لا تكاد تخلو صحيفة يومية، أو مجلة شهرية، وحتى الشوارع الرئيسية من
وجود الإعلانات التجارية، فهي الطريقة المثلى التي تستخدمها الشركات
للترويج عن منتجاتها. فقد بينت العديد من الدراسات في التسويق أن النظر إلى
الإعلانات لا تستغرق إلا بضع ثوان من وقت المشاهد لتحديد ماهية الإعلان
ومن أي شركة!!
وهذا ما يدعو إلى طرح سؤال عن مدى فاعلية الإعلانات التي نراها
ا للتذكير بالعلامة التجارية لمنتج ما.
للإجابة عن هذا التساؤل أجريت دراسة صغيرة على عينة مكونة من عشرة أشخاص
وباستخدام جهاز لتعقب حركة العين لمعرفة المناطق الأكثر جذبا في الإعلانات
التجارية وطرائق توزيع العناصر في الإعلان.
حيث تم عرض عدد من الإعلانات التجارية التي جمعت من الصحف والمجلات
المحلية، ثم سؤال الأشخاص التي أجريت عليهم الدراسة بعد عرض جميع الإعلانات
عن اسم المنتج التجاري ومدى تذكره.
وقد بينت نتائج الدراسة أن وجود العلامة التجارية بشكل بارز في الإعلان
إضافة لوجود عناصر أخرى مكملة مثل الشعارات النصية وأصل المنتج قد لا تجذب
نظر المشاهد للعلامة التجارية، لاسيما أن ألوان المنتج شبيهه إلى حد ما
بمنتج استهلاكي منافس ومعروف للعامة، كما أوضحته الخريطة الحرارية في صورة
1.
صورة 1 الخريطة الحرارية لأحد المنتجات الغذائية ويظهر أن العلامة التجارية لم يكن لها نصيب كبير من المشاهدة مقارنة بالشعار النصيكما أظهرت نتائج الدراسة أن الإعلانات التي تستعين بمشاهير المجتمع
لزيادة مبيعاتها (صورة 2) لا تفيد للتعرف إلى ماهية العلامة التجارية من
النظرة الأولى؛ لأن نظر الزائر سيكون مركزا على وجه الشخصية المشهورة التي
ظهرت في الإعلان.
صورة 2: الخريطة الحرارية توضح مكان تركيز المشاهد مقارنة بالعلامة التجارية للمنتجالخلاصةمن هذه الدراسة يمكن الخروج بتوصيات لتصميم أفضل للإعلانات التجارية منها:
1. عند الاستعانة بأحد المشاهير في الإعلانات التجارية يفضل أن يكون
نظره موجها إلى العلامة التجارية للمنتج؛ لأن ذلك وبطريقة غير مباشرة ستثير
فضول المشاهد للنظر إلى المكان الذي يتم النظر إليه.
2. قرب العلامة التجارية من محتوى الإعلان له تأثير كبير في ربط المنتج بالعلامة التجارية.
3. استخدام ألوان أو تصميم لعلامة تجارية شبيهة إلى حد ما بألوان أو
تصميم علامة تجارية معروفة قد يسبب لبساً لدى المشاهد مع علامة تجارية
أخرى.