ويوم جلست مريم ويا العنود قالت لها : أقول العنود محمد قال لي أني أقول لج أنه يبي يتقدم لج ويطلبج عند أهلج بس يبي يسمع ردج منج أنتي شخصيا، وقعدت العنود تفكر وتفكر وكانت الفرحة موجودة في قلبها لأنها أحبت محمد من كثر ماترمس مريم عنه.
العنود : مريم قولي لمحمد أني موافقة أني أقول له ردي في السالفة.
يوم سمعت مريم رد العنود برزت على وجهها بسمة واللي كانت تعبر على الفرحة أن محمد راح تكتمل سعادته، لكن العالم الله أن الضحكة اللي كانت على مريم وراها أحزان.
واليوم الثاني كل شيء تم بين محمد والعنود وسمع محمد رد العنود فيه وكان الرد أن العنود وافقت على محمد أنه يتقدم لها واعترفت العنود لمحمد بعد أنها بصراحة بدت تحبه ومحمد الدنيا هب قادرة تشيله من الفرحة بس وحيليلها مريم صارت لياليها كلها أحزان وأحزان وقامت صحتها تتدهور كل يوم حتى قام وزنها ينخفض لأنها قامت ما تاكل مثل قبل حتى لاحظ أبوها وأمها حال مريم شلون صار، لكن أعذار مريم اللي كانت تقولها لأهلها أنها تعبانة وشايلة هم الدراسة بس.
والوالدين كانوا يصدقون كلام مريم وأسباب تدهور حالتها وما كانوا يدرون الأسباب الحقيقة اللي خلت مريم في هذي الحال، تقدم محمد لبيت العنود ويا أبوه وأمه عشان يطلبون يد العنود حق ولدهم محمد، وتمت الموافقة وحددوا أهل محمد وأهل العنود يوم العقد وقاموا يتزهبون الأهل حق يوم العقد القريب، ووحليلها مريم يوم سمعت الخبر من محمد ما قدرت الدنيا تشيلها وقامت حالتها تتدهور أكثر وأكثر وفجاة تذكرت مريم المقطع من أغنية راشد الماجد (يا قلبي) والمقطع اللي كان يشابه حالتها يوم كان يغني ويقول : هذاك اللي تبي له الخير .. عشق غيرك وصار للغير ..
وبعدها تذكرت مريم أنها كم من السنين كانت تدعي وتدعي حق محمد بالخير واليوم تحققت سعادته وصار له الخير ولكن للأسف صار للغير وفي العقد كل البيت كان مربوش من كثر الحشرة في البيت من سبت العقد، وكل واحد كان له شغله إلا مريم كانت في غرفتها وما نشت من الرقاد لين الساعة أربع العصر، ويت الوالدة ودقت لها الباب ودخلت عليها وشافت بنتها بعدها راقدة وقالت لها : مريوم بنتي يالله نشي وتزهبي وتلبسي ترى الكل متلبس إلا إنتي.
مريم : إن شاء الله امايه راح أتلبس.
ونشت مريم من الرقاد لكن هالمرة كانت ماتقدر تشيل عمرها وحست أنها مريضة بس ماقالت لأحد لأنها مو ناوية تشغل بالهم عليها وهو اليوم عقد محمد والناس في فرحة وهي هب ناقصة تفسد هذي الفرحة بمرضها.
نشت مريم وتلبست وتعدلت وصارت الساعة 7 صلوا المغرب وتحركوا لبيت العروس ويوم وصلوا سارت مريم عند العنود عشان تبارك لها وكانت تقول لها : ترى محمد خوش ولد وانتي ما شاء الله عليج هم بعد خوش بنية وأنا أشهد أنكم تليقون حق بعض والله يوفقكم وت
المحبة اللي بينكم، وقالت العنود حق مريم : بصراحة يا مريم ما راح أنسى أنج أنتي سبب سعادتي هذي وأنتي اللي كنتي حبل التواصل بيني وبين محمد وأنتي اللي قربتينا من بعض، راح أبقى عايشة طول عمري وما راح أنسى اللي سويتيه حقنا، ويوم سمعت مريم هذي الكلمات بدأت عيونها تدمع وراحت تحظن العنود وكانت العنود تظن أن هذي الدموع كانت سببها هي الفرحة ولكن العنود كانت تجهل اللي في داخل مريم من هموم وأحزان، ويوم طلعت مريم من غرفة العنود كانت عيونها بعدها تدمع لكنها مسحت دموعها لأنها راح تدخل عند المعازيم وما تبي حد يحس فيها، ويوم يلست مريم ومرت نص ساعة ودخلت العنود عند المعازيم وبدا الطرب في البيت والكل كانت الفرحة عليه الا مريم اللي كانت عيونها باين عليها التعب والمرض وحليلها كل ما تطالع العنود تبتسم لها ودخل محمد على العنود وسط المعازيم وكانت الفرحة عليه باينة ومريم كانت تناظر محمد وكانت تقول في نفسها : يا اللي كنت كل أمالي واليوم أشهد أن الزمان خذاك مني يا أغلى البشر.
وانقلبت الدنيا عليها وأحزانها زادت وزادت يوم شافت الخاتم في يد محمد والخاتم الثاني في يد العنود، وفي ذاك الوقت أدركت مريم أن كل شيء انتهى ومحمد صار لشخص ثاني، قررت مريم أنها تنسحب وتعلن نهاية قصة حبها ويوم ساروا المعازيم بقوا الأهل بس، سارت مريم عند محمد عشان تبارك له وقالت له : اليوم اكتملت فرحتك وعقبال تكتمل الفرحة في يوم عرسك من العنود، الله ي
عليكم يا محمد.
كل واحد سار بيته محمد رد للبيت وهو فرحان والضحكة تشق حلجه والعنود كانت الفرحة عليها لأن حبها اكتمل اليوم يوم عرفت أنها خلاص، صار العقد وصار محمد لها وهي لمحمد حبيب روحها، لكن مريم أول ما وصلت للبيت سارت على طول حجرتها وسكرت الحجرة على نفسها، وصارت على هذا الموال وقعدت بدون أكل وصارت على هذا الحال مدت يومين بدون أكل، وفي اليوم الثاني استغربت أم مريم أن بنتها بعدها ما نشت من الرقاد لأنها متعودة
أن مريوم تنش الساعة 12 والحين الساعة صار لها 4 وبعدها، قامت الوالدة تحاتي وسارت تشوف بنتها يوم دخلت على بنتها سارت توعيها من الرقاد لكن مريم ما كانت تقوم من الرقاد، وحست الوالدة أن جسم مريم حرارته مرتفعة وايد ووجهها مصفر وكانت تتنهد مريم في رقادها، وحست الأم أن بنتها مريضة وعلى طول ودوها المستشفى، ويوم شيك عليها الدكتور سألته أم مريم وقالت : شو فيها بنتي ؟
الدكتور : بنتج حالتها سيئة وايد لأنها حاليا حرارتها مرتفعة وايد وغير عن الأعراض الثانية لأن جسمها ياله ضعف غذائي وأثر عليها وعلى أعضاء جسمها بالكامل والحين نحن حاطيها تحت المراقبة (في العناية المركزة) لأن بنتج في غيبوبة الحين وحاطين لها تنفس صناعي وكل اللي بقى لكم أنكم تدعوا لها بالشفاء.
يوم سمعوا أهلها اللي قاله الدكتور قعدت أم مريم تبكي، وكانت تهديها بنتها حصة، وصار لمريم يومين على هذا الموال وزاد فيها التنفس والاختناق وحرارتها بعدها مرتفعة، قالت حصة اللي هي أخت مريم حق الوالدة : أمي سيري البيت أنا راح أيلس معاها سيري وارتاحي لج شوي دخيلج امايه.
الأم : لا يا حصة أنا راح أيلس هني لين ما تنش بنتي وأشوفها.
لكن بعد إصرار كبير من حصة وافقت الوالدة تسير البيت على شرط أنها ترد عقب.
ويلست حصة عدال مريم وقاعدة تدعي لها بالشفاء وفجأة سمعت حصة أن مريم قاعدة تتنهد وتقول شيء بس صوت مريم كان يتقطع وكانت تردد اسم، ويوم سمعت حصة الإسم عدل سمعت أن مريم كانت تردد اسم محمد، وعرفت حصة كل شيء وعرفت أن مريم كانت تحب محمد واللي هو فيله الحين من سبب محمد، ويوم فتحت مريم عيونها كانت تطالع المكان وكأنها تدور شيء، أتاري مريم كانت تدور على شيء تعزه في قلبها، كانت تدور على محمد .. كانت تتمنى أنها على الأقل تشوفه قدامها لكن وحليلها خاب ظنها يوم تأكدت أنه هب موجود في غرفة العناية، ونزلت دمعة من عيونها وحست حصة بأختها مريم وبالمعاناة اللي تعانيها، وقالت حصة حق مريم : ما هقيت يا مريم أنج طول هالسنين تخبين هالحب في قلبج ونحن كنا نتحرى أن محمد حسبة أخو لج، أتاريج طلعتي تحبينه.
مريم والكلام في لسانها تبي تقوله بس وحليلها وضعها ما يخليها تطلع الكلام من لسانها، ولكن مريم أصرت أنها ترمس وقالت وصوتها يتقطع : يا حصة سعادة محمد هي سعادتي ومحمد تحقق حلم حياته وأنا فرحانة أني أشوف البسمة على وجهه.
حصة : واش دعوى خبيتي هذا الحب في قلبج طول هالسنين ؟
مريم : خفت إذا اعترفت له أن كل شيء حلو كان بينا أنه يتغير يوم يدري أني أحبه عشان جيه فضلت أني أسكت وأحافظ على العلاقة الأخوية اللي بيننا، وأنا تمنيت أنه على الأقل يحس محمد بحبي له بنفسه ولو ليوم واحد لكن للأسف ما كان حاس فيني بالمرة.
حصة : والله حرام، بس صدقيني الله راح يعوضج بشخص ثاني راح تعيشين معاه أحلى عيشة.
مريم : ماكو شيء راح يساوي حبي لـ م م م محمد قام كلامها يتقطع والتعب قام يزيد عليها أكثر وأكثر.
حصة : مريم خلاص لا تكملين أرجوج يا مريم لا تتعبين روحج في الكلام لأنه هب زين لصحتج.
مريم : راح أطلب منج طلب أخير وأبيه تسوينه .. أبيج توصلين سلامي لمحمد وقوليله أني أتمنى له أنه يعيش حياته هاني والله ينور دربه وإن شاء الله تكتمل فرحته بعرسه من العنود، وقوليله أني ما راح أنساه في يوم وأنـ.......... لقد انقطعت أنفاس مريم قبل أن تكتمل كلماتها الأخيرة ويوم حاولوا الدكاترة أنهم يردون نبضها لكن محاولاتهم ماكو فايدة منها .. ماتت مريم ولا زال اسم محمد يتردد على لسانها في آخر لحظاتها .. لقد ماتت مريم وهي تتمنى على الأقل أنها تشوف محمد في آخر لحظة من عمرها، لقد ماتت مريم وهي ما زالت تحتفظ بالحب الذي هلك حياتها ودمرها، وصل خبر الوفاة لمحمد وصار الخبر في نفسه مثل الصدمة وندم أنه ما شافها في آخر لحظاتها وأنه ما وقف معاها في محنتها ومرضها، ومحمد كان يجهل أنه هو كان السبب الرئيسي اللي وصل حال مريم للوفاة، ومرت أيام العزاء والحزن بعده موجود في كل واحد وخاصة حصة لأنها الإنسانة الوحيدة اللي عرفت حقيقة أختها في آخر لحظات حياتها، وهي الوحيدة اللي شهدت لمعاناة أختها، وما راح تنسى حصة الدمعة اللي شافتها على أختها مريم وهي تفقد آخر أنفاسها، لأن حصة مدركة أن هذي الدمعة كانت مصدرها من المعاناة اللي عانتها مريم في حب محمد.
ومرت أسابيع على وفاة مريم، مرت حصة عدال غرفة مريم وبدأت تبكي وتتذكر الأيام اللي كانت تجلس مع أختها في هذي الغرفة، وبعدها حن قلب حصة لغرفة مريم لأن الغرفة الشيء الوحيد اللي تمتلكه حصة من ذكريات أختها مريم، وفتحت باب الغرفة والدموع تذرف في عيونها.
وقعدت حصة وهي تبكي تعيد كل الذكريات اللي صارت في هذي الغرفة ويا أختها ما راح تنسى الطاولة اللي موجودة في الغرفة اللي كانوا يذاكرون عليها مع بعض، وما راح تنسى الرسمة اللي رسمتها حصة وأهدتها لأختها مريم، ولا زالت معلقة في الغرفة، ويوم قربت حصة من الرسمة لقت مكتوب فيها كلام كتبته أختها حقها، ويوم قرته لقت مكتوب : راح أحتفظ بهذي الرسمة طول حياتي لأنها كانت من أغلى أخت في هالدنيا، ويوم قرت حصة الكلام المكتوب انهارت في البكاء وبعدها تذكرت أنها كانت هي وأختها مريم يحتفظون بألبوم صور خاصة فيهم واللي كان يجمعهم في كل الصور، ويوم بطلت حصة الدرج اللي تعودت هي ومريم يحتفظون بالألبوم فيه وكل شيء يخصهم والأشياء المهمة، ويوم طلعت حصة الألبوم من الدرج انتبهت أن في أوراق متراكمة فوق بعضها، وقعدت حصة ترتب الدرج، ويوم كانت قاعدة ترتب انتبهت أن في ورقة كانت في آخر الدرج ومسكره بالأحكام، وشكت حصة أن الظاهر هذي الورقة كانت مهمة عند أختها، ويوم كانت تقلب الورقة وهي مغلقة حصلت مكتوب عليها : كلمات كتبتها لأغلى إنسان امتلك قلبي، وعندها أدركت حصة أن هذي كلمات كتبتها أختها لمحمد لأنه هو الشخص الوحيد اللي ملك حياتها ولأنه هو الوحيد اللي كانت تحبه، قررت حصة أنها تعطي هذي الرسالة لمحمد بنفسه، وأن هو الشخص الوحيد اللي راح يفتحها لأن حصة تمنت أنها تحقق حلم أختها اللي كانت تحلمه في الدنيا أنه على الأقل يحس فيها محمد ولو ليوم واحد يحبها، وهذا اللي خلى حصة أنها تعطي لمحمد هذي الورقة، ويوم سارت لمحمد وعطته الورقة وقالت له : للأسف يوم يضيع الحب بالمحبوب، واستغرب محمد لكلمات حصة وقاعد يفكر شللي تعنيه بكلماها لأنها كانت تردد حسافة يضيع الحب بالمحبوب والدموع تذرف في عينها، وعرف محمد أن في شيء صار ويخصه وقرر أنه يفتح الرسالة، ويوم فتحها انصدم وهذا اللي كان مكتوب في الرسالة :