منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قُبِلَ المهر .. و زُفَّت العروس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام سعيد
عضو ذهبى
عضو ذهبى
هشام سعيد


ذكر
عدد المساهمات : 252
نقاط : 725
تاريخ التسجيل : 01/11/2009
العمر : 28
الموقع : saidsaleh2002@yahoo.com

قُبِلَ المهر .. و زُفَّت العروس Empty
مُساهمةموضوع: قُبِلَ المهر .. و زُفَّت العروس   قُبِلَ المهر .. و زُفَّت العروس Emptyالثلاثاء 22 ديسمبر 2009 - 20:58

روي أنه كان في البصرة نساءٌ عابدات ، و كانت منهن أم إبراهيم الهاشمية ، فأغار العدو على ثغرٍ من ثغور المسلمين ، فانتدب الناس للجهاد ، فقام عبد الواحد بن زيد البصري في الناس خطيباً ، فحظّهم على الجهاد ، و كانت أم إبراهيم هذه حاضرةً في مجلسه ، و تمادى عبد الواحد في كلامه ، ثم وصف حور العين و ذكر ما قيل فيهن ، و أنشد في وصف حوراء :

غادة ذات دلالٍ و مــرح *** يجد الناعت فيها ما اقترحْ

خُلِقَت من كل شيء حسـنٍ *** طيّبٍ ، فاللَّيت فيها مطَّرحْ

زانها الله بوجهٍ جمعـــت *** فيه أوصافٌ غريباتُ الُملَحْ

و بعينٍ كحلها من غنجها *** و بخدٍ مسكه فيه رَشَحْ

ناعمٌ تجري على صفحتــه *** نضرةُ المُلك و لألاءُ الفرحْ

فماج الناس بعضهم في بعض ، و اضطرب المجلس ، فوثبت أم إبراهيم من وسط الناس ، وقالت لعبد الواحد : " يا أبا عبيد ، ألست تعرف ولدي إبراهيم ، و رؤساء أهل البصرة يخطبونه على بناتهم ، و أنا أضن به عليهم ، فقد و الله أعجبتني هذه الجارية ، و أنا أرضاها عروسا لولدي ، فكرر ما ذكرت من حسنها و جمالها ".. فأخذ عبد الواحد في وصف الحوراء ، ثم أنشد :

تولًّد نورُ النور من نور وجهها + فمازج طيب الطّيبِ من خالص العطرِ

فلو وطئت بالنعل منها على الحصى + لأعشبت الأقطار من غير ما قَطْرِ

و لو شئتَ عَقْدُ الخِصْرِ منها عقدتُه + كغصنٍ من الريحان ذي ورقٍ خضرِ

و لو تفلتْ في البحر شهدَ رضابَهـا + لطاب لأهل البَّر شربٌ من البحرِ

فاضطرب الناس أكثر ، فوثبت أم إبراهيم ، و قالت لعبد الواحد : " يا أبا عبيد ، قد و الله أعجبتني هذه الجارية و أنا أرضاها عروساً لولدي ، فهل لك أن تزوّجه منها ، و تأخذ مني مهرها عشرة آلاف دينار ، و يخرج معك في هذه الغزوة ، فلعل الله يرزقه الشهادة ، فيكون شفيعا لي و لأبيه يوم القيامة ؟ " ..

فقال لها عبد الواحد : " لئن فعلتِ ، لتفوزنّ أنتِ و ولدكِ و أبو ولدكِ فوزاً عظيماً " . فنادت ولدها : " يا إبراهيم " ، فوثب من وسط الناس ، و قال لها : " لبيك يا أماه " ، قالت : " أي بني ، أرضيتَ بهذه الجارية زوجةً لك ، ببذل مهجتكَ في سبيل الله ، و تركِ العود من الذنوب ؟ "

فقال الفتى : " إي و الله يا أماه .. رضيتُ أي رضى " ، فقالت : " اللهم إني أشهدك أني زوجت ولدي بهذه الجارية ، ببذل مهجته في سبيلكَ ، و تركِ العود في الذنوب ، فتقبله مني يا أرحم الراحمين " .

ثم انصرفتْ ، فجاءت بعشرةِ آلافِ دينار ، و قالت : " يا أبا عبيد ، هذا مهر الجارية تجهّزْ به و جهّزِ الغزاةَ في سبيل الله " ، و انصرفتْ فاشترتْ لولدها فرساً جيداً و استجادتْ له سلاحاً ، فلما خرج إبراهيم يعدو و القراء حوله يقرءون : " إِنَّ الله اشتَرَى مِنَ الُمؤمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ بَأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ " ، فلما أرادت أم إبراهيم فراقَ ولدِها ، دفعتْ إليه كفناً و حنوطاً ، و قالت له :

" أي بني ، إذا أردت لقاءَ العدو فتكفّنْ بهذا الكَفَن ، و تحنًّطً بهذا الحنوط ، و إياك أن يراك الله مقصراً في سبيله " ، ثم ضمَّتْه إلى صدرها و قبَّلَتْ ما بين عينيه و قالت : " يا بني ، لا جمع الله بيني و بينك إلا بين يديه في عرصاتِ يوم القيامة " !!

قال عبد الواحد : فلما بلغنا بلاد العدو ، و برز الناس للقتال ، برز إبراهيمُ في المقدمة فقتل من العدوِّ خلقاً كثيراً ، ثم اجتمعوا عليه فقتلوه ..

فلما أردنا الرجوعَ إلى البصرة ، قلت لأصحابي : " لا تخبروا أم إبراهيم بخبر ولدها حتى ألقاها بحسن العزاء ، لئلا تجزعْ فيذهب أجرها "..

قال فلما وصلنا البصرة خرج الناس يتلقوننا ، و خرجت أم إبراهيم فيمن خرج ، فلما أبصرتْني قالت : " يا أبا عبيد ، هل قُبِلَتْ مني هديتي فَأُهَنَّأ ، أم رُدَّتْ عَلَيَّ فَأُعَزَّى ؟" .. فقلتُ لها : " قد قُبِلَتْ و الله هديتكِ ، إن إبراهيم حي مع الشهداء – إن شاء الله – " ، فخرَّتْ ساجدةً لله شوكً ، و قالت : " حمدلله الذي لم يخيِّب ظني ، و تَقَبَّلَ نُسُكي مِنِّي " .. و انصرفت ..

فلما كان من الغد أتت المسجد ، فقالت : " السلام عليكَ يا أبا عبيد ، بُشراكَ..بُشراكَ "، فقال : " لا زلتِ مبشِّرَةً بخير " ، فقالت : " رأيتُ البارحةَ ولدي إبراهيم في روضةٍ حسناءَ ، و عليه جبةٌ خضراءَ ، و هو على سريرٍ من لؤلؤٍ ، و على رأسه إكليلٌ ، و هو يقول لي :

" يا أمَّاه .. أبشري ..

فقد قُبِلَ المَهْرُ ..

وَ زُفَّتِ العروس " ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قُبِلَ المهر .. و زُفَّت العروس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العروس الاسـيرة
» تحميل كتاب تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدى
» حكاية المهر الصغير للاطفال
» الفصل 12من قصة عنترة بن شداد المهر الغالي
» الفارس النبيل،المهر الغالى،رحلة المخاطرة الاول الثانوى ترم ثانى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: القسم العام والإسلامى :: المكتبــة الإسلاميـــة-
انتقل الى: