وأخيرا
تأملوا هذه الآية الكريمة
وتفسيرها
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
تفسير القرطبي
- ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها
"أزواجا" أي نساء تسكنون إليها. "من أنفسكم" أي من نطف الرجال ومن جنسكم. وقيل: المراد حواء, خلقها من ضلع آدم; قاله قتادة.
- وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون
قال ابن عباس ومجاهد: المودة الجماع, والرحمة الولد; وقاله الحسن. وقيل: المودة والرحمة عطف قلوبهم بعضهم على بعض. وقال السدي: المودة: المحبة, والرحمة: الشفقة; وروي معناه عن ابن عباس قال: المودة حب الرجل امرأته, والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء. ويقال: إن الرجل أصله من الأرض, وفيه قوة الأرض, وفيه الفرج الذي منه بدئ خلقه فيحتاج إلى سكن, وخلقت المرأة سكنا للرجل; قال الله تعالى: "ومن أياته أن خلقكم من تراب" الآية. وقال: "ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها" فأول ارتفاق الرجل بالمرأة سكونه إليها مما فيه من غليان القوة, وذلك أن الفرج إذا تحمل فيه هيج ماء الصلب إليه, فإليها يسكن وبها يتخلص من الهياج, وللرجال خلق البضع منهن, قال الله تعالى: "وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم" [الشعراء: 166] فأعلم الله عز وجل الرجال أن ذلك الموضع خلق منهن للرجال, فعليها بذله في كل وقت يدعوها الزوج; فإن منعته فهي ظالمة وفي حرج عظيم; ويكفيك من ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها). وفي لفظ آخر: (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح
احبائى فى الله
اتمنى لكل عروسين التوفيق وحياة سعيدة فى ظل الله وعلى هدى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم