عدد المساهمات : 487 نقاط : 1524 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
موضوع: المخدرات تضعف الجهاز المناعي الجمعة 25 ديسمبر 2009 - 16:01
أظهرت نتائج دراسة مصرية حول تأثير تعاطي المخدرات على الجهاز المناعي أن نسبة الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي من نوع سي ترتفع بين متعاطي المخدرات بنسبة 34% في حين أن هذه النسبة لا تتعدى 1% لدى الأفراد العاديين. ووفقا لرئيسة قسم بحوث المخدرات بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الدكتورة نادية جمال الدين فان دراسات أجريت على حيوانات التجارب أكدت التأثير الواضح للهيروين على الأجسام المضادة التي تفرزها الخلايا الليمفاوية، كما وجدت علاقة بين أمراض الكبد والاضطرابات المناعية التي تحدث لمدمني الهيروين . وذكرت في دراسة اطلعت عليها وكالة الأنباء الكويتية أنه قد يظهر على المدمنين بعض أمراض الكبد المزمنة نتيجة التلوث بالمضافات التي تضاف إلى الهيروين إذ ثبت أن انخفاض معدل الخلايا المناعية سواء المساعدة أو المثبطة يكون لديهم بما لا يقل عن 60% مقارنة بغير المدمنين. واعتبرت أن هذه النتيجة دليلا قاطعا على تأثر جهاز المناعة لدى المتعاطين للمخدرات بشكل كبير ويزداد هذا التأثير خطورة على الجهاز المناعي مع تعاطي أكثر من نوع من المواد المخدرة. ووفقا للدراسة ثبت في دراسات سابقة أن معظم المدمنين لا يكتفون بعقار واحد بل يلجأون إلى تعاطي عدة أنواع من العقاقير المخدرة مما يجعلهم عرضة للملوثات الموجودة في المضافات التي توضع بهدف زيادة الربح. كما أن لهؤلاء المدمنين نظام حياة خاص لا يهتمون فيه بالغذاء الصحي، وكثير منهم مصاب بسوء التغذية ما يجعلهم عرضة للعديد من المخاطر التي تفسر الخلل في حالتهم المناعية. وذكرت الدكتورة جمال الدين أن "إدمان المخدرات له العديد من التأثيرات الضارة على معظم أجزاء الجسم فهو يؤثر على الجهاز العصبي ويسبب العديد من الاضطرابات الذهنية والنفسية والعصبية ويؤثر على الوظائف الحيوية للجسم من خلال تأثيره على الجهاز الهضمي والكبد وعلى الجهاز الدوري والتنفسي ويحدث اضطرابات في القلب الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث حالات الوفاة كما يؤثر تعاطي المخدرات على القدرات الجنسية. يذكر أن هناك عوامل أخرى تضعف الجهاز المناعي مثل سوء التغذية والعلاقات الجنسية الشاذة واستخدام المضادات الحيوية". ويسبب تعاطي المخدرات تأثيرا واضحا على جهاز المناعة فيضعفه ويصبح المدمن عرضة للأمراض وهذا يفسر وفقا للدراسة الصلة الوثيقة بين تعاطي المخدرات وحدوث كثير من الأمراض البكتيرية والفيروسية الخطيرة مثل الالتهاب الكبدي ومرض الإيدز. وقالت الدكتورة نادية جمال الدين في دراستها إن التجارب أثبت أن تعاطي المخدرات حقنا بالوريد من أهم أسباب انتقال فيروس الإيدز من شخص لآخر إضافة إلى الممارسات الجنسية الشاذة ونقل الدم الملوث. فقد وجد أن عددا كبيرا من مدمني المخدرات يشتركون في استعمال نفس الحقنة أو الإبرة في حلقات تعاط جماعية وتشابه هذه الطريقة للعدوى طريقة انتقال التهاب الكبد الفيروسي. وأشارت الدراسة إلى أن بعض العلماء لاحظ انتشار هذه الفيروسات وغيرها من الأمراض البكتيرية بين متعاطي المخدرات حتى لو استعملوا حقنا نظيفة غير ملوثة والأكثر من ذلك أنهم وجدوا أن بعض هذه الأمراض البكتيرية منتشرة بين المتعاطين عن طريق التدخين وليس الحقن مما يثبت أن الإصابة بالفيروس لم يكن سببها الحقن فقط، ولكن كان هناك عامل آخر تسبب في الإصابة بالفيروس هو المادة المخدرة نفسها. كما أثبتت الدراسات الحديثة وجود علاقة وثيقة واتصال متكامل بين الجهاز العصبي والجهاز المناعي والغدد الصماء، فكل جهاز يؤثر في الآخر ويرسل له إشارات ويستقبل منه إشارات تؤثر على دوره ووظائفه،. لذلك يمكن استنتاج أن أية مادة تؤثر على الجهاز العصبي وإفرازاته الطبيعية سوف تؤدي بالضرورة إلى التأثير في الجهاز المناعي ومكوناته. وأضافت الدكتورة جمال الدين "لقد أصبح من الثابت علميا أن المخدرات لا تؤثر على الجهاز العصبي فقط، ولكنها تؤثر في الجهاز المناعي أيضا، وتتسبب في حدوث أمراض نقص المناعة وأمراض الحساسية، وفضلا عن أن المخدرات التي تؤخذ عن طريق الحقن تنقل عدوى الفيروسات بصورة مباشرة، فقد أثبتت الدراسات التي أجريت أن هناك علاقة وثيقة بين إدمان المخدرات مثل الحشيش والهيروين والكوكايين والمورفين والمثيادون والأمفيتامينات". وزيادة الإصابة بعدوى فيروس الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي بصفة عامة. تجدر الإشارة أن هذه الدراسة التي لم تنته بعد تجري في إطار بحث كبير في مجال بحوث المخدرات بدأ منذ عام 1983 تحت رعاية صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي والمجلس القومي لمكافحة وعلاج الإدمان في مصر، ويعد البحث الثاني من نوعه حول تأثير المخدرات في جهاز المناعة، والأول أجري بالولايات المتحدة حول تأثير الكوكايين. من جهة أخرى قالت دراستان توثيقيتان أنجزها المجلس القومي لمكافحة وعلاج الإدمان أن هناك500 دراسة رصدت ظاهرة المخدرات في مصر خلال 30 عاما من عام 1970 حتى عام 1999 حول الأضرار الصحية للمخدرات.