عدد المساهمات : 417 نقاط : 801 تاريخ التسجيل : 05/04/2012
موضوع: بقدرٍ من الله أنتهي ! الجمعة 22 يونيو 2012 - 20:25
الساعه تكاد تقارب الثامنه صباحاً وكعادتي أنهض من سريري الأبيض في زاوية تلك الغرفه أقترب من النافذه علي أجد شيئاً جديداً يغير مما أنا عليه أحاول أن أفتحها لكنها محمكة الإغلاق وما أن اقتربت منها حتى جائت إلي بخطوات متسارعه لتصرخ في وجهي قائله هل علي أن أراقبك كل يوم أم أخبرهم أن يغلقوها وللأبد لكي يصعب عليك فتحها،وبنفس الموعد تدخل والدتي دون أن تبالي بمايحدث فهو مجرد شجار بيني وبين الممرضه الخاصه بغرفتي أعتادت على سماعه كل يوم،أمسكت بي وهي تردد وبصوتها نبرات من البكاء أرجوك كف عن فتحها مرة أخرى لإن الهواء الخارجي مضر بصحتك في فصل الشتاء لماذا تصر على تعذيبي،نفس الأسطوانه تتردد على مسمعي منذ ثلاثة أشهر ماأصعبها هذه الدنيا فأنا لازلت في مقتبل العمر أوبما يسمونه عمر الزهور لي أحلام وأمنيات تتعدى الأفق لكثرتها لكنه سلبني هذه الأمنيات فقد تسلل لجسدي ليجعلني حبيس هذه الغرفة الكئيبه،تأخذ الممرضه أكياس الطعام من يد والدتي وهي تقول سيدتي أنت تعلمين بأن مرضه خطير وهو يزداد سوءاً لكنه عنيد لايتناول أقراص الدواء بإنتظام لذا عليك بأن تقنعيه،تغادر الغرفه ووالدتي تنظر إلي وقد كنت أقرأ في نظراتها أنواع العتاب الذي تحمله لي لكن حالي ومنظري يجبرانها على تحملي فإن علامات المرض تفقدني الثقه والإحساس بمن حولي،يرن الهاتف في حقيبتها تنظر إليه لتجد المتصل والدي يخبرها بأن جميع الأسره قادمه لزيارتي للإطمئنان على حالتي لم أكن أرغب بزيارة أحد فنظرات الشفقه التي ينظرون بها لي لاأحبها،تمضي ساعه من محاولات والدتي لإتناول طعام الإفطار الذي أعدته لم أكن أعلم لما تجهد نفسها بإعداده فقد كنت أرفض تناول الطعام لإني أكاد لا أطيق حتى نفسي،تضع أمي الطعام على الطاوله بعد أن أُجبرت على تناول ملعقتين منه لاأكثر ولم تكترث بذلك لإنها تعرف أني عنيد وبشده،يدخل والدي ومعه أخوتي والأقارب،يعانقني والحسرة في ملامحه فهو مصاب بنوبه من الحزن الشديد أقرأها في ملامحه منذ أن علم بمرضي،تبكي والدتي بمجرد رؤيتها لهذا المشهد المحزن فإحساسها بأنها ستفقدني يوماً يجعلها دائمة البكاء فالدموع بعينيها تحتاج فقط لكلمه حتى تنهمر دون توقف،تحضن خالتي والدتي وهي تواسيها علها تزرع في قلبها ذرة تفاؤل بينما يجتمع أخوتي وأبناء عمومتي حولي محاولين إضفاء جو من المرح لكي يخففوا من هذا الجو الكئيب،تنقضي الزياره ويغادرون يودعونني وكأنه آخر يوم يروني فيه تحاول والدتي البقاء لكن إصراري على البقاء وحدي يجبرها على الرحيل،يذهبون وأبقى وحيداً أراقب كل ركن من أركان هذه الغرفه أنظر لنفسي بالمرآه عينان شاحبتان بدون حاجبان من تأثير الأدويه أنزع تلك القبعه لإعيد ترتيب مابقي من خصلات شعري بعد أن تساقط أكثرها تعود لي نوبة تخيلي بأني سوف أرتحل عن هذه الدنيا قريباً،كم من المده سأبقى هل هو يوم أو يومين أو ربما ساعات قليله فالنوبات التي تصيبني تفقدني السيطره والتغلب على ضعفي،لا أخفيكم أحقد كثيراً على مرضي فقد سلبني كل ما أملك أشعر وكأن قلبي سوف يتوقف عن النبض في أي لحظه توالت الأيام والليالي وفي ليله مظلمه حدث ماكان ينتظرني حزن وبكاء وعزاء يعيشونه هم بينما أنام أنا وللأبد تحت التراب،،،وبقدرٍ من الله أنتهي!
قصه قصيره كتبتها من مخيلتي أتمنى أن تنال استحسانكم