الهجرة والأخذ بالأسباب
--------------------------------------------------------------------------------
أعزائي وإخواني قراء المنتدى الكرام
ورحمة الله وبركاته ها قد عدت إليكم لنرى سويا سنة من سنن الله تعالى في كونه ألا وهي سنة الأخذ بالأسباب ونرى ذلك في هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم فلقد جلست إلى نفسي أتسائل لم هاجر الرسول بهذه الطريقة ولم ينقله ربه كما نقله في رحلة الإسراء مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتوفيق الله ورعايته وأجدر الخلق بنصرته وعنايته وذلك لا يغني عن إتقان التخطيط إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرع وجميع تصرفاته تشريع لنا وسنته هي المصدر الثاني من مصادر التشريع من أجل ذلك استعمل الرسول صلى الله عليه وسلم كل الأسباب المادية التي يهتدي إليها العقل فنراه صلى الله عليه وسلم منذ البداية يترك عليا ينام في فراشه ليضلل الكافرين
يجعل الأمر في سرية تامة حيث لا يعلم بالأمر إلا من اشترك معه في الرحلة
ينتقي الراحلتين القويتين ليرحل عليهما
يختار الصديق الذي يؤنسه في رحلته
اختار من يدله على الطرق الفرعية التي لا تخطر ببال الأعداء
يسير إلى أسفل جهة اليمن والأصل أن يسير إلى أعلى
يمكث في الغار مختفيا ثلاثة أيام
يختار من ينقل له أخبار الكافرين وهو عبد بن أبي بكر
يختار من يحمل له الطعام والشراب وهي أسماء بنت أبي بكر
يكلف من يسير خلفهم ليمحو أثر المسير وهو عامر بن فهيرة
ومع هذا التخطيط نراه متوكلا على الله حق التوكل فمنطق الاسلام هو احترام قانون الأخذ بالأسباب فالله لا ينصر المفرطين ولو كانوا مؤمنين وإذا تكاسلت في أداء ما عليك وأنت قادر فكيف ترجوا من الله وأنت لم تساعد نفسك وليس معنى الأخذ بالأسباب الاعتماد عليها وهذا هو الفرق بين المؤمن والكافر فالمؤمن يأخذ بالأسباب ولا يعتمد عليها ولكنه يعتمد على الله والكافر يظن الأسباب هي الفاعلة ولا علاقة له بتوفيق الله
--------------------------------------------------------------------------------