عدد المساهمات : 16 نقاط : 51 تاريخ التسجيل : 15/12/2009
موضوع: العالم ليموس الخميس 17 ديسمبر 2009 - 16:08
كارولوس لينيوس
(كارل لينيوس) أو كما يعرف (كارولوس لينيوس) والذي عرف بعد أن صنفه ملك السويد أدولف فريدريك في 1757 كأحد النبلاء (كارل فون لينيه) ولد في 23 مايو عام 1707 م سويدي الجنسية عالم نبات وكان طبيبا و جيلوجي -عالم أرض- ومرب وعالم حيوان. وهو رائد علم التصنيف العلمي الحديث (taxonomy) ويعتبر أحد أباء علم التبيؤ . ألف كتاب النظام الطبيعي (Systema Naturae) الذي وضع فيه أساس التصنيف العلمي الحديث . ولد (لينيوس) من عائلة فقيرة في مزرعة في أحد الأرياف بجنوب السويد ، أعدة أبوه (نيلز لينيه) ليكون قساً كوالده؛ لكنه لم يرغب بذلك ولم يكن ميالا له . وكان (نيلز) مزارع بارع ، أحب إقتناء الأشجار والأزهار النادرة وزعها حول منزلة فأصبح كأنة مسبحة حية ، وقد كانت ملعب (كارل) و أصدقائه ، فلما شب (كارل) كان يقول :"حبي للنبات لا ينتهي" ، وقد كان (كارل) يهرب من المدرسة ليجمع عينات نباتية من الغابات والمزارع دخل (لينوس) إلى المدرسة الإبتدائية في مدينة فاكسيو عام 1717 أي وعمرة عشر سنوات ، وتعلم اللغة اللاتنية خارج المدرسة رغبة منه بتعلمها لأنها اللغة الأم ، وقبل أن يهتم (لينيوس) بعلم النباتات كان مهتما بالطب وقد أدرك أن علم النبات ميوله فذهب إلى جامعة (لوند) وخلال دراسته بالجامعة حاول أن يستحدث حديقة نباتية لدراسة النباتات بالجامعة ، ففكر بالإنتقال إلى جامعة (أوبسالا) ، وبعد عام غادر (لينيوس) إلى جامعة (أوبسالا) مع تزكيات كثيرة من معلمية ، ولكنة لم يتلقى أي دعم من والديه لأنه كان الإبن الخامس ، فقد كان لا يجد المال لإصلاح ملابسة فكان يرقعها بالورق ، ليقي نفسة البرد. وعندما كان يدرس في جامعة (أوبسالا) تعرف على العالم الشهير (اندرس سلزيوس) مخترع مقياس الحرارة المئوي ، الذي أعجب بـ(لينوس) وطموحة وقدم له بعض الدعم. ولكنه كان طموحا فلم يوقفه الفقر ولم يثبط من همته فأكمل دراسته،حتى في عام 1731 م عين محاضراً مساعداً في النبات ومدرساً خاصاً في بيت الأستاذ (رودبيك) ، الذي كان أباً لأربعة وعشرين طفلا، فكتب يقول "إنني الآن بفضل الله أملك دخلا" فلما قررت جمعية (أوبسالا) العلمية إيفاد بعثة لدراسة نباتات (لابلاند)، أختير (لينيوس) لرآستها. وبدأ هو وبعض الشباب الرحلة في 12 مايو 1732. وقد وصف رحيلهم بأسلوبه الرائع بطبيعته فقال: "كان الجو مشرقاً لطيفاً، والنسيم الغربي العليل يهب مضيفا على الجو برودة منعشة... وكانت براعم أشجار البتولا قد بدأت تتفتح، والأوراق كثيفة على معظم الأشجار، ولم يبق جافا غير الدردار والبلوط. وكانت القنبرة تصدح في العلا. وبعد أن قطعنا ميلا أو نحوه جئنا إلى مدخل غابة، وهناك هدأت تغريد القنابر، ولكن على قمة شجرة الصنوبر راح الشحرور يتدفق بأغنية حب ...". وهذا الوصف ينبئ بطبع (لينيوس)؛ فقد كان يقظاً أبداً بكل جوارحه لمشاهد الطبيعة، وأصواتها، وعبيرها؛ ولم يسلم قط بأي فرق بين علم النبات والشعر. وقد قاد جماعته فوق 1,440 ميلا من (لابلاند)، خلال عشرات المخاطر والمشاق، ثم عاد بهم سالمين إلى (أوبسالا) في 10 سبتمبر. وإذ كان لا يزال رقيق الحال، فقد حاول أن يكسب قوته بالتدريس في الجامعة، ولكن منافسا له حظر محاضراته بدعوى أن (لينيوس) لم يكمل بعد دراسته الطبية أو ينال درجته الجامعية. وكان (كارل) في هذه الأثناء قد خطب (ليزا)، ابنة طبيب محلي. فقدمت له أموالها ،وأضاف إليها بعض المال ،ولما تهيأ له المال على هذا النحو فقد انطلق متوجها إلى هولندا 1735. وفي جامعة (هاردرفيك) (نجح) في امتحاناته ونال درجته الطبية. وبعد عام التقى في لندن (بيوبرهافي) العظيم، وكاد ينسى (ليزا). وأصدر (لينيوس) كتاباً من أمهات كتب النبات بإلهام وعون من ذلك النبيل العالم، وهو (نظام الطبيعة). وقد طبع أثنتى عشرة مرة في حياته، وعلى مقربة من أمستردام تزود بما نقصه من مال بإعادة تنظيم المجموعة النباتية التي يرأسها (جورج كليفورت) وعمل قوائم بها، وكان (كليفورت) هذا مديراً لشركة (الهند الشرقية). فأصدر في 1736 بلا حماس ، "مكتبة النبات". وفي 1737 "أجناس النبات". وفي 1738 قصد باريس ليدرس الجاردان دووا. وهناك، دون أن يقدم نفسه، انضم إلى مجموعة من الطلاب كان (برنار دجوسيو) يحاضرهم باللاتينية في نباتات دخيلة: وقد حير الأستاذ نبات منها، واجترأ (لينيوس) على إبداء رأى فقال أن لهذا النبات مظهراً أمريكياً: ونظر إليه (دجوسيو)، وقال وهو يحزر هويته "أنت (لينيوس)"؛ وأعجب الأستاذ بـ(كارل)، و رحب به (دجوسيو) ترحيباً حاراً. وعرض على (لينيوس) منصب الأستاذية في باريس، ولندن، وجوتنجن، ولكنه رأى أن قد آن الأوان ليعود إلى (ليزا) 1739. ولم تكن مثل هذه الخطبات الطويلة بالأمر الشاذ في تلك الأيام ولعلها عاونت في كثير من الحالات على استقرار الخلق ونضج الشخصية. وتزوجا، واستقر (كارل) في أستوكهولم طبيباً. وظل حيناً يترقب عبثاً مجيء المرضى كما يفعل أي طبيب ناشئ. وذات يوم سمع وهو في حانة شاباً يشكو من أن أحداً لم يستطع علاجة من السيلان. وعالجة لينيوس، ومن ثم أتى له الكثير من الشبان المرضى بالسيلان يلتمسون العلاج . وامتدت خبرة الطبيب إلى أمراض الرئتين وتعرف إليه الكونت (كارل جوستاف تسين)، رئيس مجلس النبلاء في (الركزداج)، وحصل له على وظيفة طبيب للبحرية 1739. في ذلك العام ساعد لينيوس في إنشاء أكاديمية العلوم الملكية، وأصبح أول عميد لها. وفي خريف 1741 اختير أستاذاً للتشريح في (أوبسالا). وسرعان ما أصبح بروفيسور لعلم النبات، والمواد الطبية، والتاريخ الطبيعي (الجيولوجيا والأحياء)، وهكذا وضع الرجل المناسب في المكان المناسب أخيراً. وقد بث في تلاميذه تحمسه للنبات، وكان يعمل معهم في صداقة لا تكلف فيها، وأسعد أوقاته حين يأخذهم في جولة من جولات التاريخ الطبيعي. يقول: "كنا نقوم برحلات كثيرة بحثاً عن النبات، والحشرات، والطيور، ففي الأربعاء والسبت من كل أسبوع نجمع الأعشاب من الفجر إلى العشاء ثم يعود التلاميذ إلى الميدان واضعين الأزهار على قبعاتهم، ويصحبون أستاذهم إلى حديقته، يتقدمهم موسيقيون بسطاء. ذلك منتهى الروعة في علمنا الجميل ". وقد أوفد بعض طلابه إلى شتى بقاع الأرض ليأتوه بالنباتات الغريبة، ووفر لهؤلاء الطلاب -الذين ضحى بعضهم بحياته في بحثهم هذا- أجرة الرحلة على سفن شركة الهند الشرقية الهولندية. ووعدهم بإضافة أسمائهم للنباتات في نظام التسمية الكبير الذي كان بصدد إعداده.
كارولوس لينيوس
جومانة عضو vip
عدد المساهمات : 6816 نقاط : 6982 تاريخ التسجيل : 02/11/2009