برغبة النخبة المدعومة بانضباط تكتيكي وجمهور زلزلت أهازيجه مدرجات استاد الأمير عبد الله الفيصل الذي استضاف المباراة .. تأهل الأهلي إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين .. وعاد الهلال إلى الرياض مهزوماً رغم تعادل الفريقان اليوم 2/2 ، وكان الأهلي قد فاز بمباراة الذهاب بهدف لعبد الرحيم الجيزازي ، ليتأهل ( الراقي ) بمجموع نتيجة المباراتين 3/2 .
بادر الأهلي بالتسجيل لمدافعه الأيسر منصور الحربي في الدقيقة 21 ، وتعادل للهلال ويلهامسون في الدقيقة 22 ، وعاد وتقدم الأهلي بهدف البرازيلي بالومينو في الدقيقة 79 ، وتعادل ويلهامسون للهلال في الثانية الأخيرة للمباراة من ركلة جزاء .
بكبرياء الأسد الجريح .. دخل فريق الهلال اللقاء فارضاً كلمته من خلال تطبيق الضغط على لاعبي الأهلي من منشأ ألعابهم ، فاستحوذ على الكرة وأجبره على التراجع مبكراً لإمتصاص هذا الهياج الكروي الأزرق .. وتمر الدقيقة تلو الأخرى وكل المؤشرات تميل في اتجاه ترجمة الزعيم السعودي لإستحواذه على الكرة في مربعات الملعب إلى هدف مبكر ينتزع الأسبقية ال
وية التي منحتها له نتيجة لقاء الذهاب في الرياض التي فاز بها بهدف لاعبه عبدالرحيم الجيزازي .
وكادت الدقيقة الثامنة أن تصل بالهلال إلى ما يصبو إليه عندما نجحت المناورات الحركية بين نواف العابد ووليهامسون ومن خلفهم المدافع الأيسر عبدالله الزوري ، لإفساح الطريق للعابد نحو اختراق الجبهة اليمنى للأهلي فمرر أكثر من كرة عرضية لم تجد من يتعامل معها من الهلال بسبب ميل رأس الحربة يوسف العربي للتحرك إلى أطراف منطقة الجزاء ال
وية ، في الوقت الذي يتباطء فيه لاعب الوسط المهاجم أحمد الفريدي في الدخول للعب دور رأس الحربة .
طال إنتظار جماهير الأهلي لترى فريقها قادراً على تفعيل أداءه الهجومي وينظم عمله الدفاعي لبدأ تنفيذ جملة تكتيكية .. حتى أتى الفرج عند الدقيقة العاشرة عندما مرر تيسير الجاسم ( العقل المفكر للفريق ) كرة طولية لرأس الحربة فيكتور سيموس لتنفيذ هجمة مرتدة سريعة ، إلا أن تباطؤ الأخير أعاد الهلال إلى وضعيته الهجومية والإستحواذ من جديد ، لكن دون جدوى جراء الضعف العدد للاعبيه في منطقة جزاء الحارس ال
وي عبدالله المعيوف .
خبرة وقدرة تيسير الجاسم على الرؤية الجيدة للملعب والإحتفاظ بالكرة بشكل إيجابي ، منحا الأهلي لحظة إلتقاط الأنفاس ، وإحداث إطلالة على المرمى الهلالي من خلال تنفيذ هجمة منظمة كان قاعدتها التنفيذية عند الجاسم ، ونفذها لاعبا الوسط المهاجمين وليد باخشوين ووليد الجيزاوي من الأطراف ، وبرأس حربة سيموس .. الأمر الذي أجبر الهلال على التراجع للخلف لإغلاق مناطقه الدفاعية ، ففتح الملعب أمام القادمين من الخلف للفريق ال
وي للمساندة الهجومية .
في الدقيقة 21 شهد ملعب عبدالله الفيصل زلزال عنيف هز أركان شارع التحلية ، عندما قام صانع اللعب ال
وي البرازيلي كماتشو بتنفيذ ركلة ركنية على القائم البعيد للهلال ، لتجد أحد الجنود القادمين من الخلف منصور الحربي المدافع الأيسر ليسدد الكرة مباشرة في المرمى الهلالي لتمر أمام كفي وأعين الحارس حسن العتيبي كهدف التقدم للأهلي .
في لحظة .. أثبت لاعبو الأهلي أن خبرة المباريات واللعب الإحترافي لم يحضر معهم في هذه اللحظة ، عندما نسوا جميعاً أن القاعدة الاحترافية التي تستدعي أعلى درجات التركيز للاعب ، هي الدقائق الخمس اللاحقة لإحراز الهدف ، لذلك لم يرفض نواف العابد هدية تيسير الجاسم عندما تباطء في تمرير الكرة فضغط عليه العابد وخطف الكرة وانطلق بها في غياب المدافع الأيمن كاكل المر ليمرر عرضية قوية يتصدى لها المعيوف ليهديها تتهادى أمام قدم ويلهامسون فسددها في المرمى الخالي كهدف التعادل للهلال عند الدقيقة 22 ، أي بعد دقيقة واحدة من هدف التقدم ال
وي .
بعد هدف التعادل للهلال ، عاد أداء الفريقين للاعتماد على التكتل في وسط الملعب لحرمان كل منهما الأخر من تنفيذ العمل المنظم ، فمال الأداء للكفاح الجماعي ، ولم تفلح الفروق الفردية للاعبين من إحداث الفوارق الإيجابية ، لتمر الدقائق المتبقية من الشوط الأول دون تغيير حتى أطلق حكم اللقاء الايطالي كيناري معلناً نهايته بالتعادل هدف لهدف .
كما خطط الأهلي من قبل اللقاء أن يرهق الهلال المندفع للعودة بأماله للتأهل ، وفي الشوط الثاني يدفع بمهاجم ثاني مع سيموس وهو عماد الحوسني لتكتمل قوة الهجومية القادرة على مباغتة الهلال وإجباره على التراجع .. وهذا ما كان له بالضبط ، حيث بدأ الإرهاق يحل على لاعبي الهلال ، خاصة عناصر الضغط من وسط الملعب بقيادة ويليهامسون والغنام والفريدي قبل أن يخرج ويشارك بدلاً منه الكوري سه يونج ليكون مهاجم ثاني مع العربي، والقرني ، فانعزل العربي عن عناصر العمليات الهلالية ، الأمر الذي أجبر خط دفاعه أن يكون في مواقف المواجهة المباشرة مع الهجمات ال
وية .. ومما زاد من معاناة أسامة هوساوي قائد الدفاع الهلالي ، هو العمل التكتيكي الذي نفذه عماد الحوسني بتحركاته من خلف الزوري ففتح جبهة يمنى لفريقه ، وكذلك تيسير الفهمي الذي شارك بدلاً من الجيزاوي ليفتح الجبهة اليسرى للأهلي من خلف سلطان البيشي .
في الوقت الذي يفكر فيه الهلاليون عن حلول لعودتهم في وضع المهاجم أملاً في إحراز هدف التأهل ، جاءت الدقيقة 79 لتعلن عن أحقية الأهلي في التأهل ، عندما نفذ كماتشو جملة تكتيكية من ركلة ركنية نفذها على رأس البرازيلي بالومينو الذي حولها خلفية في مرمى الهلال محرزاً هدف الأهلي الثالث .
بعد هدف الإطمئنان ال
وي ، إنكمش الهلال بعشوائية ، وإندفع للهجوم بعشوائية مماثلة بسبب الإنهيار البدني شبه الجماعي للفريق ، في الوقت الذي إنتعش الأهلي بأمال تجديد وعده بالعودة إلى ذهب المنافسات السعودية بتأهله لثاني نهائي له في الموسم بعد بطولة الدوري التي خسرها أمام الشباب .. فبدأت جماهيره تنشد أهازيجها الحماسية التي إنطرب على أنغامها اللاعبون ، فاستحوذوا على الكرة ووضعوا الهلال في أجواء الهزيمة والخروج من البطولة، خاصة عندما كاد سيموس إحراز الهدف الثالث عندما انفرد وتخلص من هوساوي وسدد خارج المرمى .
وسط الأجواء الإحتفالية ال
وية، وانتظار جماهيره لصافرة الحكم لتطلق العنان للبهجة ، استطاع السويدي ويلهامسون المرور بالكرة ويشق طريقه نحو المرمى ال
وي فعرقله البرازيلي بالومينو فاحتسب الحكم ركلة جزاء نجح ويلهامسون في تسجيلها كهدف التعادل 2/2 ، ومعها أطلق حكم اللقاء صافرة النهاية والإعلان عن تأهل الأهلي للمباراة النهائية، وعودة الهلال إلى الرياض خارجاً من المنافسة بهزيمته في مجموع المباراتين 3/2 ، ليواجه الزعيم واقعه المتراجع هذا الموسم . خروج الهلال من البطولة !!