آداب صناعة الكتاب
الكاتب هو : عبد الحميد بن يحيى من أهل الشام ، كان كاتبا لمحمد بن مروان آخر خلفاء بني أمية وبه يضرب المثل في الفصاحة والبلاغة خاصة في فن الرسائل .
مناسبة النص : يـُظهـِر للكتاب مكانتهم ومكانة مهنتهم العظيمة مهنة الكتابة ويقدم لهم بعض النصائح مشيرا إلى خطورة الكتابة وقوة تأثيرها في الحياة .
أما بعدُ ،،،
حفِظكمُ الله يا أهلَ صناعة الكتابة ، فليس أحدٌ من أهل الصناعاتِ كلِّها أحوجَ إلى اجتماع خلالِ الخيرِ المحمودةِ وخصالِ الفضلِ المذكورةِ المعدودةِ - منكم أيها الكتابُ، إذاكنتم على ما يأتى في هذا الكتاب من صفتِكم؛ فإن الكاتبَ يحتاجُ من نفسه ويحتاجُ منه صاحِبُهُ الذي يثق به في مهمات أمورِه أن يكونَ حليما في موضع الحِلم ، فهيما في موضع الحُكم، مقداما في موضع الإقدامِ ومحجما في موضع الإحجام، مؤثرا العفاف والعدل والإنصافِ كتوما للأسرارِ، وفيّا عند الشدائدِ، عالما بما يأتي من النوازل, يضعُ الأمورَ مواضعها والطوارق فى أماكنها ، قد نظرَ في كل فن من فنون العلم فأحكمَه؛ وإن لم يحكمْهُ أخذ منه بمقدار ما يـُكتفي به ، يعرفُ بغريزةِ عقلِه وحسنِ أدبِه وفضلِ تجرِبتِه ما يردُ عليه قبل ورودِه، وعاقبةَ ما يصدرُ عنه قبلَ صدورِه، فيُعِدّ لكلِّ أمرٍ عُدَّتَه وعتاده ، ويهيئُ لكلِّ وجه هيئته وعادته .
وارْوُوا الأشعارَ واعْرِفوا غـريبَها ومعانيَها، وأيَّامَ العربِ والعَجَمِ وأحاديثَها وسيَرَها ؛ فإنَّ ذلك مُعِينٌ لكم على ما تَسْمُو إليه هِمَمُكُم، ونزِّهوا – معشر الكتاب- صِنَاعَتَكم عن الدناءة، واربأوا بأنفسكم عن السِّعاية والنميمة وما فيه أهلُ الجهالات ، فإن العيب إليكم- معشر الكتاب- أسرع منه إلى القـُرّاء , وهـو
لكم أفسد منه لهم . و
ورحمة الله وبركاته
الكلمة معناها
أحوجَ أفقر × أغنى غريزةِ طبيعة وفطرة (ج) غرائز
أهل أصحاب (ج) أهلون / أهالي حسنِ (ج) محاسن × سوء
اجتماع اتحاد × افتراق فضلِ كثرة وزيادة × قلة
خلالِ صفات (م) خـَلـّة تجرِبتِه خبرته (ج) تجارب
المحمودةِ الحميدة × المذمومة يردُ يأتي × يصدر
خصالِ صفات (م) خـِصلة ورودِه ق
ه × صدوره
الفضلِ الكرم وحسن الخلق عاقبةَ جزاء (ج) العواقـب
المعدودةِ القليلة × العديدة يصدرُ عنه يخرج منه × يرد إليه
يحتاجُ يفتقر إلى / يعوز × يغتني صدورِه خروجه × وروده
يثق به يطمأن إليه × يشك فيُعِـدّ يهيء / يجهز
مهمات (م) مهمة عُدَّتَه أسلحته
حليما صبور × جهول عتاده أسلحته / متاعه
الحِلم سعة الصدر × الجهل يهيئُ يعـد / يجهز
فهيما كثير الفهم × غافلا هيئته شكله (ج) هيئات
الحُكم القضاء ارْوُوا رددوا
مقداما شجاعا × محجما / جبانا غريبَها غير المألوف (م) مألوفها
الإقدامِ الشجاعة × الإحجام أيَّامَ حروب (م) يوم
محجما ممتنعا × مقدما العَجَمِ الأجانب / غير العرب × العرب
الإحجام الامتناع × الإقدام سيَرَها أخبارها (م) سير
مؤثرا مفضلا مُعِينٌ مساعد × معيق
العفاف التنزه عن الماديات×الطمع تَسْمُو ترقى × تهبط
الإنصافِ العدل × الظلم هِمَمُكُم نشاطكم (م) همة
كتوما حافظا × مفشيا ونزِّهوا أبعدوا / خلصوا × دنسوا
للأسرارِ (م) السر × العلن الدناءة الخسة × الهمة
وفيّا أمينا (ج) أوفياء × غادرا واربأوا ابتعدوا
الشدائدِ المصائب (م) شديدة السِّعاية الوشاية
النوازل المصائب (م) النازلة والنميمة الوشاية والفتنة
الطوارق الأمور المفاجئة (م) طارقة الجهالات (م) جهالة
فن نوع (ج) فنون العيب النقص (ج) عيوب × الشرف
فأحكمَه أتقنه معشر أهل (ج) معاشر
بمقدار بحجم وكم (ج) مقادير أفسد × أصلح
يبين الكاتب للكتاب أنهم أحق الناس بالتمسك بالخصال الحميدة فالكاتب لابد أن يكون صبورا حليما في المواضع التي تحتاج إلى الحلم وأن يكون فاهما عالما بالأمر عــند إطلاق الأحكام عليه , يمتـنع عـــن
عمل الشيء في المواضع التي تحتاج إلى الامتناع ويقبل عليه في المواقف التي تحتاج إلى إقبال , محب للعدل والعفاف , والكاتب لابد أن يكون وفيا حتى في الشدائد , وعالما بما قد يحل من المصائب والأمور المفاجئة , يأخذ من كل علم بطرف , يتميز بالعقل والتدبر وحسن الأدب وكثرة التجربة , يعرف عاقبة فعله , ثم ينصحهم برواية الأشعار ومعرفة الغريب منها , ومعرفة حروب العرب وسيرهم لأن ذلك يزيد من هممهم , ثم يدعوهم إلى أن يبتعدوا بأنفسهم عن الوشاية والنميمة التي يقع فيها أهل الجهل .
الصورة الخيال فيها
صناعة الكتابة تشبيه بليغ شبه الكتابة بصناعة وسر جمالها التوضيح
يأتي من النوازل استعارة مكنية شبه النوازل بإنسان يأتي سر جمالها التشخيص
يضع الأمور استعارة مكنية شبه الأمور بشيء مادي يوضع سر جمالها التجسيم .
العيب إليكم أسرع استعارة مكنية شبه العيب بإنسان يسرع وسر جمالها التشخيص
التعبير البديع فيه
فإن الكاتب يحتاج من نفسه – ويحتاج منه صاحبه
حليما في موضع الحلم – فهيما في موضع الحكم
مقداما في موضع الإقدام – ومحجما في موضع الإحجام
يضع الأمور في مواضعها – والطوارق في أماكنها
يعرف بغريزة عقله – وحسن أدبه – وفضل تجربته سجع وازدواج يعطي جرسا موسيقيا تطرب له الأذن وترتاح له النفس
(الإقدام – الإحجام) (ور ده – صدوره )
( مقداما – محجما ) ( العرب – العجم )
( الكتاب – القراء ) طباق يوضح المعنى ويؤكده
يعرف ما يردُ عليه قبل ورودِه . عاقبة ما يصدرُ عنه قبل صدورِ مقابلة توضح المعنى وتؤكده
( الحلم / الحكم ) ( عدته / عتاده / عادته ) جناس ناقص يعطي جرسا موسيقيا تطرب له الذن وترتاح له النفس
الأسلوب نوعه وغرضه
( ارووا الأشعار ) ( اعرفوا غريبها )
( نزهوا صناعتكم ) ( اربأوا بأنفسكم ) أساليب أمر غرضها النصح والإرشاد
( يا أهل الصناعة ) ( أيها الكتاب ) ( معشر الكتاب) أسلوب نداء للتخصيص والتنبيه
حفظكم الله أسلوب خبري لفظا إنشائي معنى غرضه ال
...من أهل الصناعات كلها أسلوب توكيد أداته التوكيد المعنوي
فإن الكاتب يحتاج من نفسه ..
فإن ذلك معين لكم على ما تسمو به هممكم
فإن العيب إليكم أسرع أسلوب توكيد أداته ( إن )
التعبير ما يوحي به
أحوج اسم تفضيل يفيد شدة الحاجة إلى خصال الخير
حكيما / فهيما / كتوما / وفيا صيغ مبالغة تفيد كثرة (الحكم - الفهم - الكتمان - الوفاء)
الشدائد / النوازل / الطوارق جمع تفيد الكثرة / معرفة تفيد العموم والشمول
(العدل /الإنصاف )
( خلال / خصال ) ترادف يوضح المعنى ويؤكده
كل الأفعال المضارعة تفيد التجدد والاستمرار
العفاف والعدل العطف للتنويع
س1 ما الغرض الأساسي للرسالة ؟
الغرض الأساسي للرسالة هو تقديم عدة نصائح وإرشادات للكتاب
س2 يقال بُدئت الكتابة بعبد الحميد وانتهت بابن العميد . علل
لأنه رفع من مكانتها ، واتجه بها إلى التطويل والإطناب ، وجودة الأسلوب ، وكان نموذجا من الكتاب يقتدي به من جاء بعده .
س3 ما سمات شخصية الكاتب ؟
1- حكيم ، مجرب ، واسع الثقافة .
2- معتز بمهنته ومحب لها .
3- حكيم في نصحه .
س4 ما سمات وخصائص أسلوب الكاتب ؟
1- سهولة اللفاظ وحسن اختيارها .
2 – وضوح المعاني وغزارتها .
3- ترابط الأفكار وتسللها .
4- تنوع الأساليب للتشويق والإثارة وتجديد الذهن .
5- عدم تكلف المحسنات البديعية .
6- قلة الصور لاعتمادها على الإقناع العقلي وليس إثارة الإنفعال .
7- كثرة الحكمة .
س5 كيف يمكن الاستفادة من هذه الرسالة في عصرنا هذا ؟
هذا النصائح التي أسداها عبد الحميد الكاتب يجب أن يتحلى بها الصحفيون ومقدمو البرامج التلفزيونية وحتى المدونون والمتواصلون على برامج التواصل الاجتماعي .