تحية تعشقها ارواحكم الطيبة أبعثا إليكم من قلب يتوق إلى الترحيب بكم وإهدائكم أجمل التحيا ولا أجمل من هذه التحية التي أهداها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله إلى عموم المسلمين
ف
جميعا ورحمة الله وبركاته
من منا لا يتمنى أن يجد جليسا مؤنسا ورفيقا طيبا يرافقه في رحلته إلى عالم البرزخ ينسيه أهوال ذلك اليوم ويجنبه ضغطة القبر ويعينه على أسئلة منكر ونكير له ومن ثم يبقى له انيسا إلى أن ينفخ في الصور للنشور للحساب ويكون ملازما له حتى في ذلك اليوم ليكون شفيعه عند العزيز الحكيم
أتعلمون أحبتي من يكون ذلك الجليس
إنه كتاب الله العزيز (القرآن الكريم )
فمنذ اللحظة التي تعالج فيها روح ذلك الإنسان الذي يلهج بآيات الله في حياته يقف بين يديه رجل وسيم جميل بهي ينسيه سكرات الموت ويفارق الحياة بنفس مطئنة وحينما يشرع في تكفينه يأتي ذلك الرجل ويدخل من خلال الكفن ليستقر بين جنبيه وحينما يدفن يكون ذلك الرجل كالدرع الواقي فلا يشعر الميت بضغطة القبر ويبقى ذلك الرجل مجاورا للميت إلى أن تحين ساعة السؤال حيث يأتي منكر ونكير فيجدان ذلك الرجل بجانبه فيأمرانه بالإبتعاد فيأبى ذلك قائلا لهما :
إنه رفيقي وصديقي لن أتركه ولكم أت تسألاه بحضوري واعلما أنني لن أتركه حتى أدخله الجنة
وبعد خلاص ذلك الميت من أسئلة منكر ونكير يؤنس كل الأنس مع ذلك الرفيق
فيسأله من أنت أيها الرجل ولماذا في كل موقف تكون مدافعا عني ؟
فيجيبه " أنا القرآن الذي كنت تتلوه آناء الليل وأطراف النهار وتتدبر معاني وتتخذه دستورا لك في حياتك الدنيا وتجهر بتلاوته تارة وتخافت بها أخرى ، إطمئن فستكون في مأمن وسرور دائم إلى قيام الساعة "
هذا هو كتاب الله وهذا مقام من تدبر في آياته وعمل بما فيه وتلاه آناء الليل وأطراف النهار
فلا تغفلوا أحبتي ولا للحظة واحدة عن تلاوته وتدبر معانيه إذا أردتم أن تأنسوا بخير جليس بعد فراقكم لهذه الحياة
و
ورحمة الله وبركاته