عالم الحياة الثانية، عالم لم يكمل عامه السادس ولكنه أصبح شغل الناس الشاغل في الغرب بعد أن اشتهر بقوة في العامين الماضيين، وأصبح محط أنظار العامة والباحثين على حد سواء.
والحديث عن هذا العالم يشوبه نوعا من المتعة، خاصة أننا أمام عالم لا نهائي من الإبداعات التي نحتتها أيدي أشخاص وجدوا في هذا العالم ملاذا لهم.
فمن المعاهد والجامعات إلى الشركات والجمعيات وبالطبع لا ننسى وجود تمثيل لمراكز طبية تتبع لمؤسسات طبية مرموقة تعمل على نشر المعلومات الصحية، وتدريب المهنيين العاملين في مجال الصحة، والتعليم. وتتراوح خدمات هذه المراكز ما بين كشف طبي أومحاكاة طبية وتدريب على استخدام الكراسي المتحركة للمعاقين إلى تمثيل لكرومسومات الإنسان على شكل قميص يرتديه الشخص الزائر.
وقد بلغ عدد المراكز الطبية في عالم الحياة الثانية حوالي 68 مركزا ومعهدا طبيا. في هذا التقرير سنعرض لكم بعضا من أنشطة هذه المراكز الطبية في عالم الحياة الثانية بناء على دراسة نشرت في مجلة (Journal of Medical Internet Research) العلمية لأبحاث الإنترنت الطبية.
مراكز مهتمة بالتثقيف والتوعية
من بين 68 مركزا طبيا هناك حوالي 34 مركزا طبيا في عالم الحياة الثانية مهتمة بنشر الثقافة الصحية والتوعية. وتشتمل أنشطة هذه المراكز على أنشطة تثقيفية صحية شبيهه بما هو موجود في العالم الحقيقي، مثل استخدام وسائل الاتصال التفاعلية كالأكشاك التفاعلية والملصقات واللوحات الإرشادية والنشرات، وبث الوسائط المتعددة عن المنتجات الصحية وأشرطة الفيديو وعروض الشرائح وروابط لصفحات الويب.
كما أن هناك سمات أخرى للتفاعلية مثل الألعاب والمحاكاة مع المشاركة من جانب المستخدمين، والمختبرات والفصول الدراسية الافتراضية.
ومن أشهر هذه المراكز الطبية جزيرة (Healthinfo) والحاصلة على دعم مادي يقدر بأربعين ألف دولار أمريكي من المكتبة القومية للطب. يقوم على هذه الجزيرة أشخاص فعليين من الأطباء والمكتبيين المتخصصين في مجال الطب ومهمتهم تزويد زوار الجزيرة بمعلومات طبية عند الطلب. كما تحتوي الجزيرة على مكتبة طبية ومحرك بحث مرتبط بقاعدة بيانات (PubMed) بالإضافة للعديد من المواد التفاعلية.
جزيرة أخرى هي جزيرة مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC Island) والتي تعتبر امتداد للمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض. تضم الجزيرة مباني تفاعلية بغرف للاجتماعات والاستقبال ومعامل مايكروبولوجية بحيث يمكن للزوار التعرف والتعامل مع المجهر الإلكتروني لفحص الميكروبات والأمراض.
بالإضافة إلى ذلك يقدم مركز صحة المرأة من مركز ( Ann Myers) الطبي، فحوصات طبية للكشف المبكر عن سرطان الثدي.
مراكز مهتمة بالتدريب
في المقابل، من بين 68 مركزا طبيا هناك حوالي 11 مركزا طبيا في عالم الحياة الثانية مهتمة بالتدريب. ومن المعروف أن استخدام عالم الحياة الثانية في تدريب الموظفين ليس بالأمر الجديد فالشركات الكبرى مثل ديل وIBM وغيرها تستخدم هذه البيئة لتدريب موظفيها.
وقد امتد التدريب ليشمل طلبة كليات الطب في بعض الدول الغربية، فعلي سبيل المثال كلية أمبريال في لندن (Imperial College London (Virtual Hospital)) لها مستشفى افتراضي في عالم الحياة الثانية يتطلب الدخول على هذا المستشفى التسجيل حتى يمكن عرض مرضى افتراضيين ومعالجتهم.
أيضا جزيرة (Play2Train) والمدعومة من قبل وزارة الصحة الأمريكية، تقدم برامج تدريبية للحالات الإسعافية. أما مكتب الطب الشرعي (Medical Examiner’s Office) في الحياة الثانية فيقدم برامج تدريبية على التشريح.
مراكز مهتمة بالتسويق وأخرى للأبحاث
هناك قرابة 6 مراكز ركزت على التسويق لمنتجاتها وخدماتها في الحياة الثانية. وقد ساعدهم في ذلك القدرة الهائلة لعالم الحياة الثانية لعمل نماذج تصويرية ومحاكاة لخدماتهم بحيث تمكن الزوار من تجربتها بأنفسهم. فمستشفى مثل مستشفى بالومار (Palomar West Hospital) والذي سيفتتح عام 2011م قام ببناء تصور للمستشفى وخدماته بحيث يمكن الزائر من التعايش مع الشكل المتوقع للمستشفى في المستقبل.
في المقابل، هناك 3 مراكز طبية فقط اهتمت بالبحث العلمي. وفي الغالب تركز هذه المراكز على إجراء دراسات صحية على عدد كبير من زوار عالم الحياة الثانية. فمركز الصحة بجامعة هيوستن الأمريكية وفرت قاعة واسعة لزوارها تحتوي على شاشات فيديو كبيرة وأيضا تدفع لزوارها المال (بعملة اللندن وهي العملة المتعارف عليها في الحياة الثانية) ليقوموا بالإجابة على الاستبيانات أو إجراء المقابلات.
مراكز مهتمة بالدعم
وأخيرا، من بين 68 مركزا طبيا هناك حوالي 14 مركزا طبيا في عالم الحياة الثانية مهتمة بالدعم النفسي والمعنوي للمرضى. الدعم المتوفر في هذه المراكز الطبية تتفاوت من دعم الأشخاص الذين هم بحاجة إلى إنقاص الوزن إلى دعم المصابين بالأمراض الخطيرة مثل الايدز وجعلهم يتعايشون مع مصابهم.