شرح نص مصر تتحدث عن نفسها حافظ ابراهيم

3- مصر تتحدث عن نفسها ( حفظ )
حافظ إبراهيم ( شاعر النيل )
التعريف بالشاعر :
شاعر النيل ( محمد حافظ إبراهيم ) و لد سنة ( 1870 م ) في ديروط محافظة أسيوط بسفينة علي النيل تخرج في الكلية الحربية و عمل ضابطا بالجيش في مصر و السودان و بعد سن الاستيداع عين بدار الكتب سنة 1911م و مات سنة 1932م و هو رائد من رواد مدرسة ( الكلاسيكية الجديدة )
جو النص :
بعد ثورة 1919م كانت مصر لا تزال تغلي بالغضب علي الإنجليز و قد حاول الإنجليز تهدءة الموقف عن طريق المفاوضات ليصفوا الثور ة و أدرك ( عدلي يكن ) رئيس الوزراء في ذلك الوقت نية الإنجليز فقطع المفاوضات و عاد إلي القاهرة و استقال من الحكومة
فأقام أنصاره حفل تكريم له سنة ( 1921 ) و دُعي إلي الحفي حافظ إبراهيم و لكن الشاعر لم يكن راضِيا علي سياسة ( عدلي يكن ) فلم يمدحه و لكن جعل قصيدته علي لسان مصر و سماها ( مصر تتحدث عن نفسها )
نوع التجربة : النص وليد تجربة شعرية صادقة نتيجة لحب الشاعر لوطنه
( أ ) : تاريخ مصر المجيد و طبيعتها الجميلة
1- وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي
2- و بناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي
3- أنا تاج العلاء في مفرق الشرق و دراته فرائد عقدي
4- أي شيء في الغرب قد بهر الناس جمالا و لم يكن منه عندي
معاني الكلمات:
الكلمة معناها مفرد – جمع مضادها المعجم
الخلق الناس الخلائق خ ل ق
المجد النبل (ج): الأمجاد الدناءة و الخسة م ج د
بناة من يبنون (م): بان ٍ هدام ب ن ي
الدهر الزمن (ج): أدهر – دهور د هـ ر
كفوني أغنوني أحوجوني إليه ك ف أ
التحدي التفاخر ح د ي
التاج ما يوضع علي رأس الملوك (ج):تيجان- أتواج ت و ج
مفرق موضع فرق الشعر في الرأس (ج): مفارق مجمع فرق
الشرق المراد البلاد العربية (ج): مشارق الغرب ش ر ق
دراته لآلئ (م):درة د ر ر
فرائد الجواهر النادرة (م): فريدة ف ر د
الغرب بلاد أوربا (ج): الغروب الشرق غ ر ب
بهر أعجب و أدهش و حير ب هـ ر
الشرح :
يتحدث الشاعر بلسان مصر عن عظمتها و مقدرتها في بناء حضارة حديثة قوية مثلما بنت في الماضي أعظم حضارة و هي لأن تبني حضارتها بمفردها دون الاعتماد علي أحد و هذا جعل الغرب يتعجبون منها – و مصر ترد علي الغرب بأن أبناء مصر في العصر الحديث عندهم القدرة علي بناء حضارة قوية حديثة مثلما فعل قدماء المصريين ( الفراعنة ) عندما أبهروا العالم ببناء الأهرامات و بناء حضارة عظيمة استمرت ألاف السنين - وإن مصر هي التاج الذي يتزين به الشرق كله
و إذا كان الشرق يعتز و يفتخر بنهضته و حضارته و ثروته و غنى طبيعته فمصر ليست أقل منه جمالا فكل ما يملكه الغرب من جمال عندي مثله و أفضل منه
مواطن الجمال:
( وقف الخلق ينظرون جميعا ) : كناية عن دهشة العالم
( وقف ) : فعل ماض يدل علي الثبوت و التحقيق
( ينظرون ) : فعل مضارع يفيد التجدد والاستمرار و استحضار الصورة في الذهن
( جميعا ) : حال يدل علي الشمول و العموم
( أبني قواعد المجد ) : استعارة مكنية – سر جمالها : ( التجسيم ) شبه المجدد ببناء يبنى
( كيف أبني ) : أسلوب إنشائي ( استفهام ) غرضه التعجب
( جميعا – وحدي ) محسن بديعي نوعه ( طباق ) سر جماله : يوضح المعنى و يؤكده
( وحدي ): تدل علي قدرة مصر و اعتمادها علي نفسها في بناء حضارتها الحديثة
( بناة الأهرام ): كناية عن قدماء المصريين
( التحدي ): توحي بقوة الاستمرار و الإرادة
( أنا تاج العلاء ) : تشبيه بليغ مصر تشبه نفسها بالتاج + ( س-م : تشخيص )
(مفرق الشرق ) : استعارة مكنية ( التشخيص ) شبه الشرق بفتاة و لها رأس
( فرائد ): استعارة تصريحية سر جمالها ( التجسيم ) شبه أمجاد مصر بالفرائد
( أي شيء في الغرب ): أسلوب إنشائي ( استفهام ): غرضه ( النفي )
(قد بهر الناس جملا ): أسلوب مؤكد بقد
( جمالا ) نقد الأفضل ( ثراء أو نتاجا ) أما جمالا حددت زاوية الجمال فقط
( و لم يكن منه عندي ) نقد : لقرب هذا المعنى من التعبير العامي

( ب ) : الله حافظ مصر و أبنائها دائما
5- إنا إنْ قدرَّ الإله مماتي لا تري الشرق يرفع الرأس بعدي
6- إنَّ مجدي في الأوليات عريق من له مثل أولياتي و مجدي
7- نظر الله لي فأرشد أبنائي فشدوا إلي العلا أي شدَّ
معاني الكلمات:
الكلمة معناها مفرد – جمع مضادها المعجم
إنْ حرف يفيد الشك إذا
قدر حكم ق د ر
مجدي تاريخي المشرف (ج): أمجاد دناءة و ذل م ج د
الأوليات الماضي (م): الأولى أخريات أ و ل
عريق كريم أصيل حديث ع ر ق
نظر الله لي أكرمني
شدوا حملوا بقوة تراخوا - تقاعسوا ش د د
الشرح :
تقول مصر أنا إن حكم الله بموتي أو ضعفي فلن تقوم للشرق قائمة بل ستجده منكس الرأس و الدليل إن تاريخي مشرف منذ قدم التاريخ في جميع مجالات التفوق و الإبداع و لقد أكرمني الله عز و جل بمزيد من التفوق فهدى أبنائي و دلهم علي سبل العلا فانطلقوا إليها بمنتهي القوة و النشاط و الحيوية و الجدية
مواطن الجمال:
(أنا إن قدر الإله مماتي ) استعارة مكنية سر جمالها ( التشخيص ) شبه مصر بإنسان يتحدث
( أنا ): توحي بالفخر و الاعتزاز - ( إن ): تفيد الشك
( قدر الإله مماتي ) : كناية عن الرضا بقضاء الله و قدره
( مماتي ): استعارة تصريحية سر جمالها ( التوضيح ) شبه الضعف بالموت
ملحوظة ( مماتي ) لا تناسب الجو النفسي للنص فمصر تفخر بنفسها و قدرتها و لكن ( إن ) تفيد الشك فيجوز و تدل علي أن مصر لم تمت و لن تموت
( الشرق يرفع الرأس ): استعارة مكنية سر جمالها ( التشخيص ) شبه الشرق بإنسان و له رأس – وعلاقتها بما قبلها ( نتيجة )
( إن مجدي في الأوليات عريق ) : أسلوب مؤكد و أداته ( إن )- و كناية عن أصالة مصر
( من له مثل أولياتي و مجدي ) : أسلوب إنشائي ( استفهام ) غرضه النفي
( نظر الله لي ): كناية عن حماية الله لمصر
( شدوا إلي العلا ) : استعارة مكنية سر جمالها ( التجسيم ) شبه العلا بشيء مادي يبني

( ج): أهمية العلم و الأخلاق
8- قد وعدتُ العلا بكل أبي من رجالي فأنجزوا اليوم وعدي
9- و ارفعوا دولتي علي العلم و الأخلاق فالعلم وحده ليس يجدي
10- نحن نجتاز موقفا تعثر الآراء فيه و عثرة الرأي تردي
11- فقفوا فيه وقفة الحزم وارموا جانبيه بعزمة المستعد

معاني الكلمات:
الكلمة معناها مفرد – جمع مضادها المعجم
أبي عزيز النفس (ج):أباة أ ب ي
العلا الرفعة والشرف الدناءة و الخسة ع ل و
وعدي أمنيتي وعودي و ع د
العلم المعارف المتنوعة (ج): العلوم الجهل ع ل م
الأخلاق السلوك الحسن (م): الخلق الخلق السيئ خ ل ق
يجدي يفيد أو ينفع يضر ج د و
نجتاز نسلك و نعبر ج و ز
موقفا موضعا صعبا (ج): مواقف و ق ف
تعثر تزل و تخطئ تصيب ع ث ر
الآراء الأفكار و النظر (م): رأي رأي
تردي تهلك و تسقط تعلو ر د ي
الحزم الضبط و الإتقان العجزو الإهمال ح ز م
العزم عقد النية علي العمل ( ج ): العزوم الكسل ع ز م
المستعد الجاهز المتهيئ ع د د

الشرح :
و تتحدث مصر مخاطبة الشرف و الرفعة قائلة :
إنني أرجو تحقيقك أيه ا العلا و المجد بجهود أبنائي الأعزاء فلا تخذلوني يا أبنائي و حققوا أمنيتي كما أطالبكم بأن تنهضوا بي معتمدين علي أساسين متلازمين هما ( العلم المتنوع و الأخلاق الحسنة ) فالعلم وحده لا ينفع
ثم تقول مصر لأبنائها :
إننا نمر بظروف صعبة تزل فيها لأراء فاعلموا أن زلة الرأي قد تؤدي إلي قرار خاطئ و القرار الخاطئ يؤدي إلي الهلاك و الدمار – فقفوا يا أنبائي تجاه قضاياكم موقفا صائبا متقنا حازما – واقضوا علي ما يعترض طريقكم و يعترض نهضتكم بصبر و حسن نية فلتكونوا مستعدين لذلك



مواطن الجمال:
( قد وعدت ) أسلوب مؤكد بـ ( قد )
( وعدت العلا ): استعارة مكنية ( مركبة ) سر جماله التشخيص شبه مصر بإنسان يـَـعد و شبه العلا بإنسان يٌـعد
( أبي ) : كلمة تلاءم اعتزاز و افتخار مصر بنفسها و بأبنائها
( أنجزوا وعدي ) : أسلوب إنشائي ( أمر ) غرضه : النصح و الإرشاد و الحث علي تحقيق الوعد
( رجالي ) إضافة ياء المتكلم إلي رجال للتعظيم و الاعتزاز من مصر بأبنائها
( ارفعوا ): أسلوب إنشائي ( أمر ) : غرضه الحث و الاستنهاض
( ارفعوا دولتي علي العلم و الأخلاق ) : استعارة مكنية سر جمالها ( التشخيص ) لأنه شبه مصر بإنسان يتكلم و ( التجسيم ) لأنه شبه العلم و الأخلاق بقواعد ترفع
( الأخلاق ) عطفها علي ( العلم ) يدل علي التلازم و التكامل
( فالعلم وحده ليس يجدي ) : علاقتها بما قبلها تعليل
( موقفا تعثر فيه الآراء ): كناية عن صعوبة الظروف التي تمر بها مصر
( الآراء ) : جمع يفيد الكثرة و معرفة و تعدد وجهات النظر في الأمر الواحد
( عثرة الرأي تردي ) : استعارة مكنية سر جمالها ( التجسيم ) شبه العثرة بشيء مادي يقتل و يهلك
( قفوا ) – ( ارموا ) أسلوب إنشائي ( أمر ): غرضه النصح و الإرشاد
س: ما لغرض النص ؟
الفخر بالأمجاد القومية قديمها و حديثها
و هو من الأغراض التي تطورت في العصر الحديث
و لذلك يعتبر و يعد هذا النص من شعر التحرير و ( الحماسة ) الذي يشارك في إيقاظ الوعي القومي
و من الشعراء من شدد اللوم علي ورثة هذا المجد كقول الشاعر
عار علي ابن النيل سباق الورى مهما تقلب دهره أن يسبقا
و فريق ثالث يلقي الذنب علي الزمن و الظروف التي أدت إلي الضعف و التخلف مثل شاعر هذا النص ( حافظ إبراهيم )
س: إلي أي المدارس الأدبية ينتمي هذا النص؟ و ما سمات المدرسة ؟
ينتمي هذ النص إلي مدرسة ( الكلاسيكية الجديدة النابعة ) من مدرسة ( الإحياء و البعث )
من سمات مدرسة ( الكلاسيكية الجديدة )
1- وحدة الوزن و القافية
2- التمسك باللفظ العربي القديم
3- التأثر بالخيال القديم
4- تقليد القدماء مثل ( نداء الصاحبين )
س: ما الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر ؟
1- الأسلوب سهل سلس
2- الألفاظ منتقاة
3- الأفكار مرتبة
4- الخيال متأثر بالقدماء
س: ما ملامح المحافظة علي القديم ؟ و ما ملامح التجديد في هذا النص ؟
أولا: المحافظة علي القديم يظهر في :
1- وحدة الوزن و القافية
2- التمسك باللفظ العربي الأصيل
3- انتزاع بعض الصور من البيئة القديمة
ثانيا : ملامح التجديد :
1- الموضوع جديد فهو من شعر التحرير
2- الوحدة العضوية ( وحدة : الموضوع – و الجو النفسي- و ترابط الأفكار )
3- اختيار عنوان للقصيدة
4- تشخيص مصر بجعلها إنسان يتحدث عن نفسه