فى مكان ما بأرض الله الواسعه ؛ قوم يعيشون وهم يعلمون انهم راحلون ؛ فيهم الغنى والفقير؛ فيهم اللص والامين ؛ لهم عاداتهم وعقيدتهم
يصنعون اللهتهم ممه يروق لهم ؛ المؤمن فيهم يخشى من اللهه اكثر من خشية عبدة الاديان فى هذا الزمان من الله الحق الجبار
وهذا ما حدث بينهم فى يوم من الايام
خرج الصبيه من ابناء القريه يلعبون ؛ بين التلال يجرون ؛ يختفون عن بعضهم يلعبون لعبة المساك ؛ ومن يمسك منهم يكون مهزوما
وكان من بين الصبيه صبى اسمه الحاد ؛ ابيه تاجر مشهور فى بلدته ؛ ظل الحاد يجرى ويجرى حتى ضل المكان ؛ووجد نفسه وحيدا بلا اصدقاء
بكى الحاد نادى على الاصدقاء ؛ سمع صدى صرخاته فازداد فى البكاء ؛ تذكر الحاد الهه الذى اشتراه له ابيه فنادى عليه كى يهديه الى الاصدقاء
اشتدت حرارة المكان وزاد خوف الحاد ؛ اصبح جوعان يريد ماء وطعام ؛ ظل يجول فى المكان بلا هدى وفجأه راى نخله قصيره سهلة المنال ؛ هرول اليها الحاد من شده الجوع ؛وجد عراجينها تكاد تصل الى الارض انها عجوى لذيذه المذاق
اكل ماطاب له وجلس وفى يده قطعه طريه من العجوى نظر اليها وهداه تفكيره ان يصنع منها اله ؛ صنع حصان جميل ووضعه امامه وقال له ::
انت الان اللهى اريد ابى اريد امى وجلس امامه ينظر اليه وهو مؤمن بقدرته على انقاذه وفى هذا الاثناء سمع اصوات تنادى وتقول :: الحاد الحاد هم الحاد ونادى وهو واقف بجوار النخله وقال :: انا هنا انا هنا وكان ابيه واهل قريته يبحثون عنه ؛ وعندما وصل اليه ابيه قال الحاد :: كنت سوف اموت يا ابى ؛ احتضنه ابيه وقبله ثم قال له:: لماذا تاخرت ياالحاد ؛ ظننت ان وحشا افترسك فى الوديان رد عليه الحاد وهو يشير الى حصان العجوه الذى فى يده وقال لابيه :: انظر يابى هو الذى نجانى ؛ انه اللهى واسرع الى عرجون العجوى واخذ يضع منها فى ججر جلبابه وابيه ينظر اليه ويضحك ويقول : لقد اتلفت ثيابك يا الحاد عاد الحاد الى الدار استقبلته امه وحملته الى صدرها وهو ممسك بحجر الجلباب المملوء عجوة البلح وقالت له : لقد اتلفت جلبابك من العجوه يالحاد هيا بنا كى تأكل وتغتسل وتستبدل ملابسك قال الحاد لامه :: ضعى هذه العجوى فى اناء ؛ فعلت امه كما اراد الحاد وبعد ان اكل واغتسل دخل الى غرفته واغلق على نفسه الباب ومعه الاناء الذى به عجوة البلح واحضر قطعة من القماش والابره والخيط وصنع حصان وملاء جوفه من عجوة البلح وبعد ان اتم صنعه خرج مسرعا الى ابيه واعطاه الحصان وهو يقول :: انظر يا ابى وحين امسكه ابيه جهلان فى يده قال :: العجوه ثقيله يا الحاد رد الحاد على ابيه جهلان وقال :: ساضعه فى غرفتى يا ابى وسأوقد له الشموع وبعد ايام كان جهلان على موعد للسفر مع التجار لشراء لوازم تجارتهم ؛ وقبل ان يشد الرحال نادى جهلان على ابنه الحاد وقال له :: أعطينى الهك يا الحاد لاضعه فى سرج الحصان
تردد الحاد وذهب الى امه وهو يبكى ويقول :: لن اعطى الهى الى احد ردت عليه امه قائله :: ستغضب اباك يالحاد هيا يابنى احضره الى ابيك وامام الحاح ابيه وامه احضر الهه واعطاه الى ابيه وهو يقول له :: حافظ على الهى يا ابى ؛ انى احبه كثيرا لقد انقذنى من الموت ؛ وسوف اصنع لك الها مثله اعطيك اياه عند عودتك لنا سالما ؛ وودع جهلان اسرته وذهب مع القافله ؛ وفى الطريق هاجمهم لصوص ؛ فر التجار فى الصحراء وتفرقوا كلاّ فى طريق ليهربوا من بطش اللصوص
ظل جهلان يجرى بالحصان حتى ابتعد عن اللصوص ؛ وفى ظل احدى التلال نزل جهلان من على حصانه ليستريح ويأكل ويتفقد المكان ؛ هل المساء على جهلان فجلس فى مكانه واكل حتى هل نور الصباح ؛ وفى الصباح اخذ يجول فى المكان بحثا عن الرفاق وحين اشتعلت شمس النهار جلس اسفل احدى التباب ؛ واخرج ماتبقى من الطعام والماء ولكنه كان مازال عطشان وجوعان ظل جهلان على هذا الحال يتنقل من هنا وهناك حتى قارب المساء وشعر بالارهاق فجلس ليسترح على الرمال تذكره جهلان اله ابنه الحاد هم مسرعا الى خرج الحصان واخرجه بلهفة الجوعان وفك خيوط الرباط وبدء ياكل ويشكر هذا الاله ؛ وماهى الا لحظات وسمع جهلان صوت المنادى ينادى على التجار الذين هربوا من اللصوص هم جهلان وفى يده ما تبقى من اله ابنه ونادى واشار لمن ينادى ؛ وركب حصانه ووصل اليهم وبعد ان تجمع التجاروعرفوا ما اصاب البعض منهم من اضرار اخرج جهلان المتبقى من اله ابنه الحاد ووزعه على الرفاق وهو يقول لهم هذا هو الاله الحق يارفاق ؛ انه هو الذى انقذنى من اللصوص وهو الذى جمعنى بكم ؛ وهوالذى انقذ ابنى الحاد بالامس ؛ وقد انقذ اباه الان
وبعد الانتهاء من رحلتهم وعودة التجار الى ديارهم وعودة جهلان الى داره ؛ كان فى استقبال جهلان ابنه الحاد ؛ وبعد ان سلم عليه بادره قائلا :: اعطينى اللهى يا ابى لقد صنعت لك اله ؛ وغاب عن ابيه لحظات ؛ ثم عاد ومعه الاله الذى صنعه لابيه اعطى الحاد ابيه جهلان الاله الذى صنعه له وحين رأه جهلان اخذه وقبله وقال انه حقاّ اله قدير يابنى قاطعه الحاد :: اين اللهى يا ابى قال جهلان : انه انقذنى من اللصوص ورد لى الحياه حين كنت سوف اموت من الجوع ؛ لقد اكلته يا الحاد وما تبقى منه وزعته على الرفاق بكى الحاد وقال صارخا فى وجه ابيه :: لما فعلت هذا يا ابى بأللهى وجرى الى غرفته ولم يخرج منها حتى صنع له اله ؛ وذهب الى ابيه وقال له ؛ وهو يشير الى الاله الذى صنعه : لقد صنعت اللهى يا ابى ولن اعطيه لك مهما كان ؛ انا صنعت لك اله ؛ لك الهك ولى اللهى رد جهلان وقال :: البلده كلها علمت بما حدث واصبحت تومن باله العجوه وهو الاله الحق يا ولدى ؛ هوه واحد مهما اختلف شكله او رسمه او حجمه فهو عجوة البلح وعاش اهل هذا المكان يعبدون اله عجوة البلح وامتلات البيوت والاسواق من هذا الاله الذى تعددت اشكاله بين الناس وهو فى الاساس واحد جوهره عجوى طعمه شهد ===== كلمات / الصابر