وباء انفلونزا الخنازير .... ما هو ....وأين هو ؟؟ عجت وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة بالتحدث عن الغزو الجديد الذي يهدد العالم الذي عرف باسم انفلونزا الخنازير وعن التحديات التي يفرضها هذا الوباء الخطير الذي وصل من أمريكا الشمالية إلى أوروبا ومن ثم الشرق الأوسط فيما لم يتمكن الخبراء حتى الآن من تحديد المد الذي يمكن أن يصل إليه المرض .
وقالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن " المرض سيتفشى من مدينة لأخرى في فترة زمنية تستغرق ما بين 18 شهراً إلى 24 شهراً، وسيصاب بعدوى الفيروس ثلث البشرية". وتعتقد المنظمة الدولية أن قرابة 1.5 مليار شخص حول العالم، سينشدون الرعاية الطبية، ونحو 30 مليون قد تستدعي إصابتهم دخول المستشفيات.
وسجل المرض انتشاره في كل من المكسيك تأكدت وفاة 26 حالة في المكسيك ويعتقد أن 149 شخصا توفوا جراء الاصابة وفي الولايات المتحدة تأكد من وجود 40 إصابة بانفلونزا الخنازير في خمس ولايات ووصل إلى أوربا حيث سجلت إصابات في كل من اسكتلندا في بريطانيا وبلجيكا وأسبانيا وكذلك في كوريا الجنوبية وإسرائيل ونيوزلندا .
وأكدت الحكومة السورية عدم وجود إصابات في سورية, لافتة إلى أنها اتخذت مجموعة من الإجراءات الوقائية للحد من مخاطر انتقال عدوى مرض انفلونزا الخنازير إلى سورية منها قرارا بمنع استيراد أي مواد حاوية على لحوم الخنزير أو إحدى مكوناته إضافة إلى منع القادمين إلى القطر من اصطحاب أي نوع من أنواع اللحوم أو محضرات غنمية ذات منشأ حيواني, في أعقاب تفشي مرض أنفلونزا الخنزير في دول من العالم.
وبدأت دول العالم بأخذ خطوات احتياطية لمواجهة وصول المرض إلى أراضيها من خلال إجراء مراقبة صحية للمسافرين في المطارات القادمين من المكسيك والولايات المتحدة واليابان حيث يتم فحص المسافرين بمعدات طبية خاصة للتأكد من خلوهم من أعراض الفيروس. وسارعت بعض الدول في إصدار تحذيرات لمواطنيها بشأن السفر إلى المكسيك، وإضافة إلى إجراءات المراقبة الصحية في المطارات والموانئ بدأت حكومات العالم في توفير مضادات الفيروسات بكميات كبيرة. وقررت حكومات مثل الصين وروسيا وضع أي شخص لديه أعراض الفيروس القاتل قيد الحجر الصحي، كما زادت معظم الحكومات إجراءات فحص واردات الخنازير من الأمريكتين أو فرضت عليها حظرا مؤقتاً.
وكان المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية قال إن المنظمة لا توصي بفرض قيود على السفر أو عمليات إغلاق حدود لمكافحة انفلونزا الخنازير, لافتاً إلى أن الأشخاص المصابين ربما لا تظهر عليهم أعراض الاصابة في المطار أو عند وصولهم إلى معبر حدود لذا فإن قيود سفر مثل تلك التي فرضت خلال تفشي وباء الالتهاب التنفسي الحاد (سارز) غير فعالة.
ماهو مرض أنفلونزا الخنازير ?? مرض انفلونزا الخنازير هو مرض يصيب الجهاز التنفسي ويؤثر على الخنازير، وناجم عن النوع الأول من فيروس الانفلونزا، كما أن الانفلونزا تصيب الخنازير على مدار العام والنوع الشائع منه هو الذي يطلق عليه اسم "إتش 1 إن 1" H1N1، والفيروس الجديد متطور عن هذا النوع، وهو الذي ينتقل للبشر. وينتشر الفيروس المسبّب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة والخنازير الحاملة للمرض العديمة الأعراض. وينتقل عادة الفيروس بين الخنازير ونادراً ما ينتقل إلى البشر، إلا أن هناك حالات انتقال للفيروس من الخنازير إلى البشر، ومن ثم بين البشر أنفسهم. ولا يعرف الباحثون حتى الآن سبب انتشاره على هذا النحو فغالباً ما كان الناس الذين يصابون به جراء انتقال العدوى من الخنازير إليهم. على سبيل المثال، المزارعون الذين يصابون بالمرض جراء انتقاله من الخنازير إنما يأتي نتيجة الاحتكاك المباشر معها. وتتلخص أعراض الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير بأعراض الإصابة بالانفلونزا العادية، أي ارتفاع درجات الحرارة عند المصابين بالفيروس والإصابة بالنعاس والكسل وانعدام الشهية والكحة وسيلان الأنف واحتقان الحلق الغثيان والقيء والإسهال. وينتشر الفيروس بنفس الطريقة التي ينتشر فيروس الانفلونزا الموسمية، فعندما يكح شخص أو يعطس قرب آخرين، فإن الفيروس ينتقل إليهم, كذلك يمكن انتقال الفيروس عن طريق لمس أشياء تحتوي على الفيروس ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وقد ينقل الشخص المصاب بالفيروس المرض إلى الآخرين حتى قبل ظهور الأعراض. ويشعر العلماء بالقلق دائماً عند ظهور فيروس جديد يكون بمقدوره الانتقال من الحيوان إلى الإنسان، ومن ثم من الإنسان إلى آخر ففي هذه الحالة، قد تتطور طفرة لدى الفيروس، ما يجعل من الصعوبة بمكان معالجته. ويعمل فيروس انفلونزا الخنازير على إضعاف الأوضاع الصحية للناس، ولذلك فإن الناس الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة قد يصبحوا عرضة للوفاة والموت أكثر من غيرهم. ولا يوجد أيّ لقاح يحتوي على فيروس انفلونزا الخنازير الراهن الذي يصيب البشر. ولذلك للوقاية من الفيروسات والجراثيم، يمكن اتباع بعض الخطوات اليومية الاعتيادية مثل غسل اليدين مراراً وتكراراً، وتجنب الاتصال مع المرضى أو الاقتراب منهم، وتجنب لمس أشياء ملوثة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه لا يعرف ما إذا كانت اللقاحات المتوافرة حالياً لمكافحة الانفلونزا الموسمية قادرة على توفير حماية ضد هذا المرض، ذلك أنّ فيروسات الانفلونزا تتغيّر بسرعة فائقة. ولم يشهد العالم انتشار وباء منذ أكثر من أربعة عقود، بعد تفشي أنفلونزا "هونغ كونغ" التي فتكت بقرابة مليون شخص حول العالم عام 1968، إلا أن "أنفلونزا الخنازير" يفرض تساؤلات حيال إمكانية انتشار المرض كوباء. ويذكر أن الانفلونزا العادية تودي بحياة ما بين 250 ألفاً إلى 500 ألف شخص سنوياً، إلا أن ما يثير قلق المسؤولين هو ظهور سلالة جديدة من الفيروس يمكن أن ينتشر بسرعة بين الناس، فيما لا تتوفر مناعة طبيعية لديهم، كما لا يتوافر علاج له، حيث يستغرق تطوير العلاج شهوراً عديدة