كيف نتوب عن الذنوب في رمضان ؟!

كل عام وأنتم بخير ، شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لكل مسلم لكي يعيد حساباته ويقف مع نفسه ليتأمل عمله ومشوار حياته ويتأكد إذا كان يسير على الطريق الصحيح أم لا ، فكيف نستغل هذه الأيام المباركة في التوبة ؟! الإجابة مع د. سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق .

كيف نستقبل شهر رمضان ؟
إعادة تأهيل النفس والروح وشحنهم بالتقوى والرغبة الحقيقة فى التوبة عن أى معصية مهما كانت بسيطة ، فشهر رمضان فرصة عظيمة لأن نعيد حساباتنا مع أنفسنا ، ورغم ان هذا لابد أن يحدث يومياً لكن البعض يغفل عن ذلك ، والوقفة مع النفس تحتاج إلى 5 خطوات ، أولها المعاهدة وهى أن يعاهد الإنسان نفسه وربه بآلا يقترف إثما ولا يرتكب خطيئة ، وثانيا المراقبة ..أى رقابة النفس ومتابعتها إذا قصرت فى المعاهدة ، وإذا حدث هذا التقصير يأتى دور الخطوة الثالثة وهى المجاهدة والتى يجاهد الواحد فينا نفسه حتى لا يقع فى أية معصية ، ثم تأتى خطوة المكاشفة أو المحاسبة والتى نحاسب فيها أنفسنا لنرى ان كنا وفقنا فى الثلاث خطوات الأولى أم لا وإذا كان هناك توفيق فهو من الله وإذا كان تقصيراً فهو من أنفسنا ، ومن التقصير تأتى الخطوة الخامسة والأخيرة وهى المعاقبة والتى لابد أن نعاقب فيها أنفسنا على التقصير ، والأهم أن يكون العقاب رادعا حتى لانعود للمعصية مرة أخرى .

دائماً نشعر فى شهر رمضان بأننا أكثر قربا من الله .. كيف نجعل هذا الشعور دائماً طوال العام  ؟
الله سبحانه وتعالي دائماً معنا بالمعية ، وهناك نوعان من المعية .. وهما معية عامة التى نؤمن بها جميعا من ان الله معنا ومطلع علينا فى كل خطوة نخطو بها فى حياتنا ، أما المعية الخاصة فهى التى يشعر بها من كان أكثر طاعة وقربا من الله سبحانه وتعالى ومتوكلا عليه ومطيعا لفروضه من أن الله ينصره ويقويه فى كل عمل يقوم به .
وكيف تكون طاعتنا وتوبتنا صحيحة ؟
التوبة تحتاج الى إيمان صحيح والإيمان الصحيح يحتاج بدوره الى شيئين ، الأول هو عقيدة حقيقية وتلك لايطلع عليها سوى الله سبحانه وتعالى ، والثانى سلوك يترجم تلك العقيدة ، فلا سلوك ينفع بدون إيمان صحيح ولايوجد عقيدة حقيقية بلا سلوك  ، لذلك الإيمان الحقيقى " ما وقر فى القلب وصدقه العقل " .

فى رمضان نكثر من الدعاء ... فكيف يستجاب الدعاء ؟
بتحرى الصدق والعمل الحلال والكلمة الطيبة والبعد عن المعصية وقول الحق ، ورغم أن الله سبحانه تعالى قال فى كتابه العزيز " وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب " فإن هناك أوقاتاً مفضلة للدعاء ، ومنها شهر رمضان بأكمله ، وان كانت ليلة القدر تبقى الأفضل عند الله " ليلة القدر خيرا من ألف شهر " وليلة الجمعة ووقت الغيث ووقت السحر وما بين الأذان والإقامة ونحن كل ما علينا ان نتقى الله وندعوه أن يتقبل أعمالنا ودعائنا وآلا نترك هذا الشهر العظيم يضيع منا .

قمة الفائدة فى موضوعك الرائع أختى دعاء تسلم الأيادى