التعليم العالي بالإنترنت
الكاتب أو الناشر: سعد بن ناصر الراشدي
التعليم العالي بالإنترنت
هناك الآلاف ، عبر أنحاء العالم ، ممن تخرجوا من جامعات الإنترنت ، ويعملون الآن في جميع القطاعات بإنتاجية وكفاءة عالية. وجامعات الإنترنت تعتبر امتدادا طبيعيا للتعليم عن بعد ، وهذا ليس بالأمر الجديد ، فقد اعتاد الناس قديما على فكرة الدراسة بالمراسلة أو عن بعد ، يقوم الطالب بدراسة الكتب التي ترسل إليه ثم يذهب إلى الجامعة للاختبار في آخر العام ، فما هو الجديد في استخدام الإنترنت للدراسات الجامعية ؟
يمكن للطالب في الجامعات الإلكترونية أن يستفيد بشكل جيد من التقنيات الحديثة في هذا المجال ، فيمكنه متابعة المحاضرات الدراسية مباشرة على الهواء. وأن يتابع شرح المحاضر بالصوت وعن طريق اللوحة البيضاء (السبورة) والرسومات البيانية والتفصيلية. ويعتمد وجود مثل هذه التقنيات على الجامعة ، فبعض الجامعات على سبيل المثال لا توفر دروسا مباشرة والبعض الآخر يوفر ميزات أكثر مما ذكرت.
لم تلق الدراسات الجامعية عبر الإنترنت اهتماما جيدا في السلطنة ، وأذكر تصريحا لمعالي وزير التعليم العالي في الأيام الأولى من دخول الإنترنت إلى السلطنة يشجع فيه الطلبة العمانيين من خريجي الثانوية للاتجاه إلى الدراسات الجامعية عبر الإنترنت باعتبارها وسيلة منخفضة التكلفة وعملية لمتابعة الدراسة.
لقد اتصل بي هاتفيا أحد الأخوة ، من خريجي الثانوية العامة ، يسألني عن الدراسة الجامعية عبر الإنترنت وعن أفضل الجامعات لأنه مصمم على مواصلة دراسته وفي نفس الوقت لا يملك المال ولا الوقت الكافي لذلك. لم أرغب في إحباطه ولكن الحقيقة تقال ، للأسف فإن التعليم الجامعي عبر الإنترنت لا يعادل كشهادة جامعية في السلطنة ولا في أية دولة خليجية ، ولهذا نرى أن الإقبال على مثل هذه التقنيات شبه مع
، ولن يتغير الحال حتى تعيد الجهات المختصة نظرتها لخريجي جامعات الإنترنت ، وأعني هنا الجامعات المحترفة والشهيرة وليس أي جامعة تملك موقعا على الإنترنت تقدم من خلاله شهادتها الوهمية.
الخطوة القادمة التي نتمناها من وزارة التعليم العالي هي متابعة الجامعات الإلكترونية ، وتحديد الجامعات الجيدة منها، ثم إصدار قائمة بالجامعات الإلكترونية المعترفة لكي يستطيع طالب الثانوية العامة الاختيار منها ، بدون خوف من معادلة الشهادة والاعتراف بالجامعة. بل ونتمنى من الوزارة أن تدعم هؤلاء الطلبة في مصاريفهم الدراسية واشتراكات الإنترنت ، وهذا سيساعد بالطبع على إيجاد فرص جديدة للخريجين من الثانوية العامة بأقل قدر ممكن من المصاريف.