عدد المساهمات : 159 نقاط : 478 تاريخ التسجيل : 24/11/2009 العمر : 27 الموقع : www.concour20.com
موضوع: فاطمة الزهراء رضي الله عنها السبت 19 ديسمبر 2009 - 12:42
هي فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها ..صغرى بنات النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر شبها بمشية أبيها وجلسته وهيئته... وأمها السيدة خديجة بنت خويلد .. .وقد ولِدَت قبل البعثة بقليل
ولدت رضي الله عنها عام التحكيم، حيث اختلفت قريش بعد بناء الكعبة، فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه، واتفقوا على أن أول قادم إلى البيت الحرام هو الذي يضعه فكان أول قادم هو محمد الأمين.
وقد استبشرت بها مكة خيراً، وكانت أثيرة عند والدها لرقتها ووداعتها، حتى كان يذكرها في مجريات الأمور الهامة كقوله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
النشأة المباركة ونشأت في بيت الوحي والنبوة على كريم الأخلاق وعظيم الصفات، وأحبها والدها من قلبه، فبادلته حباً بحب، ولقبها أم أبيها. وقال صلى الله عليه وسلم: خير نساء العالمين أربع: مريم، وآسيا، وخديجة، و فاطمة. ولما أمر الرسول عليه أفضل السلام وأتم التسليم بالهجرة، رافقته فاطمة وهي في الخامسة من عمرها، وأخذت تكرس حياتها على خدمة أبيها والعناية بشؤونه والاهتمام براحته، على الرغم من صغر سنها. وفي هذا المعهد العالي للتربية عاشت فاطمة، فلقنت مبادئ التربية والتهذيب، ونالت أسمى المعارف والعلوم، فنشأت كاملة الثقافة، عالية الخلق، عظيمة النفس، فبرزت كوكباً زاهراً في سماء بيت النبي، لذلك سميت بالزهراء. وكان من شدة حبه صلى الله عليه وسلم لها، أنه لا يطيق أن يراها متكدرة أو منزعجة.
فضائلها شاركت في أحداث الدعوة الإسلاميه وحبست مع المسلمين في شعب أبي طالب عند مقاطعة الكفار للمسلمين، حتى نال التعب من المسلمين الشيء الكثير، ولكنهم صبروا على ما أوذوا، حتى أتى نصر الله والفتح. وذاقت فاطمة مع المسلمين الأمرين ، حتى هاجرت إلى يثرب. وفاطمة رضي الله عنها كانت عظيمة منذ طفولتها، فهي ربة أكرم بيت، تحملت الآلام والأحزان في شجاعة وصبر. فكم رأت الأعداء المشركون. ولكن الأقدار ألقت عليها مسؤولية قيادة البيت بعد رحيل أمها ورؤية كل تلك الأحداث حتى يقال عنها أنها أنجح صغيرة قادت أعظم بيت.
الزواج المبارك تقدم لفاطمة رضي الله عنها ... صفوة القوم يخطبونها لأنفسهم ويطمع كل منهم أن ينال شرف المصاهرة من أبيها، وخاصة وائنها جميلة متبتلة ريحانه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلم نساء الأرض بالقرآن ومعانيه، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يردهم برفق. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخير الله في كل أعماله فانشرح صدره لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي خطب الزهراء ورحب الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك. وكأنه أراد بذلك أن يرد جميل أبي طالب الذي رعاه صغيرا وآواه إلى بيته وحماه في بدء الدعوة الإسلامية، ومن أكرم من الرسول الذي يكافئ بالحسنة بأكثر من مثلها. وتم عقد الزواج في شهر رجب من السنة الأولى للهجرة. وقد أقيم حفل العرس في بساطة تامة وخطب علي يومها خطبة جامعة جاء فيها: (وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم..) وكم تمنت فاطمة أن تكون أمها خديجة- رضي الله عنها- ترى فرحتها وتشهد سرورها.
الانتقال الي بيت الزوجية انتقلت فاطمة إلى بيت زوجها ودعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما). وقد استجاب الله تلك الدعوات الطاهرة فكان منها النسل المبارك. وقد عاشت فاطمة في بيت علي رضي الله عنه عاملة على تهيئة الجو المناسب لزوجها، كادحة مجهدة لأن زوجها لم يستأجر لها خادمة لفقره. وقد ذهبت إلى أبيها ذات مرة تشكو ثقل عمل المنزل عليها وتسأله أن يعطيها إحدى السبايا لتقوم بخدمتها، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم حبه الشديد لها ولزوجها قال: لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكن أبيع وأنفق عليهم الثمن. ثم علمها أن تقول عندما تأوي إلى فراشها هي وزوجها: تسبحان الله ثلاثا وثلاثين وتحمدانه ثلاثاً وثلاثين وتكبرانه ثلاثاً وثلاثين. فعاشت على ذلك حتى لقيت ربها. ولم يخلى بين فاطمة من بعض الأمور التي تجري بين الزوجين وكان رسول الله صلى الله عليهى وسلم يصلح بينهما لأن حالة البيت من ناحية الرفاهية لم تكن ميسرة .
حتى كان لهما غطاء واحد إذا تغطيا به من البرد القارس على رأسيهما انكشفت أقدامهما. ولكن كان يعزي فاطمة المودة والصفاء والإيمان والإخلاص. وأراد علي ذات يوم أن يتزوج عليها بنت عدو الله عمرو بن هشام (أبوجهل) وكان تعدد الزوجات مشروعاً إلى أربع، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أبى ذلك، وخاف على ابنته من أن تجتمع في بيت واحد مع ابنة عدو الله، وقال: إن فاطمة مني يريبها ما يريبني، ويؤذيها ما يؤذيني، ولا أسمح بهذا الزواج إلا أن يطلق علي ابنتي ثم يتزوج من يشاء. والمهم أن علياً رضي الله عنه اقتنع ورجع عما عزم عليه واسترضى فاطمة.
الذرية المباركة ولدت لعلي الحسن والحسين وزينب رضي الله عنهم أجمعين، وقد فرح النبي صلى الله عليه وسلم بهم كثيرا، ودعا لهم بلخير ولمن يحبهم. وقبل أن يلحق بالرفيق الأعلى، وهو في مرضه الأخير أسر إلى فاطمة بشيء فبكت، وأسر إليها بشيء آخر فضحكت. وسألتها عائشة رضي الله عنها عن سر ذلك، فلم تفصح عما أسر به إليها والدها. وعلم بعدئذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم أسر إليها أولاً أنه لاحق بالرفيق الأعلى فبكت، وأنها أول من سيلحق به من أهله، وأنها سيدة نساء أهل الجنة فضحكت. وأختار الله نبيه لجواره فحزنت ما شاء الله لها الحزن.
غضب النبي لفاطمة لقد غضب النبي -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة لمّا بلغه أن أبا الحسن همَّ بما رآه سائغاً من خِطبة بنت أبي جهل ، فقال :( والله لا تجتمع بنت نبيّ الله وبنت عدو الله ، وإنما فاطمة بضعة مني ، يريبُني ما رَابَها ، ويؤذيني ما آذاها )000فترك علي الخطبة رعاية لها000
وفاتها بعد ستة أشهر من وفاة النبي، وفي رمضان سنة 11 هـ أحست بدنو أجلها، فاغتسلت، ولبست أحسن ثيابها، ونامت على فراشها في وسط بيتها، وهي متجهة نحو القبلة تتهيأ للقاء ربها وفاضت روحها إلى بارئها ودفنت رضي الله عنها بالبقيع ...فرضي الله عنها وحشرنا في زمرتها يوم الدين