بسم الله الرحمن الرحيم
الكمبيوتر في تعاملاتنا اليومية
الثورة التكنولوجية وعصر العولمة والانفتاح المعلوماتي والتطورات العالمية المتسارعة في نظم وتقنية الاتصالات والمعلومات وشبكات الانترنت من العوامل التي أصبحت ضرورة حتمية على التحول من النمط التقليدي في تنفيذ المهام والأعمال والمعاملات اليومية إلى النمط الرقمي وعلى مواكبة التطور التقني في شتى المجالات وفرض بذلك سياسيات وإستراتيجيات وأساليب عمل جديدة تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة و يعتبر من الإنجازات التقنية المذهلة التي تحققت في القرن العشرين وتتابع تطورها في الألفية الثالثة هو جهاز الكمبيوتر الذي فتح اختراعه افاقا غير محدودة لاختراعات مختلفة حتى أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا العملية والشخصية وبالنسبة لوسائل الأتصال فإن الإنترنت ذروتها وأصبح عامل الوقت أحد أهم المجالات في تنفيذ مختلف الأعمال في حياتنا اليومية.
لذا يتطلب من الجميع كأفراد أو مؤسسات حكومية أو خاصة السعي المستمر من أجل مواكبة مجمل التغيرات التي تحدث حولنا والعمل على تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية من أجل خدمة المواطن وتسهيل معاملاته.
ولعلنا جميعا لاحظنا الكثير من المرافق والمؤسسات تستخدم الحاسوب ( الكمبيوتر) وملحقاته في تنفيذ أعمالهم إلا أن استخدامهم لهذه التقنيات لازالت محدودة وذلك لأسباب عديدة منها عدم كفاءة البعض لأستخدمات الكمبيوتر أو أن بعض المرافق يستخدمون أجهزة قديمة لذا ظهر الكثير من المشاكل والمعوقات بسبب الكمبيوتر حتى أصبح الكثير من الناس لا يثقون بالكمبيوتر أو ما يعرف بـ أحجية الإثبات بالوسائل الالكترونية فمثلاً عند الدفع النقدي لازال الكثير من المواطنين يفضلون أن يجدوا الختم على فاتورة الكهرباء أو الماء بدلاً من إشعارهم بأنه تم تسديده بالكمبيوتر.. حتى المعاملات البنكية يشعرون بالطمأنينة عندما يكون لديهم دفتر البنك بدلاً من الصراف الآلي ويبررون ذلك من سماعهم عن الفيروسات التي تصيب أجهزة الكمبيوتر وما يترتب على ذلك من فقدان للبيانات.
كما أن آخرين يرون أن الإجراءات أصبحت أكثر تعقيداً وصعوبة عبر الكمبيوتر عند متابعتهم لقضاياهم في بعض المؤسسات الحكومية حيث إنهم لا يحصلون على البيانات الصحيحة ويؤكدون إنهم في السابق عن طريق ملفات الأوراق التقليدية يجدون معاملاتهم بطريقة آمنه وسهلة.
أن مفهوم استخدام الحاسب الآلي لحفظ البيانات الحكومية وانجاز المعاملات لازال تحيطه الضبابية بين القطاعات الحكومية أو المتعاملين معها لذا لكي نصحح هذه المفاهيم لابد لنا من توسيع مداركنا عن الحاسوب والبحث المستمر لما من شأنه تطوير العمل لدينا وعلى المؤسسات وأجهزة الإعلام نشر الوعي وزيادة التثقيف والتعريف بأهمية الحاسوب ووسائل الاتصالات الحديثة في حياتنا اليومية والتقليل من البيروقراطية والتي تؤدي إلى بطء الانجاز وأحيانا كثيرة إلى تعقيده دون مبرر.
ولعل من أوليات ذلك نورد بعض النقاط:
• توعية المواطنين بأهمية الكمبيوتر في تسهيل المعاملات وتقليل الإجراءات البيروقراطية.
• أهمية تجهيز الإدارات الحكومية والمؤسسات بالتقنيات الحديثة لحفظ واسترجاع المعلومات.
• تأهيل الكادر الوطني وتأمين الاحتياجات التدريبية وإكسابه المهارات المطلوبة في عمله.
• تشجيع كافة شرائح المجتمع على الاعتماد والاستخدام الأمثل لتقنية المعلومات.
• التنسيق والتعاون بين المؤسسات والمرافق المختلفة في تبادل الخبرات والمعلومات.
• السعي الدائم على تقديم أفضل الخدمات وتسهيل المعاملات.
فهل آن الأوان أن تبدأ المؤسسات والمرافق خاصة الحكومية باتخاذ الإجراءات والخطوات العملية والمدروسة للانتقال إلى العمل بالكمبيوتر والتقنيات الحديثة لتسهيل تعاملاتها اليومية