بسم الله الرحمن الرحيم
ورحمة الله وبركاته
الرؤية السياسية والقراءات الفكرية عند الغالبية من النساء تكاد أن تكون معتمة فلا
تستبين طريقها حين تقرأ الأحداث!! , لأنها تعصب عينيا في هذا المعترك مبررة ذلك
بأسباب ومنها أن لا ناقة لها ولا جمل في العراك الفكري و السياسي وبأنها لايمكن
أن تكون صاحبة قرار ورأي في هذا المضمارولا يمكن أن تكون في يوم من الأيام
ذات سلطة تشريعية ولا اعتراض على ذلك فالسياسة قيادة وإطارها الفكر
الإسلامي ويتزعمها الرجل , ولكن السيئ في الأمر ومالم يعجبني هو انزواء المراة
المسلمة عن المتابعات السياسية والأطروحات الفكرية ذات البعد السياسي, على
الرغم من أن المرأة المسلمة وحقوقها المهضومة - كما يزعم الساسة الغرب-
والمطالبة بنزع الحجاب هي جزء من سياساتهم المعلنة على الصعيد العالمي.
وذلك لأنهم لم يسمعوا خطاب نسائي إسلامي واعي !!, نجد كاتبات سعوديات
سافرات يطالبن في الصحف والبرامج التلفزيونية ببتحررالمرأة فجعلت الواحدة منهن
نفسها متحدثة رسمية عنا , ولذا وجب على الفتاة المسلمة أن تكون أكثر وعي
بهذه المساجلات وأن يكون لديها المقدرةللدخول في مضمارها رافعة لواء فكر
وعقيدة صافية,محافظة على حجابها وعفتها فيحضر صوتها وقلمها ورأيها واسمها
في كل مكان.
أرى أن ليس للفكر حدود غير حدود الله ورسوله,وطالما أننا في مجالس حوار فكري
فكم أتمنى أن أرى أطروحات تناقش كافة القضايا المعاصرة على كافة
الأصعدة!!,تحلل وتناقش وفق وجهة نظرها ولا مانع من اختلاف يثري الفكر في
حدود الإحترام المتبادل,حقيقة أجدني أغار من براعة آدم في النقاشات كلها فكريا
ثقافيا سياسيا, وتسعدني أصواتهم الحاضرة للدفاع عن ثوابت الأمة , والتي طغت
عليها ثلة نسوية مارقة عن الحجاب وسط تصفيق الأبالسة !!.
انا لا أقتصر مقالي هذا للتوجيه إلى الإهتمام بمايخص المرأة المسلمة فقط بل
أتحدث عن توجيه الأقلام النسائية إلى كل جائحة تتربص بالأمة إن كانت ظاهرة أو
مستترة .
فهناك العديد من القضايا الداخلية والخارجية ذات الأبعاد السياسية
والدينيةوالثقافية تستحق منا التحليل والمناقشة لتحقيق الوعي
محاور تستحق منا استلال الأقلام من أغمادها على سبيل التمثيل لا الحصر:
طموحات إيران عقائديا وسياسيا
ظهور تأثير دعوات الليبراليون العرب على الخطاب الإسلامي
سياسة التعليم في المملكة المخترقه حاليا!!
الجماهير العربية في الملاعب وبيل كلنتون في المسجد الأقصى وماذا بعد!!؟
هذه أخبار ومتابعات لا أطمح منكن في مجرد نقل أخبار ولكن اتوق إلى فكر
نسائي واعي يمتد إلى قراءة ما وراء الخبر من أبعاد ورؤى محللة ومناقشة وتقدم
أطروحاتها في حل لأزمات ,أتمنى أن أجد قراءات متباينة لما وراء الأخبار وأجد من
تناقش وتضيف ومن تعارض أيضا وتخالف في إطار الوعي والرقي .
,قد لا تستخلص إحداكن الهدف من مقالي هذا وربما تظن أني أطالب بصناعة
كاتبات لا أكثر !! ,إني أجد عداوتنا قد اتفقت على الغرب والصهاينة كأعداء
ظاهرين ,حتى فرغت محابرنا في الكتابة عنهم!!, ولكن خطر المنافق المتخفي بيننا
أعظم من خطر العدو المجاهر بالعداء ,خطر العقليات ذات الفكر المستورد والتي لا
يمثل الإسلام لها شيئا أكثر من مجرد شعار لتصنع به نفوذا جماهيريا أعظم من
خطر المجاهر بالعداء في الغرب.
ولذا كم أتوق إلى أن تتناول أقلامنا النسائية الأحداث السياسية والخطابات
والأحداث المتلاحقة بقراءة نسائية إسلامية واعية