ملخص كتاب هارون الرشيد أمير الخلفاء وأجل ملوك الدنيا
عرض ـ علي بن عبدالله: نقدم في هذا العرض ملخصا لكتاب أمير الخلفاء وأجل ملوك الدنيا للمؤلف شوقي أبو خليل حيث يقع الكتاب في 183 صفحة عمد فيها الكاتب الى أسلوب الاسئلة التي يخاطب بها روح الرشيد وجعل اجاباتها ما ذكرته مراجعنا العربية المعتمدة وقد قسم المؤلف الكتاب الى قسمين:
1ـ قسم فيه أخبار الرشيد الخليفة المسلم الملتزم بدينه
2ـ قسم ثان فيه اجتهاد عن أسباب تشويه هذه الأخبار لسيرة الرشيد
الكتاب صادر من دار الفكر بدمشق وهو الطبعة الثالثة 1401هـ ـ 1981م وفيما يلي ملخص للكتاب:
* حياة الرشيد
الرشيد بن محمد المهدي بن عبدالله المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب أبو جعفر أمه الخيزران الجرشية ولد بالري لثلاث بقين من ذي الحجة سنة خسمين ومائة. استخلف بعد وفاة أخيه موسى الهادي سنة سبعين ومائة وهو ابن تسع عشرة سنة وشهرين وثلاة عشرة ليلة وولد له المأمون في تلك الليلة فكان يقال: ولد في هذه الليلة خليفة وولي خليفة ومات خليفة.
كان يبكي الى نفسه اذا وعظ وكان يحج عاما ويغزو عاما وكان يصلي في كل يوم مائة ركعة الى ان فارق الحياة الا ان يعرض له علة واذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم واذا لم يحج بسبب جهاد أو غزو أحج كل سنة ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة والكسوة الطاهرة.
قال داود بن رزين الشاعر:
بهارون لاح في كل بلدة وقام به في عدل سيرته النهج
إمام بذات الله أصبح شغله واكثر ما يعنى به الغزو والحج
تضيق عيون الناس عن نور وجهه اذا ما بدا للناس منظره البلج
وان أمين الله هارون ذا الندى ينيل الذي يرجوه أضعاف ما يرجو
أعرس بـ (زبيدة بنت جعفر المنصور سنة 165هـ في خلافة المهدي ببغداد فولدت له محمدا (الامين) فاحبته حبا عظيما وجعلت تهيئ له كل العوامل التي تعتقدها واصلة به الى عرش الخلافة. وقد كانت سيدة جليلة ذات يد طولى في الحضارة والعمران والعطف على الادباء والاطباء والشعراء والفقراء فقد بلغت نفقاتها في بعض حجاتها ألف ألف دينار وبلغت نفقتها في ستين يوما أربعة وخمسين ألف درهم فرفع اليها وكيلها حساب النفقة فنهته عن ذلك وقالت: ثواب الله بغير حساب.
كما كانت زبيدة يسمع من قصرها دوي كدوي النحل من قراءة القرآن الكريم ولقد تركت على طريق مكة (الحج) مرافق ومنافع عمت الجميع قرونا.
* ولاية العهد
عقد الرشيد لابنه محمد الأمين ولاية العهد يوم الخميس في شعبان سنة 173هـ وضم اليه الشام والعراق في سنة 175هـ ثم بايع لعبدالله المأمون بالرقة سنة 183هـ وولاه حد همذان الى آخر المشرق وفي سنة 186هـ حج الرشيد والأمين والمأمون معه وقواده فلما قضى مناسكه كتب لعبدالله المأمون ابنه كتابين أجهد الفقهاء والقضاء آراءهم فيهما أحدهما على محمد الأمين بما اشترط عليه من الوفاء به بما فيه من تسليم ما ولي عبدالله المأمون من الأعمال وصير اليه الضياع والغلات والجواهر والأموال والآخر نسخة البيعة التي أخذها علىالخاصة والعامة والشروط للمأمون على الأمين عليهم وجعل الكتابين في البيت الحرام بعد أخذه البيعة على الأمين. وقد اغتمت زبيدة غما شديدا لما ذكر الرشيد البيعة لابنه المأمون فدخلت على الرشيد تعاتبه في ذلك أشد المعاتبة وتؤاخذه فقال الرشيد: ويحك انما هي أمة محمد ورعاية من استرعاني الله تعالى مطوقا بعنقي وقد عرفت ما بين ابني وابنك ليس ابنك يا زبيدة
للخلافة ولا يصلح للرعية.
قالت: ابني والله خير من ابنك وأصلح لما تريد وليس بكبير سفيه ولا صغير فيه أسخى من ابنك نفسا وأشجع قلبا فقال هارون: ويحك ان ابنك لأحب الي الا انها الخلافة لا تصلح الا لمن كان لها
وبها مستحقا ونحن مسئولون عن هذا الخلق ومأخوذون بهذا الأنام فما أغنانا ان نلقي الله بوزرهم ونقلب اليه باثمهم.
* جهاد الرشيد
جهاد الرشيد جهاد دائم فهو ان لم يكن في حج فهو في غزو فقد غزا الصائفة في حياة أبيه مرارا وعقد الهدنة بين المسلمين والروم بعد محاصرته القسطنطينية.
ـ قضى على فتنة الزارية واليمنية في الشام 179هـ.
ـ في سنة 181هـ غزا أرض الروم فافتتح بها عنوة حصن الصفاف.
ـ قضى على تمرد الخزر في أرمينيا عام 186هـ .
ـ أخضع نقفور (سلطان الروم) لسلطان الدولة العباسية 187هـ فقد رد على رسالة نقفور بالرسالة التالية: (بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين الى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه .. والسلام).
ـ في سواد العراق قام ثروان بن يوسف وهزمه طوق بن مالك سنة 191هـ
ـ في الشام قام أبو النداء فاستتابه يحيى بن معاذ سنة 191هـ
ـ لما خالف والي خراسان (علي بن عيسى بن ماهان) أوامر الرشيد عزله وأبدله بالقائد هرثمة بن أعين وكتب لعلي بن عيسى كتاب توبيخ وتقريع لظلمه الرعية ولمخالفته أمره في حسن السيرة.
* وفاة الرشيد
مات الرشيد بطوس ليلة السبت لأربع خلون من جمادى الآخرة 193هـ ودفن بقرية يقال لها (سناباذ) وصلى عليه ابنه صالح.
* رجال حول الرشيد
ـ أبو يوسف يعقوب بن ابراهيم بن حبيب: قاضي القضاة عند الرشيد وصاحب كتاب الخراج توفي عام 182هـ
ـ أبو عبدالله محمد بن الحسن الشيباني: قاضي القضاة بعد أبي يوسف قيل عنه (هو من أعلم خلق الله بكتاب الله) مات بالري ودفن بها سنة 189هـ ترك ثلاثين ألف درهم فأنفقت خمسة عشر ألفا على النحو والشعر وخمسة عشر ألفا على الحديث والفقه.
ـ عبدالله بن المبارك عالم المشرق والمغرب وما بينهما فقد جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والشجاعة والشعر والفصاحة والورع والانصاف وقيام الليل والعبادة والحج والغزو والفروسية فلما بلغ الرشيد خبر وفاته 161هـ قال: مات سيد العلماء ثم جلس للعزاء وأمر الأعيان ان يعزوه في ابن المبارك.
ـ الفضيل بن عياض: العالم الزاهد العابد قال يوما للرشيد: يا حسن الوجه أنت الذي يسألك الله تعالى عن هذا الخلق يوم القيامة فان استطعت ان تقي هذا الوجه من النار فافعل واياك ان تصبح وتمسي وفي قلبك غش لرعيتك فان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أصبح غاشا لم يرح رائحة الجنة) فبكى الرشيد بكاء شديدا ثم صمت ولم يكلم أحدا فخرج الرشيد والفضل بن الربيع ومن معهما فقال الرشيد: اذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا ، هذا سيد المسلمين اليوم.
ـ الامام مالك بن أنس: صاحب كتاب الموطأ وامام دار الهجرة واستاذ الرشيد في الفقه والحديث.