مسرحية رائعة
اسمها
داء النسيان الأشخاصالدكتور براك
المريض
الممرضة (سيدوني)
المشهد في عيادة الدكتور براك العالم النفساني المعروف ....... يدخل حجرة الفحص رجل في العقد الرابع من العمر.....
[line]
الطبيب : اهلا بك, ايها السيد
المريض : عمت صباحا , يا سيدي . هل لي ان اعرف السبب الذي من اجله تشرفني بزيارتك
الطبيب
(بدهشة) :ماذا تقول ؟ ينبغيلي انا ان اطرح عليك هذا السؤال .......
المريض : وكيف ذلك ؟
الطبيب :انت الذي تزورني ...انك في عيادتي الطبية
المريض : آه ... آه ... انا عندك إذا . اسمح لي ان اهنئك بهذه العيادة انه مكان جميل و منظم.
المريض : هذا لطف منك . والآن مالذي حملك على استشارتي ؟
الطبيب : ماذا ؟ ماذا ؟ انت آت لإستشارتي و بالتالي للتحدث عن صحتك .
المريض : عن صحتي ؟ هذا ممكن .... الأنك طبيب؟
الطبيب : بالطبع , بالطبع!
المريض : آه , آه ! اذا ينبغي ان يكون هناك في البيت , فدعيت لمعالجته , ف
لمجيئك ايها الدكتور . هلا جلست؟!
الطبيب : ها انك عدت الى قلب الأدوار , ايها السيد العزيز . انت الذي جئت الي .... انت عندي الآن
المريض : اصحيح ما تقول ؟ إذا , انا عندك . حسنا . حسنا !منزلك جميل , تهاني القلبي. والآن , في اية قضية جئت
تستشيرني ؟
الطبيب :اسمع , ياهذا .. اعتقد اننا لن نتوصل الى اية نتيجة إذا بفينا على هذه الحال
المريض :غريب امرك تأتي إلي بكل طيب خاطر , ولكنك ترفض ان تطلعني على سبب زيارتك .... غريب والله امرك
الطبيب : اسمع ... ماهذا الظرف الذي تحمله ؟
المريض : أأنا احمل ظرفاُ ؟ آه اجل صحيح !
الطبيب : أتسمح لي به ؟
المريض : ارجوك ...
الطبيب : انها رسالة لي , ولابد أن تلقي ضوءاُ على ما نحن فيه .
المريض : أمتأكد انت انها رسالة لك ؟ وهل هذا اسمك ؟
الطبيب : اجل اسمي وعنواني , كما ترى . أتسمح لي بأن أفضها ظ وأطلع على مضمونها ؟
(يفضها ويقرأ فيها) : " سيدي الطبيب , اني موفدة اليك زوجي , وهو مصاب بداء النسيان منذ مدة غير
قصيرة . وهو ينسى كل شيء بين دقيقة وأخرى. فأنا لا ادعه يخرج بمفرده من البيت خوفا من ان ينسى
طريق العودة . ولما كانت مشاغلي تحول بيني وبين مرافقته الى عيادتك فقد احتطت للأمر و اوفدته في
سيارة تكسي اعطيت سائقها عنوانك . وستنتظره هذه السيارة خارج العيادة لتقله الى البيت .فالرجاء ان
تفحصه فحصا دقيقا لأن حالته تقللقني جدا ! " ... الآن فهمت كل شيء ! .؟... لقد اوفدتك إلي السيدة بولار لكي
افحصك
المريض : السيدة بولار ؟ انا لا اعرف سيدة تحمل هذا الأسم .
الطبيب :ماذا تقول ؟ انها زوجتك .
المريض : زوجتي ؟ ومن قال انها زوجتي ؟ ما اسمها ؟
الطبيب : السيدة بولار . الست انت السيد بولار
المريض : أمهلني ... سأقول لك الحقيقة . لا شك انني احمل في جيبي بطاقات زيارة .
( يدس يديه في جيوبه ) هاهي ذي
بطاقة تحمل اسم سيلستان بولار ... صحيح . ولكن السيدة التي تحدثت عنها ما اسمها ؟
الطبيب : السيدة بولار بالطبع .
المريض : السيدة بولار حقا انها مصادفة غريبة ! لا يستبعد ان تكون احدى نسيباتي .
( يقهقه لهذه الفكرة )الطبيب : من الطبيعي أن تحمل هذا الاسم الذي تحمله انت , مادمت أقول لك إنها زوجتك .
المريض : صحيح . ولكن لماذا تحدتني عن زوجتي ؟ استمحيك عذراً . فأنا مشتت الأفكار . لقد جاءت هي بنفسها لرؤيتك .
سأناديها . ولكن ما اسمها ؟ انطوانيت ..... جولييت . كلا اسمها قصير مثل روز . اسمها يبدأ بحرف (( ب )) .
اجل لقد فطنت .اسمها كليمنتين ! كلا, ليس كليمنتين . اواه .
الطبيب : لا تتعب نفسك . انك خرجت عن الموضوع . انا الدكتور براك الطبيب النفساني . اما انت فلست في بيتك ولكنك في
عيادتي . وقد اوفدتك السيدة بولار كي افحصك.
المريض : آه انها قضية معقدة غريبة ! فما علتي .
الطبيب : انت مصاب بداء النسيان , أي انك ضعيف الذاكرة ..... تنسى كل شيء بين دقيقة و دقيقة
المريض : أنا مصاب بداء النسيان ؟ اجل صحيح لم اكن لأتوهم ذلك . حقاً انه امر مزعج . ينبغي لي ان استشير طبيباً
في يوم من الأيام .
الطبيب :ها انت لدى الطبيب . اني اكرر عيك انك عند الدكتور براك , وأنك جئت تستشيره في قضية ضعف الذاكرة .
المريض : صحيح ! ولكن ... انها مصادفة سعيدة , ما علينا سوى انتظاره بفارغ الصبر .
الطبيب : انتظار من بفارغ الصبر ؟
المريض : الدكتور براك . هل جئت أنت قبلي ام بعدي ؟
الطبيب : انا هو الدكتور براك . وقد مضى على وجودك هنا, في عيادتي , عشر دقائق احاول عبثا أن استجوبك
عن حالتك اسمع , سأكتب لك (( روشتة )) وكل ما هنالك أن تعني بتحسين صحتك العامة قبل أي شيئ آخر .
(يكتب) هناك (( ريجيم )) يجب ان تتبعه , وعلاج سأصفه لك ينشط الذاكرة . وهكذا تتحسن حالتك , ويصبح في
وسعنا درس قضيتك درسا مفيدا . أما الآن فمن العبث المحاولة ... خذ ...
المريض :
, يا دكتور . ماذا تريد مني ؟
الطبيب : الفا فرنك !
المريض : اليك المبلغ ... لست اريد إيصالا بذلك . أي شديد الثقة بك .
الطبيب : ليس هذا إيصالا أنما هو (( الروشتة))
المريض : الروشتة ؟ إذا , انت طبيب لماذا لم تقل لي ذلك ؟
الطبيب : شيء مزعج للغاية ! مزعج جدا !أنا لم أرَ قط مثل هذه القضية حذار ان تفقدها .
المريض : افقد ماذا ؟
الطبيب : الروشتة . هذه الورقة التي بين يديك هي الروشتة
المريض : الروشتة ! عدم المؤاخذة ... كنت على وشك أن أحملها معي خطأ . خذها .
الطبيب : كلا , يا سيدي ز لا تردها لي . احملها , واذهب الى إحدى الصيدليات , واشتر الدواء الموصوف فيها . اتعرف
صيدلياً ؟
المريض : لا ... لا اعرف احداً .
الطبيب : حسناً , انتظر . سأضع الروشتة داخل الظرف , وسأكتب على الظرف عنوان اقرب صيدلية وليس عليك الا ان
تقصدها بعد خروجك من هنا .
( يكتب )المريض :
ً الف مرة . لن ابقيك اطول من ذلك . اسمح لي بأن أشيعك الى الباب .
الطبيب : كلا كلا سأشيعك أنا . من هنا, يا سيدي .
المريض : آه انت ... حسنا الى اللقاء , يا سيدي العزيز .
الطبيب : الى اللقاء , ولا تضع الظرف احمله حالا الى الصيدلية .
المريض : اطمئن ... لا يمكن ابدا , سأتبعك , تفضل .
الطبيب : ارجوك .
المريض : إني اكرر شكري لك على مجيئك لرؤيتي .
الطبيب : حسنا ... حسنا , مع السلامة ,
( يقفل الباب ) . اوف . مسكين هذا الرجل , لا يرجى منه اية فائدة . ولكن لعل هذا
العلاج يفيده بعض الشيء ( يقرع الباب ) ادخل ... اهذه انت , يا سيدوني ؟ ليدخل المريض التالي !
سيدوني : أن الرجل الذي خرج قبل قليل قال لي إنه سيعود على الأثر .
الطبيب : ماذا تقولين؟
سيدوني : هذه هي الحقيقة , يا سيدي . لقد ذهب دون ان يأخذ قبعته .. فذكرته بها , وكان يحمل ظرفا .
الطبيب : اجل ...انها الروشتة .. ماذا حدث ؟
سيدوني : قال لي : اطمئني فأنا ذاهب لأضع هذا الظرف في صندوق البريد وسأعود! ..
الطبيب : ماذا يضع الروشتة في البريد ؟! . يا الله لا فائدة ! لا فائدة ! ادخلي المريض التالي , يا سيدوني , المريض التالي..
يا الله !