الحياء دليل على المروءة، وعنوان على الشهامة، وآية على حسن الخلق، إنه الانكسار للعظيم، والخجل من الكريم، والاحترام للكبير، إنه العزة في ثوب التذلل، والشموخ في زي الانكسار، والهمة في رداء التواضع، والقوة في قميص الضعف
حياء من الحبيب سبحانه، يكسر حدة البصر، ويكبح جماح النفس، ويطأطئ عنفوان الرأس، إنه غضب للعظيم، تظهر آثاره على تقاسيم الوجه، وحركات الجوارح، وانفعالات الوجدان، وهو خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
.:.:.:.
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (( استحيوا من الله حق الحياء )) قلنا : إنا نستحيي من الله يا رسول الله – والحمدلله – قال : ( ليس ذلك ... الاستحياء من الله حق الحياء : أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا، وآثر الآخرة على الأولى، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء ).
.:.:.:.
فعلى المسلم تنزيه لسانه أن يخوض في باطل وبصره أن يرمق عورة أو ينظر شهوة وأذنه أن تسترق سمعاً أو تستكشف خبئاً.
قال تعالى : “أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ "
.:.:.:.
فيا عجباً لأناس يستخفون من الناس ولايستخفون من الله وهو معهم.
وإذا خلـــوتَ بريبــةٍ في ظلمةٍ .:. والنفسُ داعيةٌ إلى الطغيـــانِ فاستحي من نظرِ الإلــهِ وقل لها .:. إن الذي خلقَ الظلامَ يرانــي
إن من عقوبات المعاصي، ونتائج الآثام. ذهاب الحياء لأن الحياء هو مادة حياة القلب، وذهابه ذهاب للخير ومحق للبركه.
.:.:.:.
.:. من أمثلة الحيــاء .:. لقد كان عثمان – رضي الله عنه – كما أخبر عنه الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن الملائكة تستحيي منه وحياء الملائكة من عثمان لشدة حيائه من ربه ومراقبته لخالقه فقد كان لا يجرؤ على الاغتسال قائماً حياءً من الله. هذا يستحيي من نزع ملابسه في حلال، بل قد يكون لواجب وأناس يخلعون أثوابهم وينزعون ملابسهم على الحرام والخنا والفحش والخور في منتهى الجرأة وقمة الصفاقة، دون حياء من الرقيب أو خجل من الحسيب.
.:.:.:.
إن المرء الحيي هو الذي يدفعه حياؤه إلى رفض القبائح وإنتهاك المحرمات وأن ينكر ذلك بقدر ما أوتي من قوة إما باليد أو باللسان أو بالقلب وهو الذي إذا خلا بما يحب من المحرم وقدر عليه، نظر إلى نظر الحق إليه، فاستحيا وتركه لله.
.:.:.:.
إن من أعظم البواعث للإنسان على أن يذوب خجلاً، ويفيض حياءً من إطلاع المولى عليه ومن معيته له قوله تعالى : " أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى "
وهذا هو الإحسان الذي عرفه النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله : (( إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحيـــاء )).
. . .
فما أجمل لباس الحياء .. إن زان به كل حي , اللهم زينا بالحياء فهو خير لباس
وليد بركات عضو ماسى
عدد المساهمات : 370 نقاط : 581 تاريخ التسجيل : 06/09/2009
موضوع: رد: خلق الإسلام **هل تعرفه؟ ادخل لتتعرف عليه ... الأربعاء 23 ديسمبر 2009 - 16:02
ممتاز يا هشام فالحياء شعبه من شعب الايمان ويجب ان يتحلى الفتى والفتاه به لانه نعمه من الله وكان سيدنا عثمان عنده حياء شديد حتى ان الملائكه كانت تستحى منه ::::::::موضوع رائع وقيم جدا يا هشام داوم على الموضوعات المتميزه