ما رأيك فى البازلاء يا حبيبى ؟
جلس الزوجان على مائدة الطعام وكانت عامرة بما لذ وطاب من رزق الله ، والتى قضت الزوجة نصف يومها فى تحضيره ، والتى تسببت لها فى عدة حوادث كجروح فى أصابعها من جراء تقطيع اللحم ، والتواء فى ساقها اليسرى عند الوقوف على الكرسى لاحضار كيس الأرز من فوق دولاب الأطعمة ، وأخيرا ورم فى جبهتها بسبب سقوط كومة البصل على رأسها .
الزوج منهمك فى احضار لقمة من هنا وأخرى من هناك ، ومضغ قطعة من الحمام المشوى ،وأخذ حفنة أرز على قطعة لحم . ثم يتبع ذلك كله ببعض البازلاء المطبوخة ، والتى كان طعمها شهيا كبقية الأطعمة الموجودة ، فزوجته استاذة فى صنع البازلاء .
وبعدما فرغ الزوجان من الطعام قامت الزوجة وتهيئت وتزين لزوجها زينة ، لابسة ثوبا أزرقا مطرزا ببعض التطريزات الجذابة كان عندها منذ فترة العقد ، لتجدد به عهدها بتلك الفترة الحانية وتعيد به ذكريات الحب والغرام والشوق والهيام .
ودار بينهما هذا الحوار .
الزوجة :
ما رأيك فى الفستان يا حبيبي؟!
هل تذكره ؟!
الزوج :
نعم أليس هذا الفستان العقد ، لقد تكدر لونه وتغير كثيرا ، يتغير وجه الزوجة ..ياليتنى ما ألبسه كنت أريده أن يتذكر تلك الايام الجميلة .
هكذا قالت الزوجة فى نفسها .
الزوجة :
وما رأيك فى الشموع والأزهار أليست رائعة ؟!
الزوج :
لا أدرى لم تجليسننا فى الظلام وها هى الكهرباء متوفرة ؟!
الزوجة :
وما رأيك فى البازلاء يا حبيبي؟!
ططالزوج :
ينفصها بعض الملح .
الزوجة :
وما رأيك فى الحمام المشوى ؟!
الزوج :
لو كنت أكثرت من الآرز لكان شهيا ..
استعوضت الزوجة ربها فى اليوم الذى قضته فى المطبخ وتجهيز البيت لاستقبال الزوج ، ودخلت لتنام لتستقبل يوما جديدا من التعب والارهاق وهى تتمنى يوما من أيام الخطوبة .
ما رأيك عزيزى الزوج فى هذا المشهد السابق ؟
أغلب الظن ان هذه الزوجة لن تقوم ببذل أى مجهود اضافى فى البيت بعد الان ، والسبب فى ذلك انها لم تسمع كلمة مدح ، النفس البشرية مجبولة على حب المدح من الناس ، وخاصة اذا كان المدح بسبب يوجب الثناء على صاحبه ، فالمدح حافزا للنفس على بذل المزيد من العطاء وهى صفة عامة فى الرجل والمرأة ، ولكنها عند المرأة أشد ، فهى فى حاجة دائما لأن تكون فى عينى زوجها |أجمل النساء وافتنهن ، وان تكون أمهر النساء فى شئون المنزل ، وانضجهن عقلال وأميزهن تفكيرا وثقافة وأناقة واختيارها لأوان الملابسالتى تلبسها الى ير ذلك مما تقوم به المرأة .
المدرسة المحمدية :
ونبينا محمد صل الله عليه وسلم له السهم الوافر فى تلمس الحاجات العاطفية والرغبات البشرية لزوجاته وبناته فسيرته لا تخلو من حسن تدليل وممازحة وملاطفة وحسن انصات ...فها هو عليه الصلاة والسلام اذا أتت فاطمة ابنته رضى الله عنها قام اليها فأخذ بيدها فقبله ، وأجلسها مجلسة ، وكان اذا دخل عليها قامت اليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته فى مجلسها وكان اذا رآها رحب بها وهش ، وقال "
يا بنتى "
أما زوجاته عليه الصلاة والسلام فقد ضرب المثل الأعلى فى مراعتهن وتلمس حاجتهن بل ها هو عليه الصلاة والسلام يجيب عنسؤال عم بن العاص رضى الله عنه ويعلمه أن محبة الزوجة لا تخجل الرجل الناضج السوى ، فقد سأله عمرو بن العاص :
أى الناس أحب اليك ؟
فقال عليه الصلاة والسلام :
(عائشة )