تمر الأمة العربية والإسلامية بمرحلة من أخطر المراحل وهى مرحلة تقرير المصير ولابد أن تتوحد كلمتها وإرادتها فى وجه العدو الأمريكى والصهيونى وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه .
* الأفكــــار :
1) معنى الوحدة وأهميتها . 2) الدين حث على الوحدة .
3) الصعوبات فى طريق الوحدة. 4) العرب قوتهم حين يتحدوا .
5) السوق العربية المشتركة . 6) ثروات العرب .
7) ثمار الوحدة ونتائجها . 8) الخاتمة .
موضــــــوع
ما أجمل أن يتحد العرب ولما لا ؟ ألم يعلموا أن يد الله مع الجماعة , آه لو توحد العرب !! ولما لا ؟ ألم يعلموا قول الله : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) , فالوحدة أمل الشعوب العربية والإسلامية منذ القديم وهى الآن فريضة شرعية وضرورة بشرية , فهى الوسيلة الوحيدة الآن للنصر على الأعداء وتحقيق الأهداف , قال تعالى : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) , ومن الطبيعى أن يكون هناك صعوبات أمام هذه الوحدة بسبب الاستعمار الذى قسم الدول العربية ووضع فيها بذور الفرقة والخلاف واعتزاز كل دولة بنفسها ونسيان حقوق الدول الأخرى .
ولابد من بذل الكثير من الجهود من أجل تحقيق هذه الوحدة , وليس معنى الوحدة العربية الإسلامية أن يصبح الوطن العربى كله دولة واحد برئاسة واحدة فهذا ليس ضرورى , ولكن يكون هناك آراء واحدة ومواقف واحدة , وحدة فى الاقتصاد بخلق السوق العربية المشتركة وتجنب اتفاقية الجات , وحدة فى الناحية السياسية والعلمية ... الخ .
ولابد من تفعيل دور الجامعة العربية على الأقل فى مساعدة الدول المحتلة والمغتصب أراضيها مثل فلسطين والعراق , فقال تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان " فالوحدة والتعاون بين الشعوب العربية من أهم مقومات النصر على العدو الصهيونى والأمريكى قال تعالى : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " فالأمة العربية جسد واحد لا يصح أن ينزع منه عضو , قال رسول الله (ص) : ( مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له الجسد بالسهر والحمى ) , فهذه هى مكانة الأمة العربية منذ القديم أمه عريقة لا تغلب , لا تهزم , لا تستذل لها الصدر دون العالمين أو القبر .
قال ( محمود حسن اسماعيل ) :
يا سماء الشرق طوفى بالضياء *** وانشرى شمسك فى كل سماء
ذكريه واذكـــــــرى أيامـــــــه *** بهدى الحق ونـــــــور الأنبياء
كانت الدنيــــــــا ظلامـا حـوله *** وهو يهدى بخطــــاه الحائرينا
ونعود مرة أخرى إلى السوق العربية المشتركة وقد أصبح السعى فى اتمامها أمرا واجبا ومعلوما من الواقع بالضرورة , وتعالوا بنا أيها السادة ننظر نظرات سريعة إلى العالم المتقدم من حولنا كيف يتحد ويتجمع رغم ما بينه من فوارق واختلافات .
فى أوربا تجمع أكثر من خمس عشرة دولة تحت مسمى السوق الأوربية المشتركة وصدرت لها عملة موحدة هى ( اليورو ) رغم أن فكرة السوق العربية المشتركة أقدم منها بكثير .
وفى جنوب شرق آسيا تكتل اقتصادى آخر يسمى ( آسيان ) وتكتل اقتصادى آخر لدول جنوب شرق أفريقيا ( الكومب ) وسوق ( مير ) فى أمريكا الجنوبية , فلماذا لا نتحد , ولما لا نتجمع والوطن العربى يضم اثنتين وعشرين دولة تقع فى موقع فريد من المحيط إلى الخليج مما يعطيه المكانة التجارية والحربية , ونملك ما لا يملكه غيرنا من المساحات الزراعية والمواد الخام والبترول والغاز الطبيعى , فكل عربى ومسلم فى هذه البلاد يحلم بتلك الوحدة فمتى يتحول الحلم إلى حقيقة ؟!
وما نيـــل المطالب بالتمنــى *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابـــا
وما استعصى على قوم منال *** إذا الإقدام كان لهم ركاب