يقول اصحاب السيّر ان أبراهيم عندما أنطلق بابنه قال الشيطان ان لم افتن هؤلاء عند هذه لم افتنهم ابداً
فذهب الى السيده هاجر و قال لها : أين ذهب ابراهيم بابنك قالت : غدا به لبعض حاجته فقال لها انه لم
يغدُ به لبعض حاجته و انما ذهب به ليذبحه فقلت و لم يذبحه قال : يزعُم ان ربه أمره بذلك
قالت هاجر فقد أحسن أن يطيع ربه ثم رمت الشيطان بسبع حصوات لتطرده وكان ذلك فى موضع الجمره
الصغرى و لذلك من مناسك الحج رجم الشيطان عند الجمره الصغرى .
ثم غدا الشيطان الى اسماعيل وقال ان ابيكذاهب بك ليذبحك قال اسماعيل و لم يذبحنى قال :
يزعُم ان ربه أمره بذلك فيجيبه اسماعيل و يقول :لان كان الله أمره بذلك فليفعل ثم رماه بسبع حصوات
ليطرده و كان ذلك فى موضع الجمره الوسطى و لذلك من مناسك الحج ان يرمى الحجيج
سبع حصوات عند الجمره الوسطى ثم ذهب اخيراً الى ابراهيم و أخذ يحاول ان يثنيه عن ذبح ابنه
اسماعيل فرماه ابراهيم بسبع حصوات و كان ذلك عند الجمره الكبرى فانصرف الشيطان و يئس ان يطاع
العبر المستفاده من قصة ابراهيم و اسماعيل عليهما السلام و رمى الجمرات
رمي جمرة العقبة في يوم العيد ورمي الجمار الثلاث في أيام منى وفي مواعيدها التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم تفيد المسلم في العبرة الأجر العظيم والعبر الكثيرة من وجوه منها: أولاً: أنها قدوة بأبينا إبراهيم الخليل عليه السلام حين اعترض له إبليس في هذه المواقف، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين شرع ذلك لأمته في حجة الوداع. ثانياً: إقامة ذكر الله وإعلانه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله))[1]. ثالثاً: التقيد بالعدد سبعة له حكمة عظيمة وهي التذكير بما شرع الله من هذا العدد ترمى بسبع حصيات كالطواف سبعاً، والسعي سبعاً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر))[2] وله سبحانه وبحمده حكم كثيرة فيما يشرع لعباده قد يعلمها العباد أو بعضها وقد لا يعلمونها، لكنهم موقنون بأن الله سبحانه حكيم عليم، لا يفعل شيئاً ولا يشرع شيئاً عبثاً. رابعاً: أن الدين الإسلامي دين امتثال لأمر الله، وأن المسلم مأمور بالعبادة حسب النص التشريعي ولو خفيت عليه الأسرار؛ لأن الله عليم بكل شيء وحكيم في كل شيء وعلم البشر قاصر ولا يساوي شيئاً إلى جانب علم الله عز وجل. فوجب على المسلم الخضوع لحكمه والامتثال لأمره وإن لم يعلم الحكمة. خامساً: رمي الجمار يشعر المسلم بالتواضع والخضوع في امتثال الأمر في حالة الأداء كما أنه يعود الفرد المسلم على النظام والترتيب في المواعيد المحددة والمواظبة على ذلك في ذهابه لرمي الجمار الأولى والثانية والثالثة التي هي جمرة العقبة ثم التقيد بالحصيات السبع واحدة بعد أخرى مع الهدوء وعدم الإيذاء للآخرين بقول أو فعل كل هذا يعود المؤمن على تنظيم الأمور المهمة والعناية بها حتى تؤدى في أوقاتها كاملة. سادساً: الاحتفاظ بالحصيات وعدم وضعها في غير مكانها يشعر المسلم بأهمية المحافظة على ما شرع ربه وعدم الإسراف ووضع الأمور في مواضعها من غير تبذير ولا زيادة أو نقص
كذالك أيها الأحباب يجب علينا نحن المسلمون الذين لم يوفقهم الله لأداء فريضة الحج أن نرجم
الشيطان بعدم طاعته وزجره و صده بكل الوسائل التى هدانا الله اليها و علمها لنا رسول الله صلى الله
عليه و سلم و لا نجعل له علينا سبيلا .
و كل عام و كل المسلمون بخير
lightway
أشرف على
admin
عدد المساهمات : 27639 نقاط : 60776 تاريخ التسجيل : 04/09/2009 الموقع : http://elawa2l.com/vb