باب قول الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}
وقوله : {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر، فقال : - الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله -.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: - أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله- رواه عبد الرزاق.
فيه مسائل :
الأولى : تفسير آية الأعراف.
الثانية : تفسير آية الحجر.
الثالثة : شدة الوعيد فيمن أمن مكر الله.
الرابعة : شدة الوعيد في القنوط.
الفهرس
باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله وقول الله تعالى: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه}
قال علقمة : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: - اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت-. ولهما عن ابن مسعود مرفوعاً : - ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية-.
وعن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: - إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة- ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: - إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضي، ومن سخط فله السخط- حسنه الترمذي.
فيه مسائل :
الأولى : تفسير آية التغابن.
الثانية : أن هذا من الإيمان بالله.
الثالثة : الطعن في النسب.
الرابعة : شدة الوعيد فيمن ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية.
الخامسة : علامة إرادة الله بعبده الخير.
السادسة : إرادة الله به الشر.
السابعة : علامة حب الله للعبد.
الثامنة : تحريم السخط.
التاسعة : ثواب الرضي بالبلاء .
الفهرس
باب ما جاء في الرياء وقول الله تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ أنما إلهكم إله واحد} الآية.
عن أبي هريرة مرفوعاً : - قال الله تعالى: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " رواه مسلم. وعن أبي سعيد مرفوعاً: - ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟- قالوا: بلى يا رسول الله! قال: - الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي، فيزيّن صلاته، لما يرى من نظر رجل- رواه أحمد.
فيه مسائل :
الأولى : تفسير آية الكهف.
الثانية : الأمر العظيم في رد العمل الصالح إذا دخله شيء لغير الله.
الثالثة : ذكر السبب الموجب لذلك، وهو كمال الغنى.
الرابعة : أن من الأسباب، أنه تعالى خير الشركاء.
الخامسة : خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه من الرياء.
السادسة : أنه فسر ذلك بأن يصلي المرء لله، لكن يزينها لما يرى من نظر رجل إليه.
الفهرس
باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
وقول الله تعالى : {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون} الآيتين.
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع -.
فيه مسائل :
الأولى : إرادة الإنسان الدنيا بعمل الآخرة.
الثانية : تفسير آية هود.
الثالثة : تسمية الإنسان المسلم عبد الدينار والدرهم والخميصة.
الرابعة : تفسير ذلك بأنه إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط.
الخامسة : قوله - تعس وانتكس-.
السادسة : قوله - وإذا شيك فلا انتقش-.
السابعة : الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات .
الفهرس
باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله
وقال ابن عباس : يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون : قال أبو بكر وعمر؟!
وقال الإمام أحمد : عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: - فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم- ، أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.
عن عدي بن حاتم: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: - اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله- الآية ، فقلت له: إنا لسنا نعبدهم قال: - أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟- ، فقلت: بلى. قال : - فتلك عبادتهم- رواه أحمد، والترمذي وحسنه.
فيه مسائل :
الأولى : تفسير آية النور.
الثانية : تفسير آية براءة.
الثالثة : التنبيه على معنى العبادة التي أنكرها عدي.
الرابعة : تمثيل ابن عباس بأبي بكر وعمر، وتمثيل أحمد بسفيان.
الخامسة : تغيّر الأحوال إلى هذه الغاية، حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال، وتسمى الولاية، وعبادة الأحبار هي العلم والفقه ثم تغيرت الحال إلى أن عبد من دون الله من ليس من الصالحين، وعبد بالمعنى الثاني من هو من الج
.
الفهرس
باب قول الله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضللاً بعيدا} الآيات.
وقوله : {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون}، وقوله : {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} الآية، وقوله : {أفحكم الجاهلية يبغون} الآية.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : - لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به- قال النووي حديث صحيح، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح.
وقالالشعبي : كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة فقال اليهودي: نتحاكم إلى محمد ـ لأنه عرف أنه لا يأخذ الرشوة ـ وقال المنافق : نتحاكم إلى اليهود ـ لعلمه أنهم يأخذون الرشوة – فاتفقا أن يأتيا كاهناً في جهينة فيتحاكما إليه، فنزلت: - ألم تر إلى الذين يزعمون - الآية.
وقيل: نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: إلى كعب بن ال
، ثم ترافعا إلى عمر، فذكر له أحدهما القصة. فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم: أكذلك؟ قال: نعم، فضربه بالسيف فقتله.
فيه مسائل :
الأولى : تفسير آية النساء وما فيها من الإعانة على فهم الطاغوت.
الثانية : تفسير آية البقرة - وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض - .
الثالثة : تفسير آية الأعراف - ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها - .
الرابعة : تفسير - أفحكم الجاهلية يبغون - .
الخامسة : ما قاله الشعبي في سبب نزول الآية الأولى.
السادسة : تفسير الإيمان الصادق والكاذب.
السابعة : قصة عمر مع المنافق.
الثامنة : كون الإيمان لا يحصل لأحد حتى يكون هواه تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
الفهرس
باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات وقول الله تعالى: - وهم يكفرون بالرحمن - الآية.
وفي صحيح البخاري قال علي : - حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟ -.
وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس : أنه رأى رجلاً انتفض ـ لما سمع حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات، استنكاراً لذلك ـ فقال : - ما فرق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه- انتهى.
ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر : - الرحمن- أنكروا ذلك ، فأنزل الله فيهم : - وهم يكفرون بالرحمن - .
فيه مسائل :
الأولى : عدم الإيمان بجحد شيء من الأسماء والصفات.
الثانية : تفسير آية الرعد.
الثالثة : ترك التحديث بما لا يفهم السامع.
الرابعة : ذكر العلة أنه يفضي إلى تكذيب الله ورسوله، ولو لم يتعمد المنكر.
الخامسة : كلام ابن عباس لمن استنكر شيئاً من ذلك، وأنه هلك.
الفهرس
باب قول الله تعالى: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون}
قال مجاهد ما معناه : هو قول الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي.
وقال عون بن عبد الله : يقولون : لولا فلان لم يكن كذا.
وقال ابن قتيبة: يقولون : هذا بشفاعة آلهتنا.
وقال أبو العباس – بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه : - إن الله تعالى قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر.. - الحديث - وقد تقدم - وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره، ويشرك به.
قال بعض السلف: هو كقولهم: كانت الريح طيبة، والملاح حاذقاً، ونحو ذلك مما هو جارٍ على ألسنة كثير.
فيه مسائل :
الأولى : تفسير معرفة النعمة وإنكارها.
الثانية : معرفة أن هذا جارٍ على ألسنة كثير.
الثالثة : تسمية هذا الكلام إنكاراً للنعمة.
الرابعة : اجتماع الضدين في القلب.
الفهرس
باب قول الله تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون}
قال ابن عباس في الآية : - الأنداد: هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل؛ وهو أن تقول: والله، وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان. لا تجعل فيها فلاناً هذا كله به شرك- رواه ابن أبي حاتم.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: - من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك- رواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم.
وقال ابن مسعود : لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقاً.
وعن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: - لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان -