عدد المساهمات : 159 نقاط : 478 تاريخ التسجيل : 24/11/2009 العمر : 27 الموقع : www.concour20.com
موضوع: من هو على مبارك باشا الثلاثاء 22 ديسمبر 2009 - 11:38
يجب التثبيت
يطلق المؤرخون لقب أبو التعليم في مصرعلى صاحب النهضة التعليمية فى مصر علي مبارك باشا , وقد اقترن اسم علي مبارك في تاريخ مصر الحديث بالنهضةالعملية والعمران، وقد أشتهر بالدراسة المتأنية، والنظر الممعن , والعمق فى بحث المشروعات والمواضيع ، ثم يبذل الجهد الوافر للمرحلة التالية فى تنفيذها وهكذا نجح فى تخليد اسمه على صفحات تاريخ مصر الحديث .
تاريخ حياته
ولد على مبارك فى عام 1824م فى قرية برنبال الجديدة من أعمال مركز دكرنس بمديرية الدقهلية سنة 1239 هـ / 1824م، والده هو الشيخ مبارك بن سليمان بن إبراهيم الروجي وتلقى تعليمه الابتدائي فى كتاب القرية وحفظ القرآن وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة.
وكان النظام الملكى يقضى بالأستفادة من المتفوقين من أبناء مصر لتكملة تعليمهم فأدي تفوقه فى التعليم الابتدائي إلى اختياره للتعلم فى مدرسة القصر العيني التجهيزية التى كان نظام الدراسه فيها داخلي ويحكمها النظام العسكري الصارم سنة 1251هـ /1835م وهكان يبلع من العمر الثانية عشرة من عمره.
وبعد مضى عام ألغيت مدرسة الجهادية من القصر العيني ، واختصت مدرسة الطب بهذا المكان ، وانتقل علي مبارك مع زملائه إلى المدرسة التجهيزية بأبي زعبل حيث أمضى علي مبارك في مدرسة أبي زعبل ثلاث سنوات من الدراسة فيها .
وفى سنة 1255 هـ / 1839م اختير مع مجموعة من المتفوقين للالتحاق بمدرسة المهندسخانة في بولاق وكان ناظرها مهندس فرنسي أسمه "يوسف لامبيز بك"، كان يديرها فى ذلك الوقت محمود باشا الفلكي ومكث علي مبارك في المدرسة خمس سنوات درس في أثنائها الجبر والهندسة والطبيعة والكيمياء والمعادن والجيولوجيا، والميكانيكا والديناميكا، والفلك، ومساحة الأراضي الميكانيكا والديناميكا والهيدروليكا والطبوغرافيا وغيرها، وتخرج منها سنة 1260هـ / 1844م بتفوق، إذ كان أول دفعته باستمرار.
على مبارك فى فرنســـــــــا
وفى سنة 1260هـ / 1844م اختير علي مبارك ضمن مجموعة من الطلاب المتفوقين للسفر إلى فرنسا في بعثة دراسية , وهذه البعثة كان بها أربعة من أمراء بيت محمد علي : اثنين من أبنائه ، واثنين من أحفاده ، أحدهما كان إسماعيل بك إبراهيم ، الذي صار بعد ذلك الخديوي إسماعيل ، ولذا أطلق المؤرخون على هذه البعثة اسم بعثة الأنجال , وفى فرنسا إستطاع أن يتعلم الفرنسية حتى أتقنها فى وقت قصير
وبعد أن قضى ثلاث سنوات في المدرسة المصرية الحربية بباريس، وظل على مبارك خمس سنوات دارسا للعلوم العسكرية ثم التحق بكلية "متز" سنة 1263 هـ / 1847م لدراسة المدفعية والهندسة الحربية، وظل بها عامين ، التحق بعدهما بالجيش الفرنسي للتدريب والتطبيق العملية ، ولم تطل مدة التحاقه ؛ وعندما توفي محمد على باشا سنة 1849م تولى عباس الأول الذي تولى حكم مصــر في 27 من ذي الحجة 1264هـ / 24 من نوفمبر 1848م إذ صدرت الأوامر بعودة علي مبارك واثنين من زملائه الملتحقين بالجيش، استدعيت البعثة كلها إلى مصر فعادوا إلى جميعًا إلى مصر سنة 1267هـ / 1851م .
على مبارك وعهد عباس الأول
وعندما تولي عباس باشا حكم مصر عين على مبارك معلما بمدرسة المدفعية بطره ثم رقي إلى وظيفة مراقب على امتحانات الهندسة بالأقاليم مع أثنين من زملائه المتفوقين , و على صيانة القناطر الخيرية ، وكان يقوم معهما بما يكلفون به من أعمال الهندسة حتى أحيل عليهم مشروع "لامبيز بك" الذي كُلّف بإعداد خطة لإعادة تنظيم ديوان المدارس وتخفيض أعباء الإنفاق ، فعرض على عباس الأول مشروعًا لتنظيم المدارس تبلغ ميزانيته مائة ألف جنيه، فاستكثر عباس الأول المبلغ ، وأحال المشروع إلى علي مبارك وزميليه ، وكلفهم بوضع مشروع أقل نفقة , فوضع مشروعًا لإعادة تنظيم المدارس تبلغ ميزانيته خمسة آلاف جنيه، وتقدم به هو وزميلاه إلى عباس الأول الذي أدى إلى تخفيض الإنفاق ، وكلف علي مبارك بنظارة المدارس وتنفيذ المشروع والإشراف عليه، ومنحه رتبه "أميرلاي"، وكان مشروعه يقوم على تجميع المدارس كلها في مكان واحد وتحت إدارة ناظر واحد ، وإلغاء مدرسة الرصدخانة لعدم وجود من يشرف عليها من المصريين وإرجاء فتحها حتى تعود البعثة التي اقترح إرسالها إلى أوروبا فتديرها. وبعد أن تولى إدارة ديوان المدارس أعاد ترتيبها وفق مشروعه، وعين المدرسين ، ورتّب الدروس ، واختار الكتب ، واشترك مع عدد من الأساتذة في تأليف بعض الكتب المدرسية، وأنشأ لطبعها مطبعتين، وباشر بنفسه رعاية شئون الطلاب من مأكل وملبس ومسكن، وأسهم بالتدريس في بعض المواد، واهتم بتعليم اللغة الفرنسية حتى أجادها الخريجون.
على مبارك وعهد سعيد باشا وأعماله فى تركيا
وعندما تولي سعيد باشا الحكم عام 20 من شوال 1270هـ / 16 من يوليو 1854م عزله عن منصبه وعن نظارة مدرسة المهندسخانة بفعل الوشاة أرسل مع الجيش المصري التي تشارك مع الدولة العثمانية في حربها ضد روسيا إلى حرب القرم حيث أنتصرت القوات العثمانية
وظل على مبارك فى تركيا سنتين ونصف سنة وبالرغم من الرجل أبعد عن مصر عن طريق الوشاية إلا أن نشاطه لم يتوقف ، فأقام منها في إستانبول أربعة أشهر، تعلم في أثنائها اللغة التركية، ثم ذهب إلى منطقة القرم وأمضى هناك عشرة أشهر، واشترك في المفاوضات التي جرت بين الروس والدولة العثمانية، ثم ذهب إلى بلاد الأناضول حيث أقام ثمانية أشهر يشرف على الشئون الإدارية للقوات العثمانية المحاربة، وينظم تحركاتها، وأقام مستشفى عسكري بالجهود الذاتية لعلاج الأمراض التي تفشت بين الجنود، لسوء الأحوال الجوية والمعيشية ، وبعد عودته إلى القاهرة فوجئ بأن "سعيد" باشا سرح الجنود العائدين من الميدان، وفصل كثيرًا من الضباط، وكان علي مبارك واحدًا ممن شملهم قرار إنهاء الخدمة.
ثم وأخيرا كمهندس مقيم لجزء من مصر العليا .
من نظارة المعارف إلى معلم لمحو الأمية
عزم علي مبارك بعد فصله من وظيفته على الرجوع إلى بلدته برنبال والاشتغال بالزراعة ، إلا أنه عين كوكيل فى نظارة الجهادية ، وتقلّب في عدة وظائف مدنية، ولا يكاد يستقر في وظيفة حتى يفاجأ بقرار الفصل والإبعاد دون سبب ، ثم التحق بمعية سعيد دون عمل يتناسب مع قدرته وكفاءته ، وحدث أن طلب سعيد من "أدهم باشا" الإشراف على تعليم الضباط وصفّ الضباط القراءة والكتابة والحساب ، احتاج أدهم باشا إلى معلمين للقيام بهذه الوظيفة ، وسأل علي مبارك أن يرشح له من يعرف من المعلمين الصالحين لهذا المشروع ، فإذا بعلي مبارك يرشح نفسه لهذا العمل ، وظنّ أدهم باشا أن علي مبارك يمزح!! فكيف يقبل من تولّى نظارة ديوان المدارس أن يعمل معلمًا للقراءة والكتابة؟! لكن علي مبارك كان جادًا في استجابته ، وعزز رغبته بقوله له: "وكيف لا أرغب انتهاز فرصة تعليم أبناء الوطن، وبث فوائد العلوم؟! فقد كنا مبتدئين نتعلم الهجاء ، ثم وصلنا إلى ما وصلنا إليه". ولما عرض أدهم باشا الأمر على سعيد أسند الإشراف على المشروع لعلي مبارك ، فكون فريق العمل ، ووضع المناهج الدراسية وطريقة التعليم، واستخدم كل وسيلة تمكنه من تحقيق الهدف، فكان يعلّم في الخيام، ويتخذ من الأرض والبلاط أماكن للكتابة، ويكتب بالفحم على البلاط، أو يخط في التراب، فلما تخرجت منهم دفعة، اختار من نجبائهم من يقوم بالتدريس، ثم أدخل في برنامج التدريس مادة الهندسة، ولجأ إلى أبسط الوسائل التعليمية كالعصا والحبل لتعليم قواعد الهندسة، يجري ذلك على الأرض حتى يثبت في أذهانهم، وألّف لهم كتابًا سماه "تقريب الهندسة".. وهكذا حول هذا المعلم المقتدر مشروع محو الأمية إلى ما يقرب من كلية حربية. وما كادت أحواله تتحسن وحماسه للعمل يزداد حتى فاجأه سعيد باشا بقرار فصل غير مسئول في ذي القعدة 1278هـ / مايو 1862م
على مبارك وعهد الخديوي إسماعيل باشا
وعندما تولي الخديوي إسماعيل باشا حكم مصر سنة 27 من رجب 1279هـ= 18 من يناير 1863م وكان قد زامل علي مبارك في بعثة الأنجال ، فاستدعاه فور جلوسه على عرش البلاد ، وألحقه بحاشيته ، وعهد إليه قيادة مشروعه المعماري العمراني ، بإعادة تنظيم القاهرة على نمط حديث: بشق الشوارع الواسعة، وإنشاء الميادين، وإقامة المباني والعمائر العثمانية الجديدة، وإمداد القاهرة بالمياه وإضاءتها بالغاز، ولا يزال هذا التخطيط باقيًا حتى الآن في وسط القاهرة، شاهدا على براعة علي مبارك وحسن تخطيطه.
وفى سنة 1868م عين ناظرا للمعارف وفى نفس الوقت ناظرا للأشغال ثم عهد إليه بنظارة عموم الأوقاف ، ومن آجل أعمال على مبارك هو إنشائه لمدرسة دار العلوم التى أسسها سنة 1872م وكان الغرض الأصلي من إنشائها تخريج أساتذة للغة العربية والآداب للمدارس الابتدائية كما أسس دار الكتب سنة 1870م كما قام بإنشاء مجلة " روضة المدارس " على نفقة وزارة المعارف .
وأسند إليه إلى جانب ذلك نظارة القناطر الخيرية ليحل مشكلاتها، وأصبح مسئولا عن مشروع إعادة توجيه مياه النيل من فرع رشيد . فنجح في ذلك وتدفقت المياه إلى فرع النيل الشرقي لتحيي أرضه وزراعاته ، فكافأه الخديوي ومنحه 300 فدان، ثم عهد الخديوي إليه بتمثيل مصر في النزاع الذي اشتعل بين الحكومة المصرية وشركة قناة السويس، فنجح في فض النزاع ؛ الأمر الذي استحق عليه أن يُكّرم من الع: المصري والفرنسي. وفي 13 من جمادى الآخرة 1283هـ / 23 من أكتوبر 1866م أصدر الخديوي قرارً بتعيينه وكيلا عامًا لديوان المدارس، مع بقائه ناظرًا على القناطر الخيرية، وفي أثناء ذلك أصدر لائحة لإصلاح التعليم عُرفت بلائحة رجب سنة 1284هـ /1868م ثم ضم إليه الخديوي ديوان الأشغال العمومية، وإدارة السكك الحديدية، ونظارة عموم الأوقاف، والإشراف على الاحتفال بافتتاح قناة السويس. أشهر كتبه التى ألفها
وقد قام على باشا مبارك بتأليف عدة كتب منها " تنوير الأفهام فى تغذى الأجسام " طبع سنة 1872م ، و " نخبة الفكر فى تدبير نيل مصر ، وكتاب " علم الدين " وأخر مؤلفاته كانت كتاب " آثار الإسلام فى المدينة والعمران " كتب مدرسية منها: تقريب الهندسة، وحقائق الأخبار في أوصاف البحار، وتذكرة المهندسين، والميزان في الأقيسة والمكاييل والموازين. ،وله كتاب "علم الدين" وهو موسوعة ضخمة حوت كثيرًا من المعارف والحكم، ويقع في أربعة أجزاء، تحوي على 125 مسامرة، كل واحدة تتناول موضوعًا بعينه كالبورصة، والنحل وأوراق المعاملة، والهوام والدواب.
أما أشهر كتبه وأهمها موسوعتها العظيمة " الخطط التوفيقية الجديدة " التى جعلته مؤرخا يعتد به وتتألف من عشرين جزءا أفرد فيها المؤلف الأجزاء الستة الأولي للقاهرة الجزء السابع لمدينة الإسكندرية أما الأجزاء الأخرى فلباقي مدن مصر ، يتناول مدن مصر وقراها من أقدم العصور إلى الوقت الذي اندثرت فيه أو ظلت قائمة حتى عصره، واصفًا ما بها من منشآت ومرافق عامة مثل المساجد والزوايا والأضرحة والأديرة والكنائس وغير ذلك.
وفاته
وكان آخر مناصب علي مبارك هو نظارة المعارف في وزارة رياض باشا ، وأستقال سنة 1309هـ / 1891م لزم بيته ، ثم سافر إلى بلده لإدارة أملاكه ، حتى مرض ، فرجع إلى القاهرة للعلاج ، فاشتد عليه المرض