موضوع: بدور الشِعر وملوك الطمأنينة دراسة روحية عن تميز ونتائج توجيهية الفكرة عند الشاعر محمد السيد ندى بقلم :سمرالجبوري الجمعة 27 أبريل 2012 - 11:18
بدور الشِعر وملوك الطمأنينة دراسة روحية عن تميز ونتائج توجيهية الفكرة عند الشاعر محمد السيد ندى بقلم :سمرالجبوري
*سلسبيل الوجد موسومٌ وموزونٌ على الكفِ جناحاه معا صرف عمر ما يتم العمر ينهيه ساريٍ أبدعا نحسب الأيام للمفقود حينا وبحينٍ ينتهي دار شعا غَيرَ ذي كانَ وكانت في فصول ربما يا جمعها عاش ألوعا وبدرب الخالدين ليس إلا نعترف يا كل كَونين المعاشات رعى ذا ومُلُكُ الرب محمول الحنين الأترف العمر دعا أينكم يا من توَلون حياة قيد ذل...عابثين الجهر والخافي سعا لا حياة وحي كَبر....لا ممات في حياة الأدب الأرقى قلوبا ورعا مثل جُنحين لطير ما تخلا عنه إيمان ولا ضل طريق العدل كل أوزعا
*بهذه الأحرف الفقيرة أمام موضوعنا يا سادتي....أبدأ كون كم ترجيت البدء فيه :وكل مرة أجد نفسي لستُ مهيأة بعد...... وهنا أحب أن أوضح للمتمتع في قلبه مما تهنأ من وجد أستاذنا ..أو للباحث الجائع لثراء روحيتهِ وخامتهُ أينما وضعناهما: نجدها تحتوي كل العصور من حيث الثبات على المبدأ وأسبقية الموروث الواضح والشفاف مما تجلى من كم الثقافة الإنسانية و(الوجدانية) خاصة بقلب وروح وخط شاعرنا ))محمد السيد ندا))
*ولنأتي ونبدأ من فصل آخر وهو تميز الشاعر بغزل الفصول الكونية في سمو الروح البشرية...واعني بذلك هو ان شاعرنا وبثقة يعترف بموجبات الألم بكل أنواعها كوحدة ملازمة للوجد الشاعر في كيان البشرية.....وعليه...يصنف من يشعر ويكتب ما يعتريه من الم بأنه اكتمال لوجوده كما فعل في عدة مقطوعات أثبتت لنا أحقية قرار الوجدان والحكم بتفصيلٍ مسند....ومما يقول:
لو عاد الحزن الطارق بابي كل صباح لن أعرف أين طريقي يصطبغُ الحزنُ بلون عيونكْ ... غرقتْ أحزانى في ليلة غربتنا الشفافة أتنفسُ روحي شفقا صوتي في نافذتي ليلٌ يمتد العابرُ لا يسمعني وأنا وحدي
*ولنتأمل هنا ما قد أجاد وأحكَم فمما أجاد استأذنا ((محمد عرب)) في استدراك كم الأخطاء المتوارية خلف حجب الزهو بالنفس والإيتاء بالفتاوى التخلخلية لروحية المنقول عما قراناه ((للإمام الغزالي))رحمة الله عليه...(إنه تمادى بغربته حتى انفكَ من مداه)فحاول تجاوز المألوف من صوفية العقلائية إلى استحصال المعرفية المجسدة بالانقطاع دون الناس والتبتل حتى يصلهُ الأمر المراد.....وبعد عشر سنين من طوائفِ وحدته :عاد ليقول....كم كنتُ متأخرا وتأخرت.....هذا مضمون واختزال ما أوضح الأستاذ عرب مع شروحات تطول عن الأسلوب والكيفية....أما رجوعنا إليه فيصب في كون إن شاعرنا السيد ندا...تحمل الأمرين دون اعتكاف عن الناس بل وكأنه يقول وبإصرار...إن الحب هو الناس...الصبر هو الناس والألم :نحن الأجدر به وحمله لنكون أولا وأخرا عبر نجاح بين الناس.....وعليه حكم بالحياة الكاملة وبلا تعديِ على فصول الالهوية بظن تجسيدها أو القرب الأكثر منها حيث اثبت ان الوجد الواحد ينتمي لما يشعر به الإنسان بين ومن والى الآخرين وبدون ذلك لا تحقيق لشعور أو استشعار وإحساس لكل أنواع الوصف الوجداني حتى تثبت ((إدانة القرب وبراءة الوجود)) ويقول انتصاراً لما يقصد ونفخر: عشنا محبة الله في محراب معبد القلب السابح في ملكوت الرب وشاهدنا اليقين عن قرب ليس خيالا ولا رؤى ......وإنما حياة كاملة رأيناها رأى العين حيث كانت البصيرة وقتها تعمر كل الحواس فترى العين مالا يُرى وتسمع الأذن مالا صوت له فأصبح التساوي والتوازن حاكما على العقل والقلب بينما الروح تعمل وتتطلع إلى رحاب الملكوت لها شغلها ولها عالمها الخاص
*ومن هذا نجد إن وحدة الشاعر تربطنا بما غاب عن سمعه...وعن بصره وعن كل ما دار بينه وبين الإنسانية وبذلك حقق الوجود الكفء بتولي إدارة النفس البشرية بعدل يُبين الرجاء الأُلوهي.... وبإنصاف لا يخفى في الحاجات الدنيوية....وبذلك تحقق له وجد متكامل لن يمر على الكرام مَرَ الضيف أبدا وثانيا....وجدت نفسي أمام (استحداث لمغايرة التوجيه واللحاق بالحقب المتلونة في كم المشاعر والأزمات المغايرة) لما ألفناه في بلداننا العربية...حيث كنت أقرأ له كلما صادفنا حدث مهم يجري واقعا في بلداننا فوجدت....انه كلما اشتدت ضمار الوجد بين ثورات الربيع العربي في مواجهاتها كان يُنشِد للفخر ويشد على الإيمان والمُضيّ لما يكتفيء الحال بلا تخطيٍ عن سلوك المبدأ بالوعي العامل والتوجيه الآمِن....حيث يقول في قصيدته الموسومة ( بإرهاصات ثورة 25 يناير) والتي نشرت في 5 نوفمبر 2010 م آنذاك وهي من أجمل وأجود ما قرات لروح ثائر مَعين:.....وهي:
( قصيدة الحشد)
أرحام تدفع طوفان حشود من بشر تتسكع والهول الهول الهول ...ماذا نتوقع ؟ وندق الناقوس لآذان لا تسمع حتى لو سمعت لا تفعل شيئا لاتسمنُ أو تغنى من جوع لا تمسح من مدمع إن نطقت بالحق الأفواه وقالت لا تُقمَع والويل الويل الويل إذا اجتمع الحشد لن يسكت أو يخضع سيعيد الحق ولن يُمنع .... .... للثمن الفادح حين الغضبة من يدفع ؟؟؟
*ثم يتابع ونتابع الأحداث ويجود الحشد بما زرع فيحصد النصر وفرحة الإيمان بما واصل وأثرى الوجود ويعود شاعرنا لينصِف الكون هناك حيث يشد أزر المواصلة ودور العدل بين القلوب فيقول: لثورتكم فلتعودوا ملايينَ في ساحة للفداء فإما مسارٌ لشمسٍ تنير الوجود َبضوء النهارِ وإما خمودٌ لشعب عظيمٍ وإما اندحارٌ وإما انهيار وحاشا لأرض الحضارة في العالمين انحدار ستكمل ثورتكم دربها بمجد يكلله الازدهارُ تسود العدالة فى كل شبر ومن ظلمة الليل يصحو النهارْ
• *ومن ظلمة الليل يصحو النهار....وهكذا يشتغل فكر الجود وكرم فيض الروح بأزمات العام على الخاص وهذا ما كنتُ أجيد رؤاه بين فصول الآداب حيث لا يمكن تصنيف مثل هذه الروح الورعة إلا بكونها ملوكية لفحوى الأنفس البسيطة التي تعتمد الموجِه أسلوبا للطريق الأوضح معالما في قيادة النفس التي كانت ومازالت عطشى لوجد الحقيقة كاملة لا غير • كل ذلك كان بديهي النظرة واستمرارية ما يعرفه القارئ لمرامي استأذنا الشاعر ولكن الذي لفَت نظري بحق هو الصعود على منبر الحب والغزل كأسلوب جديد لقول رأيِ طالما كَفر بمعيته الأدباء بل فشلوا في تسربل روحيتهم في مكانات باذخة كهذه ...فحين تجلى للشاعر فصل الإرباك المتعمد باستخدام (الدين) كوسيلة لقمع الشعب وفرض ما لم يكن من العبادة بشيء مُسنَد....تعمدَ شاعرنا وبجدارة لارتقاء يقين ((مجد وحي العشق الخالص والغزل الرفيف))كوسيلة لقول رأيهِ الملتزم بإنسانية الإنسان كلمة وروحا وجسد...حيث يمتشق سيف الجمال أمام محاولة تنقيب النقاء فريةً ما أنزل الله بها من سلطان ولنوضح غايتنا بشيء معقول:فعن ناقله ابن ماجه وفي المستدَرك أيضا حُدث عن رسول الله(صلى الله عليه واله وصحبه وسلم) أن قال:(( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تَناكَرَ منها اختلف)) • وهذا الحديث بالذات كان عن احد الرجال السائلين في وجد الحب...فأجابه رسول الله بهذه الجملة......مما و كاستحداث للأسلوب التوجيهي الواثق وثبات الدور الإنساني لفصول الإمساك بالأمور من الوسط حيث لا ميل عن الوجد ولا خلة عن الوجود...فكان من شاعرنا أن استقطب ألُاء الجنود من الأرواح المتآلفة في الحياة كردٍ مميز على همجية وسخف الفكر التكفيري عند المتأسلمين الجدد المندسين بين صفوف الثورات..وحيث قال: • روح حبيبي قافلة الحب سائقة الركب لواحات العشق يحدوها الشوق ...فيقترب الدرب ويزداد القرب فلا ندرى إن كنا سافرنا من غرب للشرق أو كنا غربنا من شرق للغرب • ثم: • تعال معي نتفقد ورد الحديقة نشم العطور ونطلق في القلب نسم السرور نعيش الجمال بلحظة عشق لهذا الوجود نجوب التأمل في كل ما صاغت القدرة الخالقة تعال معي لنواجه بعض المعاني في روضة للحقيقة في اللحظة العاشقة • *ومن هذه التراتيل التي أجاد إطلاقها في عيون الغبار حتى توضح كنه معالم الضلالة في شؤونهم حيث يريدون فتك امة بدعوى الدين • وحيث هذه الطمأنينة الكاملة يعيد علينا تلك مقطوعته التي ترسم شأن النقاء بالحب والتي سنحفظها طويلا ونرددها بوجه كل كافر ومغال • ولهُ: • تعتنق الرؤى مذهب النور يرصدها الوهم فتتعثر بالسراب قوة الحب تنتشل الروح وتصعد للسماء تتلقفها عرائس اللحظة بالبشرى تجفف لؤلؤ الدمع وتسعد باللقاء ...فيهل النور ثانية و تنهمر البساتين وتصحو بالورد وأسراب الطيور وهنا للحب يتدفق الكون بالغناء
*نعم يا سيد أكوان غناء الأرواح المعتقة إيمانا بالجمال....وما قلتَ وتذهبُ بنا :نجدك من جديد بوجد آخر وهو ((ثبات الصوفية في حبكة الشاعر)) وهنا انوه للقراءة برفق وتأن.....ولنرى وحيث وكأني أفنى لأبعث من جديد بين فصول قصيدة العشق الوافية لأصول المتصوفة عدلا ويقين وجدت مما لا يقبل الشك بأن شاعرنا إنما يكتب عن وعي وعن رزانة ماانفكت تضللنا بعطر ما اختلف ولا قل شأنه ُ ولا شحب لونه في مضمون القصيدة العاشقة من وحي خصوصية الشاعر...حيث لو قارنا قصائده في الستينات والآن لوجدنا ترابط عدة أمور...أولها النبض المتواتر بنفس الوتر والتجلي الرائع حيث 1_ يفينا بأطوار مختلفة مع الحفاظ على كينونة الملهم الشخصي الأساس رغم اختلاف الزمن وتعدد التجارب الرؤية والحسية. 2_ و أأكد هنا إن القرار خاص بشعراء ارتقاء درجة الصوفية والتي أعرفها أديبتكم بأن الصوفية أسلوب و أداة واقتناع بجدوى العدل بين الكائنات دون تمييز وتعريفها بأنها مادة فكرية تحرر الكاتب من أبجديات ما يقيده العُرف من أخطاء دون حجة ...وما يناسب العقل البحثي مع أدلة الوجود عبر التاريخ الإنساني....وبذلك نصل لمضمون الاعتقاد بأولوية الثبات على وجودية الكل كوحدة واحدة ضمن وحدة الخالق سبحانه حيث الاعتراف بكرمه الأكبر لنا....ومحاولة القرب منه عملا وتشغفا وتدارسا لكل فصول ما نتعايشه بإعطاء كل ما نستطيع من علم تعلمناه بصورة توافقية وصحيحة....ودون الانزلاق وراء شحطات المتخبلين ببعض جنونهم كإطلاق عبارات تهين المعنى الأساسي للتصوف الروحي مثل صاحب أن (السبع السموات مثل خلخال في قدمي) ومثل(صاحب :أني خاتم الأولياء) وغيرهم ممن افتروا أو افترى عليهم الناقلين.....وأزيد ....وهو ما أصبو إليه هنا: أن التبتل بالحبيب و والتشغف فيه ووصف الإحساس في قربه وبعدة والشوق له و به..صفات أخاذة لا تخُرج الكاتب أو الأديب عن صوفيته الأصيلة والمعتمدة كوحي وليس مذهب.....وهذهِ هي الصفة التي عوَدنا ووجدناهُ الأجمل والأكمل يراعا عند أستاذنا حيث ما أخل بأسلوبه الممتنع الجمال عن وحدوية الروح كوجد ثابت على آنية الجسد كمغادرٍ يَفنى......وبنفس الوقت حافظ على عدل الاثنين....وبهذه الحالة من الألم المنتصر...عرفتهُ ووثقت بكل حرف يكتبه أيمانا بعلم لكل القلوب.....والمُراجع لفصول وبحوث الصوفية من الشعراء والقديسين مثل (ابن عربي/أسباب الغزل) (والحلاج/أسباب الشجاعة والرقي بالغزل) و(الشبلي/أسباب تدريسه للثبات الروحي ونتائج ذلك من تهجير وملاحقة) يجد إن الإباحية تُخرِج الشاعر عن طور الصوفية بجدارة ارتباكه من عدة عوامل....أهمها الكآبة والشعور بعدم الرضا.....وهذا يأتي عن امتزاج الرأي...وعدم الثقة بالنفس وأيضا من ضغوط بيئية تُجبِر(( المنتهى بِِكُفيء وجدانهِ...إلى انحلال المبدأ وتفكك ذاته المنتصر ))ولا أفتي هنا بإسقاط الأدب عن كُتاب النصوص الإيروتيكية بل أحمل مسؤلية الكلمة الناطقة بإسم الهيام الأبدي للمدرسة الصوفية ....وعليه لا أقول أكثر حيث وصلنا لتلك الطمأنينة الرهيبة التي يمتلكها شاعرنا الأستاذ مما يدُل على تماسك الوصل بين أرضه وسماءه جودا وكفاءة وإبداع.....وبهذا أهنئُني على كل حرف مرت عيوني عليه من وجده وأقول له.....دمتَ بكل وجد ومعنى مَلِكاً جدير بالمحبين السلام
shadow عضو vip
عدد المساهمات : 3980 نقاط : 3981 تاريخ التسجيل : 11/12/2014 العمر : 26
موضوع: رد: بدور الشِعر وملوك الطمأنينة دراسة روحية عن تميز ونتائج توجيهية الفكرة عند الشاعر محمد السيد ندى بقلم :سمرالجبوري الإثنين 8 يوليو 2019 - 14:06
جزاك الله خيراً
بدور الشِعر وملوك الطمأنينة دراسة روحية عن تميز ونتائج توجيهية الفكرة عند الشاعر محمد السيد ندى بقلم :سمرالجبوري