الاخوة الاعزاء
ورحمة الله وبركاته
من الذى صنع الكتاب المقدس ؟
ان الكتاب المقدس هو مفهوم مصطنع يختلف من زمان لزمان ومن مكان لمكان والدليل هو :
أ- اعتراف بولس بان رسائله ليست وحى من الله
1- ويقول بولس أيضاً وهو ينفي عن كلامه صفة القداسة: " الذي أتكلم به لست أتكلم به بحسب الرب، بل كأنه في غباوة في جسارة الافتخار هذه " ( كورنثوس (2) 11/16 - 17 ).
وقد وردت هذه الكلمات ضمن سياق مهم يصرح بأن هذا الكلام رسالة شخصية لا علاقة لله به، إذ يقول: " أقول أيضاً: لا يظن أحد أني غبي، وإلا فاقبلوني ولو كغبي، لأفتخر أنا أيضاً قليلاً. الذي أتكلم به لست أتكلم به بحسب الرب، بل كأنه في غباوة في جسارة الافتخار هذه. بما أن كثيرين يفتخرون حسب الجسد، أفتخر أنا أيضاً. فإنكم بسرور تحتملون الأغبياء، إذ أنتم عقلاء. لأنكم تحتملون إن كان أحد يستعبدكم. إن كان أحد يأكلكم. إن كان أحد يأخذكم. إن كان أحد يرتفع. إن كان أحد يضربكم على وجوهكم، على سبيل الهوان أقول: كيف أننا كنا ضعفاء. ولكن الذي يجترئ فيه أحد أقول في غباوة، أنا أيضاً اجترئ فيه. أهم عبرانيون؟ فأنا أيضاً، أهم إسرائيليون؟ فأنا أيضاً. أهم نسل إبراهيم؟ فأنا أيضاً، أهم خدام المسيح؟ أقول كمختل العقل: فأنا أفضل، في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر" ( كورنثوس (2) 11/15 - 24 )،
فهل أوحي إليه أن يصف نفسه حال بلاغه للوحي أنه مختل العقل وأنه غبي....
2- ويقول متحدثاً إلى مستمعيه متلطفاً لهم: " ليتكم تحتملون غباوتي قليلاً" ( كورنثوس (2) 11/1 )، فهل أوحى الله له أن يصف نفسه بالغباء، وهل يعتذر الله ويخشى أن يكون ملهَمه قد أثقل على أولئك الذين يقرؤون رسالته.
3- ويقول معتذراً، والمفروض أن القائل وحي الله الذي يسجله بولس: "لقد اجترأت كثيراً فيما قلت أيها الإخوة" ( رومية 15/15 ).
ب- - ومما يردّ دعوى الإلهام ذهول بعض الإنجيليين عن ذكر أحداث هامة رغم اجتماعهم على ذكر أحداث لا قيمة لها.
1- ومن ذلك أن الإنجيليين أجمعوا على ذكر حادثة ركوب المسيح على الجحش وهو يدخل أورشليم، لكن صعود المسيح للسماء لم يذكره التلميذان متى ويوحنا اللذان حضرا المسيح وهو يصعد للسماء، بينما ذكر ذلك لوقا ومرقس الغائبان يومذاك.
بالأحرى إن أحداً من الإنجيلين لم يلهم كتابة خبر الصعود، لأن خبر الصعود قد أضيف فيما بعد، كما اعترفت بذلك لجنة تنقيح الكتاب المقدس التي أصدرت النسخة (R. S. V).
2- ومما ذهل عنه الإنجيليون فلم يسجله على أهميته إلا واحد منهم معجزة تحويل الماء إلى خمر، فقد انفرد يوحنا بذكرها (انظر يوحنا 2/1 - 11).
3- ومثله انفرد بذكر معجزة إحياء لعاذر أمام الجموع الكثيرة التي آمنت به بعد ذلك. ( انظر يوحنا 11/1 - 46 ).
4- وكذا انفرد يوحنا بذكر قدرة التلاميذ على مغفرة الذنوب. ( انظر يوحنا 20 / 23 )، لكنه لم يذكر شيئاً عن العشاء الأخير على أهميته وشهوده له إبان حياة المسيح.
5- وينفرد متى العشار دون بقية الإنجيليين بذكر نص التثليث الوحيد في الأناجيل. ( انظر متى 28/19 ).
كما انفرد بذكر زيارة المجوس للمسيح وسجودهم له. ( انظر متى 2/1 - 12 ).
وهو الوحيد الذي كتب عن سفر المسيح وأمه لمصر. ( انظر متى 2/14 )، وكل هذا مما ينقض دعوى الإلهام، إذ لا يليق بالملهِم أن يغفل عن إلهام التلاميذ هذه الأمور الهامة.
ج- إنكار المحققين لإلهامية كتبة العهد الجديد
1- وهذه المواضع التي ذكرناها وغيرها دفعت بعض فرق النصارى وبعض مقدميهم وغيرهم من المحققين لإنكار إلهامية الأناجيل والرسائل.
2- ويقول مؤلفو الترجمة المسكونية: " جمع المبشرون، وحرروا، كل حسب وجهة نظره الخاصة ما أعطاهم إياه التراث الشفهي " فليس ثمة إلهام إذن.
3- ويقول لوثر مؤسس مذهب البرتستانت عن رسالة يعقوب: "إنها كلّاء.. هذه الرسالة وإن كانت ليعقوب.. إن الحواري ليس له أن يعين حكماً شرعياً من جانب نفسه، لأن هذا المنصب كان لعيسى عليه السلام فقط "، فقول لوثر هذا، يفهم منه عدم اعتباره ليعقوب الحواري ملهماً.
4- ويقول ريس في دائرة معارفه: " والكتب التي كتبها تلاميذ الحواريين - مثل إنجيل مرقس ولوقا وكتاب الأعمال - توقف ميكايلس في كونها إلهامية ".
5- ويقول" حبيب سعيد" في كتابه "سيرة رسول الجهاد" منبهاً إلى حقيقة هامة وصحيحة عن بولس: " لم يدر بخلده عند كتابتها - أو على الأصح عند إملائها - أنه يسطر ألفاظاً ستبقى ذخراً ثميناً تعتز به الأجيال القادمة"، ويا للعجب، بولس لا يعلم بقدسية كلماته، بينما النصارى عنه يناضلون، وينسبون إليه ما لم ينسبه هو إلى نفسه.
جامع العقائد شاملة