المقاييس النفسية : ماهيتها وأهميتها إذا وجد شيء، فإنه يوجد بمقدار، وإذا وجد بمقدار فإنه من الممكن قياسه]عالم النفس الأمريكي " ثورنديك " * تعرف " انستازي" الاختبار النفسي بأنه أساسا مقياس موضوعي مقنن لعينة من السلوك. * يعرف " كرونباخ" الاختبار النفسي بأنه أداة محددة منظمة لملاحظة السلوك ووصفه وذلك باستخدام التقدير الكمي أو لغة الأرقام. * يعرف " جراهام" الاختبار النفسي بأنه "حكم على عينة من السلوك و التنبؤ من خلال هذا الحكم" . * يعرف " فريمان" الاختبار النفسي أنه " أداة مقننة تم تصميمها بعرض القياس الموضوعي لواحد أو أكثر من مظاهر السلوك" . *يعرف قاموس " ولمان" الاختبار النفسي بأنه مجموعة مقننة من الأسئلة تطبق على فرد أو مجموعة من الأفراد وذلك بقصد الوصول إلى تقدير كمي لخاصية أو سمة أو مظهر من مظاهر السلوك. * يعرف قاموس " شابلن" الاختبار النفسي بأنه مجموعة من الأسئلة تعطى للفرد وذلك بغرض قياس استعداده أو كفاءته في مجال معين. * يعرف قاموس " لونجمان" الاختبار النفسي بأنه مجموعة من الأسئلة تهدف إلى قياس قدرة الفرد في مجال معين ، أو تهدف إلى تحديد خصائصه. * يعرف قاموس " ستراتون" الاختبار النفسي بأنه أسلوب مقنن لقياس قدرات وإمكانيات و خصائص الأفراد. صفات الاختبار النفسي: الصفة الأولى: إن الاختبار النفسي مجموعة من الأسئلة أو الوحدات Items لقياس عينة من السلوك. الصفة الثانية: إن الاختبار النفسي مقياس موضوعي. الصفة الثالثة: إن الاختبار النفسي مقياس مقنن. الصفة الرابعة: إن الاختبار النفسي يمكننا من الحكم و التنبؤ بسلوك الفرد في المستقبل. ثبات الاختـــبار Test Reliability مقدمة نعني بالثبات أن الاختبار النفسي يتصف بواحدة أو أكثر من الصفات الآتية: * أنه موثوق به و يعتمد عليه. * لو كررنا عملية إجراء الاختبار على نفس الشخص لتوصلنا إلى نفس النتائج ، أو إلى نفس النتائج تقريبا؛ أي أن درجة الفرد على الاختبار لا تتغير تغيرا جوهريا بتكرار إجراء الاختبار عليه. * الاستقرار بمعنى أنه لو كررت عملية القياس على نفس الشخص أو نفس الأشخاص لأظهرت درجته أو درجاتهم على الاختبار شيئا من الاستقرار. * الموضوعية بمعنى أن الفرد يحصل على نفس الدرجة أيا كان الأخصائي النفسي الذي يطبق الاختبار و يصححه؛ بمعنى أن الاختبار الثابت لا يختلف في تصحيحه إثنان من الأخصائيين النفسيين (مثل ميزان الحرارة لا يختلف في قراءته إثنان) . * أن الاختبار دقيق في القياس، ولا يتناقض مع نفسه. *الثبات هو موثوقية الاختبار. * ولمزيد من التوضيح نقول إننا نستنتج أن الاختبار ثابت ، إذا أجرينا هذا الاختبار على مجموعة من الأفراد، ثم رصدنا درجاتهم على هذا الاختبار في سجلات خاصة، وأعدنا إجراء الاختبار عليهم مرة أخرى ثم رصدت درجاتهم في الأداء الثاني في السجلات، فإننا نجد أن درجات هؤلاء الأفراد في الإجراء الثاني هي نفسها (أو تقريبا) في الإجراء الأول.
صدق الاختبار Test Validity مقدمة الصدق من المعالم الرئيسية الهامة التي يقوم عليها الاختبار النفسي ،والصدق أن يقيس الاختبار ما يطلب منه قياسه، أو أن يكون الاختبار النفسي مفيدا في تحقيق هدف معين هو في العادة قياس أحد المتغيرات. ونوضح معاني الصدق في النقاط الآتية: الصدق هو أن يقيس الاختبار ما وضع لقياسه ، أي أن الاختبار الصادق اختبار يقيس الوظيفة التي يزعم أنه يقيسها ، ولا يقيس شيئا آخر بدلا عنها أو بالإضافة إليها، فاختبار القدرة الميكانيكية يجب أن يقيس القدرة الميكانيكية، ولا يتعدى ذلك إلى قياس أي قدرة أخرى خلافا للقدرة الميكانيكية ، و كذلك الاختبار الذي يقيس سمة الانبساط الاجتماعي يجب أن يقيس هذه السمة فقط ولا يتعداها إلى سمات أخرى. الاختبار الصادق يصلح لقياس الجانب المقصود قياسه؛ أي أنه اختبار يعطى درجة تعد انعكاسا أو تمثيلا لقدرة الفرد ، فاختبار الحساب الصادق ـ مثلا هو اختبار يصلح لقياس مستوى التلميذ في الحساب فلا يكفي اسمه ؛لأن التسميات قد تكون مضللة؛ ذلك أن اسم الاختبار يدل على الغرض أو الهدف من القياس ، ولكنه لا يدل بالضرورة على ما يقيسه الاختبار فعلا. الاختبار الصادق يصلح لقياس الجانب المطلوب قياسه (وليكن الجانب المطلوب قياسه هو القدرة الميكانيكية ) في مستوى دراسي معين ، أو في مستوى عمري معين، ولكن هذا الاختبار نفسه لا يكون صادقا بالنسبة لمستويات عمرية أو مستويات دراسية أخرى ، معنى ذلك أن الصدق نسبي relative ؛ بمعنى أن الاختبار يكون صادقا بالنسبة لجماعة معينة وغير صادق بالنسبة لجماعة أخرى (مثلا فإن الاختبار الذي أعد لقياس ذكاء الأطفال غير صادق لقياس ذكاء الكبار) وكذلك الاختبار الذي أعد لقياس التوافق الاجتماعي في دول غرب أوروبا مثلا لا يكون صادقا تماما في الدول العربية ، فالصدق يكون بالنسبة لجماعة عمرية معينة ولمجتمع معين. • الصدق كذلك نوعي أو محدد Specific بمعنى أن الاختبار يكون صادقا لأنه يقيس جانبا وضع لقياسه، وبالتالي فهو لا يقيس جانبا آخر، فالاختبار بالنسبة لهذا الجانب الآخرــ غير صادق، وعند ذكر بيانات التعريف بأي اختبارــ والتي عادة ما تتضمنها كراسة التعليمات ـــ يجب أن نحدد الوظيفة أو الوظائف المتمثلة فيه والذي يعتبر هذا الاختبار أداة لقياسها وعند استخدام الاختبار نلتزم بهذه الوظائف ولا نتجاوزها.
* صدق الاختبار يعني أنه يقيس فعلا الجانب الذي وضع لقياسه، فصدق الاختبار يمدنا بدليل مباشر على صلاحيته لقياس أحد المتغيرات؛ معنى ذلك أن الصدق هو إلى أي مدى يؤدي الاختبار عمله كما يجب عليه أن يؤديه. * صدق الاختبار يتصل بقدرته التنبؤية وعلى هذا فإن الاختبار الصادق يعتبر أداة نقيس بها عينة من المثيرات تمثل المنطقة المطلوب قياسها من السلوك، وتعد الدرجة على هذا الاختبار دليلا نتنبأ به على نجاح من يحصل عليها عند التحاقه بتدريب أو دراسة معينة تتصل بالجانب الذي قاسه الاختبار. كأن الصدق هنا معناه مدى صحة توقعاتنا أن ينجح شخص في دراسة معينة؛ لأنها تتطلب مستوى من القدرات والاستعدادات ،ما دام قد حصل على درجات مرتفعة في اختبارات تقيس هذه الاستعدادات و القدرات؛ أي أنصدق الاختبار معناه صحة أو دقة التوقعات التي نتوصل إليها والمبنية على استخدامنا للاختبار. * عن العلاقة بين الصدق والثبات: أن الاختبار الصادق ثابت بالضرورة لأن الصدق معناه اتساق الأختبار مع غيره فمن باب أولى أن يتسق مع نفسه بالضرورة ،ولكن الاختبار الثابت ليس بالضرورة صادقا لأنه قد نعد اختبارا على أساس أنه يقيس سمة التعصب كإحدى سمات الشخصية، وفي مرات الإجراء المختلفة يحصل أفراد العينة على نفس الدرجات ، أو نفس الدرجات تقريبا مما يعني أنه اختبار ثابت، ولكن هذا الاختبار لا يقيس أصلا سمة التعصب بصورة دقيقة فهو بالرغم من ثباته ليس صادقا. زبدة القول أن الاختبار الصادق ثابت بالضرورة ولكن الاختبار الثابت ليس صادقا بالضرورة. معامل الصدق Coefficient of Validity معامل الصدق هو أحد تطبيقات معامل الارتباط ، هو معامل الارتباط بين درجات مجموعة من الأفراد على الاختبار ودرجاتهم على الوظائف التي تتعلق وتتصل بالاختيار وهي ما يسمى المحك Criterion . ومعروف أن معامل الصدق يتراوح نظريا بين زائد واحد صحيح وناقص واحد صحيح ،ولكن الذي يغلب واقع القياس النفسي هو كسر الواحد الصحيح سواء كان سالبا أو موجبا كدلالة على ارتباط جزئ سالب أو موجب بين الدرجات على الاختبار ، والدرجات على المحك. المحك Criterion مقياس موضوعي مستقل عن الاختبار ، أو هو مقياس موضوعي ثبت صدقه نقارن به مقياسا جديدا لنتحقق من صدقه، وفي دراستنا لصدق الاختبار نحتاج عادة إلى المحك لمقارنة درجات الأفراد على الاختبارــ الذي نحن بصدد إعداده ــ بدرجاتهم عل المقياس الموضوعي المستقل عن الاختبار (أي المحك) . وفي الواقع العملي نحتاج إلى أكثر من محك في التحقق من صدق الاختبار. وثمة مجموعة من الشروط يستحسن أن تتوفر في المحك الجيد وهي: * أن يكون المحك متعلقا بالوظيفة التي يقيسها الاختبار . * أن يكون عينة ممثلة لمنطقة السلوك المراد قياسها فتقدير المدرس للطالب لا يكون محكا جيدا إذا اعتمد على تحديد تقديره للطالب بناء على موقف عارض. *أن يكون المحك عمليا اقتصاديا بمعنى أن نختار محكا ملائما يسهل جمع البيانات عنه من حيث الوقت والجهد والمال. (فمثلا لا نطلب متوسط تقديرات بعض الطلاب في مقرر اللغة العربية خلال سنوات الدراسة من الابتدائي إلى المتوسط إلى الثانوي ) . وهذا المحك رغم كفاءته يصعب جمع البيانات الخاصة. *أن يكون المحك ثابتا أي أن المحك الجيد مقياس ثابت إذا قدرنا على أساسه فردا معينا ــ أو أفراد معينين ــ عدة مرات كان التقدير واحدا أو متقاربا. * أن يكون المحك موضوعيا بحيث أن درجات أو رتب الأفراد على المحك لا تتأثر بالموقف الشخصي لمن يقوم بإعطاء الدرجة أو التقدير ، فلا يجب أن نأخذ تقديرا عن عامل من صاحب عمل بينهما خلاف. * أن يكون المحك مستقلا فلا تتأثر درجة الفرد في المحك بدرجته في الاختبار الذي نحن بصدد تقنينه. المرجع : من محاضرة منشورة للدكتور خالد رشيد ، المركز التخصصي للتربية الخاصة عمان – الأردن ، 2004
آلاء صلاح عضو مبدع
عدد المساهمات : 128 نقاط : 180 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 العمر : 30 الموقع : koke_webas@hotmail.com