تعريف الاسـتـعـــارة عليك أن تتذكر ، قبل الحديث عن الاستعارة ، أن أركان التشبيه الكامل أربعة هى ( المشبه ، المشبه به ، وجه الشبه ، أداة التشبيه ) وقد تعرضنا فى أنواع التشبيه إلى حذف أداة التشبيه أحيانا ، وأحيانا أخرى إلى حذف وجه الشبه ، وأحيانا إلى حذفهما معا ، فيتغير نوع التشبيه بحسب حذف أو ذكر أى عنصر من هذين العنصرين . وفى الدرسين التاليين سنتعرض لحذف المشبه أو المشبه به . وهذا ما نسميه بالاستعارة . فالاستعارة هى تشبيه حذف منه : المشبه ( تصريحية ) . أو حذف منه : المشبه به ( مكنية ) . والآن مع هاتين الاستعارتين : أولا : الاستعارة التصريحية إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بــد للـيـل أن يـنـجـلــى ولا بد للقيد أن ينكســــر لاحظ أن الشاعر فى البيت الثانى ( الشطر الأول ) تحدث عن انجلاء الليل (انتهائه) ، و طبعا هو لا يقصد الليل الذى نعرفه ، وإنما يقصد الظلم ، كما تحدث ( فى الشطر الثانى ) عن انكسار القيد ، وطبعا لا توجد فى أيدى الشعوب قيود ، وإنما يقصد بالقيود هنا الاستعمار ، وبالتالى يكون الشاعر فى الصورة الأولى قد شبه ( الظلم ) " المشبه " بـ ( الليل ) " المشبه به " ، ولكنه لم يذكر المشبه ( الظلم ) ، وإنما صرح بالمشبه به ( الليل ) ؛ ولهذه سميت هذه الصورة بالاستعارة التصريحية . كما أنه فى الصورة الثانية : شبه ( الاستعمار ) " المشبه " بـ ( القيد ) " المشبه به " . ولكنه لم يذكر المشبه ( الاستعمار ) ، وإنما صرح بالمشبه به ( القيد ) ؛ ولهذا سميت هذه الصورة بالاستعارة التصريحية .
تطبيق عملى على الاستعارات التصريحية إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بـد لـلـيـل أن يـنـجـلــى ولا بـد لـلـقـيـد أن ينكسر شبه الظلم بالليل ، وحذف المشبه ( الظلم ) ، وصرح بالمشبه به ( الليل ) ؛ على سبيل الاستعارة التصريحية . كما تشرح الصورة الثانية كما يلى : شبه الاستعمار بالقيد ، وحذف المشبه (الاستعمار) ، وصرح بالمشبه به (القيد) ؛ على سبيل الاستعارة التصريحية . ================= تدريبات على الاستعارة التصريحية وضح الاستعارات التصريحية مما يلى ، مبينا قيمتها الفنية : قرأنـا عليك كتـــاب الـحـيـــــــــا ة وفـض الهوى سرها المغلقا إذا نـشــر الــغـــرب أثـــــوابـــه وأطلق فى النفس ما أطلـقــــا يـرى صـورة الـجـرح طـى الفؤا د مــــازال ملـتـهـبـــا محـرقـا شـكـا أسـره فـى حـبال الهـــوى وود عــلـى الله أن يُـعـــتَـــقــا فـلـمـا قـضى الحـظ فـــك الأسيــ ر حــنّ إلـى أســــره مطــلـقـا 2. رأى طفلين يسيران خائفين فى الظلام فقال : يا رب مَن سواك لهاتين النملتين ؟ 3. رأى طفلا يسند رأسه على صدر أخته فقال : رأيت الحب يمشى متساندا إلى صدر الرحمة . 4. تنشب الطفلة مخالبها فى الأرض خشية السقوط . 5. يقول شوقى عن مصر فى أيدى الاحتلال الإنجليزى أ حـرام على بلابـله الـدوحُ حـلال لـلطيـر من كـل جـنس 6. فلم أر قبلى من مشى البحرُ نحوه ولا رجلا قامت تعانقه الأسْـد 7. يخرج الله الناس بالهدى من الظلمات إلى النور .
الاستعارة الـمـكـنـيـة سكت فغر أعدائى السكوت وظـنـونـى لأهـلـى قد نسيت بسيف حده يزجـــى المنايا ورمح صدره الحتف المميت لاحظ ما يلى : أن الشاعر أعلن أن سكوته خدع الأعداء ، وأن حد سيفه يسوق الموت لهؤلاء الأعداء ، من ملاحظتك لهذه التعبيرات تكتشف أن : الشاعر جعل السكوت قادرا على الخداع ، والحقيقة أن السكوت وهو أمر معنوى ، لا يستطيع أن يفعل ذلك ، وإنما القادر على فعل ذلك هو الإنسان ، فالشاعر ، إذن ، ( شبه السكوت بإنسان ، ولكنه لم يذكر هذا المشبه به ، بل حذفه ، واستعار منه إحدى صفاته ( الخداع ) وكنى عنه " دل عليه " بها ؛ ومن هنا تلاحظ سبب تسمية هذه الصورة بالاستعارة المكنية ؛ فالشاعر : استعار من المشبه به ( المحذوف ) إحدى صفاته ، وكنى عنه بها . وفى الصورة الثانية ( بسيف حده يزجى المنايا ) نلاحظ الفكرة نفسها ؛ فالشاعر : جعل حد السيف قادرا على أن يسوق الموت أمامه ، وليس لحد السيف ، فى الحقيقة ، قدمان يمشى عليهما ، ولا يستطيع أن يمسك العصا ليسوق الموت أمامه ، وإنما : صور حد السيف إنسانا يسوق الموت أمامه ، كما يسوق الراعى غنمه ، وبالتالى فقد استعار من الإنسان ( المشبه به المحذوف ) إحدى صفاته ، وهى سوق الغنم ، وكنى عنه بها ، كما أنه ، فى الوقت نفسه ، جعل الموت غنما تساق أمام حد السيف ، فهو ، إذن ، استعار من الغنم ( المشبه به المحذوف ) ، إحدى صفاتها ، وهى أنها تساق ، وكنى عنها بهذه الصفة .
والآن كيف نكتشف صورة الاستعارة المكنية ؟ إن الأديب يشبه شيئا ما بشئ آخر ، لكنه يحذف المشبه به ، ويكنى عنه (يدل عليه) بإحدى صفاته . تطبيق عملى على الاستعارات المكنية غر أعدائى السكوت : شبه الشاعر السكوت بإنسان ، وحذف المشبه به ( الإنسان ) وكنى عنه بإحدى صفاته ( الخداع ) على سبيل الاستعارة المكنية . بسيف حده يزجى المنايا : شبه الشاعر ( حد السيف ) بـ ( إنسان ) ، وحذف المشبه به ( الإنسان ) وكنى عنه بإحدى صفاته ( يسوق ) على سبيل الاستعارة المكنية . شبه الشاعر ( المنايا ) بـ ( غنم ) وحذف المشبه به ( الغنم ) وكنى عنها بإحدى صفاتها ( تساق ) على سبيل الاستعارة المكنية . تدريبات حدد الاستعارة المكنية فيما يلى موضحا إياها ، ومبينا قيمتها الفنية : أ ) طحنهم الدهر بكلكله , ومزقهم بتطاوله . ب) رفرف القلب بجنبـى كالـذبيـــح وأنا أهتف يا قلب اتئـــد فيجيب الدمع والماضى الجريح لم عدنا ؟ ليت أنّا لم نعد جـ ) ذوت الصبابة وانطوت وفـرغـت مـن آلامـها عـــادت إلـىّ الـذكـريــا ت بحشدها وزحامها د ) رجعت إليك اليوم من بعد غربتى وفى النفس آلام تفيض ثوائر أتـيـت لألـقى فـى ظـلالـك راحة فـيهدأ قلبى وهو لهفان حائر هـ ) رمـانـى الــرق بدنيـــا زوال مـغـلـولة الـجــنــب وقال حوِّم فى سفوح الجبال واهبط على العشب و ) إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهـم عصائب طير تهتــدى بعصـائب ز ) كلينى لِهَمٌ ـ يا أميمــة ـ ناصـــب وليل أقاسيه بـطئ الكواكـــــــــب وصـدر أراح الـليل عازب همه تضاعف فيه الحزن من كل جانب ح ) وفى الحرب العوان وُلدتُ طفلا ومــن لبن المعامع قد سُقيــتُ
منير 7 عضو جديد
عدد المساهمات : 1 نقاط : 1 تاريخ التسجيل : 01/11/2015 العمر : 42