نحنُ مِتنا عفواً رحلنا
ذات جِنازَة كُنْا نُشيعُها ,,,
أيُّ جِنْازَةٍ وأنْا مَعَهُمْ أمشي محمولاً فوقي , ومعظمَ الوقت أشعُرُنْي فوقَ رأسي
الحياةُ البائِسَةُ , وتراكُم الهمومِ والمُنْغِصات تبعثُ إشاراتٍ لعقليَّ الباطِنُ أن أُلَوِحَ برايةٍ بيضاء كـ عنوان إستسلامِ و تكاد معها نفسي وأوامِرُ أطرافي الداخلية أن أركُنْ لأي سورِ مِقبَرَةٍ علْ المارين يُشيعُنني فلا حياةً أُريدُها بيدِ أنْ كُلَ ما على هذه الحياة بعينيّ قد ذبُلَ واضمَحَلْ...
على الناحيةِ الأُخرى مرَ بي إعياءٌ عظيمْ كِدتُ بلْ جزمت أنني لا أُبصِرَ الدُّنْيا أبداً فكان هاجسي أنْ ... مثلاً
أرا أحداً أُصية بأنني مُحِبْه وعاشِقْه حدّ الثماله , أو أن أُحمَلَ لأحضُرَ خُطبَةَ يومِ الجُمُعَه في مسجِدِ حيِّ السّعاده , أردتُ مثلاً وبِكُلِ أمانه أنْ تدب الحياة بي من جديد فقط لأجِلِ أُمْي خوفاً أن لها غايةً ومطلباً لَمْ أُحقِقهُ إبانَ حياتي ..
هكَذا .. حياةٍ تِلوَ حياة عفواً سَكّرَةً تِلوَ سَكّرَه..
مَرَت بِنْا لياليّ يموتُ مِنْ حولِنْا الألآف , في حين مرَت بِنْا ثانية غَبطَنْا كُلَ الأموات , الصُّدَفْ كـ الطَيِّبْ لا ي
ُ طويلاً لأنَّهُ لا يتمَلََقُ ولا يَكّذِبً كثيراً
نتساقط كما يتساقط غيرنا فنحنُ لو لَمْ نكُنْ طيبين مُكتَمْلِي الطيبَه ولكِننا أصدِّقاءُ ليسَ لنّا مِنْ الرَّغيفْ إلا قِطَعَه أهديناها الطيّورْ لأن لدينا حُلُمٌ بائِسْ يكمُنُ برغبَةِ الرحيل وعسى أنْ تُعلِمَنْ الطيّورَ التحليق , فلاهيَّ علَمَتنْا ولا نحنُ مِتنا عفواً رحلنا ...