التقمص

فظاهرة التقمص لم تتكرر في منطقة واحده في كرتنا الارضيه بل انها حدثت وتحدث وبغزاره لدى العديد من الشعوب والحضارات وليس لتلك الظاهرة اية علاقه بالتقدم العلمي او بالتخلف .واذا بحثنا ذلك الامر من الناحيه العلميه فلا شيء يمنع حدوث مثل تلك الظاهره فكما حلت الروح اولا في جسد ما/ وبتطابق بين شيفرتي الروح والجسد/ فبالامكان ان تحل في اي جسم مادي عضوي اخر طالما ان كمية المادة الموجودة في كوننا ثابته في المقدار والنوعيه ولها نفس التركيب العضوي والكيماوي.وجميع الاحياء على سطح الارض في اي عصر ما هم الا اعادة تركيب وتكرار لنفس الجمل الكيميائيه من جذور ومركبات حموض امينية سبق ان تركبت في الطبيعه سابقا,فالجنين الذي تتكون خلايا جسده الآن انما يتم ذلك من مواد كيميائيه موجوده في الارض وقد تكون لشخص مات قديما وتحلل جسده,ووصلت للجنين عن طريق تغذيه والديه من ثمار الارض وخضارها,اذن العضويات الحيه الحديثه ما هي الا شكل من اشكال اعادة تركيب العضويات باشكال مختلفة.اما بالنسبة للروح فقد وجدنا انها قوية جدا لا تتفكك ولا تتحلل واطيافها معقدة تبلغ اعدادها البلايين ولها شيفرات ورموز متشابكه غاية في التعقيد وتؤلف بمجموعها /الروح الكلية/وفي حالة التقمص تساهم الروح الكلية عضوية الجنين بالجزء الجسدي منها فقط,والروح القدسيه منها تدخل مخ الجنين لتغرس فيه رسائلهاوماتبغي انجازه.وعلم الروح لا ينفي حدوث مثل تلك الظاهره واحتمال حدوثها امر وارد لتشابه الشيفرات الروحية الجسدية بين البشر لذلك هو امر متوقع حدوثه بشكل طبيعي لمدى كبير بين الافراد الاقربين طالما ان وظائف ومهام الشيفرات الروحيه الجسديه متماثله في العضويات الحيه من تركيب وتغذيه وتكاثر وكيميائيات0000الى اخره فتاتى اشكال الاجسام متماثله خاصه في البيئات واقاليم العيش المتشابهه ففي بيئه واحده يتناول سكانها نفس الوان الطعام وشرابه وهوائه ويكون لهم عادات متماثله مثل ساعات النوم والصحو والعمل سواء كان زراعيا ام صناعيا ام تجاريا .......كل ذلك يجعل قضيه التطابق الطيفي الجسدي امرا واردا فعلا بحيث يحصل نوع من التاخي الروحي او التبني الروحي بين الشخص الميت والمولود الجديد. لهذا يمكن ان يحل طيف شبكة روحية لشخص متوفى في طيف شبكة روحيةمماثلة لمولود جديد .وسبب سهولة ذلك هو ليونة بناء جسد المولود حديثا وكون خلايا جسده هي خلايا جسديه فقط ولم تتحول بعد لخلايا جنسيه, وعند بلوغ الطفل سن الرشد يخرج منه الطيف الروحي للانسان المتوفي للابد وبعد ان يكون الطفل قد بلّغ رسالة الشخص المتوفي كاملة,عندها تشعر روح المتوفي بالراحه والاطمئنان. ومما يبعث على تصديق تلك الظاهره هي انها صادره عن اطفال وهم في سن البراءة وهم غير مضطرين لاختراع القصص كما يفعل كبار السن .
اذن هناك نوع من الحلول الروحي لبعض نمازج الطيف الروحي الجسدي للشخص المتوفى عن /ط تطابق شيفرتها الشبكية مع ما يقابلها من شيفرة عضويه حيه تتكون حديثا, ومن خلال ذلك تكتسب العضوية الجديدة شعورا بالاستمرار وتتسلم معلومات ورسائل تفيدها شخصيا في حياتها القادمة.وتلك الرسائل والمعلومات موجهة من شخص المتوفى لأبناء جنسه لم يتمكن هو من ابلاغها لهم خلال حياته في حينه ،كما تتضمن تلك الرسائل اسرارا عديدة مر بها الشخص المتوفي اوقصصا لم تنته معه ،وعلى العضوية الحديثة ان تبحث لهاعن خاتمة او نهاية لعلها تجد حلا لآلام مر بهاالشخص المتوفي خلال حياته وعندما يقوم الطفل او الشخص الجديد بتبليغ تلك الرسائل عدة مرات، فانه ينسى ذلك الأمر تماما وتزول صور ورسائل الشخص المتوفى من ذهنه وكأن شيئا لم يكن، ويتابع حياته بصورة طبيعية سعيدا مرتاح البال، لأنه حقق عدالة لروح الميت ولأهله بوصول الحق لأصحابه، عندئذ تهنأ لتحقق أمانيها وتنفيذ وصاياها والآن ماهي الحكمة من ذلك؟
تخرج الروح عند الوفاة لخارج نطاق الزمان و المكان وبعد زمن تعود ثانية، لكن بالنسبة لها لا يمر عليها زمن ، والقصد من العودة هو التطهير والتخلص مان ا لأثام التي ربما مرت في الحياة لأولى أو لتبليغ رسالة لم تتمكن هي من تبليغها ، فالروح تعود لتتقمص شخصا حديثا لانه يعطيها جسدا تتحرك به ويتيح لها فرصة لتطهر نفسها من خلاله ولتصبح جاهزة فيما بعد للمحاكمة الالهيه.والتقمص هو حق للجميع لتحقيق تكافؤ فرص بين اشخاص ماتوا,احدهم عاش مثلا عشر سنوات وآخر عاش ثمانين عاما, فيعود الطفل ذي العشر سنوات ليتمم زمن حياته ثانية بالتقمص,من طريقة كلامه ونطقه وبوجود العلامات المميزه التي كانت للشخص المتوفي وكذلك من نوع المعلومات التي يتحدث بها وبماذا تتعلق.
فظاهرة التقمص تحدث عند جميع الاقوام لكن ربما لجأ بعضهم الى اسكات الطفل وتعنيفه ليكف عن التعرض لمثل هذه المواضيع ويبقى تقمص الذكر ذكرا والانثى انثى...وهكذابغض النظر عن السن والعرق,كما انه ليس للروح طائفة دينيه معينه.فقد تبعث الروح بالتقمص من شخص مسيحي لمسلم وبالعكس,ويؤدي ذلك الى تآلف الناس وترابطهم وتحاببهم وتلاحمهم فالكل اخوه... وللتقمص اشكال مختلفه من /نسخ -مسخ- فسخ- رسخ/ ولبعض الناس رأي آخر باعتبار ان الروح لها قدسيتها ولا يمكن ان تتقمص الا جسد انسان وبنفس لحظة خروجها من آخر نفس للا نسان المتوفى لتدخل مع اول شهيق هواء يستنشقه المولود لحظة خروجه للدنيا بينما قوم يؤمن بنسخ الروح اي انتقالها من جسد انساني الى جسد انساني آخر ..والمسخ هو انتقالها الى جسد حيواني..والفسخ هو انتقالها الى جسم نباتي ...والرسخ هو انتقالها الى جسد جامد كالحجر او المعدن او.....
فمثلا الذين ماتوا وزالوا في انفجار قارة الاطلنطس وغرقها في قاع المحيط الاطلسي فامثال هؤلاء كانوا اطفالا ونساء ورجالا وشيوخا وماتوا دون ان يكون لهم نفس العمر او ياخذوا نصيبهم كاملا من الدنيا, فمن المحتمل ان تتقمص ارواحهم اجسادا جديدة فيما بعد لتتابع مسيرة حياتها كاملة في مناطق جديدة وبيئات جديدة كي تاخذ حقها كاملا في الحياة والحساب ويتحقق لها العدل وتكافؤ الفرص والمساواة مع غيرها من الارواح لتكون جاهزة بعد ذلك للمحاكمه الالهية ففي التقمص خير وطهارة ومحبة.
وما اكثر احلامنا الغنيه بالمشاهد الكارثيه الحيه...فلربما كانت لنا هناك حياة وحياة وحياة.....
مقتبس.....من كتاب طبيعة الروح