موضوع: من معلقة عمرو بن كلثوم شرح رائع اولى ثانوى الأحد 20 يناير 2013 - 3:13
من معلقة عمرو بن كلثوم السيرة الذاتية لعمرو بن كلثوم : هو عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير التغلبي ، ينتهي نسبه بمعد بن عدنان ، كان شاعراً فارساً عظيماً عاش في الجاهلية وتزعم قبيلة تغلب وهو في الخامسة عشرة من عمره ، وقد اشتهر بقتله الملك عمرو بن هند ، وقد نبغ عمرو بن كلثوم صغيراً ودانت (خضعت) له رقاب صناديد القبيلة اعترافاً بنبوغه المبكر ، أما السبب في قتله عمرو بن هند فقد روى الراوون أن هذا الملك سأل جلاسه قائلا : هل تعلمون أحداً من العرب تأنف (تستكبر) أمه من خدمة أمي قالوا : لا نعلم إلا ليلى بنت المهلهل بن ربيعة أم عمرو بن كلثوم سيد قبيلة تغلب ، فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره (يطلبه للزيارة) ، ويسأله أن يصحب معه أمه فأقبل عمرو بن كلثوم من الجزيرة في جماعة من قومه وأمه معه ، ودخل على مجلس الملك ، أما أمه ليلى بنت مهلهل بن ربيعة فقد دخلت على أم الملك هند في قبتها ، ولما حان وقت الطعام قالت هند لليلى : ناوليني ذلك الطبق . فقالت : لتقم صاحبة الحاجة إليه ، فأعادت عليها وألحت فصاحت ليلى قائلة : وا ذلاه يا لتغلب ، فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم فاختطف سيفا لعمرو بن هند كان معلقاً وضرب به رأسه حتى مات ، ونادى قومه فنهبوا جميع ما كان أمامهم ، وساقوا إبل الملك وعادوا إلى الجزيرة .. وقد قاسى التغلبيون الكثير من العناء بعد هذه الحادثة وطاردهم المناذرة وضيقوا عليهم ، فتوجهوا نحو الغساسنة في الشام ، وما لبثوا أن اختلفوا معهم واندلعت الحرب بين الفريقين . وبقي عمرو بن كلثوم يصول ويجول بين القبائل العربية يثير الحماسة والجرأة في نفوس أبناء قبيلته حتى اصطدم بقبيلة بني حنيفة في اليمامة ، وعلى رأسها فارسها الصلب المقدام يزيد بن عمرو بن شمر فتنازلا (تقاتلا) وكانت الغلبة ليزيد بن عمرو فقد سدد نحوه طعنة أصابته ، وانقض عليه وأسره وسار به حتى بلغ قصراً من قصور القبيلة فأنزله فيه ونحر له وكساه ، فقد كانت قبائل نجد كلها تعرف مكانة هذا الشاعر الفارس المقدام . وقد حظيت معلقة عمرو بن كلثوم بالاهتمام منذ ذلك التاريخ ، وقد عمّر ومات عام 570 ميلادية ، وعمره مائة وخمسون عاماً .
ô اللغـويات : ô أبَا هِنْدٍ : نداء للملك عمرو بن هند - لا تَعْجَلْ : لا تتسرع - أَنْظِرْنَا : أمهلنا × أَسْرِعْ - اليَقِين : الحقيقة .
ô الشرح :
يخاطب الشاعر الملك عمرو بن هند محذراً إياه من الانحياز للأعداء في حكمه فيقول للملك: مهلاً أيها الملك لا تتسرع في الإساءة إلى قومنا حتى نبين لك الحقائق التي ستعرف منها أننا ملوك الحرب و أبطالها الشجعان .
ô التذوق :
ô (أبَا هِنْدٍ) :أسلوب إنشائي نداء ، غرضه : التعظيم (وقت أن كان يحترم الملك عندما كان يحكِّم بين قبيلتي بكر وتغلب).
ô (فَلا تَعْجَلْ) : أسلوب إنشائي نهي ، غرضه : الالتماس و الرجاء .
ô (وأَنْظِرْنَا) : أسلوب إنشائي أمر ، غرضه أيضاً : الالتماس و الرجاء .
ô (تَعْجَلْ - أَنْظِرْنَا) : محسِّن بديعي طباق ، يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
ô الرَّايَاتِ : الأعلام م الراية - نُورِدُ الرَّايَاتِ : ندخلها ميدان المعارك - نُصْدِر : نرجع - نُصْدِرُهُنَّ حُمْراً : نُرْجع الرايات ملطخة بدماء الأعداء .
ô الشرح :
ثم يفتخر ببطولات قبيلته قائلاً : أننا ندخل المعارك رافعين راياتنا بيضاء ، ونعود بها حمراء وقد ارتوت وتلونت بدماء أعدائنا الذين افترسناهم .
س1 : لماذا فضل الشاعر التعبير عن نفسه بصيغة الجمع (إنا - نورد ..) وهو يحدث الملك ؟ جـ : وذلك لأنه يتحدث باسم قبيلته ، فهو لسان حال القبيلة وعقلها المفكر وقائدها الهُمام (الشجاع) . ô التذوق : ô البيت الثاني تفسير وتوضيح لكلمة (اليقين) في البيت الأول .
ô (نُورِدُ الرَّايَاتِ بِيضاً) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر الرايات بالإبل العطشي التي تذهب للماء لتشرب وتعود منه وقد ارتوت ، وحذف المشبه به (الإبل) ودل عليه بشيء من لوازمه (نورد) . [ صورة مستمدة من البيئة] .
ô(ونُصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رَوِينا) : استعارة مكنية ، فيها امتداد للصورة السابقة وهي توحي بكثرة القتلى من الأعداء [ صورة مستمدة من البيئة] .
ôبين شطري البيت مقابلة تبرز الفرق بين أعلامهم قبل المعركة (بيضاء) وبعدها (حمراء) و السبب كثرة قتلى الأعداء .
فحروبنا خيرشاهد على شجاعتنا ، وكرامتنا نحافظ عليها من كل ملك ظالم يحاول أن يسلبها منا ؛ لإخضاعنا و إذلالنا .
ô التذوق :
ô (أَيَّامٍ) : مجاز مرسل علاقته : الظرفية الزمانية ، فلقد عبر بالزمان (الأيام) وأراد المعارك ، وسر جماله : الإيجاز والدقة التي تثير الذهن .
س1 : ما قيمة تنكير (أيام) ، وجمعها ، ووصفها بـ (طوال) ؟ جـ : تنكير (أَيَّامٍ) للتعظيم ، وجمعها لبيان تعددها و كثرتها ، ووصفها بالطوال للدلالة على كثرة ما فيها من نضال وكفاح .
ô (وأَيَّامٍ غُرٍّ) : استعارة مكنية ، حيث صور الأيام بخيل في وجهها بياض ، وهي صورة توحي بعظمة قبيلته المنتصرة دائماً [ صورة مستمدة من البيئة] .
ô (عَصَيْنا المَلْكَ فِيها أنْ نَدِينا) : كناية عن العزة و القوة ورفض الظلم.
ô (المَلْكَ) : جاءت معرفة ؛ لتفيد العموم و الشمول لأي ملك مهما كان .
4 - مَتَى نَنْقُلْ إلى قَوْمٍ رَحَانَا يَكُونُوا في اللِّقاءِ لَها طَحِينا
ôاللغـويات :
ô رَحَانَا : أي الحرب ، والرحى آلة لطحن الحبوب ج أرحاء ، أرحية - طَحِينا : حباً مطحوناً والمقصود : قتلى .
ô الشرح :
ونحن لا ننتظر أعداءنا بل نهاجمهم ونشعل الحرب في ديارهم من قبل أن يفكروا في الهجوم علينا ، ولا نتركهم إلا أشلاء (بقايا)، وجثثاً هامدة .
ô التذوق :
ô الأسلوب في البيت : خبري ؛ للتقرير وإظهار الفخر .
ô (رَحَانَا) : استعارة تصريحية ، حيث صوّر الحرب بالرحى ؛ ليوحي بشدة الفتك بالأعداء .
ô (يَكُونُوا في اللِّقاءِ لَها طَحِينا) : تشبيه للأعداء بالطحين ، للإيحاء بكثرة القتلى من الأعداء [ صورة مستمدة من البيئة] ، وهي نتيجة لما قبلها.
جـ : بالفعل ؛ لأنه مع عبارة (تَرَاخَى النَّاسُ) عبر بالفعل (نُطاعِنُ) لأن الطعن لايكون إلا عن بعد ، و مع عبارة (غُشِينا) عبر بالفعل (نَضْرِبُ) لأن الضرب لا يكون إلا عن قرب .
ô بِسُمْرٍ : رماح جيدة م أسمر - قَنا : رماح م قناة - الخَطِّيِّ : مكان في البحرين مشهور بصناعة الرماح الجيدة - لَدْنٍ : لينة م لدنة - ذَوَابِلَ : دقيقة قوية م ذابلة - بِِيضٍ : سيوف م أبيض - يَخْتَلِينا : تقطع الرءوس .
ô الشرح :
فلرماحنا شهرة عظيمة لجودتها و مرونتها ، وسيوفنا حادة قاطعة .
ô التذوق :
ôالبيت مرتبط بالبيت السابق ؛ فالطعن يكون بسمر القنا ، والضرب يكون بالسيوف القاطعة .
ô(سُمْرٍ) : كناية عن الرماح ، وسر جمالها : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز
ô(بِيضٍ) : كناية عن السيوف ، وسر جمالها : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز .
ô المَجْدَ : الشرف × الضعة ، الحقارة - مَعَدٌّ : أحد أجداد العرب الذي تنسب إليه كثير من القبائل العربية - نُطَاعِنُ : نحارب .
ô الشرح :
وكل القبائل العربية تعلم جيداً أننا ورثنا المجد عن آبائنا وأجدادنا العظام ، وأننا بقوتنا نحافظ على ذلك الميراث وندافع عنه حتى يظل مشرقاً واضحاً .
س1 : الأبيات من (4 - 9) نجد فيها أن صوت القبيلة يعلو على صوت الفرد . اشرح ذلك . جـ : بالفعل ؛ لأنه يفخر بقبيلته وشجاعتها في مواجهة القبائل الأخرى ، والدافع إلى ذلك الصراع القبلي المعروف في الجاهلية ، وهو فخر أفضل من الفخر الفردي الذي قد يمتلأ بالغرور والمبالغات التي قد لا يتقبلها عقل .
ô التذوق :
ô (وَرِثْنَا المَجْدَ) : استعارة مكنية ، تصور المجد بميراث يُورَّث ، وهي صورة توحي بالعزة والأصالة .
ô (معد) : مجاز مرسل عن القبائل العربية ، علاقته : السببية .
ô (نُطَاعِنُ دُوْنَهُ حَتَّى يَبِينَا) : استعارة مكنية ، تصور المجد بشيء مادي ثمين يدافعون عنه بشراسة .
س1 : لِمَ فضّل الشاعر استخدام الأسلوب الخبري في الأبيات من (3 - 9) ؟ جـ : فضّل الشاعر استخدام الأسلوب الخبري ؛ لتقرير فخره و افتخاره بقبيلته والتأكيد على بطولاتها المتعددة .
س1 : أكثر الشاعر من استخدام الأساليب الإنشائية في الأبيات من (10 - 14) . علل . جـ : وذلك ليثير مشاعر السامعين ، وليجبر الأعداء (في البيتين 13 - 14)إلي الاعتراف بحقيقة أن قبيلته الأقوى والأعظم وذلك حين يفكرون في الإجابة .
ôالتعـليـق : س1 : اشتملت المعلقة على عدة أغراض شعرية . وضح ذلك ، ثم بين الغرض الأساسي الذي قيلت من أجله هذه القصيدة . جـ : الأغراض التي اشتملت عليها تلك المعلقة :
1 - الغزل 2 - الفخر 3 - الحماسة . - الغرض الأساسي الذي قيلت من أجله هذه القصيدة هو : الفخر و الحماسة .
س2 : من أي أنواع الفخر هذه القصيدة ؟ جـ : من الفخر القبلي الذي تظهر فيه روح الجماعة .
س3 : ما الفرق بين الفخر عند عنترة والفخر عند عمرو بن كلثوم ؟ جـ: الفخر عند عنترة فخر فردي ، أما عند عمرو بن كلثوم فهو فخر قبلي .
س4 : يبدو في معلقة عمرو بن كلثوم أنها كتبت في زمنين مختلفين . وضح . جـ : بالفعل فبعضها قيل عند التفاخر بين (تغلب وبكر) أيام التحاكم أمام الملك (عمرو بن هند) ، وبعضها قيل بعد مقتل الملك .
س5 : لماذا سمي عمرو بن كلثوم بشاعر القصيدة الواحدة ؟ جـ : وذلك لأننا لم يصل إلينا من شعره سوى معلقته ، ولذلك سمي عمرو بن كلثوم بشاعر القصيدة الواحدة .
س6 : فِيمَ خالفت معلقة عمرو بن كلثوم منهج القصيدة العربية ؟ جـ : خالفتها بأن الشاعر بدأها بوصف الخمر ، ومجلس الشراب ، ولم تفتتح بالبكاء على الأطلال ووصف الديار كعادة الشعراء في الجاهلية ، ثم انتقل بعد ذلك إلى غرض الغزل .
س7 : وبم َامتازت عن غيرها ؟ جـ : امتازت عن غيرها بوضوح معانيها وأفكارها وبعدها عن التعقيد إلى جانب روعة الخيال وبراعة التصوير مع المبالغة في الفخر والتعصب للقبيلة .
س8 : ما مصدر الموسيقى في الأبيات ؟ جـ : الموسيقى ظاهرة في التصريع ووحدة الوزن والقافية وحسن التقسيم - وخفية نابعة من انتقاء الألفاظ وحسن تنسيقها وجمال المعاني والصور.
س9 : ما تأثير هذه القصيدة على قوم عمرو بن كلثوم بني تغلب ؟ جـ: يقال أن هذه القصيدة قد شغلتهم عن العمل و السعي والكد ، واكتفوا بترديدها زمناً طويلاً .
س10 : يبدو بوضوح في هذه المعلقة كثير من مساوئ الجاهلية ، وبعض المزايا .. وضح . جـ : من مساوئ الجاهلية : العداوة والخصام وانتشار الحروب لأتفه الأسباب والظلم والطغيان ، واحتقار الآخرين وذيوع التكبر ، وقتل الضعفاء . - ومن المزايا : المروءة ، والشجاعة ، والانتصار للحق ، ومحاربة الظلم والطغيان .
تدريبات :
- نُطاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّا ونَضْرِبُ بِالسُّيوفِ إذا غُشِينا
(أ) - هات مرادف (تراخى - لدن - يختلينا) ، ومضاد (بر - يدرون - يبينا) . (ب) - ما نوع الخيال في البيت الأول ؟ وما قيمة استعمال الفعل المضارع بكثرة هنا؟ (جـ) - بم افتخر الشاعر في الأبيات السابقة ؟ (د) - بم وصف الشاعر الرماح ؟ وما قيمة هذا الوصف ؟ (هـ) - اختلف نداء الشاعر للملك في القصيدة (أبا هند - عمرو بن هند - يا عمرو) . فلماذا؟ (و) - أين تكشف في معجمك عن (قنا - يختلينا - يتقونا) .
- بأي مشيئة عمرو بن هند تطيع بنا الوشاة وتزدرينا؟ - تهددنا وتوعـدنا؟ رويدا متى كنا لأمـك مقتوينا؟
(أ) - اختر الإجابة الصحيحة من بين القوسين: - المقصود بكلمة (قناتنا) : (رماحنا - سيوفنا - قوتنا) . - غرض الاستفهام في البيت الأول : (التنبيه - التهديد - الاستنكار) . - الخيال في البيت الثاني نوعه: (كناية - استعارة مكنية - استعارة تصريحية) . - عرف عمرو بن كلثوم بأنه : (شاعر الخمر - صناجة العرب - شاعر القصيدة الواحدة) . - ينتمي عمرو بن كلثوم إلى قبيلة : (عبس - تغلب- ذبيان - بكر). - الغرض الأساسي لمعلقة عمرو هو : (وصف المعارك - وصف الخمر - الفخر والحماسة) .
(ب) - ما الذي يرفضه الشاعر هنا ؟
(جـ) - علل : بقاء معلقة عمرو بن كلثوم رغم ضياع معظم شعره .
(د) - ما الجديد الذي أدخله عمرو بن كلثوم على القصيدة العربية ؟
مصطفى يونس عضو vip
عدد المساهمات : 2160 نقاط : 2317 تاريخ التسجيل : 05/09/2009 الموقع : bnatelzarka.newgoo.net
موضوع: رد: من معلقة عمرو بن كلثوم شرح رائع اولى ثانوى الثلاثاء 22 يناير 2013 - 0:32
عمل رائع ومميز وجهد يستحق الشكر والتقدير
جزيت خيراً وبارك الله فيك أخى استاذ أشرف
لا حرمنا الله من جديدك المميز
_________________ مع تحياتى مصطفى يونس younes.moustafa@yahoo.com