلفة في تلك القضايا .
ومنهجى الفكرى هوالاجتهاد في تلك القضايا الخلافية : أولا: تدبر القرآن الكريم برؤية قرآنية محضة تعتمد على فهم القرآن بالقرآن وتحديد مفاهيم القرآن بالقرآن ، وتجميع كل آيات القرآن فى الموضوع المبحوث واستطلاع مضمونها بتجرد كامل منزه عن الهوى والأفكار المسبقة بهدف الوصول للحق والاهتداء به ابتغاء مرضاة الله تعالى, مع عدم الاهتمام مطلقا بما يعتقده الناس أو ردود أفعالهم الغاضبة ،لأن حق الله تعالىهو الأولى بالنصرة والاتباع . ُثُم بعدها البحث التاريخى والتراثى فى جذور الموضوع وتجلياته وابعاده المعاصرة واللاحقة.
وقد تأكد لى بعد مشوار شاق وطويل من التفرغ للبحث الجاد والمحايد ان كل الاعتقادات المخالفة للقرآن في عذاب القبر ونعيمه وفى تأليه البشر والأنبياء وعصمتهم وشفاعتهم كانت موجودة قبل الإسلام ، وقد أشار القرآن إليها ورد عليها ، ثم ما لبثت الاسلام ثم ما لبثت أن رجعت الى أفئدة المسلمين متخفية فى أحاديث نبوية وتفسيرات مختلة للقرآن الكريم جاء بها التيار السنى الفقهى والكلامى ـ نسبة الى علم الكلام ـ شأن كل ماجاءوا به مما يخالف الدين الحنيف.وقد رد عليها المخالفون لها بأدلة عقلية ونقلية . حدث ذلك كله في عصر الاجتهاد العلمى والصراع الفكرى بين المعتزلة ـ دعاة التجديد العقلى ـ وأهل السنة الذين يسترون عورة تخلفهم العقلى وعجزهم العلمى بالتمسح بالنبى محمد ونسبة أقوالهم له ولأصحابه حتى تتحصن آراؤهم من النقد. بيد أن المعتزلة لم يعترفوا بذلك الاسناد الكاذب النبى, وبعضهم استخدم نفس الأسلوب فى الرد على أهل السنة والكيد لهم ـ كما كان يفعل الشيعةـ حين صنعوا أحاديث"نبوية" ترد على أهل السنة بنفس اسلوبهم . وانتج هذا الصراع الخائب العاجز الكثير من الأحاديث المتناقضة والتى عكف عليهابعض اللاحقين يحاولون ـ دون جدوى ـ التوفيق بينها .
ثُم جاء عصر التقليد ثم الجمود ثم التخلف حيث انقرض المعتزلة وانقرض معهم الاجتهاد العقلى لتسود الخرافات السنية ـ ومنها الثعبان الأقرع ـ متحصنة بالاحاديث الكاذبة والشائعات السامة من نوعية " المعلوم من الدين بالضرورة ـ وليس الضروطة ـ و أسطما لبثت أن رجعت الى أفئدة المسلمين متخفية فى أحاديث نبوية وتفسيرات مختلة للقرآن الكريم جاء بها التيار السنى الفقهى والكلامى ـ نسبة الى علم الكلام ـ شأن كل ماجاءوا به مما يخالف الدين الحنيف.وقد رد عليها المخالفون لها بأدلة عقلية ونقلية . حدث ذلك كله في عصر الاجتهاد العلمى والصراع الفكرى بين المعتزلة ـ دعاة التجديد العقلى ـ وأهل السنة الذين يسترون عورة تخلفهم العقلى وعجزهم العلمى بالتمسح بالنبى محمد ونسبة أقوالهم له ولأصحابه حتى تتحصن آراؤهم من النقد. بيد أن المعتزلة لم يعترفوا بذلك الاسناد الكاذب النبى, وبعضهم استخدم نفس الأسلوب فى الرد على أهل السنة والكيد لهم ـ كما كان يفعل الشيعةـ حين صنعوا أحاديث"نبوية" ترد على أهل السنة بنفس اسلوبهم . وانتج هذا الصراع الخائب العاجز الكثير من الأحاديث المتناقضة والتى عكف عليهابعض اللاحقين يحاولون ـ دون جدوى ـ التوفيق بينها .
ثُم جاء عصر التقليد ثم الجمود ثم التخلف حيث انقرض المعتزلة وانقرض معهم الاجتهاد العقلى لتسود الخرافات السنية ـ ومنها الثعبان الأقرع ـ متحصنة بالاحاديث الكاذبة والشائعات السامة من نوعية " المعلوم من الدين بالضرورة ـ وليس الضروطة ـ و أسطورة الاجماع , وكل منهما يحتاج وقفة قادمة ان شاء الله تعالى.
ان مناهج الأزهر التى درسناها أشارت لذلك الخلاف بين الأئمة المجتهدين في قضايا العصمة والشفاعة وعذاب القبروغيرها ولكن مع التأكيد على نصرة المذهب السني ورؤيته المتخلفة في تلك القضايا .
ومنهجى الفكرى هوالاجتهاد في تلك القضايا الخلافية : أولا: تدبر القرآن الكريم برؤية قرآنية محضة تعتمد على فهم القرآن بالقرآن وتحديد مفاهيم القرآن بالقرآن ، وتجميع كل آيات القرآن فى الموضوع المبحوث واستطلاع مضمونها بتجرد كامل منزه عن الهوى والأفكار المسبقة بهدف الوصول للحق والاهتداء به ابتغاء مرضاة الله تعالى, مع عدم الاهتمام مطلقا بما يعتقده الناس أو ردود أفعالهم الغاضبة ،لأن حق الله تعالىهو الأولى بالنصرة والاتباع . ُثُم بعدها البحث التاريخى والتراثى فى جذور الموضوع وتجلياته وابعاده المعاصرة واللاحقة.
وقد تأكد لى بعد مشوار شاق وطويل من التفرغ للبحث الجاد والمحايد ان كل الاعتقادات المخالفة للقرآن في عذاب القبر ونعيمه وفى تأليه البشر والأنبياء وعصمتهم وشفاعتهم كانت موجودة قبل الإسلام ، وقد أشار القرآن إليها ورد عليها ، ثم ما لبثت " وجدتموها تردد نفس العقائد الفرعونية بعد الوف السنين ، ثم اكتشفها علم المصريات بعد قرون حين فكت رموز اللغة الهيروغليفية ، وهذا ما ناقشته في كتاب لي لم ينشر بعد عن الصلة بين التصوف المملوكى والديانة الفرعونية . وفى تلك المصادر الصوفية المملوكية كان المؤلفون ينقلون عن" مشايخ الزيارة " الذين كانوايعملون كمرشدى السياحة فى عصرنا، ولكن لسياحة من نوع مختلف . حيث يشرحون لزوار المقابر المتبركين بها معالم القرافة وكرامات أوليائها الموتى و يسترزقون من خدمة الترب المقدسة ونشرالشائعات حولها ومنها الأقاصيص عن عذاب القبر ونعيمه ، وكرامات الأولياء الصوفية داخل قبورهم ، ولا يختلف ذلك عما قاله أجدادنا المصريون في العصر الفرعوني والعصر القبطي وقبل العصر المملوكي .
ومنذ العصر الأموي استحدث بنو أمية وظيفة الراوي في المسجد أو من كان يسمى بالقصاص ـ بثشديد الصاد ـ ، وكان يجلس فى المسجد بعد الصلاة للدفاع عن السلطة الأموية وتبرير فظائعهاولكن بصورة غير مباشرة وتحت ستار الوعظ . لذا كان منهج صاحب القصص أن يجذب إليه عقول السامعين بالأساطير والحكايات , وكلما توغل في الكذب ازدادت جم" وجدتموها تردد نفس العقائد الفرعونية بعد الوف السنين ، ثم اكتشفها علم المصريات بعد قرون حين فكت رموز اللغة الهيروغليفية ، وهذا ما ناقشته في كتاب لي لم ينشر بعد عن الصلة بين التصوف المملوكى والديانة الفرعونية . وفى تلك المصادر الصوفية المملوكية كان المؤلفون ينقلون عن" مشايخ الزيارة " الذين كانوايعملون كمرشدى السياحة فى عصرنا، ولكن لسياحة من نوع مختلف . حيث يشرحون لزوار المقابر المتبركين بها معالم القرافة وكرامات أوليائها الموتى و يسترزقون من خدمة الترب المقدسة ونشرالشائعات حولها ومنها الأقاصيص عن عذاب القبر ونعيمه ، وكرامات الأولياء الصوفية داخل قبورهم ، ولا يختلف ذلك عما قاله أجدادنا المصريون في العصر الفرعوني والعصر القبطي وقبل العصر المملوكي .
ومنذ العصر الأموي استحدث بنو أمية وظيفة الراوي في المسجد أو من كان يسمى بالقصاص ـ بثشديد الصاد ـ ، وكان يجلس فى المسجد بعد الصلاة للدفاع عن السلطة الأموية وتبرير فظائعهاولكن بصورة غير مباشرة وتحت ستار الوعظ . لذا كان منهج صاحب القصص أن يجذب إليه عقول السامعين بالأساطير والحكايات , وكلما توغل في الكذب ازدادت جماهيريته وازداد تأثيره..ولقد كان العصر الأموى عصر الروايات الشفهية التى تم تدوينها فيما بعد فى العصر العباسى منسوبة للنبى بعد ان دخل فيها الكثير من التحريف والتخريف . دونهاكثيرون أبرزهم "ابن برزويه " صاحب الانتماء المزدكى والأصل المجوسى، وهو المشهور بيننا بلقب البخارى المتوفى سنة 256.
كانت خرافات الترهيب وعذاب القبر المادة المفضلة للقصاص فى العصر الأموى، ثم جاء الفقيه " الأوزعى " الذي عاصر الخلافتين الأموية والعباسبة وخدمهما معاً ، وكان من أشهر القصاص في الدولتين ، وهو الذي اخترع حد الردة وهو أيضاً المصدر الأساسي لخرافات عذاب القبر ، وتحولت معظم أقاصيصه إلى مروايات وأحاديث يعززها بأن لها جذوراً فرعونية في عقول الناس من آلاف السنين.
ان بعض أنواع الماعز تعتقد أن الشيطان قد قدم استقالته بعد ظهور الاسلام وبعد موت خاتم الأنبياء وأن اهل البلاد المفتوحة قد دخلوا فى الاسلام أفواجا دفعة واحدة وبايمان عميق لا مجال للشك فيه ، وأنه حتى الآن فايمان أحفادهم المسلمين اليوم هوالتطبيق الحرفى المخلص للاسلام الذى كان عليه خاتم النبيين عليهم جميعا السلام. ولذلك تستهجن تلك الماعز أى دعوة لاصلاح المسلمين وتهاجم كل من حاول الاصاهيريته وازداد تأثيره..ولقد كان العصر الأموى عصر الروايات الشفهية التى تم تدوينها فيما بعد فى العصر العباسى منسوبة للنبى بعد ان دخل فيها الكثير من التحريف والتخريف . دونهاكثيرون أبرزهم "ابن برزويه " صاحب الانتماء المزدكى والأصل المجوسى، وهو المشهور بيننا بلقب البخارى المتوفى سنة 256.
كانت خرافات الترهيب وعذاب القبر المادة المفضلة للقصاص فى العصر الأموى، ثم جاء الفقيه " الأوزعى " الذي عاصر الخلافتين الأموية والعباسبة وخدمهما معاً ، وكان من أشهر القصاص في الدولتين ، وهو الذي اخترع حد الردة وهو أيضاً المصدر الأساسي لخرافات عذاب القبر ، وتحولت معظم أقاصيصه إلى مروايات وأحاديث يعززها بأن لها جذوراً فرعونية في عقول الناس من آلاف السنين.
ان بعض أنواع الماعز تعتقد أن الشيطان قد قدم استقالته بعد ظهور الاسلام وبعد موت خاتم الأنبياء وأن اهل البلاد المفتوحة قد دخلوا فى الاسلام أفواجا دفعة واحدة وبايمان عميق لا مجال للشك فيه ، وأنه حتى الآن فايمان أحفادهم المسلمين اليوم هوالتطبيق الحرفى المخلص للاسلام الذى كان عليه خاتم النبيين عليهم جميعا السلام. ولذلك تستهجن تلك الماعز أى دعوة لاصلاح المسلمين وتهاجم كل من حاول الاصلاح لأن الذى يجب اصلاحهم ودعوتهم للهداية هم الذين لم تبلغهم الدعوة فى مجاهل أفريقيا وأحراش الغابات الاستوائية والصحارى القطبية . وأنواع أخرى من الذئاب ترى أن الهدف الأسمى هو أن يخضع المسلمون لحكمهم طوعا او كرها لأقامة دولة الخلافة التى تعيد مجد السلف وتواصل الجهاد ضد دار الحرب الصليبية الى قيام الساعة.
هذه الماعز وتلك الذئاب تحتاج الى تغييب عقول الناس كى تسرق منهم الوعى والعقل ، وبعدها يصبح سهلا امتطاء الضحايا ـ أو المطايا لا فارق هنالك ـ . ولكى تسرق منهم الوعى والعقل ترهبهم باحاديث عذاب القبر وينسبون كل خرافاته للنبى حتى يقطعوا الطريق مقدما على كل من يفكر فى النقاش ، اذ يكون التحذير جاهزا أنه" لا اجتهاد مع وجود النص" فاذا أصر جاء الارهاب الفكرى يتهم المسكين بأنه ينكر السنة . بذلك الارهاب المسبق تخضع الجباه لشيوخ الثعبان الأقرع وهم يروعون الناس ويرهبونهم بتلك الخرافات المفزعة. والمحصلة النهائية لتلك الحملات الارهابية الفكرية أن السامعين الذين استمعوا اليها وآمنوا بها يشعرون شعورا خاصا نحو ذلك الذى أدخل تلك المعتقدات فى قلوبهم، يشعرون نحوه بالرهبة والالاح لأن الذى يجب اصلاحهم ودعوتهم للهداية هم الذين لم تبلغهم الدعوة فى مجاهل أفريقيا وأحراش الغابات الاستوائية والصحارى القطبية . وأنواع أخرى من الذئاب ترى أن الهدف الأسمى هو أن يخضع المسلمون لحكمهم طوعا او كرها لأقامة دولة الخلافة التى تعيد مجد السلف وتواصل الجهاد ضد دار الحرب الصليبية الى قيام الساعة.
هذه الماعز وتلك الذئاب تحتاج الى تغييب عقول الناس كى تسرق منهم الوعى والعقل ، وبعدها يصبح سهلا امتطاء الضحايا ـ أو المطايا لا فارق هنالك ـ . ولكى تسرق منهم الوعى والعقل ترهبهم باحاديث عذاب القبر وينسبون كل خرافاته للنبى حتى يقطعوا الطريق مقدما على كل من يفكر فى النقاش ، اذ يكون التحذير جاهزا أنه" لا اجتهاد مع وجود النص" فاذا أصر جاء الارهاب الفكرى يتهم المسكين بأنه ينكر السنة . بذلك الارهاب المسبق تخضع الجباه لشيوخ الثعبان الأقرع وهم يروعون الناس ويرهبونهم بتلك الخرافات المفزعة. والمحصلة النهائية لتلك الحملات الارهابية الفكرية أن السامعين الذين استمعوا اليها وآمنوا بها يشعرون شعورا خاصا نحو ذلك الذى أدخل تلك المعتقدات فى قلوبهم، يشعرون نحوه بالرهبة والاحترام الزائد فاذا خاض بهم فى موضوع دينى آخر ـ مثل تغيير المنكر بالقوة ـ أطاعوه، ثم اذا انتقل بهم بعدها الى أن الدولة القائمة هى منكر يجب ازالته كان حتما طاعته و الا فالثعبان الأقرع ينتظر فى القبر فاغرا فاه.
من هنا نفهم لماذا التركيز فى كتابات السلفيين فى التسعينيات على عذاب القبر دون التركيز على النصف الآخر من الأكذوبة وهو " نعيم القبر" لأن الهدف هو الأرهاب الفكرى المعنوى والذى يتفوق فى خطورته على الأرهاب المادى الدموى. فالمعنوي يقتل العقل والكرامة الانسانية واحترام الانسان لذاته وهو الذى جعله الله تعالى خليفة فى الأرض وسخر له ما فى الكون. وبهذا الارهاب الفكرى اغتالوا جيلا من المساكين اضاعوا عليهم الدنيا والاخرة معا. وسعد بهم الشيطان الذى أوهمهم انه استقال وترك لهم البلاد والعباد باحثا عن عقد عمل مع ثعبان أقرع آخر فى المريخ..
من هنا أيضا نفهم ثورة الماعز والذئاب على شخصى الضعيف حين فندت أكذوبة عذاب القبر. وأتذكر صديقا لى علمانيا قرأ كتابى واقتنع به وصارحنى ان عذاب القبر كان دائما يخيفه ويؤرق مضجعه وكان سلاحا مؤثرا فى أيدى السلفيين, فاذا كان هذا حاله فكيف بالبسطاء من الناس ؟ وكيف بالشباب المتلهف للجديد و التجديد حترام الزائد فاذا خاض بهم فى موضوع دينى آخر ـ مثل تغيير المنكر بالقوة ـ أطاعوه، ثم اذا انتقل بهم بعدها الى أن الدولة القائمة هى منكر يجب ازالته كان حتما طاعته و الا فالثعبان الأقرع ينتظر فى القبر فاغرا فاه.
من هنا نفهم لماذا التركيز فى كتابات السلفيين فى التسعينيات على عذاب القبر دون التركيز على النصف الآخر من الأكذوبة وهو " نعيم القبر" لأن الهدف هو الأرهاب الفكرى المعنوى والذى يتفوق فى خطورته على الأرهاب المادى الدموى. فالمعنوي يقتل العقل والكرامة الانسانية واحترام الانسان لذاته وهو الذى جعله الله تعالى خليفة فى الأرض وسخر له ما فى الكون. وبهذا الارهاب الفكرى اغتالوا جيلا من المساكين اضاعوا عليهم الدنيا والاخرة معا. وسعد بهم الشيطان الذى أوهمهم انه استقال وترك لهم البلاد والعباد باحثا عن عقد عمل مع ثعبان أقرع آخر فى المريخ..
من هنا أيضا نفهم ثورة الماعز والذئاب على شخصى الضعيف حين فندت أكذوبة عذاب القبر. وأتذكر صديقا لى علمانيا قرأ كتابى واقتنع به وصارحنى ان عذاب القبر كان دائما يخيفه ويؤرق مضجعه وكان سلاحا مؤثرا فى أيدى السلفيين, فاذا كان هذا حاله فكيف بالبسطاء من الناس ؟ وكيف بالشباب المتلهف للجديد و التجديد فاذا بهم قد أعدوا له ثعبانهم الأقرع يقف على أعتاب مستقبلهم الواعد ويحوله الى ماضى غامض .
ونعود الى بعض أسئلة الصحف وقتها.
لكن هناك أحاديث للرسول (ص) في عذاب القبر ونعيمه فماذا عنها ؟
- الدكتور صبحى : من يؤمن بهذه الأحاديث فإنه يكفر بالقرآن .. لأنه يستحيل أن تؤمن بالقرآن وتؤمن أيضاً بما يخالفه.
ما أدلتك على أن هذه الأحاديث تناقض القرآن ؟
- الدكتور صبحى : لأن القرآن يؤكد في أكثر من عشرين آية قرآنية أن النبي (ص) لا يعلم الغيب وليس له أن يتحدث فيه ، ولا يدرى ما سيحدث في المستقبل في الدنيا أو عند الموت أو بعده أو في الآخرة ، ويكفى في ذلك الآية التاسعة من سورة الأحقاف " قل ما كنت بدعاً من الرسل وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم " وكذلك الآية 50 من سورة الأنعام " قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب " والآية 188 من سورة الأعراف " ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " وطالما يؤكد القرآن الكريم أن النبي (ص) لا يعلم الغيب فان المؤمن بدين بالإسلام إذا جاءه حديث كاذب ينسب للنبي الكلام في الغيبيات فان واجبه يحتم عليه تبفاذا بهم قد أعدوا له ثعبانهم الأقرع يقف على أعتاب مستقبلهم الواعد ويحوله الى ماضى غامض .
ونعود الى بعض أسئلة الصحف وقتها.
لكن هناك أحاديث للرسول (ص) في عذاب القبر ونعيمه فماذا عنها ؟
- الدكتور صبحى : من يؤمن بهذه الأحاديث فإنه يكفر بالقرآن .. لأنه يستحيل أن تؤمن بالقرآن وتؤمن أيضاً بما يخالفه.
ما أدلتك على أن هذه الأحاديث تناقض القرآن ؟
- الدكتور صبحى : لأن القرآن يؤكد في أكثر من عشرين آية قرآنية أن النبي (ص) لا يعلم الغيب وليس له أن يتحدث فيه ، ولا يدرى ما سيحدث في المستقبل في الدنيا أو عند الموت أو بعده أو في الآخرة ، ويكفى في ذلك الآية التاسعة من سورة الأحقاف " قل ما كنت بدعاً من الرسل وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم " وكذلك الآية 50 من سورة الأنعام " قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب " والآية 188 من سورة الأعراف " ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " وطالما يؤكد القرآن الكريم أن النبي (ص) لا يعلم الغيب فان المؤمن بدين بالإسلام إذا جاءه حديث كاذب ينسب للنبي الكلام في الغيبيات فان واجبه يحتم عليه تبرئة النبي (ص) منه .. وأحاديث عذاب القبر والشفاعة وأحوال الآخرة كلها ضمن تلك الخرافات المخالفة للقرآن والتي يجب أن نبرئ منها الرسول (ص).
لكن هناك آيات يستشهد بها بالقرآن عن عذاب فرعون " النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب "
- الدكتور صبحى : لا شأن للآية الكريمة بعذاب القبر ، فالقرآن هنا يتحدث عن البرزخ وليس عن القبر , والآية القرآنية تشير إلى عذاب فرعون في البرزخ إلى قيام الساعة, ولنا أن نتخيله فى البرزخ وهو يعانى فيه العذاب بينما يرى ما انعم الله تعالى به على المستضعفين من بنى إسرائيل ، وهكذا معنى قوله تعالى في قصة موسى وفرعون " إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم .. " إلى أن يقول الله تعالى عن بنى إسرائيل " ونمكن لهم في الأرض ، ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " القصص 4 : 6 .
فقد كان فرعون في طغيانه يضطهد بنى إسرائيل خشية منهم ، وحدث ما كان يحذر منه وتم تمكين الله تعالى لبنى إسرائيل بعد غرق فرعون مصداقاً لقوله تعالى " فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم " إلى أن يقول تعالى عن بنى إسرائيل " وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربهارئة النبي (ص) منه .. وأحاديث عذاب القبر والشفاعة وأحوال الآخرة كلها ضمن تلك الخرافات المخالفة للقرآن والتي يجب أن نبرئ منها الرسول (ص).
لكن هناك آيات يستشهد بها بالقرآن عن عذاب فرعون " النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب "
- الدكتور صبحى : لا شأن للآية الكريمة بعذاب القبر ، فالقرآن هنا يتحدث عن البرزخ وليس عن القبر , والآية القرآنية تشير إلى عذاب فرعون في البرزخ إلى قيام الساعة, ولنا أن نتخيله فى البرزخ وهو يعانى فيه العذاب بينما يرى ما انعم الله تعالى به على المستضعفين من بنى إسرائيل ، وهكذا معنى قوله تعالى في قصة موسى وفرعون " إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم .. " إلى أن يقول الله تعالى عن بنى إسرائيل " ونمكن لهم في الأرض ، ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " القصص 4 : 6 .
فقد كان فرعون في طغيانه يضطهد بنى إسرائيل خشية منهم ، وحدث ما كان يحذر منه وتم تمكين الله تعالى لبنى إسرائيل بعد غرق فرعون مصداقاً لقوله تعالى " فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم " إلى أن يقول تعالى عن بنى إسرائيل " وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها، وتمت كلمة ربك الحسنى على بنى إسرائيل بما صبروا ، ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون " الأعراف 136 : 137 إذن فالتدمير لما كان يصنع فرعون والتمكين لبنى إسرائيل حدث بعد غرق فرعون .. إذن فكيف يرى فرعون ذلك بعد غرقه ..؟ لأن فرعون وآله كانوا ولا يزالون في البرزخ يعيشون في عذاب إلى أن تقوم الساعة . ثم سيأتي أشد العذاب يوم القيامة بعد سوء العذاب فى البرزخ ، مصداقاً لقوله تعالى عنهم " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب " غافر 46 .
ماذا تقول عن حساب الملكيين .. هل ستنفيهما أيضاً ؟
إذا لم يكن هناك عذاب أو نعيم في القبر فلماذا يكون في الأصل حساب أو استجواب في القبر؟ وإذا كان الحساب سيأتي يوم القيامة أمام الله تعالى يوم الحساب حيث البعث والحشر والعرض واللقاء والميزان فان هول ذلك اليوم وتفصيلاته التي تكررت في القرآن الكريم يجعل من العبث التفكير في حساب سابق له .. فكيف إذا كان ذلك الحساب المزعوم في القبر أسطورة فرعونية في الأصل ترددت في كتاب الموتى واحتفلت بها دراسات علم التي باركنا فيها، وتمت كلمة ربك الحسنى على بنى إسرائيل بما صبروا ، ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون " الأعراف 136 : 137 إذن فالتدمير لما كان يصنع فرعون والتمكين لبنى إسرائيل حدث بعد غرق فرعون .. إذن فكيف يرى فرعون ذلك بعد غرقه ..؟ لأن فرعون وآله كانوا ولا يزالون في البرزخ يعيشون في عذاب إلى أن تقوم الساعة . ثم سيأتي أشد العذاب يوم القيامة بعد سوء العذاب فى البرزخ ، مصداقاً لقوله تعالى عنهم " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب " غافر 46 .
ماذا تقول عن حساب الملكيين .. هل ستنفيهما أيضاً ؟
إذا لم يكن هناك عذاب أو نعيم في القبر فلماذا يكون في الأصل حساب أو استجواب في القبر؟ وإذا كان الحساب سيأتي يوم القيامة أمام الله تعالى يوم الحساب حيث البعث والحشر والعرض واللقاء والميزان فان هول ذلك اليوم وتفصيلاته التي تكررت في القرآن الكريم يجعل من العبث التفكير في حساب سابق له .. فكيف إذا كان ذلك الحساب المزعوم في القبر أسطورة فرعونية في الأصل ترددت في كتاب الموتى واحتفلت بها دراسات علم المصريات التي تختص في بحث تاريخ مصر القديمة ومن يرد المزيد فليقرأ كتاب " أرمان " عن ديانة مصر القديمة .. فسيرى إننا نكرر ما قاله الأجداد وننسبه للنبى العظيم افتراء وكذباً.
ولكن القرآن ذكر أيضا نعيم الشهداء بعد الموت .
هنا أدعو الشيوخ الى قراءة ما ذكرته فى كتابى . بايجاز أقول :
ـ عند الموت والاحتضار تبشر الملائكة الفائز ، بينما يصرخ الخاسرـ بعد أن يرى الملائكة تبشره بالنارـ يطلب فرصة أخرى ليرجع للدنيا ليعمل صالحا، ويأتيه الرد بالنفى حيث ينتظره البرزخ الذى جئنا منه الى هذه الدنيا ، ثم بعد الموت سنعود اليه ونظل فيه الى قيام الساعة ." حتى اذا جاء أحدهم الموت قال ربى أرجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت. كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ". المؤمنون 99ـ100.
ـ البرزخ منطقة انعدام للزمن , ندخل فيه مؤقتا عند النوم والغيبوبة القصيرة أو الطويلة أثناء هذه الحياة ، وحين نرجع منه نقول انه يوم أو بعض يوم . حتى لو كان النائمون هم أهل الكهف "الكهف 19" أو ذلك الذى أماته الله تعالى مائة عام ثم بعثه "البقرة 259". ثم ندخل البرزخ بعد الموت لنبقى فيه بلا احساس بالزمن الى أن تقوم الساعة . عندها سيقول المجرمون مندهشين انهم لبثوا فقط المصريات التي تختص في بحث تاريخ مصر القديمة ومن يرد المزيد فليقرأ كتاب " أرمان " عن ديانة مصر القديمة .. فسيرى إننا نكرر ما قاله الأجداد وننسبه للنبى العظيم افتراء وكذباً.
ولكن القرآن ذكر أيضا نعيم الشهداء بعد الموت .
هنا أدعو الشيوخ الى قراءة ما ذكرته فى كتابى . بايجاز أقول :
ـ عند الموت والاحتضار تبشر الملائكة الفائز ، بينما يصرخ الخاسرـ بعد أن يرى الملائكة تبشره بالنارـ يطلب فرصة أخرى ليرجع للدنيا ليعمل صالحا، ويأتيه الرد بالنفى حيث ينتظره البرزخ الذى جئنا منه الى هذه الدنيا ، ثم بعد الموت سنعود اليه ونظل فيه الى قيام الساعة ." حتى اذا جاء أحدهم الموت قال ربى أرجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت. كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ". المؤمنون 99ـ100.
ـ البرزخ منطقة انعدام للزمن , ندخل فيه مؤقتا عند النوم والغيبوبة القصيرة أو الطويلة أثناء هذه الحياة ، وحين نرجع منه نقول انه يوم أو بعض يوم . حتى لو كان النائمون هم أهل الكهف "الكهف 19" أو ذلك الذى أماته الله تعالى مائة عام ثم بعثه "البقرة 259". ثم ندخل البرزخ بعد الموت لنبقى فيه بلا احساس بالزمن الى أن تقوم الساعة . عندها سيقول المجرمون مندهشين انهم لبثوا فقط يوما أو بعض يوم : " ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون , وقال الذين أوتوا العلم والايمان : لقد لبثتم فى كتاب الله الى يوم البعث ، فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون. الروم 55 ـ 56" .لو كان هناك عذاب فى القبر لأولئك المجرمين لأحسوا بالزمن ثقيلا وبطيئا بما يعادل ملايين السنين. لكن البرزخ مر عليهم وعلى غيرهم مثل نوم أحدنا فى هذه الدنيا. هذه هى القاعدة ولكن لها فى القرآن الكريم استثناءات محددة ، هى تعذيب فرعون وآله فى البرزخ ، وتعذيب كفرة قوم نوح ، ونعيم اولئك الذين قتلوا فى سبيل الله تعالى.
التفاصيل كاملة فى كتابى سالف الذكر عن تلك الاستثناءات ، ولكن المهم أن ذلك لا علاقة له أبدا بعذاب القبر أو بنعيمه لأنه يحدث فى البرزخ وليس فى القبر، بل ان فرعون مات غريقا بلا قبر وذكر الله تعالى كيف نجاه ببدنه ليكون لمن خلفه آية. "يونس92". اذن فالتعذيب الذى يلقاه الآن متعلق بنفسه وليس جسده . ولا تقل "روحه" لأن الروح فى لغة القرآن ومصطلحاته هو جبريل ، وتلك قصة أخرى. ونفس الحال مع الذين قتلوا فى سبيل يوما أو بعض يوم : " ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون , وقال الذين أوتوا العلم والايمان : لقد لبثتم فى كتاب الله الى يوم البعث ، فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون. الروم 55 ـ 56" .لو كان هناك عذاب فى القبر لأولئك المجرمين لأحسوا بالزمن ثقيلا وبطيئا بما يعادل ملايين السنين. لكن البرزخ مر عليهم وعلى غيرهم مثل نوم أحدنا فى هذه الدنيا. هذه هى القاعدة ولكن لها فى القرآن الكريم استثناءات محددة ، هى تعذيب فرعون وآله فى البرزخ ، وتعذيب كفرة قوم نوح ، ونعيم اولئك الذين قتلوا فى سبيل الله تعالى.
التفاصيل كاملة فى كتابى سالف الذكر عن تلك الاستثناءات ، ولكن المهم أن ذلك لا علاقة له أبدا بعذاب القبر أو بنعيمه لأنه يحدث فى البرزخ وليس فى القبر، بل ان فرعون مات غريقا بلا قبر وذكر الله تعالى كيف نجاه ببدنه ليكون لمن خلفه آية. "يونس92". اذن فالتعذيب الذى يلقاه الآن متعلق بنفسه وليس جسده . ولا تقل "روحه" لأن الروح فى لغة القرآن ومصطلحاته هو جبريل ، وتلك قصة أخرى. ونفس الحال مع الذين قتلوا فى سبيل الله تعالى ـ اللهم اجعلنى منهم ـ حيث ذكر الله تعالى نعيمهم عند ربهم يرزقون , وليس فى القبور . وأيضا لا تقل هنا الشهداء ولكن قل " الذين قتلوا فى سبيل الله" لأن مصطلح الشهداء فى لغة القرآن هو عن الدعاة للحق المناضلين فى سبيله والذين سيأتون يوم القيامة ليشهدوا شهادة خصومة على أقوامهم ـ اللهم اجعلنى منهم ـ ولتراجع القرآن لتتأكد من هذا.
لم يجد شيوخ الأزهر وقتها ما يردون به على كتابى فاضطرتهم الحاجة الغلابة الى اللجوء الى تقرير منحط وضعته اللجنة المكلفة بتبريرعزلى من الجامعة الأزهرية سنة 1987 .ونشروا فقرات من هذا التقرير فى منتصف التسعينيات , تتهمنى ـ اثما وعدوانا وبهتانا ـ بأننى أنكر أن يكون محمد خاتم النبيين. ونسوا أن مثلى لا يخشى أحدا من الناس ولا يتردد فى اعلان ما يؤمن به , وتاريخى معهم خير شاهد على ذلك حيث لم أخش تحطيم كل أصنامهم الفكرية وابقارهم المقدسة وتابوهاتهم المحرمة . بل كنت أتحداهم فأقرره على الطلبة فى الجامعة , ويعلم الله ـ وكفى به عليما ـ أنه لو شككت لحظة فى كون محمد عليه السلام خاتم النبيين لأعلنت ذلك دون أدنى تردد. ولكن كيف يقول ذلك من وهب حياته دفاعا عن كتاب الله تعالى وتبرئة لخاتم النبيين مما افتراه عليه اعداؤه من أحاديث كاذبة بعدالله تعالى ـ اللهم اجعلنى منهم ـ حيث ذكر الله تعالى نعيمهم عند ربهم يرزقون , وليس فى القبور . وأيضا لا تقل هنا الشهداء ولكن قل " الذين قتلوا فى سبيل الله" لأن مصطلح الشهداء فى لغة القرآن هو عن الدعاة للحق المناضلين فى سبيله والذين سيأتون يوم القيامة ليشهدوا شهادة خصومة على أقوامهم ـ اللهم اجعلنى منهم ـ ولتراجع القرآن لتتأكد من هذا.
لم يجد شيوخ الأزهر وقتها ما يردون به على كتابى فاضطرتهم الحاجة الغلابة الى اللجوء الى تقرير منحط وضعته اللجنة المكلفة بتبريرعزلى من الجامعة الأزهرية سنة 1987 .ونشروا فقرات من هذا التقرير فى منتصف التسعينيات , تتهمنى ـ اثما وعدوانا وبهتانا ـ بأننى أنكر أن يكون محمد خاتم النبيين. ونسوا أن مثلى لا يخشى أحدا من الناس ولا يتردد فى اعلان ما يؤمن به , وتاريخى معهم خير شاهد على ذلك حيث لم أخش تحطيم كل أصنامهم الفكرية وابقارهم المقدسة وتابوهاتهم المحرمة . بل كنت أتحداهم فأقرره على الطلبة فى الجامعة , ويعلم الله ـ وكفى به عليما ـ أنه لو شككت لحظة فى كون محمد عليه السلام خاتم النبيين لأعلنت ذلك دون أدنى تردد. ولكن كيف يقول ذلك من وهب حياته دفاعا عن كتاب الله تعالى وتبرئة لخاتم النبيين مما افتراه عليه اعداؤه من أحاديث كاذبة بعد موته بقرون.
سؤال أخير لماذا فصلت من الأزهر ؟ هل لإنكارك السنة ؟ وما قولك في الإتهامات التي وجهها إليك تقرير اللجنة الثلاثية سنة 1987من أنك تدافع عن مسيلمة الكذاب، وقولك " انتهى الوحي نزولاً ثم مات الرسول الخاتم ونحن لا نعرف إلى أي حد طبق الرسول الخاتم أوامر ربه ولا نعرف إلى أي حد تحددت درجته بين الأنبياء," وقولك :" أما آن لنا أن ندع عبارات تعارفنا عليها ما انزل الله بها من سلطان مثل قولنا عن رسولنا :
المرسلين ، سيد المرسلين ..؟
- يقول الدكتور صبحى : هذه مجموعة أسئلة وليست سؤالاً واحداً لكن سأجيب عليها بالوثائق وباختصار .. أولاً الاجتهاد الذي قمت به أثناء عملي في جامعة الأزهر مدرساً مساعداً1977ـ 1980 لا يختلف عن الآراء السابقة في هذا التحقيق ، وهذا الاجتهاد جاء تطبيقاً لقانون الأزهر نفسه الذي يوجب على عضو هيئة التدريس الاجتهاد في حقائق الإسلام ، وهذا الاجتهاد في تجلية حقائق الإسلام يعنى الإتيان بالجديد معززاً بالدليل ومخالفاً للمألوف وما وجدنا عليه آباءنا ، ولكن كوفئت على هذا الاجتهاد غير المسبوق بالتعطيل في موته بقرون.
سؤال أخير لماذا فصلت من الأزهر ؟ هل لإنكارك السنة ؟ وما قولك في الإتهامات التي وجهها إليك تقرير اللجنة الثلاثية سنة 1987من أنك تدافع عن مسيلمة الكذاب، وقولك " انتهى الوحي نزولاً ثم مات الرسول الخاتم ونحن لا نعرف إلى أي حد طبق الرسول الخاتم أوامر ربه ولا نعرف إلى أي حد تحددت درجته بين الأنبياء," وقولك :" أما آن لنا أن ندع عبارات تعارفنا عليها ما انزل الله بها من سلطان مثل قولنا عن رسولنا :
المرسلين ، سيد المرسلين ..؟
- يقول الدكتور صبحى : هذه مجموعة أسئلة وليست سؤالاً واحداً لكن سأجيب عليها بالوثائق وباختصار .. أولاً الاجتهاد الذي قمت به أثناء عملي في جامعة الأزهر مدرساً مساعداً1977ـ 1980 لا يختلف عن الآراء السابقة في هذا التحقيق ، وهذا الاجتهاد جاء تطبيقاً لقانون الأزهر نفسه الذي يوجب على عضو هيئة التدريس الاجتهاد في حقائق الإسلام ، وهذا الاجتهاد في تجلية حقائق الإسلام يعنى الإتيان بالجديد معززاً بالدليل ومخالفاً للمألوف وما وجدنا عليه آباءنا ، ولكن كوفئت على هذا الاجتهاد غير المسبوق بالتعطيل في مناقشة رسالة الدكتوارة لمدة ثلاث سنوات إلى أن قمت بحذف ثلثى الرسالة, وحصلت على الدكتوراة سنة 1980 بعد أن أكدت تناقض التصوف مع دين الاسلام . وبعدها كان لزاما على أن أبحث التراث السنى الذى كنت أنتمى اليه وقتها محاولا اصلاحه من داخله , وفى سنة1985 أصدرت خمسة كتب دفعة واحدة قررتها على طلابى فى جامعة الأزهر, وكنت اعدها أيضا للحصول على الترقية لدرجة أستاذ مساعد ، وكانت العادة أن كتابا واحدا يكفى للترقية التى كان موعدها عام 1985. وكانت المكافأة الكبرى هى وقفي عن العمل وإحالتي للتحقيق ومنعي من الترقية والسفر ، وبعد التحقيق جاءت التوصية بإحالتي لمجلس التأديب متهماًـ ليس بإنكار السنة ـ ولكن بإنكار الشفاعة العظمى والعصمة المطلقة للنبي وإنكار تفضيله على الأنبياء السابقين ، وكان واضحاً أنهم الخصوم والقضاة في نفس الوقت ، يملكون الجاه ولا يملكون الحجة والبرهان ، ومن هنا استخدموا كل ما يستطيعون للضغط على لأتراجع عن آرائي بالتهديد والوعيد .. ورفضت وجبنوا عن إصدار قرار بالإدانة واختاروا أسلوباً أشد مكراً ، فالقانون يقول ( المحال إلى التأديب إذا مر عليه عام بدون إدانة فان الاتهام يسقط ) ولذلك فانهم قبل أن ينتهي العام أعادوا نفس الاتهام لكي أظل محروماً من العمل ومن مستح مناقشة رسالة الدكتوارة لمدة ثلاث سنوات إلى أن قمت بحذف ثلثى الرسالة, وحصلت على الدكتوراة سنة 1980 بعد أن أكدت تناقض التصوف مع دين الاسلام . وبعدها كان لزاما على أن أبحث التراث السنى الذى كنت أنتمى اليه وقتها محاولا اصلاحه من داخله , وفى سنة1985 أصدرت خمسة كتب دفعة واحدة قررتها على طلابى فى جامعة الأزهر, وكنت اعدها أيضا للحصول على الترقية لدرجة أستاذ مساعد ، وكانت العادة أن كتابا واحدا يكفى للترقية التى كان موعدها عام 1985. وكانت المكافأة الكبرى هى وقفي عن العمل وإحالتي للتحقيق ومنعي من الترقية والسفر ، وبعد التحقيق جاءت التوصية بإحالتي لمجلس التأديب متهماًـ ليس بإنكار السنة ـ ولكن بإنكار الشفاعة العظمى والعصمة المطلقة للنبي وإنكار تفضيله على الأنبياء السابقين ، وكان واضحاً أنهم الخصوم والقضاة في نفس الوقت ، يملكون الجاه ولا يملكون الحجة والبرهان ، ومن هنا استخدموا كل ما يستطيعون للضغط على لأتراجع عن آرائي بالتهديد والوعيد .. ورفضت وجبنوا عن إصدار قرار بالإدانة واختاروا أسلوباً أشد مكراً ، فالقانون يقول ( المحال إلى التأديب إذا مر عليه عام بدون إدانة فان الاتهام يسقط ) ولذلك فانهم قبل أن ينتهي العام أعادوا نفس الاتهام لكي أظل محروماً من العمل ومن مستحقاتى المالية ومن الترقية ومن السفر إلى أن استجيب وأوافقهم .. وكان من الممكن أن أوافقهم خصوصاً وهم يملكون المنح والمنع وأنا لا أملك شيئاً من حطام الدنيا ،ولكن قدمت استقالتي المسببة فرفضوا قبولها وفزعوا منها ، فرفعت ضدهم دعوى في مجلس الدولة لإلزامهم بقبول الاستقالة واعتبرت نفسي مستقيلاً من هذه الجامعة. وجاءهم الإنذار من مجلس الدولة فاضطروا لإرسال خطاب لي يفيد بأن الإستقالة التي قدمتها سيناقشها مجلس الجامعة ، وحين أوشك مجلس الدولة على إصدار حكم في قضيتي بادروا هم بإصدار قرار بالعزل لمن قدم استقالة من قبل ترفعا بنفسه وعلمه من ان يكون فى موضع يتحكم فيه أعداؤه الذين هم أقل منه علما وخلقا.
إن قرارهم المزعوم بالعزل جاء ـ وقتها ـ مدعماً بذلك التقريرالذى ينضح حقداً على باحث شاب يحترم نفسه ودينه وعقله ، لذلك تناثرت في هذا التقرير إتهامات أخرى لم تأت أصلاً في قرار الإتهام ، وحفل ذلك التقرير باصطياد أخطاء مفتعلة الهدف منها التكفير , ومنها على سبيل المثال إنني في كتابي " العالم الإسلامي بين عصر الخلفاء الراشدين وعصر الخلفاء العباقاتى المالية ومن الترقية ومن السفر إلى أن استجيب وأوافقهم .. وكان من الممكن أن أوافقهم خصوصاً وهم يملكون المنح والمنع وأنا لا أملك شيئاً من حطام الدنيا ،ولكن قدمت استقالتي المسببة فرفضوا قبولها وفزعوا منها ، فرفعت ضدهم دعوى في مجلس الدولة لإلزامهم بقبول الاستقالة واعتبرت نفسي مستقيلاً من هذه الجامعة. وجاءهم الإنذار من مجلس الدولة فاضطروا لإرسال خطاب لي يفيد بأن الإستقالة التي قدمتها سيناقشها مجلس الجامعة ، وحين أوشك مجلس الدولة على إصدار حكم في قضيتي بادروا هم بإصدار قرار بالعزل لمن قدم استقالة من قبل ترفعا بنفسه وعلمه من ان يكون فى موضع يتحكم فيه أعداؤه الذين هم أقل منه علما وخلقا.
إن قرارهم المزعوم بالعزل جاء ـ وقتها ـ مدعماً بذلك التقريرالذى ينضح حقداً على باحث شاب يحترم نفسه ودينه وعقله ، لذلك تناثرت في هذا التقرير إتهامات أخرى لم تأت أصلاً في قرار الإتهام ، وحفل ذلك التقرير باصطياد أخطاء مفتعلة الهدف منها التكفير , ومنها على سبيل المثال إنني في كتابي " العالم الإسلامي بين عصر الخلفاء الراشدين وعصر الخلفاء العباسيين " كتبت أرصد الفجوة بين عقائد المسلمين في عصر قوة الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين وبين عقائد المسلمين في العصر المملوكى حين سيطر عليها التصوف ، فعرضت مقارنة بين مسيلمة الكذاب الذي جعلوه كاذباً لمجرد إدعائه النبوة مع إيمانه بخاتم النبيين وبين الشيخ إبراهيم الدسوقى في العصر المملوكى الذي ادعى الألوهية في كتابة المشهور ( الجوهرة ) وهو كتاب منشور ومطبوع ويباع على أسوار الأزهر ، وقارنت ساخراً بين{ الشيخ مسيلمة الكذاب} و{الشيخ إبراهيم الدسوقى} الذي ادعى الألوهية وحظي بالتقديس ولا يزال مقدساً لدى الأزهريين حتى اليوم مع ادعائه الألوهية. هذا ما فعلته في رصد الفجوة التاريخية في ذلك الكتاب بين تدين المسلمين في عصر الخلفاء الراشدين وتدينهم في عصور التصوف والخرافة, معززا بالأدلة . فماذا فعلت اللجنة الموقرة التى كانت الخصم والحكم.؟ استخلصوا مما كتبته إنني أدافع عن مسيلمة الكذاب وألمحوا إلى إنني أسانده في ادعائه للنبوة لأني أقول عليه الشيخ مسيلمة ،وأسسوا على ذلك اتهاما آخر بأننى أنكر أن يكون محمد خاتم الأنبياء ، وتناسوا تماماً قصة إبراهيم الدسوقى والهدف منها .. ثم ناقضوا أنفسهم في نفس التقرير حين استشهدوا بنص أصف فيه النبى (ص) بأنه " الرسول الخاتم " أي خاتم الأنبياء المرسلين وهذا هو الوصف الذي التزمت به في كتاب " الأنبياء في القرآن " ومع ذلك يجرأون على اتهامي بإنكار أن يكون محمد عليه السلام خاتم النبيين.
وبنفس الطريقة اقتطعوا من السياق عبارة لى تقول: " ثم انتهى الوحي نزولاً ، ثم مات النبي الرسول الخاتم ونحن لا نعرف إلى أي حد طبق الرسول الخاتم أوامر ربه ولا نعرف إلى أي حد تحددت درجته بين الأنبياء" .. وبعدها عبارة أغفلوها تتحدث عن النبي الخاتم{ قد يكون قد سبقه فى الفضل آخرون من الأنبياء وقد يكون قد تفوق على آخرين من الأنبياء السابقين . علم ذلك عند الله تعالى وحده , وليس لنا أن نحكم فيه فنحن أقل شأنا من الأنبياء المكرمين ولا يجوز لنا أن نحكم ـ غيبا ـ عن الأفضل من بينهم , فذلك لله تعالى وحده, وعلينا أن نؤمن بهم جميعا دون أن نفرق بين أحد منهم كما تكررت لنا الأوامر مرتين فىسور البقرة ومرة فىسورتى آل عمران والنساء.} أغفلوا ذلك كله ثم بعدها جاءوا بعبارة {" أما آن لنا أن ندع عبارات تعارفنا عليها ما انزل الله بها من سلطان مثل قولنا عن رسولنا :
المرسلين ، سيد المرسلين }" وأغفلوا العبارة التي بعدها التي تؤكد أن كل الأنبياء
البشر وأنهم جميعاً عباد الله المصطفون ولا سيد لهم إلا الله تعالى.
تركوا ذلك كله واتهموني بإنكار أفضلية النبي مع إنني توقفت في الحكم فيها ، ولم أقل بها ولم أدع إليها ولم أنكرها وإنما قلت أن الذي يفاضل بين الأنبياء إنما يجعل نفسه حكماً عليهم ويضع نفسه فوقهم جميعاً وتلك منزلة المولى سبحانه وتعالى وحده . وكل ما استفادوه من تلك العبارة هى