المدرسة الكلاسيكية
مدرسة الإحياء و البعث
(الاتباعية - الكلاسيكية الجديدة)
س1 : ما مظاهر ضعف الأدب في هذا العصر [العثماني و المملوكي] ؟
1- تفاهة الموضوعات . 2 - ضعف الأسلوب . 3- تقليد القدماء .
س2 : ما الأسباب التي أدت إلي ضعف اللغة العربية ، والشعر خاصةً في مرحلة ما قبل مدرسة الإحياء والبعث ؟
جـ: الأسباب التي أدت إلي ضعف اللغة العربية:
أ- جعل اللغة التركية لغة رسمية بدلا من العربية ، وهو ما يسمى (التتريك) .
ب- إلغاء ديوان الإنشاء .
جـ- عدم تشجيع المماليك والأتراك للشعر لعدم فهمهم له .
د – ضعف مركز مصر السياسي بعدما أصبحت ولايةً عثمانيةً .
هـ- انتشار الجهل و الفقر و الاستبداد.
و - حرمان مصر و البلاد العربية من مصادر ثقافتها و تعليمها و ذلك بغلق المدارس و نقل الكتب و العلماء إلى تركيا.
و نتيجة لذلك صار الشعر كالجسم الهامد و أصبح في حاجة إلى بعثه من جديد.
س3: تأثرت النهضة الأدبية الحديثة بعاملين أساسيين .. وضحهما .
1- الاتصال بالحضارة الغربية الحديثة عن طريق (الحملة الفرنسية علي مصر – والبعثات التعليمية – والترجمة – والهجرة إلي بلاد الغرب والمستشرقين .. ومدارس الإرساليات ، واستقدام أساتذة من الغرب للتدريس في مصر ، وإتقان بعض المثقفين العرب للغات الأجنبية ) .
2- الاتصال بماضينا الحضاري العريق عن طريق (الوعي القومي ، ودعوات الإصلاح ، وإحياء التراث العربي ، وانتشار المكتبات والمطابع ، والمجامع اللغوية ، والجمعيات الأدبية ) . و بذلك تم كسر سور العزلة عن مصر .
س4 : ما المقصود بهذا الاسم مدرسة الإحياء و البعث ؟
جـ : المقصود به أنه كما تعود الروح لجسم هامد، فيبعث إلى الدنيا من جديد بقلب و حـس واع. كان الحـال بالنسبة للشعر العربي فقد استسلم إلى حالة من الجمود أخذ علي أثرها ينـزل إلى مدارج الضعف و الانحلال منذ وقوع بغداد في أيدي التتـار .
س5 : ما أشهر الأسماء التي أطلقت على تلك المدرسة ؟
جـ : أشهر الأسماء التي أطلقت على تلك المدرسة : المدرسة الاتباعية ثم مدرسة الإحياء و البعث ثم مدرسة المحافظين ثم مدرسة الشعر العمودي و في النهاية سميت الكلاسيكية الجديدة على يد أحمد شوقي .
س6 : هل توافق علي تسمية مدرسة الإحياء والبعث بهذا الاسم ؟
جـ : أوافق على هذه التسمية لأنهم ـ بالفعل ـ قاموا بإحياء الشعر العربي وبعثه بعد مرحلة من الضعف الشديد والجمود قبل بداية النهضة .
س7 : دلل على أن البارودي هو باعث الحركة الأدبية في العصر الحديث .
جـ : البارودي هو باعث الحركة الأدبية في العصر الحديث حيث ظهر البارودي في وقت كان الشعر العربي فيه مثقلاً بقيود الصنعة اللفظية ، وركاكة الأسلوب ؛ نتيجةً لضعف الأمة العربية ، وخضوعها مئات السنين لحكم المماليك والأتراك ، ولكن الله هيأ له أن يتلقى تعليمه في بيئة صحيحة ، بعيدًا عن أحوال الضعف الشاملة ، فأكب(عكف و أقام ) على قراءة الشعر الجاهلي والأموي والعباسي ؛ فتأثر بهذا الشعر الجيد ، وتفاعل معه ، فاكتسب القدرة على محاكاته ، والسير على منهجه ؛ فنقل الشعر العربي من الضعف إلى القوة ، وتخطى الحواجز وحطم القيود ، وأحيا الشعر وبعثه من مرقده ، وأثبت أن اللغة العربية قادرة على البقاء والحياة ، وأن أسباب ضعفها غريبة طارئة عليها .
س8 : ما العوامل التي هيأت للبارودي النبوغ في الشعر ؟
جـ : العوامل التي هيأت له النبوغ في الشعر هي:
موهبته الفطرية، واطلاعه على الأدب الجيد، مما تركه السابقون، وحفظه لكثير من الشعر العباسي الأصيل، وخبرته بالحياة السياسية، واشتراكه في المعارك الحربية، واعتزازه باللغة الأصيلة، ونفوره من الصنعة اللفظية.
س9 : ما مظاهر التجديد في الشعر عند البارودي وما دوره فى إحيائه ؟
ظهر صوت البارودي رصيناً قوياً في عباراته و ألفاظه متيناً في أساليبه صافيا في أخيلته ، شريفاً في معانيه مشرقاً في ديباجته جزلاً في تراكيبه ، فلقد استطاع أن يعيد الحياة للشعر بعد أن سلبت منه و بذلك نهض بالشعر من قاع منحدر إلى قمة شامخة و ظهر ذلك في :
أولا ً : الأسلوب :
1 - ارتقي بالكلمة و العبارة من الضعف و الابتذال إلى صحة التركيب و قوته .
2 - ابتعد عن البديع المتكلف إلى الرصانة ( الإحكام )و التحرر .
3 - انتقل من التعقيد و الغموض إلى الوضوح و الإفصاح.
يقول البارودى إحساسا منه بالدور الذى قام به لإحياء الشعر :
أحييت أنفاس القريض بمنطقى و صرعت فرسان العجاج بلهذمى
ثانياً : الموضوع :
1 - ابتعد بموضوعاته عن التكرار و السطحية و اتجه إلى التجدد و التنوع .
2 -عبر عن الأحاسيس الذاتية و الحياة المعاصرة ، و القضايا القومية و أحداث العصر.
3 - انتقل بالموضوع الشعري من الأمور الشخصية التافهة إلى الأمور العامة مثل دوره في إحياء الشعر العربي و وصف الطبيعة و الشوق لمصر و الحروب التي خاضها و يرثي والده و زوجته و ابنه و يتغزل و يكتب في السياسة و الوطنيات. يقول في شكواه من المنافقين:
أنا فى زمان غادر ومعاشر يتلونـــون تلــــون الحرباء
ثالثاً : الخيال :
1 - انتقل بالخيال من الضيق و السطحية إلى التحليق في سماء الشعر .
2 – اعتمد على حواسه في أن يجعل من الصور لوحات فنية متحركة مرئية و مسموعة ، و يظهر ذلك في وصف الطبيعة و الحروب و المعارك و الشوق لمصر.
يقول عن تجربته مع الخيال الشعرى:
تعرَّض لى يوما فصوّرت حسنه ببلورتى عينى فى صفحة القلب
رابعاً : العاطفة : انتقل بها من البرودة و الجفاف إلى الحيوية و الحركة و الذاتية .
خامساً : الموسيقـا : حافظ فيها علي وحدة الوزن و القافية و كانت عنده ذات رنين قوي أخاذ .
س10: لماذا قام البارودي بمحاكاة القدماء في أشعارهم ؟
جـ : كان نابعاً من روح المنافسة و تحدي الممتازين ؛ ليثبت أنه مثلهم فقد جاري عظماء الشعر في العصر الجاهلي و الإسلامي و الأموي و العباسي مثل ( امرئ القيس والنابغة وعنترة والمتنبى وابن زيدون وأبى نواس .. وغيرهم ) .
و انصرف عن شعراء العصرين المملوكي و العثماني معتمداً علي نقاء الذهن و الفطرة السليمة و حفظه للجيد من الأشعار و تتلمذه علي يد الشيخ حسين المرصفي .
ومن أمثلة مجاراته للقدماء والتقائه بهم قوله مستمدا من أبى نواس :
وكم ليلة أفنيت عمر ظلامها إلى أن بدا للصبح فيه قتير
و يقول أبو نواس :
ومازلت توليه النصيحة يافعا إلى أن بدا فى العارضين قتير
-القتير : أول ما يظهر من الشيب . - يافعا : من يفع أى ترعرع وناهز البلوغ
س11 : اذكر أهم العوامل التي هيأت للبارودي القدرة علي إحياء الشعر العربي ؟
1-استعداده الفطري و موهبته الشعرية .
2-كثرة أسفاره و تجاربه العميقة .
3-اطلاعه علي الآداب الأجنبية . ( التركية و الإنجليزية و الفارسية )
4-اطلاعه علي التراث العربي العظيم .
5-إيمانه بعظمة أمته العربية و جمال لغتها الخالدة .
س12 : لمدرسة الإحياء و البعث خصائص فنية مميزة … فما هي ؟
1- تعدد الأغراض فى القصيدة كالفخر والوصف والحكمة وغيرها.
2 - البدء بالنسيب( الغزل ) و ما يمر به الشاعر .
3 - تقليد القدماء فى موضوعاتهم من مدح وغزل ورثاء وفخر وهجاء.
4 – قيام القصيدة على وحدة البيت بحيث يكون البيت مستقلا عن الأبيات .
5 - مخاطبة الصاحبين على عادة القدماء .
6 - التزام الوزن الواحد و القافية الموحدة .
7 - تقليد القدماء في الأخيلة و الصور و التراكيب .
8-العناية بانتقاء الألفاظ الأصيلة وبالأسلوب و بلاغته .
س13 : [خطا تلاميذ البارودي بالشعر خطوة فاقت ما صنعه أستاذهم ] فما الطريق الذي سلكه تلاميذ البارودي ؟ و ما سمات التجديد عندهم ؟
جـ : أولاً – سار تلاميذ البارودي علي نهجه و اعتمدوا علي التعلم منه بــ :
1- المشافهة : أمثال حافظ إبراهيم و أحمد شوقي في مصر .
2- المراسلة : أمثال شكيب أرسلان في سوريا و الزهاوي في العراق .
3- متابعة و قراءة ما نشر من شعره في كتاب (الوسيلة الأدبية) .
هذا الجيل الذي تكون أخذ يطور الاتجاه الذي أرسي البارودي دعائمه فأكملوه ما بدأه البارودي و ازادوا عليه في أنهم : (سمات التجديد عندهم):
( أ ) عالجوا مشكلات مجتمعهم و عالمهم الإسلامي .
(ب) عبروا عن روح عصرهم الذي عـاشوا في جميع نواحيه الاجتماعية و الثقـافية و الفكرية و الأخلاقية و هذا تمثله الكلاسيكية الجديدة .
(جـ) خطوا بالشعر خطوات عظيمة إذ اهتموا بالجانب الوجداني و لم يهتموا بالمحاكاة و التقليد بل تفوقوا علي البارودي في الاهتمام بالصياغة وروعة البيان و حلاوة الموسيقا.
(د) الاهتمام بالجماهير و آمالها .
(هـ) التنوع في الأغراض و ابتكار المعاني و في سبيل ذلك ساروا في اتجاهين:
1-الاهتمام بثقافة العصر . 2-الأخذ من التراث .
(و) مال أسلوبهم الي السهولة بسبب ارتباطهم بالصحافة .
س14 : لقد تهيأ لشوقي من الظروف ما لم يتهيأ لغيره من تلامذة البارودي .. ناقش ذلك مبينًا دوره في تطوير المدرسة الكلاسيكية الجديدة ، مع التمثيل .
جـ : أتيح لشوقي أن يُبعث إلي فرنسا ويدرس الأدب والقانون ، ويرى المسرح ويتصل بكبار الشعراء أمثال ( هوجو – راسين – دى موسيه ) ، فيجدد في الشكل والمضمون ، ويكمل بناء المسرح الشعري ، ويؤلف عدة مسرحيات ، مثل : علي بك الكبير ، ومجنون ليلى ، ويتجه للتاريخ بدلاً من المدح مثل قصيدته ( كبار الحوادث في وادي النيل ) .
هذا بالإضافة إلى ثقافته التركية وتأثره بالجمهور والنقاد والحركة الوطنية .
- دورشوقي في تطوير الشعر يتمثل في :
1-ترك المديح و اتجه إلى التاريخ في قصيدته ( كبار الحوادث في وادي النيل ).يقول :
همت الفلك و احتواها الماء وحداها بمن تقل الرجاء
2-اتجه نحو المنجزات العصرية . يقول عن الطائرة :
أعقاب فى عنان الجو لاح أم سحاب فر من هوج الرياح
3-اتجه في شعره اتجاهاً إسلامياً .
4-ريادته المسرح العربي و تقديم العديد من المسرحيات مثل علي بك الكبير ، مصـرع كليوباترا ، مجنون ليلي .
س17 : كان لأحمد محرم دور بارز في تطويع الشعر العربي . وضح .
جـ : حاول أحمد محرم أن يطوع الشعر العربي للقصص التاريخي الحماسي فألف سنة 1933 ديوان مجد الإسلام التي يسميها البعض "الإلياذة الإسلامية" .
غربة وحنتن ... لأحمد شوقى
1 - اختلافُ النَّهارِ واللَّيْلِ يُنْـسِــــي اِذْكُرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ أُنْســـــــــِي
2 - وَصِفا لِي مُلاوَةً مِنْ شَـبـــــــــابٍ صُوِّرَتْ مِنْ تَصَـــــــوُّراتٍ وَمَــــسِّ
3 - عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ ومَــرَّتْ سِنـــَةً حُلْوَةً ولَذَّةَ خــــــــــــــلْسِ
4- وسَلا مِصْرَ هَلْ سَلا القَلْبُ عَنْها أَوْ أَسَا جُرْحَهُ الزَّمانُ المُؤَسِّـــــي ؟
5- كُلَّمَا مــــرَّتِ اللَّيالي عَلَيْـــــــــــــه رَقَّ وَالعَهْدُ في اللَّيــــالي تُقَـسِّـي
6- مُسْـــتَطارٌ إذا البَوَاخِــــــــــرُ رَنَّتْ أوَّلَ اللَّيْلِ أَوْ عَوَتْ بَعْدَ جَـــــــرْسِ
7- رَاهِبٌ في الضُّلوعِ للسُّفْنِ فَطْـــنٌ كُلَّمَـــــا ثُرْنَ شـــاعَهُنَّ بنَقْــــسِ
8 - يا بْنَةَ اليَمِّ ما أبوكِ بَخِــــــــــــيلٌ مَالَهُ مُولَعًا بمَنْـــــعٍ وحَــــــــبْسِ ؟
9 - أَحــــرَامٌ على بَلابِلِــــــهِ الـــــدَّوْحُ حلالٌ للطَّيْرِ مِنْ كُــــلِّ جِــــنْسِ ؟
10 – كُـــــلُّ دَارٍ أَحَــــقُّ بالأَهْـــــــــلِ إِلا في خبيثٍ مِنَ المَذاهِـــــبِ رِجـْسِ
11 – نَفَسِــــي مِرْجَلٌ وقَلْبِي شِـــــرَاعٌ بهِما في الدُّموعِ سِيـــرِي وأَرْسِي
12 - وَاجْعَلِي وَجْهَكِ الفَنَارَ ومَجْـــرَاكِ يَدَ الثَّغْــــرِ بينَ (رَمْلٍ ) و مكـــسَ
13- وَطَنِي لَوْ شُغِلْتُ بالخُـلْدِ عَنــــــْه نَازَعَتْنِي إلَيْه في الخُلْدِ نفْسِــــي
14- وَهَفا بالفؤادِ في سَــلْسَبِيــــــــــلِ ظَمَـــــأٌ للسَّوادِ من عَيْنِ شَمْسِ
15- شَهِدَ الله لَمْ يَغِبْ عَنْ جفــوني شَخْصُهُ ساعةً ولَمْ يَخْلُ حِسي
الشاعر :
هو أمير الشعراء أحمد شوقي ولد بالقاهرة في 16 من أكتوبر سنة 1870م ،
و هو ينحدر من أصول أربعة، عربية، وتركية، ويونانية، وجركسية ..
وقد درس في مدرسة الحقوق ، وبُعث إلى فرنسا لدراسة الحقوق والآداب ، ولما عاد صار شاعر الخديو والقصر - ولما قامت الحرب العالمية الأولى سنة 1914م نفي إلى إسبانيا سنة 1915 م لصلته بالخديو عباس حلمي الثاني الذي عزله الإنجليز ؛ لتأييده تركيا ضدهم .. وبعد الحرب عاد إلى مصر سنة 1920 م ، فاتصل بالشعب وصار لسان العروبة والإسلام وبويع أميرًا للشعر سنة 1927م - وتوفاه الله سنة 1932م .
ومن آثاره : الشوقيات - أسواق الذهب - ومسرحيات شعرية هي : علي بك الكبير - قمييز - عنترة - كليوباترا - مجنون ليلى - الست هدى . وله مسرحية نثرية هي : أميرة الأندلس.
جو النص :
هذا النص وليد تجربة شعرية صادقة ، فقد قاله شوقي وهو في منفاه بالأندلس معبرًا عن شعوره بالغربة والحنين إلى مصر متأثرًا بقصيدة البحتري السينية حين شعر بجفوة ابن المتوكل له فترك بغداد إلى المدائن ورأى آثار الفرس فيها . ومطلعها:
صُنْتُ نَفْسِى عَمَّا يُدَنِّسُ نفْسِى وترفَّعْتُ عن جَدَا (عطاء) كل جِبْس
فعارضه شوقي وحاكاه بهذه القصيدة على نفس الوزن والقافية .
نوع التجربة:
تجربة شخصية ذاتية تحولت إلى عامة ؛ لأن فيها معاناة وجدانية صادقة وهذا الصدق أخرجها من نطاق الفردية إلى أفق الإنسانية الرحب الواسع، وجعلنا نشاركه حزنه وشوقه وسخطه على الاستعمار.
الفكرة الأولى
" ذكريات و حنين "
1 - اختلافُ النَّهارِ واللَّيْلِ يُنْـسِــــي اِذْكُرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ أُنْســـــــــِي
2 - وَصِفا لِي مُلاوَةً مِنْ شَـبـــــــــابٍ صُوِّرَتْ مِنْ تَصَـــــــوُّراتٍ وَمَــــسِّ
3 - عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ ومَــرَّتْ سِنـــَةً حُلْوَةً ولَذَّةَ خــــــــــــــلْسِ
اللغويـات
- اختلاف: تعاقب × ثبات - النهار ج أنهُر ، نُهُر
- اذكرا : يخاطب صاحبيه على طريقة الشعراء القدامى
- الصِّبا : عهد الصغر × الشيخوخة - أنسى : سعادتي × وحشتي
- صفا : فعل أمر من " وصف " - ملاوةً : فترة ًمن الدهر
- صُوِّرَتْ: صِيْغَت و شُكِّلَت - تَصَوُّراتٍ: تخيلات
- مس : جنون والمراد الشباب بنشاطه واندفاعه
- عصفت : مرت مسرعة
- الصَّبا : ريح رقيقة تأتي من الشرق مادتها (صبو )
- اللعوب : الرشيقة الحركة ج لعائب
- سِنة : نُعاس مادتها (وسن ) - الخلس: الأخذ خفيةً واختلاساً × عياناً .
الشـرح
(1) يبدأ أمير الشعراء النص بحكمة صادقة مخاطباً صاحبيه على عادة القدماء فيقول لهما :إن تعاقب الأيام يُنْسِى الإنسان الأحداث الماضية و الذكريات الجميلة ، لذا أرجو منكما (صاحبيه) أن تعيدا علي مسامعي ذكريات الصبا وأيام السعادة التي عشتها في مصر.
(2) و يطلب منهما أن يعيدا على مسامعه وصف هذه الفترة فترة الشباب الرائعة التي مازالت بخيالاتها و صورها ماثلة أمام عينيه لا تريد أن تفارق خياله .
(3) لقد مضت سريعة كأنها النسيم الرقيق العابر ، أو كأنها لحظة نوم قصيرة أو لذة خاطفة مختلسة من الزمن .
س : الأبيات السابقة يتضح تأثر شوقي بالتراث . وضح .
جـ : يتضح تأثر شوقي بالتراث فيما يلي:
1- خطابه لصاحبيه المتخيلين مجاراةً للسابقين في قوله "اذكرا ، صفا ".
2- استعمال بعض الألفاظ التراثية مثل "الصبا – ملاوة " وهذا يدل على تأثر شعراء المدرسة الكلاسيكية الجديدة بالأدب القديم والبيئة القديمة.
التـذوق الأدبى و مواطن الجمال
( 1 ) - [اختلاف النهار والليل ينسى اذكرا لي الصبا وأيام أنسى] : في هذا المطلع براعة استهلال؛ لأنه بدأ بحكمة تدل على الموضوع، وهو الغربة والحنين إلى الوطن ، والجو النفسي الحزين لفراق هذا الوطن .
- [اختلاف]:لفظة دقيقة تدل على التعاقب باستمرار .
و هي أجمل من [انقضاء ] التي تدل على الانتهاء .
- [النهار ـ الليل ، ينسى ـ اذكرا] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
- [ينسى ـ أنسى] : تصريع يعطى جرساً موسيقياًً في مطلع القصيدة .
- [ينسى ـ أنسى] : محسن بديعي / جناس ناقص يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.
- [ينسى] : حذف مفعول به إيجاز يوحي بأن النسيان عام و شامل .
- [اذكرا] : أسلوب إنشائي / أمر غرضه الالتماس .
- [الصبا وأيام أنسى] : إطناب عن طريق عطف الخاص على العام يثير الذهن و يؤكد المعنى .
- [أيام] : جاءت جمعاً ؛ للتعظيم و لتوحي بكثرة الأوقات السعيدة التي قضاها في الوطن .
- البيت الأول أسلوب الشطر الأول فيه خبري غرضه تقرير هذه الحكمة، أما الشطر الثاني فهو إنشائي يثير المشاعر ويشرك السامع مع الشاعر وهو تعليل لمعنى الشطر الأول .
(2) - [صفا] : أسلوب إنشائي / أمر غرضه الالتماس و التمني.
- [ملاوة] : لفظة تراثية وهذا يؤكد سعة اطلاع شوقي ودوره في إحياء بعض الكلمات ، و تنكيرها لتعظيم تلك الفترة (الشباب) .
- [ملاوة صورت من تصورات ومس] : تشبيه لفترة الشباب في جمالها ونشاطها بالتخيلات والجنون، وسر جماله التوضيح، ويوحي بما في الشباب من نشاط ومرح ، و استخدام الماضي [صورت] ؛ ليفيد التحقق و الثبوت .
- [ملاوة صورت] استعارة مكنية شبه فترة الشباب بشىء مادى يصور . فيها تجسيم .
-[صورت ـ تصورات] : محسن بديعي / جناس ناقص يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.
(3)- [عصفت ] : استعارة مكنية فيها تصوير لفترة الشباب بريح تعصف سر جمالها التجسيم و توحي بالسرعة .
-[الصبا] : من ألفاظ التراث المستعملة في مدرسة الإحياء
-[عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ] خيال المركب [عصفت كالصبا] : تشبيه لأيام الشباب التي مرت سريعة بالريح الرقيقة العابرة، وسر جماله التوضيح .
[الصبا اللعوب] : استعارة مكنية تصور الصبا فتاةً رشيقة ، وسر جمالها التشخيص، و توحي بلطف النسيم وخفته
-[مرت سِنةً حلوةً ولذة خلس] : تشبيهان لفترة الشباب في قصرها وجمالها مرة بالنعاس الهادئ المريح، و مرة باللذة الخاطفة وسر الجمال التوضيح .
-[سِنةً حلوةً] : استعارة مكنية صور سِنة النوم بفاكهةً حلوةً أو شراباً حلواً، وطعاماً لذيذًا، وسر جمالها التجسيم ، وهذا خيال تركيبي أيضاً .
-[لذة خِلس] : استعارة مكنية حيث صور اللذة بكنز يختلس ويجوز اعتبارها كناية عن مرور فترة الشباب دون أن يشعر بها .
- البيت الثالث الصور الخيالية متزاحمة و متتابعة ؛ لبيان مدى جمال هذه الفترة من العمر ألا و هي فترة الشباب . و أسلوبه خبري غرضه الوصف و تقرير الإعجاب، وهو تفصيل لما قبله.
ملاحظات مهمة :
يرى البعض أن كلمة [عصفت ] توحي بالعنف و السرعة، و هذا لا يتناسب مع [الصبا اللعوب ] التي توحي بالهدوء و الرقة و الأفضل منها [مرت].
- و يرد على ذلك بأن هذه الكلمة تتلاءم مع عنفوان الشباب وجنونه و تقلباته الفجائية .
س : أيهما أجمل : [نومة حلوة - سِنةً حلوةً] ؟ و لماذا ؟
جـ : سِنةً حلوةً أجمل ؛ لأنها تدل على أن اللحظات الجميلة (فترة الشباب) مهما طالت فهي قصيرة .
الفكرة الثانية
" حب خالد لا ينتهي "
4- وسَلا مِصْرَ هَلْ سَلا القَلْبُ عَنْها أَوْ أَسَا جُرْحَهُ الزَّمانُ المُؤَسِّـــــي ؟
5- كُلَّمَا مــــرَّتِ اللَّيالي عَلَيْـــــــــــــه رَقَّ وَالعَهْدُ في اللَّيــــالي تُقَـسِّـي
6- مُسْـــتَطارٌ إذا البَوَاخِــــــــــرُ رَنَّتْ أوَّلَ اللَّيْلِ أَوْ عَوَتْ بَعْدَ جَـــــــرْسِ
7- رَاهِبٌ في الضُّلوعِ للسُّفْنِ فَطْـــنٌ كُلَّمَـــــا ثُرْنَ شـــاعَهُنَّ بنَقْــــسِ
اللغويـات
- سلا : اسألا ، مادتها (سأل) " والخطاب لصاحبيه
- سلا: نسى وصبر ، مادتها (سلو)
- أسا : عالج و داوى ، اسم الفاعل منها " آسٍ " - جرحه : المراد غربته
- المُؤَسِّي: المعالج - رق : لان والمراد زاد حنينه وشوقه إلى وطنه × قسا - العهد : المعهود والمعروف - تقسى : تذهب الرحمة واللين
- مستطار : أى قلبه : كأنه سيطير من صدره - مذعور ومفزوع
- البواخر : السفن م باخرة - رنت : أحدثت صوتا ورنينا المراد صفرت
- عوت : صاحت والعواء صوت الذئب
- جرس : صوت ضعيف أو جزء من الليل ج جروس
- راهب : عابد مقيم و ملازم ج رهبان ج ج رهابنة
- للسفن فطن : مدرك لتحركات السفن ج فُطُن وفُطْن × غافل
- كلما ثرن: أي كلما تحركت السفن للرحيل
- شاعهن : ودعهن وشيعهن × استقبلهن - نقس : صوت الناقوس .
الشـرح
(4) يطلب شوقي من رفيقيه المتخيلين أن يسألا مصر سؤالاً غرضه النفي:
هل نسيها قلبه العاشق لها ؟! وهل يستطيع الزمان المعالج أن يداوي جراح قلبه التي سببها نفيه بعيداً عن مصر (أسبانيا) ؟
(5) و من المعروف أنه كلما مرت الليالي على الإنسان في الغربة فإنها تجعل القلب قاسيًا و تنسيه أحبابه ، إلا أن تتابع الأيام في الغربة يزيده شوقاً وحباً و حنيناً لمصر .
(6) و كلما سمع صوت البواخر عند دخولها الميناء أول الليل أو خروجها منه فإن قلبه يخفق و يضطرب يكاد أن يطير من بين جنبيه يود أن يرحل معها إلى أرض الوطن .
(7) و لقد تحول قلب الشاعر إلى قلب راهب في محرابه ، ولكنه مدرك لحركات السفن التي تفرغ لمراقبتها ؛ فهي الوسيلة التي ستصل به إلى الوطن الغالي .
التـذوق الأدبى و مواطن الجمال
(4)-[سلا مصر] : استعارة مكنية تصور مصر إنساناً يُسْأل ، وسر جمالها التشخيص، و توحي بقوة العلاقة بينه و بين وطنه مصر .
-[سلا مصر] : أسلوب إنشائي / أمر غرضه الالتماس و التمني.
-[وهل سلا القلب عنها؟] : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه النفي
و الاستبعاد.
-[سلا القلب عنها] : استعارة مكنية تصور القلب إنساناً يسلو (ينسى) ، وسر جمالها التشخيص
-[سلا ـ وسلا] : محسن بديعي / جناس تام يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.
-[أسا جرحَه الزمانُ المؤسي] : استعارة مكنية تصور الزمان طبيباً يداوي الجراح ، وسر جمالها التشخيص، و توحي بأثر الزمن في طمس الذكريات .
-[جرحَه] : استعارة تصريحية تصوير لآلام الأشواق بالجرح ؛ لتوحي بشدة معاناة الشاعر من الغربة المريرة .
-[جرحه ـ المؤسي] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
-[أسا جرحَه الزمانُ المؤسي] : تقديم المفعول [جرحه] على الفاعل [الزمان] للاهتمام به .
(5)-[مرت عليه الليالي] : استعارة مكنية ، تصور الليالي بإنسان يمر .
-[الليالي تقسى] : استعارة مكنية ، تصور الليالي أشخاصًا يدعونه إلى القسوة، وترك الرحمة واللين وسر جمالها التشخيص .
-[كلما] : شرطية تفيد التكرار تكرار رقة قلبه بالحب للوطن و عدم انقطاعه مهما طال البعد .
-[رق ـ تقسى] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
-[العهد في الليالي تقسِّي] : إطناب بالتذييل .
البيت الخامس أسلوبه خبري لتقرير حبه للوطن، والبيت كله يجرى مجرى الحكمة .
(6) -[مستطار] : استعارة مكنية ، تصور القلب طائرًا مذعورًا من صوت السفن ، وسر جمالها التوضيح، و توحي بشدة الاضطراب .
-[مستطار] : خبر لمبتدأ محذوف تقديره " قلبي " فهو إيجاز بالحذف.
-[عوت] : استعارة مكنية تصور البواخر ذئابا تعوي، وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها، و توحي بشدة الفزع والرعب من صفير البواخر؛ لأنها لا تحمله معها إلى مصر.
البيت السادس أسلوبه خبري: للتقرير و لإظهار الأسى والحسرة.
(7) -[راهب في الضلوع] : تشبيه للقلب ـ في عزلته داخل الصدر ـ براهب في معبده، وسر جمالها التشخيص و توحي بانقطاع الشاعر عما حوله.
-[راهب] : إيجاز بحذف المبتدأ فالتقدير " قلبي راهب " .
-[للسفن فطن] :استعارة مكنية تصور القلب إنسانا ذكياً يدرك ما حوله، وسر جمالها التشخيص ، و تقديم الجار والمجرور للاهتمام بالسفن، ومتابعة حركتها في الق
والذهاب.
-[ثرن] : استعارة مكنية تصور السفن في حركتها غباراً يثور وسر جمالها التوضيح، و توحي بالجو النفسي الكئيب .
-[شاعهن بنقس] : استعارة مكنية تصور القلب إنسانًا يودع السفن وفيها تشخيص.
-[نقس] : استعارة تصريحية ، حيث شبه دقات القلب بصوت الناقوس وفيها توضيح .
* البيت السابع أسلوبه خبري لإظهار التعلق بالوطن عن طريق الارتباط بالسفن التي هي أمله في العودة .
ملاحظات مهمة :
1- من جمال التعبير ودقته: هذا الترتيب الملائم بين " رنت " و" عوت " فقد عبر بـ " رنت " عن صوت البواخر القادمة وهى تدخل الميناء أول الليل، مما يبعث الأمل في أن تأخذه معها، ثم بالفعل " عوت " عند رحيل البواخر من الميناء و العواء مخيف مفزع ؛ لأنه يبعث الوحشة ويقطع الأمل في العودة إلى الوطن، وهذا ملائم للحالة النفسية للشاعر .
2- [ الصورة الخيالية في الأبيات من الرابع إلى السابع ] : صورة ممتدة، فالمشبه واحد وهو القلب ، و المشبه به متعدد فهو إنسان يسلو و يرق و طائر مذعور ثم إنسان راهب ثم إنسان مدرك ثم إنسان يودع .
الفكرة الثالثة
" حزن للبعد عن الوطن و مناجاة للسفينة "
8 - يا بْنَةَ اليَمِّ ما أبوكِ بَخِــــــــــــيلٌ مَالَهُ مُولَعًا بمَنْـــــعٍ وحَــــــــبْسِ ؟
9 - أَحــــرَامٌ على بَلابِلِــــــهِ الـــــدَّوْحُ حلالٌ للطَّيْرِ مِنْ كُــــلِّ جِــــنْسِ ؟
10 – كُـــــلُّ دَارٍ أَحَــــقُّ بالأَهْـــــــــلِ إِلا في خبيثٍ مِنَ المَذاهِـــــبِ رِجـْسِ
11 – نَفَسِــــي مِرْجَلٌ وقَلْبِي شِـــــرَاعٌ بهِما في الدُّموعِ سِيـــرِي وأَرْسِي
12 - وَاجْعَلِي وَجْهَكِ الفَنَارَ ومَجْـــرَاكِ يَدَ الثَّغْــــرِ بينَ (رَمْلٍ ) و مكـــسَ
اللغويـات
-اليم : البحر وابنة اليم كناية عن السفينة - ما أبوك: أي البحر
- بخيل : ج بخلاء - ماله : عجباً له - مولعاً : مغرماً ، متعلقاً
- بمنع وحبس : يريد منعه(حرمانه) من السفر لمصر وحبسه في إسبانيا .
- الدوح : الشجر م دوحة ، وهى الشجرة العظيمة و يريد الوطن
-حلال : مباح - خبيث : فاسد × طيب ج خُبَثاء، وخِبَاثٌ، وخَبَثَة - المذاهب : يقصد مذاهب المستعمرين - رجس : دنس قبيح ج أرجاس - مرجل : قدر ج مراجل - شراع : قلع ج أشرعة، شُرُع
- سيرى : انطلقي " يخاطب السفينة " - وجهك : اتجاهك وقصدك
- أرسى : قفي و استقري وهو فعل أمر ماضيه " أرسى " ومصدره " إرساء "
- الفنار : المنار " يريد منار الإسكندرية "
- يد الثغر : المراد شاطئ الإسكندرية
- الرمل والمكس: من أحياء الإسكندرية.
الشـرح
(8) يخاطب شوقي السفينة مستدراً عطفها قائلاً لها : إن أباك البحر مشهور عنه الكرم ، فَلِمَ يبخل علىّ و يبقيني حبيساً في أسبانيا ويمنعني من العودة إلى الوطن ؟!
(9) ثم يستنكر قسوة الاستعمار الذي يحِّرم الأوطان على أبنائها المخلصين و تباح للغرباء من كل جنس ليستمتعوا بخيراته ، تماماً كما يباح الدوح و الشجر لكل أنواع الطيور الغريبة ، ويحِّرم على بلابله التي تعيش فيه .
(10) ثم يصل بنا الشاعر إلى حكمة مفادها : " أن أهل الدار أحق بها " ، و كل وطن أحق بأبنائه ، و لا ينكر هذا الحق إلا أصحاب الآراء الفاسدة المستعمرون الذين استحلوا ديار و خيرات أوطان المستضعفين و قاموا بنفي من يعارضهم من أهلها .
(11) ، (12) يستعطف الشاعر السفينة (رمز العودة) أن تحمله إلى مصر، ويتعهد لها بأن يقدم لها كل متطلبات الرحلة؛ فأنفاسه الملتهبة شوقاً وقودها، وقلبه الخافق بحب الوطن شراعها، ودموعه الغزيرة الملتاعة بحر تسير فيه و حين تبحرين فولّي وجهك شطر (تجاه) الإسكندرية ، و أرسي بين الرمل والمكس؛ حيث كنت أعيش سعيدًا في وطني ...
س : ما الذي يستنكره الشاعر في البيت التاسع ؟
جـ : يستنكر الشاعر تحريم وطنه عليه وإباحته لغيره فهو ممنوع من الإقامة بمصر بينما جنود الاحتلال و الغرباء يتمتعون بخيراتها.
س : لماذا حرص الشاعر علي ذكر (الفنار – رمل – مكس – الثغر) ؟
جـ : حرص الشاعر على ذكر (الفنار – رمل – مكس – الثغر ) ؛ لأن هذه الأماكن مرتبطة بذكرياته حيث كان يقضى شهور الصيف هناك تنزها على هذا الشاطئ .
التـذوق الأدبى و مواطن الجمال
(8) -[يا بنة اليم] : أسلوب إنشائي / نداء غرضه : التمنى و الاستعطاف ، في النداء استعارة مكنية حيث شبه السفينة بإنسان يُنَادى عليه ، وسر جمالها التشخيص .
-[ابنة اليم] : كناية عن موصوف وهى السفينة، وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل.
-[ما أبوك بخيل ] : استعارة مكنية حيث شبه البحر بإنسان كريم ؛ ليستدر عطفه و يسمح له بالسفر و العودة إلى الوطن .
-[أبوك] : كناية عن موصوف و هو البحر .
-[ماله مولعاً بمنع وحبس؟] :أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : التعجب.
-[منع ـ وحبس] : نكرتان للتهويل.
ملاحظات مهمة :
-[حبس] : يرى بعض النقاد أن " حبس " مجلوبة للقافية، وهم مخطئون في ذلك لأن عطف " حبس " على منع أفاد التوكيد والتنويع، فالمنع هو الحرمان من الحق، فالشاعر ممنوع من حقه في الإقامة بالوطن، ومحبوس في مكان بعيد حبسا معنوياً، لا يستطيع الخروج منه إلا بإذن المستعمر كما أن الحبس نتيجة للمنع.
(9) -[أحرام؟] : أسلوب إنشائي / استفهام للاستنكار .
-[حرام ـ وحلال] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
-[بلابله]: استعارة تصريحية ، حيث شبه المصريين بالبلابل ، و حذف المشبه و صرح بالمشبه به وفيها توضيح .
-[الدوح]: استعارة تصريحية ، حيث شبه الوطن بالدوح ، و حذف المشبه و صرح بالمشبه به و فيها توضيح .
-[الطير] : استعارة تصريحية حيث شبه المستعمرين و الأجانب بالطير ، و حذف المشبه و صرح بالمشبه به و فيها توضيح .
- و يجوز أن يكون البيت التاسع كله استعارة تمثيلية أو تشبيه ضمني ، فقد شبه الصورة المؤلمة لوطنه، وقد حرم أحراره من الإقامة فيه، وأبيح للأجانب المستعمرين بصورة الدوح تطرد طيوره ويباح للطيور الغريبة، وهى توحي بالمرارة التي يحسها الشاعر واستنكار السياسة الاستعمارية الغاشمة.
*البيت التاسع كله يجرى مجرى المثل و الحكمة .
(10)-[خبيث من المذاهب رجس] : استعارة مكنية تصور مذاهب الاستعمار مادةً قبيحةً نجسةً، وسر جمالها التجسيم .
- [دار] : نكرة للعموم .
-[خبيث ـ ورجس] : نكرتان للتحقير .
-[الأهل] : التعريف للشمول .
-[رجس- خبيث] : ذكر [رجس] بعد [خبيث] لتأكيد وحشية الاستعمار .
البيت العاشر أسلوبه خبري غرضه ذم الاستعمار وهو يجرى مجرى الحكمة .
(11) -[نفسي مرجل] : تشبيه لنفسه الحار بالمرجل الذي يغلى ويمد السفينة بالطاقة الدافعة، وسر جماله التوضيح، ويوحي بشدة الشوق للوطن.
-[قلبي شراع] : تشبيه لقلبه بشراع السفينة الذي تحركه الريح، فيدفع
السفينة.
-[نفسي مرجل قلبي شراع] : محسن بديعي / حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
-[بهما في الدموع سيرى] : استعارة مكنية تصور دموعه الغزيرة بحرًا تسير فيه السفن، وسر جمالها التوضيح، و توحي بشدة حنينه إلى الوطن ، و تقديم الجار و المجرور قصر للتخصيص .
الخيال في الصور السابقة خيال مبتكر يدل على براعة شوقي .
يرى بعض النقاد أن الخيال في البيت الحادي عشر فيه تناقض . بين مع التوضيح
جـ : التناقض في أن الشاعر جعل السفينة بخارية مرةً وشراعيةً مرة أخرى ، ويمكن الرد على ذلك التناقض بأنه لا مانع أن يكون للسفينة البخارية شراع أيضا يستخدم حين يتعطل محرك السفينة، كما أن هذا أسلوب أدبي للتعبير العاطفي لا لعرض الحقائق العلمية .
-[سيرى ـ وأرسى] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد ويفيد العموم والشمول .
-[سيرى ـ أرسى] : أسلوب إنشائي / أمر للتمني .
(12) -[اجعلي] : أسلوب إنشائي / أمر للتمني .
-[اجعلي وجهك] : استعارة مكنية ، تصور السفينة إنساناً يخاطب وله وجه وسر جمالها التشخيص.
-[يد الثغر] : استعارة مكنية ، تصور الثغر إنساناً له يد، وسر جمالها التشخيص .
و توحي بالترحيب، وحسن الاستقبال.
- [الفنار] : كلمة محرفة عن " المنار " وكان يمكنه استعمالها بدون أن يتأثر الوزن، ولكنه حرص على استعمال " الفنار ـ والرمل ـ والمكس " للتلذذ بذكرها وتعبيراً عن حبه لها .
الفكرة الرابعة
" لا يمكن نسيان الوطن "
13- وَطَنِي لَوْ شُغِلْتُ بالخُـلْدِ عَنــــــْه نَازَعَتْنِي إلَيْه في الخُلْدِ نفْسِــــي
14- وَهَفا بالفؤادِ في سَــلْسَبِيــــــــــلِ ظَمَـــــأٌ للسَّوادِ من عَيْنِ شَمْسِ
15- شَهِدَ الله لَمْ يَغِبْ عَنْ جفــوني شَخْصُهُ ساعةً ولَمْ يَخْلُ حِسي
اللغويـات
- شُغِلْتُ : تلهيت - الخلد :البقاء و المقصود الجنة
- نازعتني إليه : اشتاقت إليه - هفا بالفؤاد : حركه وذهب به و مال
- الفؤاد : القلب ج أفئدة - ظمأ : عطش والمراد شوق × ارتواء
- السلسبيل : الماء العذب (عين في الجنة)ج سلاسب و سلاسـيب
- السواد : القرى المحيطة بالمدينة والمراد هنا ضواحي عين شمس ج أسودة
- شهد الله: علم - جفوني : المراد عيوني
- شخصه : ذاته " يقصد الوطن " - ساعةً : لحظةً
- لم يخل : لم يفرغ - حسي : إدراكي .
الشـرح
(13) إن حبي لوطني الغالي كبير لا يشغلني عنه شاغل مهما كان عظيماً حتى و لو كان الخلود في الجنة .
(14) لذلك فإن قلبي مشتاق لأن يروي ظمأه الشديد إلى مصر و ضواحيها الجميلة برؤية أهلها و لقاء الأهل في منطقة عين شمس التي عشت فيها فترة من الزمن .
(15) و يعلم الله أن صورة وطني لم تغب عن عيوني لحظة وأن حبه لم يفارق روحي رغم بعدي عنه فصورته أمام عينيّ و في قلبي على الدوام .
- الأبيات مترابطة فالبيت الثاني يكمل معنى البيت الأول والبيت الثالث دليل يؤكد شدة شوقه إلى مصر فهو يشهد أن صورتها لم تغب عنه لحظة.
التـذوق الأدبى و مواطن الجمال
(13) - البيت الثالث عشر كله كناية عن شدة حبه لوطنه.
-[لو ] : حرف شرط يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط و يفيد استحالة انشغاله بغير الوطن .
-[شغلت عنه ـ ونازعتني إليه نفسي] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
-[وطني ] :الإضافة تدل على شدة التعلق بالوطن .
-[الخلد] : كناية عن الجنة ، و تكررت مرتين في البيت ؛ لبيان ضخامة حب الشاعر لوطنه وتعلقه الشديد به .
-أسلوب البيت الثالث عشر خبري لتقرير حبه لوطنه ، وإن كان فيه مبالغة شديدة .
لبعض النقاد رأي في البيت الثالث عشر..... وضحه واذكر رأيك.
جـ:يرى بعض النقاد بأن معنى البيت الأول فاسد ؛ لأنه حين يكون الإنسان في جنة الخلد تكون الدنيا قد انتهت ، فلا يكون هناك وطن يشتاق إليه ، أو لأن ذلك مخالف للدين الذي يجعل جنة الخلد أفضل مكان.
- ويمكن الرد على ذلك النقد بأنها مبالغة مقبولة لأنها في حب الوطن الذي يشبه كثيرًا بالجنة و المبالغة نابعة من خيال شاعر ، وقد خففها الشاعر باستعمال (لو) التي هي حرف امتناع الجواب لامتناع الشرط .
(14) -[هفا بالفؤاد ظمأ] : س / م تصور الفؤاد شخصاً يتحرك ويذهب، وفيها تجسيم .
-[ظمأ] : استعارة تصريحية ، فقد شبه الشوق إلى الوطن بالظمأ وحذف المشبه، وصرح بالمشبه به، وسر جمالها التوضيح، و توحي بشدة الشوق .
-[السواد] : محسن بديعي / تورية فالمعنى القريب للسواد حدقة العين، يساعد على ذلك الفهم كلمة عين (غير مقصود) ، والمعنى البعيد المراد [الضواحي] حول عين شمس، وهى تورية متكلفة غامضة، وذلك يقلل من جمالها.
-[عين شمس] : مجاز مرسل عن أهلها علاقته المحلية .
-[سلسبيل ـ ظمأ] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
(15) - البيت الخامس عشر كله كناية عن شدة حبه لوطنه.
-[شهد الله] : تعبير يوحي بصدقه و إخلاصه في حب الوطن .
-[جفوني] : مجاز مرسل عن " عيوني " علاقته الجزئية، فقد أطلق الجزء وأراد الكل، وسر جماله الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .
-[شخصه] : استعارة مكنية تصور الوطن إنسانًا له ذات وشخص، وسر جمالها التشخيص .
-[ساعة] : نكرة للتقليل، فالمقصود بها أقل جزء من الوقت .
- وأسلوب البيت خبري غرضه إظهار التعلق بالوطن.
كيف وظّف الشاعر الألفاظ في إظهار حبه الشديد لوطنه؟
جـ : الشاعر شديد الحب لوطنه ولذلك عبر بألفاظ ملائمة لتلك العاطفة مثل (وطني) فقد أضافه لياء المتكلم دلالة على ارتباطه به و (الخلد) والمراد الجنة التي يحرص الجميع عليها لكنها لا تصرفه عن وطنه بل تشد نفسه إلى الوطن. وتضحي بالجنة و (هفا بالفؤاد) يدل على حركته في اتجاهه إلى الوطن. و (شهد الله) تعبير يدل على الصدق والله شاهد على ذلك، وتنكير (ساعة) للتقليل فهو لا ينسى وطنه لحظة. (ولم يخل حسي) تعبير يدل على شدة إحساسه بحب الوطن. وهذا يدل على قوة عاطفة الشاعر نحو الوطن.
التعليق
- النص من الشعر الوطنى
- غرض النص : الحنين إلى الوطن .
ومن خصائص هذا الغرض تمتزج فيه الأفكار بعاطفة الحنين إلى الوطن ، والدفاع عنه ، ومقاومة المستعمرين ، والتنديد بهم ، مع روعة في التصوير ، وجمال في التعبير .
من ملامح المحافظة على القديم:
1 ـ التزام الوزن ووحدة القافية.
2 ـ الحرص على اللفظ العربي الأصيل.
3 ـ التأثر بالخيال القديم.
4 ـ معارضة الشعراء القدامى.
من ملامح التجديد:
1 ـ الموضوع جديد فهو من الشعر الوطني .
2 ـ اختيار عنوان للنص تدور حوله الأفكار .
ملامح شخصية شوقي من خلال النص:
( ا ) - وطني صادق الوطنية وعربي مسلم مخلص لأمته الإسلامية والعربية.
(ب) - واسع الثقافة عميق الأفكار خبير بالمذاهب السياسية.
(جـ) - شاعر موهوب عبقري ينافس أعظم شعراء العرب في أزهى العصور.
الخصائص الفنية لأسلوبه:
(ا ) - فصاحة الألفاظ وبعدها عن الغرابة والتنافر.
(ب) - جزالة العبارات وإحكام صياغتها كأنها سبائك الذهب.
(جـ) - روعة التصوير والإكثار من الصور التي تخدم المعاني.
( د ) - الاستعانة بالمحسنات البديعية غير المتكلفة غالبا.
(هـ) - وضوح الأفكار وترابطها وتحليلها وتعميقها.
س : تشتمل القصيدة على أبيات صار كل منها مثلاً بعد ذلك . اذكر بعض هذه الأبيات مبينًا سبب الاستشهاد بها .
جـ : من الأبيات التي صار كل منها مثلاً :
* اختلاف النهار والليل ينسي اذكرا لي الصبا وأيـــام أنسي
* كلما مرت الليالي عليـــه رق والعهد في الليــــالي تقســي
* أحرام على بلابله الــــــدوح حلال للطير من كـــــل جنس
* كل دار أحق بالأهــــــــــل إلا في خبيث من المذاهب رجــس
* وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
لأن كل بيت يمكن الاستشهاد به في المواقف التي تشبه معناه .
س :ليست المعارضة تقليدًا ولكنها مباراة اشرح ذلك في ضوء دراستك .
جـ : برع شوقي في محاكاة القدماء وتفوق عليهم ؛ إذ دخل معهم في مباريات لإثبات جدارته ؛ فعارض البحتري بهذه القصيدة ، كما عارض ابن زيدون في قصيدة أخرى ، وعارض البوصيري في نهج البردة ، وظهر تفوقه عليهم جميعًا ؛ فليست معارضة السابقين ضعفًا أو تقليدًا ناقصًا ؛ فشوقي جمع بين الموضوعات التي أبدعها والموضوعات التي سبقه بعضهم بها ، لكنه كان دائمًا سباقًا .
س : وازن بين قول البحتري :
صُنْتُ نَفْسِى عَمَّا يُدَنِّسُ نفْسِى وترفَّعْتُ عن جَدَا كل جِبْس
وقول شوقي :
اختلاف النهار والليـــــل ينسي اذكرا لي الصبا أيام أنسي
جـ : لفظ شوقي أوضح ، أما البحتري فقد استعمل كلمةً فيها غرابة وهي "جبس" بمعنى "لئيم" ، وهذا يضعف التأثير النفسي .وفي كلا البيتين محسنات بديعية كالطباق بين " صنت – ويدنس " ، وبين " النهار – والليل" ، وبين "ينسي – واذكرا" .
ومعنى شوقي أجمل لأنه يتحدث عن ذكريات الصبا والسعادة في وطنه ، بينما يتحدث البحتري عن أخذ العطاء ، فنخرج من ذلك بتفوق شوقي لفظًا ومعنًى ، وهذا يؤكد أن المعارضة ليست تقليدًا ، ولكنها مباراة ومنافسة لإثبات الذات والمقدرة ، يضاف إلي ذلك أن بيت شوقي حكمة تجري مجرى الأمثال .
س : بناء القصيدة يقوم على أسس الكلاسيكية الجديدة . وضح .
حـ : حيث نجد فى هذه القصيدة :
1- تعدد الفكر فى القصيدة الواحدة .
2- تلتزم القصيدة وحدة الوزن و القافية .
3- يمضى شوقى مع القدماء فى بعض الألفاظ مثل ( الصَبا – ملاوة ) . ولكنه كعادته يتخذ من القديم منطلقا للتجديد فى استعمال اللغة .
4- يتسم أسلوب شوقى بالبيانية أى الاعتماد على التصوير البيانى .
5- تحدث شوقى عن الباخرة ، وهى الوسيلة التى تصل به إلى هدفه ومبتغاه مصر ، كما تحدث الشاعر القديم عن الناقة التى تصل به إلى هدفه سواء أكان محبوبا أم ممدوحا . وهو بذلك يحافظ على تقاليد القصيدة العربية .