منتخب أوروجواي الملك الجديد لكرة القدم بأمريكا الجنوبية

كان منتخب أوروجواي هو آخر الفرق وصولا إلى الأرجنتين في يوليو الماضي للمشاركة في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) ولكنه كان آخر الفرق التي ودعت بلاد التانجو.

وبينما كان المنتخب الأرجنتيني (راقصو التانجو) منشغلا في المباراة الافتتاحية للبطولة والتي انتهت بالتعادل 1/1 مع نظيره البوليفي في أول/تموز/يوليو ، عبر منتخب أوروجواي نهر لا بلاتا إلى مدينة ميندوزا التي أقام فيها معسكره خلال المشاركة في هذه البطولة.

ومع انتهاء فعاليات البطولة في 24 من الشهر نفسه ، كان المنتخب السماوي هو آخر المودعين للأرجنتين حيث عبر النهر مجددا عائدا إلى بلاده حاملا معه كأس البطولة بعد الفوز على منتخب باراجواي 3/صفر في المباراة النهائية للبطولة.

وبينما شق منتخب أوروجواي بقيادة مديره الفني القدير أوسكار تاباريز طريقه إلى منصة التتويج باللقب ، ودع المنتخبان الأرجنتيني صاحب الأرض والبرازيلي حامل اللقب فعاليات البطولة قبل ذلك بأسبوع حيث سقط كل من الفريقين في دور الثمانية للبطولة رغم كونهما أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب قبل بداية البطولة.

ورغم المفاجأة التي فجرها منتخب أوروجواي بإحراز لقب كوبا أمريكا ، تؤكد النتائج والواقع أنها لم تكن مفاجأة كبيرة في ظل مستوى الفريق في السنوات القليلة الماضية.

وسبق لمنتخب أوروجواي أن أكد على تقدمه في المستوى على نظيريه الأرجنتيني والبرازيلي اللذين خرجا من دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بينما أكمل منتخب أوروجواي طريقه إلى المربع الذهبي للبطولة.

وأكد منتخب أوروجواي من خلال كوبا أمريكا 2011 أن فوزه بالمركز الرابع في مونديال 2010 لم يكن من قبيل المصادفة. وبرهن منتخب أوروجواي على أنه المنتخب الأفضل حاليا في أمريكا الجنوبية من خلال الفوز بلقب كوبا أمريكا.

وقال لويس سواريز نجم هجوم منتخب أوروجواي "فزنا باللقب لأن منتخب أوروجواي ليست لديه بيضتان فقط وإنما ثلاث" في إشارة إلى أن الفريق يضم ثلاثة مهاجمين بارزين هم سواريز وإدينسون كافاني ودييجو فورلان.

وفاز سواريز بلقب أفضل لاعب في البطولة كما سجل أربعة أهداف لفريقه في البطولة بينما حل البيروفي باولو جيريرو في صدارة قائمة الهدافين برصيد خمسة أهداف وفاز بلقب الهداف.

وانفرد منتخب أوروجواي بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب كوبا أمريكا برصيد 15 لقبا علما بأن آخر لقب سابق له في البطولة كان في عام 1995 .

وكان سواريز وفورلان اللذان سجلا الأهداف الثلاثة في المباراة النهائية للبطولة هما أبرز النجوم في صفوف منتخب أوروجواي الذي ضم مجموعة أخرى من النجوم الرائعين في مختلف المراكز مثل فيرناندو موسليرا حارس المرمى ودييجو لوجانو مدافع الفريق واللاعب الشاب سيباستيان كواتيس وإيجيدو أريفالو ريوس ودييجو بيريز.

وكان الأداء الجماعي المتميز هو أكثر ما تميز به منتخب أوروجواي ودفعه للتفوق على منتخبي الأرجنتين والبرازيل علما بأنه أطاح بالمنتخب الأرجنتيني من دور الثمانية للبطولة.

ولكن المنتخب الأول لم يكن الوحيد في كرة القدم بأوروجواي الذي حقق إنجازا في عام 2011 حيث شق منتخب الشباب (تحت 20 عاما) طريقه إلى مسابقة كرة القدم المقررة في دورة الألعاب الأولمبية القادمة (لندن 2012) كما فاز منتخب الناشئين بالمركز الثاني في كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) بالمكسيك.

كما وصل بينيارول بطل أوروجواي إلى نهائي بطولة كأس ليبرتادوريس لأندية أمريكا الجنوبية.

وكان تألق منتخب أوروجواي ونتائجه في مونديال 2010 وكوبا أمريكا 2011 نتاجا للمشروع الذي بدأه تاباريز الملقب بالأستاذ منذ أن تولى قيادة الفريق حيث اعتمد على لاعبين صغار السن لتكوين جيل قادر على الدفاع عن سمعة الفريق لسنوات طويلة.

ورغم ذلك ، ظل تاباريز محتفظا بتواضعه حيث قال "لم أبتكر شيئا. قلدت فقط ما قدمه خوسيه بيكرمان سابقا مع الأرجنتين" في إشارة إلى ما قدمه بيكرمان على مدار الحقبة التي قاد فيها منتخب الشباب الأرجنتيني من 1994 إلى 2002 .

وفي المقابل ، واصل المنتخبان الأرجنتيني والبرازيلي أزمتهما التي بدأت في السنوات القليلة الماضية حيث خرجا من دور الثمانية في كوبا أمريكا 2011 بعد عام واحد من خروجهما المبكر أيضا من نفس الدور في مونديال 2010 .

وأسفر الخروج المبكر من كوبا أمريكا عن رحيل سيرخيو باتيستا من تدريب المنتخب الأرجنتيني بعدما فشل في استغلال وجود لاعبين بارزين مثل ليونيل ميسي ضمن صفوف الفريق.