موضوع: أنا أخطئ إذن أنا بشر الثلاثاء 28 أغسطس 2012 - 15:56
من منا لا يخطئ .. ومن منا لا يعرف ارتكاب الآثام والذنوب..ومن منا يدعي أنه ملائكي الخلقة..خالٍ من العيوب.. لا أحد..جميعنا كبشر.. غارقون في غبة الأخطاء الصغير منها والكبير..لأننا و ببساطة.. بشر.. يحاول البعض منا النجاة من هذا الغرق والتمسك بقشة الضمير والحذر قدر الإمكان ويظل البعض منا يهوى الانحدار لدرجة السقوط في هاوية الإثم المريع..هكذا هي الحياة..أبيض وأسود..خير وشر..وفي خضم هذا التوهان الإنساني.. يبحث الكثير منا عن الأسباب والمبررات التي تقود الفرد منا إلى الخطأ..وهذا شيء طبيعي..لأننا نخاف من مواجهة الحقيقة والإعتراف بأخطائنا في ظل مجتمع كامل يدعي المثالية بإنكار الأخطاء.. في إحدى مقالاتي تطرقت إلى مفهوم العلاقة الإنسانية التي تربط الرجل بالمرأة في عالمنا العربي المدعي أقصد المثالي.. وعجز الكثير منا عن فهم الطرف الآخر وبالتالي الجهل بحقوقه وواجباته الإنسانية والأهم الجهل باحتياجاته ورغباته..حتى فقد البعض المسار الصحيح وبدأ يبحث خارج إطار الشراكة الشرعية إلى من يلبي له هذه الإحتياجات ويُشبع لديه هذا النقص..بما معنى كثرت الخيانة وتعاظمت أسبابها..و كثرت لدينا حالات الطلاق والقضايا الأسرية..وكون أن المرأة لها وضعها الحساس في مجتمعِ إسلامي أسس الإسلام فيه قواعد الحياة الإنسانية السليمة ووضعها في أعز وأكرم مكانة حتى أصبحت هي الرمز الجميل الذي يُضرب به معنى الشرف والذي وإن اختل اختلت الصورة واهتز المجتمع برمته..لأنها الأم والأخت والإبنة والشريكة..والحمدلله أن هناك الكثير والكثير ممن يقدرن ذلك ويصن أنفسهن عن الوقوع في شرر هذا الخطر برغم سوء ظروف البعض منهن وافتقادهن إلى الإحساس بالوجود في قلب الشريك أو في الأسرة..ولكن وفي الجانب الآخر هناك من سقطت ضحية لمجتمعها أو لنفسها في المحظور وأصبحت خائنة.. خائنة لأنوثتها و لكرامتها ولأهلها ولشريكها..وأصبحت بل أخذت البعض منهن تبرر وتضع لنفسها قائمة من الأسباب كي تُقنع نفسها قبل أن تُقنع الآخرين بأنها لم تخطئ و أنها أضطرت للبحث عن شيء من السعادة..وهم كبير تعيشه البعض من النساء وتصر على أن تصدقه..بالطبع لكل شيء سبب..ولكل فعل ردة فعل..ولكل خطأ نقطة تكوين..لاشيء يُبنى من فراغ وهنا علينا أن نسأل لماذا حصل..؟ قبل أن نقول متى وكيف حصل..؟..وهذا لا يعني أن نضع التبريرات بل أن نفهمها كي نحاول تلاحق ما ضل منها.. قد يقول البعض الخيانة هي الخيانة سواء كانت من امرأة أو رجل وهذا صحيح..لأن الجنة والنار واحد..وهي في مجتمعنا تلقى نصيب الأسد في الجانب الذكوري..ولكني خصيت المرأة التي بدأت الآن تستوعب أنها موجودة ولها كيان وتستحق أن تعيش وأن تحصل كما يحصل الرجل على ما تريد..وهي اليوم ترى وتسمع وتريد..وبالأخص بعد إن اختلفت الحياة وأصبحت فرص الألتقاء بالطرف الآخر كثيرة..وهي اليوم في خطر أكبر من ذي قبل..وتحتاج إلى من يحتويها قبل أن تضيع وتسقط ضحية لنفسها قبل مجتمعها.. بقيت لي سطور.. الإنصات قد يكون حلاً والفهم قد يكون بداية العلاج ولكن المحاولة هي المفتاح..علينا أن نستمع لبعضنا وأن نعترف بأننا بشر نبحث عن الكمال ولو في صورة خطأ..وربما نصدق مع أنفسنا عندها..
_________________
أشرف على
admin
عدد المساهمات : 27639 نقاط : 60776 تاريخ التسجيل : 04/09/2009 الموقع : http://elawa2l.com/vb