قصة صراع فى وادى النمل

نملة تبحث عن حياة سعيدة كريمة عادلة ولكنها تصطدم بالواقع المر الذى تعيش فيه من ظلم وقهر فتحاول ان تتعايش مع هذه المشاكل ولكنها بعد محاولات تصل الى نتيجة واحدة وهى لابد من مواجهة من هو مسئول عن كل المشاكل التى تحيط بها وبأقرانها.
فتأخذ النملة قرار بالوقوف فى وجه الاسد الذى اصابه ما اصابه من الكبر والعجز فهو المسئول الاول عن ما يحدث من مشاكل فى هذه الغابة حتى ترفع الظلم عنها وعن من معها.
فما وصل اليه حال الغابة نتيجة ضعف وعجز "الاسد" الذى اعطي الفرصة "للفيل والثعلب والضبع" ان يرتع كلا منهما فى الغابة دون حساب او عقاب.
فوقفت النملة شامخة بجوار اخواتها من النمل امام الاسد العجوز ومن معه وفى كلمة واحدة قالت
" ان لم ترحل انت ومن معك عن هنا سوف ندخل الى رؤوسكم الكبيرة ولم نتركها آلا وأنتم ميتون"
وبعد شد وجذب استطاع النمل ان يرهب هذا "الاسد" العجوز ومن معه حتى قرر الرحيل, ولكنه قبل ان يرحل جاء الى "النمر" ليكون هو المسئول من بعده عن حال الغابة وما فيها نظراً لحكمته وقوته.
ونجح "النمر" فى امتصاص غضب "النمل" واستمع الى مشاكلهم وبدء بالفعل فى توفير جزء بسيط من الحرية , فأصبح "النمل" سعيد بهذه الحرية التى اعطاها لهم "النمر" الكريم فكان يرتع ويلعب فى الغابة وهو سعيد ونشيط.
ثم عرض "النمر" عليهم ان يأتى اليهم بمكان كبير فى الغابة "وادى" ويتم توفير مساكن وأماكن لهم فيه ويكون بداية لحياة كريمة فتم قبول العرض .
وبعض فترة ليست بالبعيدة جاء اليهم "بالغراب" لكى ينظم لهم اوقاتهم فهو لديه الخبرة فى الاشراف وتنظيم الوقت والجهد حتى لا يتم اهدارها دون فائدة فقبل "النمل" هذا العرض العظيم مرة اخرى فهو يهدف الى تحسين احوالهم .
فكان من اول قرارات هذا "الغراب" هو وضع ساعات محددة للحركة داخل هذا المكان الذى يشبه المدينة وتحديد اماكن بعينها للشراء والبيع.
ثم وجد انه لابد من وجود مساعد يساعده لوضع تقارير عن سير الحياة فى هذا الوادى فجاء بمجموعة متميزة من "النمل النشيط" لكى يقوم بمراقبة باقى النمل ومحاولات تنظيمهم, فحدث انشقاق بين النمل وبعضه.
ثم قام بتعين "عناكب" لكى تتولى متابعة الاتصالات بين النمل وبعضه .
وبعد ذلك قام بتوظيف مجموعة من "النحل" لتنظيم المعلومات .
وجاء بمجموعة اخرى من "الجراد" لمتابعة الاعمال الادارية والتنظيمية لهذا المكان.
وهنا ذهب مجموعة من النمل المقهور بلهجة حادة للشكوى "للنمر " من كثرة الخلافات وقلة الاداء وكثرة الاجتماعات وعدم القدرة على العيش فى هذا النظام نتيجة اكل العناكب والجراد لهم وعدم وجود طاعم كافى لمن فى المدينة.
فقرر "النمر" تغيير هذا النظام
فقام بتعيين "كلب" له خبرة فى التطوير والإدارة فكان اول قرار له هو تغيير شكل هذا المكان وبناء مجموعة كبيرة من البحيرات والكبارى والطرقات, ولهذا جاء بمجموعة من "الفئران" للعمل معه فى تنظيف وتطوير الطرق ومجموعة من "الثعابين الصغيرة" لتنظيف البحيرات.
فذهب النمل مرة اخرى ولكن هذه المرة بلهجة اقل حده من المرة السابقة نتيجة للملل والإحباط وعدم القدرة على العمل فى هذا الجو العامر بالفساد الذى اصابهم .
فقرر "النمر" هذه المرة استشارات خبراء استراتيجيين لحل هذه المشكلة فجاء "بالفيل والثعلب والضبع" الذى كان يعمل معهم من قبل, فبعد الفحص والتمحيص لعدة شهور على هذا الحال اصدر هذا الفريق الاستراتيجي بيان الى "النمر" يطلب منه تقليص عدد سكان هذه المدينة نتيجة للتضخم الذي ضرب هذا المكان.
وكان النتيجة هي طرد النمل من هذا الوادى نظرًا لقصور ادائهم وسلبيتهم وعدم تفاعلهم مع باقى اعضاء المنظومة.
والحقيقة انه بالفعل نجح النمر فى طرد النمل ونجح في تقسيمهم ولكن ما لم يدركه ان النمل من اكثر الكائنات القادرة على البناء والتنظيم مرة اخرى ولعل يكون هذا كله خير ان شاء الله
"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" سورة الانفال