مصر ومجلس الأمن.. عودة العدوان الثلاثى
كأن عقارب الساعة عادت للوراء حتى وقفت عند عام 1956 حينما أعلنتها ثورة يوليو مدوية فى وجه الاستعمار الغربى أن مصر العروبة باتت حرة مستقلة فأدركت القوى الإمبريالية أن هذه البقعة من بقاع العالم إن مضت فى هذا الطريق فسيتبعها بقية من العالم إلى جنة الحرية والاستقلال والكرامة.
إنها إعادة للمشهد ذاته بكافة تفاصيله وخلفياته.. الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل من وراء ستار، لكنهم الآن ليسوا فى حاجة أن تقلع طائراتهم فتقصف مصر كما قصفت من قبل ولا أن يهبط مظليوهم ليفتحوا النيران على أهالى السويس الأبية.. يكفيهم فقط أن يدفعوا بحلفائهم من تنظيم الإخوان وذيوله حتى تنفجر البلاد وتقف غربان البيت الأبيض لتنعق وتهنئ نفسها بتفتيت حجر العثرة أمام تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير بعد دخول قلب الوطن العربى مرحلة الفوضى الخلاقة.
ويعيد المشهد نفسه عندما يقف مندوب مصر الدائم لـ«مجلس الأمن» ليرفض التدخل فى شئون مصر الداخلية ويخرج الحليفان القديمان لمصر (روسيا والصين) ليعلنا دعمهما لأصدقائهما القدامى.
وينكشف الإخوان فيخرج «عارف» ليحاول ستر «الفضيحة» ويناور ويخادع، ويكذب: «أمريكا ضالعة فى 30 يونيو» محاولاً الإجابة عن سؤال لاكته ألسنة البسطاء: لماذا تدعمكم أمريكا؟ وما مصلحتها فى ذلك؟
وتتصدى مصر، كما تصدت من قبل للمشروع الأمريكى - الإسرائيلى، فيلقى مندوبها الدائم فى مجلس الأمن، فى وجه الثلاثى الغربى، قذائف الاستقلال: «نرفض تدخلكم فى شئوننا، أو حتى مجرد إثارة النقاش فيما يعنينا».. انتهى الكلام.